أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رضي السماك - طه حسين وحرية الصحافة العربية














المزيد.....

طه حسين وحرية الصحافة العربية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 20:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


يحتفل المجتمع الدولي في الثالث من مايو من كل عام ب " اليوم العالمي لحرية الصحافة" الذي أقرته منظمة اليونسكو،ومع أنه في عصر طه حسين لم يكن مثل هذا اليوم الدولي، وغيره من التشريعات الدولية والأتفاقيات ذات الصلة بحرية الصحافة بهذه الوفرة، إلا أن حال حرية الصحافة في دول العالم خلال النصف الأول من القرن العشرين لم يكن بالسوء الشديد الذي بتنا عليه اليوم، فمع أن طه حسين تعرضت مقالاته لسيف الرقابة حينذاك،على نحو ما جرى لمجموعته القصصية "المعذبون في الأرض" التي نشرها في مجلته " الكاتب المصري"، ومع أنه لم يسمح له بعدئذ بإعادة إصدارها في كتاب بعد إغلاق المجلة، فإنه يُحسب للنظام الملكي أنه تقبّل على الأقل -وإن على مضض- تعيينه وزيراً للمعارف( التربية والتعليم) في ظل نظام التعددية الحزبية السائد أياً تكن المآخذ عليه، في حين لم يخفِ طه حسين تبرمه من فصله من صحيفة "الجمهورية" منتصف الستينيات إبان العهد الناصري.كما تمكن حسين خلال العهد الملكي من التعبير عن سخطه من الرقابة على الصحف،وهذا ما أقرته المؤلفات التي صدرت لباحثين وكتّاب مصريين بعدئذ في العهد الجمهوري، ففي مخطوط غير منشور عُثر عليه بين أوراقه بعد رحيله تحت عنوان" محنة الأدب"نعى فيه حرية الصحافة من خلال خطاب وجهه للرقيب العام، ومما جاء فيه: " أشكر لحضرة معالي الرقيب العام عنايته بما كتبت ورده عليه وسؤاله عما يمكن الرقابة قد مسته من الفصول والبحوث الأدبية ليشاركني في الحزن على الحرية، وليرحم أيامها كما رحمتها، فأحسب أن يتفضل الرقيب العام فيوافقني أن الرقابة مكروهة مهما يكن الموضوع الذي تراقبه، وكل كاتب له الحق في أن يقول ما يريد في حدود القانون وحده، ولن يكون الأدب حراً، إلا إذا كان القلم حراً في كل ما يطرحه من الموضوعات...". لكن هذه الورقة التي نشر نصها د. إبراهيم عبد العزيز في كتابه " د. طه حسين الديمقراطية"الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، طبعة 2013، ص 28 بدت خالية من التاريخ! وينقل عنه صهره وزير الخارجية الأسبق محمد حسن الزيات في عهد الرئيس أنور السادات في كتابه "ما بعد الأيام" أستيائه الشديد من الرقابة التي استمرت خمسة عشر عاماً قبل الثورة : " ... إن الحرية هي قوام الحياة الأدبية الخصبة ... إذا ذهبت أجدب الأدب وعقم الفكر." (ص 192 من طبعة مؤسسة هنداوي ، 2018 ). وعلى هذا النحو عبّر عن غضبه من الأحكام العرفية التي فُرضت خلال الحرب العالمية الثانية والتي استتبعت على حد تعبيره" أن تُفرض الرقابة على الألسنة والأقلام" ( طه حسين ، بين بين، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، 2014، ص 78).وثمة كتابات ومقالات عديدة له بهذا المعنى في صحف شتى خلال العهد الملكي سُمح له بنشرها وأبدى فيها بصورة أو بأُخرى انتقاده للرقابة، ليس هنا مجال الخوض فيها تفصيلاً.
على أن طه حسين مثلما كان فارساً منافحاً عن حرية الصحافة والصحفيين، فقد كان مدافعاً أيضاً عن حقوق الصحفيين، ومن ذلك مقته لتقييم الكاتب الصحفى الشاب الواعد الذي يعمل بانتظام داخل مؤسسته الصحفية من خلال المعايير البيروقراطية الضيقة للإنتاج أو ومنطق المكسب والخسارة .وفي هذا الشأن يروي السيد أبو النجا في المقدمة التي كتبها لكتاب الأستاذ سامي الكيالي "مع طه حسين، أنه عندما كان مديراً لجريدة "المصري" كان ثمة محرر شاب من خريجي كلية الآداب من طلبة طه حسين يعمل معه ولطالما تأخر في تقديم مواده، وبعد أن أنذره غير مرة قام بفصله من العمل، فعاتبه حسين على ذلك منبهاً إياه أن الكاتب يكتب حين يستوحي لا حين تريد أنت كمدير إداري تحضر وتنصرف في مواعيد محددة، و مؤكداً له : " إن حرية الكاتب لا يمكن تقييدها بقيود". وللأسف فإن هذا الأسلوب في تقييم المحرر أو الكاتب الصحفي ما زال شائعاً في الكثير من مؤسساتنا الصحفية والإعلامية العرببة،ما ما يعرّضه لمثل الحال التي تحدث عنها أبو النجا والتي تنتهي بالفصل، سواء لأسباب تعسفية أو بدوافع كيدية.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش وميلاد الكلمات
- فيلم -إبادة غزة- الحائز على الأوسكار
- غزة والنكبة المستمرة
- ثلاث حالات غضب مُهدرة
- محمود درويش وغسان كنفاني
- الفلسطينيون بين قنبلتين
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية
- البروباغندا الإسرائيلية في عصر السوشيال ميديا
- لا ليست هذه الهند التي عرفناها
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية
- منى عبد الناصر والإشتراكية على الطريقة الناصرية
- جنين بين النكبة والصمود
- صولتان لإعصار ضواحي باريس
- الحديث الأخير مع ناظم ( 3- 3)
- الحديث الأخير مع ناظم (2- 3 )
- الحديث الأخير مع ناظم( 1- 2)


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رضي السماك - طه حسين وحرية الصحافة العربية