|
الحوار المتمدن في انطلاقته الخامسة
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:39
المحور:
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
بمناسبة الانطلاقة الخامسة لموقع الحوار المتمدن لا بد من قول الحق أن هذا الموقع أصبح متميزاً في رفد ثقافة الحوار بمضامين جديدة ساهم فيها بطرق عديدة بتطوير الوعي العلمي التقدمي والفكر التنويري ولا شك إن إشاعة ثقافة الحوار واحترام اختلاف وجهات النظر بين القوى والتجمعات السياسية والفكرية والاجتماعية ركناً مهماً من أركان حرية الانتماء والاعتقاد واحترام الرأي الآخر وان كانت هذه الأخيرة معروفة لغويا سابقاً وتطرح هنا وهناك مرة بعلانية وأخرى من خلال تقاطع الكلمات لكن في الحقيقة أصبح الحديث عنها خلال الحقبة الأخيرة أكثر شفافية وعلانية وبخاصة بعدما برزت أهميتها في الحوار والنقاش المستمر في جميع الأروقة التنظيمية والإعلامية الداخلية والخارجية السرية و العلنية. أن أهمية الاعتراف واحترام وجهات النظر الأخرى حسب معايير التطورات التي حدثت خلال العشرين عاماً الماضية تتجلى في اعتمادها من قبل الأكثرية حيث أخذت تدق بإلحاح محاور النقاشات واللقاءات والقضايا التي تطرح حول مختلف المسائل العقدية التي تصادف البشرية ومنها قضايا شعبنا العراقي، ولم تنحصر كما كان الحال بين المثقفين والسياسيين والإعلاميين بل توسعت لتشمل قطاعات واسعة من الناس وصار مفهوم ثقافة الحوار والاعتراف بالرأي الأخر والتعامل معه بموضوعية عاملاً مساعداً في تقريب وجهات النظر بين القوى المختلفة الأيديولوجيات والأفكار والاتفاق على قواسم مشتركة وبخاصة بين تلك القوى التي تقترب أهدافها وبرامجها وتحليلاتها السياسية والفكرية والثقافية من بعضها البعض لا بل تعدى ذلك إلى القبول بالرأي الأخر كعملية حضارية من الضروري أن تسود بين الأطراف حتى وان اختلفت أفكارهم وايديولوجياتهم وأديانهم ومعتقداتهم وهذه الظاهرة الجديدة التي تجاوزت بشكل واسع الماضي والنظرة الشمولية الضيقة والأفكار القومية الشوفينية وضيق الأفق القومي والفكر الظلامي الرجعي أصبحت منهجاً يعترف به كطريق لحل الخلافات أو التفاهم حول القضايا الممكن التعامل معها بشكل ديمقراطي. إلا أن هذه الظاهرة " طريق ثقافة الحوار والاعتراف بالرأي الآخر "التي بدأت تتوسع اصطدمت دائماً بالقوى والمؤسسات التي كانت ومازالت تنتهج طرقاً استبدادية غير ديمقراطية، ومنها تلك القوى التي تتحكم في السلطة السياسية ووفق مناهج تسلطية دكتاتورية وشمولية أو ما يتضمن في الخطاب الديني المتزمت السائد الذي يرى في لغة الحوار وثقافته وحرية الرأي والانتماء والديمقراطية كمنهج واتجاه خطر على مصالح القوى التي لا تؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي ولقد ساهمت وسائل الأعلام الرسمية والتابعة في تعميق أزمة التفاهم عبر طريق الحوار الموضوعي ولعبت أدواراً تخريبية فيما يخص اليسار الديمقراطي وشوهت إلى حد كبير توجهاته وأفكاره حتى وصل الأمر بممارسة القمع المنظم من قبل أجهزة الدولة الأمنية لا بل تفننت في إيجاد الوسائل والطرق الجبرية في محاربة الرأي الآخر، أما وجهة الخطاب الديني المتزمت فقد افرغ ما في جعبته من اتهامات وتحريض وفي مقدمتها عملية تكفير القوى اليسارية التقدمية وبخاصة الشيوعيين الذين نالوا القسط الأكبر من الجهتين السابقتين الحكومات والأحزاب الحاكمة التي تمثل الطبقات المُسْتغِلة والمؤسسات الدينية الرسمية ورجال الدين التابعين الذين ترتبط مصالحهم الدنيوية قبل الروحية مع هذه الحكومات وتلفيق ما هو باطل بحقهم ومحاربتهم وكيْل التهم التي أسستها المخابرات الأمريكية والغربية على امتداد سنين طويلة ولحد هذه اللحظة. إن التطور الحاصل في الثورة المعلوماتية وبخاصة قضايا الإعلام ساهمت في تطوير وترسيخ مفاهيم حقوق الإنسان والحريات الشخصية والعامة حيث أخذت هذه الوسائل تكشف عما يدور في أكثر مناطق العالم ويجوز القول أن العالم أصبح قرية صغيرة لا يمكن إخفاء ما يدور به من أحداث وقضايا وفي مقدمتها قضايا تخص الحقوق والحريات ونقل المعلومات دقيقة بدقيقة كما ساهم الانترنيت مساهمة فعالة في قضية التحرر من الرقابة التعسفية ومصادرة الرأي الأخر أو تغييب دور القوى المعارضة للنهج التعسفي الدكتاتوري والقوى الظلامية التي تريد إرجاع العالم إلى القرون المظلمة والجاهلية . ولهذا أجد من الضروري تسجيل عشرات النقاط الايجابية لصالح موقع الحوار المتمدن في ذكرى انطلاقته الخامسة ومدى مشاركته من خلال الفكر التقدمي التنويري في إبراز أهمية ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر على الرغم من بعض الشوائب التي ابتعدت عن معنى الحوار الموضوعي العلمي وحاولت دق أسفين أو تشويه قوى تقدمية لها تاريخ معروف في الصراع ضد الدكتاتوريات والقوى الظلامية ومع كل ذلك فإننا نجد في الحوار المتمدن فرص عديدة للمساهمة في تعميق الوعي التقدمي الديمقراطي للمتلقي وكذلك خدمة للفكر العلمي الذي يرى في الإنسان اثمن رأسمال. ألف تحية للحوار المتمدن والقائمين عليه ولجميع المثقفين التقدميين الذين يسعون بالكلمة الحرة تحقيق حلم الإنسان بالعدالة الاجتماعية وبالسلم والأمان في ذكرى انطلاقته الخامسة
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأيدي المكتوفة.. وماذا بعد ذلك؟
-
وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق
-
قدرة الدولة على إيقاف قتل البرياء في العراق
-
مذكرة التحقيق أو التوقيف الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري
-
الديمقراطية في البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراق
...
-
ضرورة إنجاز التعديلات على الدستور العراقي الدائم
-
أين المشكلة ؟.. وان فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد البرل
...
-
الأزمة والحرب الأهلية الطائفية
-
رؤيا في العبور
-
حزن عراقي متواصل
-
الشرقية والزمان والاصطياد في المياه العكرة
-
الجيش القديم وعقدة تسليح الجيش الجديد والقوات المسلحة العراق
...
-
هل يحتاج العراق لدولة دينية سياسية؟
-
وأخيراً مرر مشروع الأقاليم
-
ماذا بعد انتشار السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل في العالم
...
-
ملاحظة حول مسودة البرنامج والنظام الداخلي واسم الحزب الشيوعي
...
-
من المسؤول الأول عن حاميها حراميها؟
-
هل سيكون السيد جلال الطلباني آخر رئيس لجمهورية العراق الموحد
...
-
لم تكن محاولة تفجير مقر الشيوعيين العراقيين مفاجأة
-
حانة الموتى ستظهر في جلاء
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
|