عن ( التحول الجنسى والتحريف / خائنة الأعين / المدائح النبوية / أغنية شادية )

أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 20:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السؤال الأول :
( تحياتي دكتور صبحي منصور، علمك أكثر من علمي بكثير. لقد استفدت كثيرا من علمك وأشكرك على ذلك. أستاذي العزيز، أنا الآن مكتئب ولست في حالة نفسية جيدة، أرجو من الله أن يدعو لي بالصحة الجسدية والعقلية . عزيزي الدكتور صبحي منصور، نعم، انظر على سبيل المثال، هناك الكثير من الناس الذين يقولون إنهم مدافعون عن الكتاب المقدس ويهاجمون المتحولين جنسيا باسم الدفاع عن الكتاب المقدس ، بينما يؤيد البعض الطلاق وممارسة الجنس بين الفتاة والصبي خارج إطار الزواج
بينما الحصول على الطلاق أمر خاطئ بحسب كتاب العهد الجديد . وهذا ليس سلوكاً منطقياً أن يهاجم الشخص المتحولين جنسياً باسم الدفاع عن العهد الجديد، بل يدعو إلى الطلاق . لكن هناك اختلاف خطير في الرأي بيني وبينك هو القول بأن القرآن يعتبر الكتاب المقدس بأكمله والتوراة الحالية محرفين، وأنه لا يوجد أي جزء من التوراة والكتاب المقدس صحيح وفقًا للقرآن. نعم، بعض محتويات التوراة التي تشجع على العنف غير منطقية وبعض محتوياتها قد تبدو غير منطقية ، إلا أن بعض محتويات العهد القديم تاريخية، وقد لا تكون موجودة في القرآن، ولكن عدم وجودها في القرآن لا يعني أنها خاطئة، لأن القرآن نفسه يقول إنه لم يخبر قصة بعض الانبیاء في القرآن. وفي العهد الجديد قصص أخلاقية ودعوات إلى اللطف، وهي حقًا جميلة ومفيدة وحقيقية
وليس لدينا أي سبب في القرآن لنقول أن العهد القديم بأكمله والعهد الجديد الحالي بأكمله مزيفان . فمثلا في الكتاب المقدس قال المسيح أنه سافر إلى مصر، وهذا ليس بغير معقول، ولم ينكر القرآن ذلك صراحة، ولا أفهم أنك وبعض الأصدقاء تصرون على إنكار ذلك، لأن الرحلة إلى مصر ليس غير معقول، والقرآن لم ينكر ذلك أيضا ، وأن العهد القديم الحقيقي والعهد الجديد الحقيقي كانا في أيدي اليهود والنصارى أثناء حياة نبي الإسلام في جزيرة العرب، وأن العهد القديم والعهد الجديد مختلفان تماماً عن الكتاب المقدس الحالي و أنه قد تم إخفاؤه.هناك فرضية قد تكون صحيحة ولكن لا يوجد دليل تاريخي.لم أرها ومن الممكن أن العهد القديم الحقيقي والعهد الجديد الحقيقي كانا موجودين ولكن لا يبدو ومن المنطقي أنه كان مختلفًا تمامًا عن الكتب الحالية . ).
الاجابة على السؤال الأول :
1 ـ أدعو لك مجددا بالشفاء .
2 ـ ليس حراما عمليات التحول الجنسى فيمن لديه تشوهات فى الأعضاء الجنسية ، وقلنا هذا من قبل . ويجب إحترامهم .
3 ـ التحريف ليس تغييرا كاملا فى النصوص ، ولمن تغيير بعضها وخلط الباطل بينها ، أو بالتعبير القرآنى الرائع فى قوله جل وعلا لأهل الكتاب : ( وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) البقرة ). ولستُ أول من قال بتحريف فى العهدين القديم والجديد . وأحترم حقك فى أن تختلف معى .
السؤال الثانى :
ما رأيك فى المدائح النبوية من الشعر والأغانى والأناشيد الدينية ؟

إجابة السؤال الثانى :
1 ـ ( المدائح النبوية ) ليست من الاسلام فى شىء . بل إن كلمة ( مدح ) لم ترد فى القرآن الكريم أصلا .
2 ـ هى من مصطلحات الأديان الأرضية الشيطانية للمحمديين ، ومن معالم تقديسهم للإله الذى سمُّوه محمدا ، ويتقربون اليه بالصلاة له وبالتوسل به وبالحج الى الوثن المنسوب اليه فى المدينة.
3 ـ العادة فى الأديان الأرضية أن تشتمل عباداتهم على الغناء والرقص ، تجدها عند المسيحيين والمحمديين . ورب العزة جل وعلا قال عنهم للنبى محمد عليه السلام : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) (70) الأنعام ). وقال جل عنهم وهم فى النار وحوارهم مع أهل الجنة :( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الاعراف )
السؤال الثالث :
ما هو المقصود بخائنة الأعين فى قوله تعالى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )؟
إجابة السؤال الثالث :
1 ـ النفس هى الكائن البرزخى الذى يحتل الجسد ويسيّره ، والذى يتركه مؤقتا بالنوم ونهائيا بالموت . النفس هى التى تنظر للناس وما حولها من خلال شبّاك فى جسدها وهو ( العين ). النفس قد تنظر بشهوة ، وهى بالتعبير القرآنى ( نظرة خائنة ) ، والذى يعلمها هو الله جل وعلا الذى ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر).
2 ـ بعض الصحابة إعتاد أن يدخل بيوت النبى محمد عليه السلام بلا دعوة ، ويستمر فيها يأكل ويتسلى ، ويستحى النبى من تنبيههم ، ومنهم من كان ينظر بخائنة الأعين الى نساء النبى ، فقال جل وعلا فى تشريع خاص بزمانه ومكانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55) الأحزاب )
3 ـ وقبله وفى سورة النور ـ من أوائل ما نزل فى المدينة ـ نزلت تشريعات إجتماعية سارية المفعول ، منها النهى عن النظرة الخائنة ، قال جل وعلا : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور). أولئك الصحابة لم يحترموا النبى محمدا ولم يحترموا هذا التشريع.أولئك الصحابة وجميع الصحابة يقدسهم السنيون .
السؤال الرابع :
تعجبنى أغنية شادية ( إلاهى ليس لى إلاك عونا فكن عونى على هذا الزمان ) . ودائما أقولها فى الدعاء . فهل فى القرآن نفس المعنى ؟
إجابة السؤال الرابع :
1 ـ الدعاء لا بد أن يكون بتضرع وخشوع وخُفية ، وإلّا كان إعتداء على جلال الرحمن جل وعلا . قال جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف ) وزكريا عليه السلام دعا ربه بخفوت صوت فرحمه ربه جل وعلا . قال جل وعلا : (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3) مريم ) . وهو نفس التشريع فى ذكر الرحمن جل وعلا. قال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205) الأعراف ).
2 ـ لقد إكتمل الاسلام بالقرآن الكريم وبه تمت النعمة ، وفى القرآن الكريم كل ما يحتاجه المؤمن فى دينه الاسلامى . وفيما يخصُّ سؤالك نرجو أن تتدبر الآيات الكريمة التالية :
2 / 1 : ( الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) آل عمران ). أى أن تقول ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).
2 / 2 : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129) التوبة ) . أى أن تقول : ( فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ).
2 / 3 : ( قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38) الزمر ).

#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات