أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى مجدي الجمال - العلمانية ليست مرادفة للإلحاد














المزيد.....

العلمانية ليست مرادفة للإلحاد


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 09:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان أنصار ومقاتلو التنوير في الماضي يحترمون المؤمنين ويأخذونهم بالحجة العلمية المقرونة بالاحترام والتفهم واللفظ الراقي.. ربما لأنهم أكثر احترامًا ووعيًا بثقافة الشعب، وأن مسعاهم الفكري لن ينجح بتجاهل مستوى الاستعداد الحضاري لتقبل حتى فكرة التعايش المسالم مع الأفكار المخالفة..
لكن الملاحظ في العقدين الأخيرين وبعد تفشي رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) في الغرب، واستعداد الأخير لتمويل وتلميع كل من يتطاول على المعتقد الإسلامي بعلم أو غير علم، انطلاقا من فكرة "اللي تغلب به العب به".. وقد كان هذا ديدن كل أجهزة الاستخبارات الغربية الكبرى.. ففي فترة تبنت في بلداننا النزعة العربية في مواجهة الإمبراطورية العثمانية.. وفي حالات أخرى استعانت بالنزعات القطرية للوقوف بوجه موجة المد العروبي.. ثم استعانت بالأصولية المتحجرة في مواجهة كل من الشيوعية والقومية العربية والوطنية القطرية المستقلة.. والأخطر مع العولمة كانت مساندة وتمويل الاتجاهات الانقسامية العرقية والجهوية والثقافية لتفكيك الدولة الوطنية في البلدان العربية الكبرى وخصوصا ذات الثروات الطبيعية..
طبعا كل تلك الاتجاهات لها جذورها ومكوناتها أصلا في واقع بلدان المنطقة، ولكن تلك الأجهزة تعرف كيف تثير الخلافات بما يساعد في الإضعاف، وكيف تختار الأداة/ الحليف المحلي.. ولذا كان الاختلاف في كل ظرف وحالة.
ومنذ فترة لاحظنا الاهتمام الغربي بمن أسموا أنفسهم التنويريين.. سواء بالاحتفاء والبروزة والتنجيم.. لكن لاحظنا بالمثل التوجهات الآتية بالنسبة للتنويريين، طبعا دون أن ننجرف لاتهامات وسخائم الظلاميين.. وكون أولئك الرموز يتعرضون للتحقير والتهديد من جانب القوى التقليدية والمحافظة فليس معنى هذا ألا ننقد عيوبه وأخطاءهم.
أولا : نلاحظ على التنويريين أنهم يقصرون معظمم جهدهم على التهجم على الدين الإسلامي.. ونادرا جدا ما نجد تهجما على الدينين الآخرين رغم أن الجذور بين الأديان الثلاثة متشابكة.. ولهذا بالطبع تبريره عندهم بأنهم لا يستهدفون الأقليات "المستضعفة"..
ثانيًا : كلما طالعت موقعا تفاعليًا للتنويريين على الشبكة العنكبوتية.. أجد أن الغالبية الساحقة من مؤيديهم ينتمون لدين آخر، يعبرون عن فرح انتقامي غوغائي بالسخرية من الدين الآخر.. فهل هذا يعد إنجازًا أم تأجيجًا للتشاحن الطائفي؟
ثالثًا : لا نختلف في خطورة تفشي الاتجاهات الظلامية المتسربلة بالإسلام.. ولكن من الصعب أن أقتنع بالصمت المخزي عن الصهيونية المسيحية واليهودية، وما يروج في الغرب عن الحضارة اليهودية/المسيحية في مواجهة الخطر الإسلامي.
رابعًا : هناك تعارض وفارق ضخم بين الإلحاد أو اللادينية وبين العلمانية.. فالعلمانية لا تعني الانخراط في تكذيب دين بعينه والسخرية من مقولاته ومسلماته دون أي مراعاة لفروق السياقات الزمنية والمكانية.. وإنما العلمانية تحترم المعتقدات الدينية المختلفة ولا تفرق بينها، لكن تشترط الفصل بين الدين وبين الدولة والحياة السياسية والمدرسة.. وخصوصًا أن تتكفل كل طائفة بالإنفاق على مؤسساتها وليس من ميزانية الدولة، وربما أيضًا من التمويل الأجنبي.
خامسًا : لم يتعلم من نناقشهم هنا.. لم يتعلموا شيئًا من احتقان الجمهور العام ضد أفكارهم، فتكون النتيجة ازدياد التعصب ضد العلمانية وإلصاق شبهات الكفر (غير الضروري) بها، ومن ثم إشعال المزيد من نزعات الجهالة والعنصرية.
سادسًا : إذا كان التطور والتخلص من رواسب تقليدية غائرة تعطل النمو فلن يكون هذا بالقضاء على الدين أو تحقيره.. والتلذذ بالتمجيد الغربي لشجاعتهم وعلمهم المستلهم معظمه للأسف من كتابات مستشرقين مغرضين. وإنما يتحقق الهدف المذكور (إن وجد) بتطوير البنية التحتية وتنقية الثقافات الوطنية من التعصب والنزعات الاستسلامية والفوضوية، وأن تنشأ ببلداننا تنمية صناعية كبرى تقوم على قيم العقلانية واحترام العلم والعمل والوحدة الوطنية.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست مؤامرة خالصة ولا ثورة بدون شوائب
- حدث خلسة (أقصوصة)
- عمر من الخلافات
- أخطر اجتماع
- فداحة التحدي وهزال الاستجابة
- عتاب على شيوعيي السودان
- من مقالب الناشرين في المترجمين
- أصعب أيام مصر
- الشكلانية الديمقراطية ووهم تمثيل المستضعفين
- انزلاقات يسارية
- المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة
- التهمة إدمان المنشورات
- حوارات ثورية
- وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
- ويبقى أنيس مورقًا فينا
- كيف أحرجنا رجال السادات
- أركيوبتركس
- الأم جونز
- كنت ضيفًا على المخابرات السودانية
- عشر سنوات على خطاب أوباما الثقافي


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى مجدي الجمال - العلمانية ليست مرادفة للإلحاد