أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - حينما تتوحش المدنيّة














المزيد.....


حينما تتوحش المدنيّة


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7969 - 2024 / 5 / 6 - 15:41
المحور: المجتمع المدني
    


" شيء من وقاحات المدنيّة وبذاءاتها "

قد يتذكر البعض من القرّاء ممن يتابع ما جرى في القرن التاسع والقرن العشرين عند تمدد الهجرات الاستعمارية في الامريكتين إذ ما زالت في ذاكرتي تلك الصورة لرجل وامرأة وطفلهما، من هنود السيلنام الأصليين في أمريكا اللاتينية، أثناء نقلهم عن طريق البحر للعَرض فى أوروبا فى حدائق حيوان بشرية " أؤكد بشرية " فى نهاية القرن التاسع عشر شأنهم شأن الحيوانات المتوحشة
حيث التقطت هذه الصورة سنة 1899، لكن نقل مجموعات من هنود السيلنام بدأ في سنة 1889 ، بإذن من الحكومة التشيلية وقتذاك لنقل أحد عشرَ شخصاً للعرض فى أوروبا
كان شعب السيلنام المسالم ، يعيش فى منطقة بتاغونيا المعزولة ، بين الأرجنتين وشيلي ، واكتشف الأوروبيون شعب السيلنام، من خلال نار مخيماتهم، التي كانت تظهر من بعيد .
كان عددهم صغيرا لا يزيد عن ثلاثة آلاف نسمة ، حسب إحصائيات سنة 1896، وكانوا يتكلمون لغة تسمى «تشون» ويعملون بالصيد، وجمع المحاصيل ، ويتمتعون بطول القامة، والقوة البدنية، والقدرة على التكيّف، وتجنبوا الاتصال أو التعامل مع المستعمرين الأسبان الذين استولوا على الكثير من مواردهم الغذائية وقتلوا الكثير من الحيوانات التي كان يتغذى عليها السيلنام، كما أقاموا مزارع خراف واسعة لأنفسهم على أراضي السيلنام .
ولم يستطع هنود السيلنام، فهمَ مسألة الملكية الخاصة التي فرضها الأسبان على مزارعهم، فكانوا يصطادون الخراف من أجل الغذاء ومواصلة العيش ليس إلاّ ، وهو الأمر الذي رآه الأسبان قطعا للطريق ، فبدأوا يهاجمونهم ويرسلون إليهم العصابات المسلحة لتقتلهم، وتأتي بآذانهم ويقطعونها كدليل على القتل .
وفى الربع الأخير من القرن الـتاسع عشر تم إرسال ثلاث مجموعات من هنود منطقة بتاغونيا إلى أوروبا، حيث تم عرضهم فى حدائق الحيوان البشرية حالهم حال الحيوانات البرية والمتوحشة حينما تُعرض امام الاطفال والزائرين في الحدائق بعد وزنهم وقياسهم وتصويرهم ؛ وكان يتم عرضهم على الجمهور من 6 إلى 8 مرات يوميًا، وكانت الرعاية الصحية سيئة، ولهذا لم يستطع بعضهم التحمّل فماتوا قبل الوصول إلى أوروبا
في العام 1919 كان عدد هنود سيلنام 297 شخصًا وبسبب التنكيل والتحقير والقتل والاستهانة وبذاءات المستعمر الاسباني انخفض العدد إلى 25 فرداً فقط بحلول سنة / 1945
وفي العام 1974 توفيت "أنجيلا لويج" آخر هندية من هنود سيلنام، وانقرضت لغة تشون تماما وأعدادهم كلهم ولم يبق ايّ أثر لديهم على كوكبنا .
شكرا للديمقراطية وسعة الصدر التي تملكها .
تلويحة محبة واعتزاز الى المدنية الغازية لأنها أفنت شعبا صغيرا مسالما لا عدوانيا .
هكذا جعلناكم شعوبا وقبائل ليتمّ تصفيتهم لا ليتعارفوا بل لينقرضوا تماما من وجه أديم الأرض .
فما حلّ ببقية الهنود الحمر في أرض اليانكي وقتذاك أهون بكثير مما حلّ بشعب سيلنام بأعداده القليلة وتمّ فناؤه وإبادته تماما على يد الرجل الأبيض حينما تتوحش .

جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرائق حكّام سنغافورا في محاربة الفساد
- هكذا يراعون الهرِمين والعاجزين
- انحسار الوعي الفني والثقافي في بلاد الرافدين
- أيها المعلمون ؛ احفظوا قدسية رسالتكم
- قصة الفتى مخترع الواتسآب
- السعدُ الممتنع
- غيبة مصونة أيها الوطن ؛ لا لقاء بعدها
- عندما يعود رفيق عمرك منهكاً الى البيت يا ربّة الأسرة
- ما الذي يُبهج الرجلَ في حبيبته ورفيقة عمره ؟؟
- اختناقات وزحام عربة الحبّ
- تأملات في قراءة قصيدة الشعر
- حينما تحكم المرأة ويهمّش الرجل معزولا
- ولكلام الحبّ مراتبُه السبع
- بين بيكاسو وحلاّقهِ ؛ صديقه الحميم
- قصيدة - العَودُ أبعدُ -
- عندما يكون العقل مبدعا ثريّا والضمير نقيّاً
- طبائع وصفات لا تحبذها المرأة في رفيق عمرها الرجل
- أيها الزوجان والحبيبان ؛ تخاصما تتحابّا
- نقاهتي تُراقصني لتؤنسني
- بذور الطائفية السّامة أين تنمو ؟؟


المزيد.....




- السلطات اليمنية:ماتتعرض له الموانئ منذ 2015 جرائم حرب كبرى ل ...
- العفو الدولية تندد بقصف حزب الله للمدنيين في إسرائيل!
- محكمة موسكو تصدر حكما غيابيا باعتقال عميل الأمن الأوكراني لن ...
- إدانة 25 باكستانيا احتجوا على اعتقال عمران خان
- إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
- عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
- حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 ...
- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - حينما تتوحش المدنيّة