نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 01:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"النزاعات والحروب الموجودة حاليا مرتبطة بالبشر، البشر يتصفحون طيلة النهار على الانترنت، وكلما شاهدوا شيئا ينجرون وراءه لمشاهدة المزيد والمزيد".
يوشياهو بينتو.
و إليك ما كان حراس الدجل بالأمس عليه حريصين؛ اليوم غدوا عليه ناقمين؛ فعلى خلفية التصدع والانقسام داخل مجتمع الكيان المحتل. يوشياهو بينتو؛ الحاخام الإسرائيلي دعا أتباعه للعمل على توحيد الإسرائيليين؛ قائلا بيقين ما سيحصله المرابي؛ و لو إلى حين "إن صمت الجميع ولو قليلا يمكنه رأب الصدع".
فعن صائب نظر؛ حصله بعد إعمال فكر؛ ناله مكرها من واقع لم يعد يطاوعه؛ سيصدر يوشياهو؛ "النزاعات والحروب الموجودة حاليا مرتبطة بالبشر، البشر يتصفحون طيلة النهار على الانترنت، وكلما شاهدوا شيئا ينجرون وراءه لمشاهدة المزيد والمزيد، إن كانوا ينتمون إلى اليمين لا يشاهدون سوى اليمين، والأمر نفسه بالنسبة لليسار يشاهدون ما يتعلق باليسار، وكل طرف يعتقد أنه وحده على حق، ويحرصون على مشاهدة الأمور التي تنسجم مع مواقفهم".
و بعد أن وقف على هذه الحقيقة؛ التي تربك ما دان له و تشرب به؛ و كان قد ألف محاباته؛ و غدا على الترويض عصيا ؛ جعل الحاخام يعرب مصرحا عما ظل ردحا مضمرا مرعي النهج: "إذا تواجدت في مكان تسمع فيه حديث سيئ عن شخص ما، هذا يؤثر على وجدانك ويغذي جميع المشاركين بالكراهية".
و حتى يبقى وفيا لقناعته؛ و إن كان يبديها على حذر الممتعض مسنودة بحكمة حاخامية عن سلفه؛ "فيلنا_غاوون (عالم تلمود وحاخام 1720م - 1797م)؛ يوضح أنه إذا كان هناك جدل بين شخصين فهما سيسويان الأمور بينهما في نهاية المطاف، أما إذا كان هناك شخص ما يحرض علينا فلن نستطيع ذلك؛ كون المحرض يؤجج الجدل مجددا وباستمرار".
و كيما يبقي على حبل الهسبرا دارجا و للاستعلاء المجاني عابرا؛ الحاخام يوشياهو ينتهي واعظا بحسرة تشاكسه و لنفسه لا تتركه، و قد هاله ما لاح من ملامحه البائسة على مرآة؛ عتمت و صورتها المرعية بهتت."وماذا يحدث حاليا؟ الناس يجلسون ويواصلون النميمة ليخلقوا أجواء الخلافات والإفساد مما يشكل دمارا منقطع النظير، ويتمثل الداء لهذا المرض في تراجع كل واحد قليلا وفي سكوت كل واحد قليلا ليستعيد الشعب اليهودي وحدته.. ببساطة السكوت.. لا يوجد شخص ندم على صمته".
"الكيان المسخرة " هو من سيندم بادعائه حقا غصبه قهرا مع هسبرا لا تلين؛ فلكم كفوا عن وصمه بما يشينه ذرائعيا؛ بمقتضى خدمات على المقاس للإمبريالية الغربية في المنطقة لوأد طموحات الاستقلال و الوحدة فيها، بعلة كونه حل تاريخي لأزمة المجتمعات الغربية الطائفية والعنصرية مع اليهود كأقليات بين ظهرانيها؛ و مع الحكم النازي بألمانيا نالت بغيتها، لتنتهي بحشرها في جيتو كبير في فلسطين.
اليوم تحول الكيان المغتصب إلى مسخ يميني؛ بمسوح دينية أصولية؛ في زاوية ضيقة محشورا مارقا؛ و في عزلة عن العالم منبوذا؛ لإبادة جماعية سافرة ينتصر؛ و بها على سوءات اندحاره يغطي. عاملا على متابعة تكريس المسير بصغار وكيل و شنار "كيان موز".
أما العالم الحر؛ و كشاهد على تضليل ممنهج؛ فيجوب عواصم المعمور متحررا من تلك الهسبرا المتهافتة بوعي؛ يمشي على قدميه.
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟