مايو يستعجل الهروب

محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7969 - 2024 / 5 / 6 - 21:24
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي 2024: تأثير الحروب والصراعات المسلحة على العمال والكادحين، والحركة النقابية
    

وهاهو مايو/ أيار يستعجل الهروب ،ويسارع الخطى للفرار،فقد أنهكه وهزمه سبات الضمير العالمي
لقد خجل منا ، وارتدى جبة الحياء ،فقد عهدناه قويا، ساطعا، لامعا، يكسر رتابة الربيع ليشعل دفء الزمن ويكشر عن أنيابه الغليظة بوشم يبقى قويا طوال زمن ليس بعيدا .
هاهو أيار ، ينحني انحناءة طفل تلبس بجرم عظيم ،أو انسان يكاد يتوقف قلبه عن النبض الجميل ،بعد أن يئس من بقاءه شمخا بين الشهور كما طان لأنه يحتضن زمنا بتواريخ تاريخية .
هاهو أيار يعلنها صراحة، جهرا، أطلقوا سراحي، فقد استوى كل شيء، وأصبح اللاشيء أشياء ،والشئ تشييئا ،لقد تحول اللعب، وأصبح شهرا عاديا بين التافهين وفقد شارة الكبار كما عهد عنه منذ تاريخ طويل ومجيد .
وها هو أيار ينزع منا كل شيء، حتى الإنسانية أكد أنها غادرتنا إلى حين ،وسافرت بعيدا بعد أن وجدت نفسها وسط كائن لايشعرها بقيمتها الأزلية المعهودة عنها .
وهاهو أيار شهر الخصب والعطاء، يتحول لشهر التشردم والمهانة ،شهر القوة والرصانة، يغير جلده لشهر الضعف والإهانة ،شهر مشهور، تحول لشهر يشير فيه كل واحد لنا .....ها أنتم عراة حفاة ..
لقد كان شهر ماي مرجعا زمنيا للثورة والقوة، وانتزاع الحق وتكريس الصدح به كسلوك عادي ، فكيف هو الآن ؟
مر فاتح ماي.. بئيسا عجيبا ..مريغا ..كما تمر أعياد أصبحت مجرد ذكرى.. مجرد تاريخ للعطلة والتوقف والاستغلال ودس الرؤوس فوق الرمال....واصلت الرأسمالية حروبها الأزلية ضد طبقة أصبح النضال ضد من يناضل باسمها هو النضال الحقيقي الأول .
يواصل ماي تمدده ويستعجل العبور، ونحن نشاهد كيف هي الآن فلسطين القضية والتراب؟ وكيف يداس على كل شيء باسم كل شيء ، ومع اقتراب تاريخ النكبة التاريخي ، هل هناك نكبة أكثر من نكبة ضمير عالمي دفن رأسه تحت التراب وغادر إلى غير رجعة وهو يشاهد كيف هو مستوى الإنسانية ؟ وكيف وصل؟ وإلى أين يسير؟
حتى الأعياد فقدت رونقها ولمعانها التاريخي المعتاد كما يفقد الصغير لعبته المفضلة .

#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات