أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله بولرباح - السداجة السياسية














المزيد.....

السداجة السياسية


عبدالله بولرباح
كاتب وباحث

(Abdellah Boularbah)


الحوار المتمدن-العدد: 7970 - 2024 / 5 / 7 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتداول البعض من الأشخاص، المحسوبين، مع الأسف، على الصف اليساري ، افكارا من النمط الثيوقراطي، بالغة الساذجة في بعض جوانبها، يستعملونها كفزاعة ضد حرية الرأي والتعبير وحرية الانتماء السياسي. هكذا نجدهم يرفعون باستمرار، دون أدنى اعتبار لاي مقام، ودون اي توضيح او تفسير، يافطة " لا لتسييس كذا"... وغيرها من مثل هذه التعبيرات، التي تنهل من تفكير لا ديمقراطي ومن تغييب كلي للحريات والحقوق الأساسية للانسان .
يعتبر الانتماء السياسي وحرية الرأي والتعبير والمعتقد من الحقوق الإنسانية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والشرعية الدولية ذات الصلة. كما دساتير العديد من الدول تكفل هذه الحريات والحقوق منها دستور 2011 بالمغرب الذي حصص بابه الرابع لهذه الحريات والحقوق.
وبغض النظر عن كون اليافطة" لا لتسييس كذا" هي في حد ذاتها سياسة وتعبير عن موقف سياسي، يحاول إخفاءه عمدا القائلون بها، ويسعون مقابل ذلك الى مصادرة حق الآخرين في الرأي والتفكير والانتماء السياسي، وكان موقفهم ورايهم هو الوحيد السديد والذي يجب على الآخرين تبنيه، فإن التفكير المنطقي في ابسط تجلياته يخبرنا اننا سواء كنا في منظمة سياسية او مدنية، لا ننطلق في لحظات النقاش من فراغ او اننا نتبنى منطلقات وافكار المسؤولين عن هذه المنظمة او تلك. ففي حال النقاش داخل اجهزة المنظمة السياسية، نستحضر بالطبع انظمتها الأساسية واهدافها الاستراتيجية وطرق اشتغال أجهزتها، لكننا ننطلق في دراسة القضايا والمشاكل المعروضة علينا من قناعاتنا وافكارنا الشخصية وتقديرنا الخاص. ولا يمكن لأي كان ان يمنعنا من ذلك، في لحظة النقاش والتداول. بل يبقى هذا الأمر مطلوبا في المنظمات الديمقراطية. لكن عندما يتخذ القرار بشكل سليم، وفق الإجراءات والمساطر المنصوص عليها في قوانين المنظمة، علينا أن نلتزم به وان كان على النقيض من موقفنا. مع العلم ان التعبير عن رأينا يبقى دائما مكفولا، ولا يمكن لأي كان ان يصادره منا.
اما في المنظمة المدنية فإننا كاعضاء نستحضر كذلك، أثناء النقاش والتداول، الانظمة الأساسية والداخلية لتلك المنظمة، كما من حقنا ان نستحضر وننطلق من قناعاتنا الشخصية او السياسية ونعبر وندافع عن راينا وعن تقديرنا الشخصي للامور بكل حرية. اذا لم ننطلق من هذه الأمور البديهية والمنطقية، فمماذا سننطلق ياترى؟ هل سينزل علينا الوحي ام سنتبنى أفكار وتقديرات الآخرين ؟ هل التعبير من موفق سياسي أثناء المناقشة والتداول في إطار هياكل منظمة مدنية يعني تسييسها؟ هل لا يحق للمنتمين سياسيا الانتماء للمنظمات المدنية؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تتناسل في الذهن عندما نرى اليافطة "لا لتسييس كذا". الحقيقة ان المنظمة المدنية المسيسة هي التي يسود فيها رأي واحد أو أن اعضاءها ينتمون لتوجه سياسي واحد. كل منظمة مدنية غير مفتوحة عمليا لكل الانتماءات السياسية او الفكرية، او غير منفتحة او غير متعاملة على قدم المساواة مع مختلف الفاعلين السياسيين، هي في نهاية المطاف منظمة سياسية وليست مدنية.



#عبدالله_بولرباح (هاشتاغ)       Abdellah_Boularbah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة ابريل، صدق ابريل
- التفكير الديمقراطي
- مدونة الأسرة، حماية للأسرة وللمجتمع
- فل تسمو المبادىء
- من أجل قراءة موضوعية للحساب الإداري للجماعات بالمغرب
- من اجل سياسة بيئية بديلة
- القيم الإنسانية في المحك: قراءة سريعة في رواية الطريق لكورما ...


المزيد.....




- تحديث مباشر.. تطورات ضربات الهند داخل باكستان ورد الأخيرة
- الهند تختار اسما بدلالة دينية لضربتها ضد باكستان.. إليكم معن ...
- قطر.. حمد بن جاسم يعلق على هدنة أمريكا والحوثي وضربات إسرائي ...
- الداخلية السعودية تنفذ 3 إعدامات بـ3 قضايا وتكشف تفاصيل
- عاصفة رملية ضخمة تغطي أجزاء من السعودية بالغبار وتحجب الرؤية ...
- اكتشاف أوجه تشابه جديدة بين المريخ والأرض
- في أي عمر تتدهور لياقتنا البدنية؟
- الكشف عن تفاصيل إحباط الاستخبارات التركية مخططا للموساد في ل ...
- تأثير إيجابي لموت المرجان على ظاهرة الاحتباس الحراري!.. بيان ...
- حاملة الطائرات الأمريكية -كارل فينسون- تدخل بحر العرب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله بولرباح - السداجة السياسية