أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - على هامش يوم ميلاد لينين














المزيد.....

على هامش يوم ميلاد لينين


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 12:33
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لو دخلت مكتب لينين في الكرملين لوجدت كتاب الساخر العظيم البريطاني جورج برنارد شو (إلى الخلف حتى مافوسيل) كُتبتْ على غلافه عبارة مهمة وطريفة: (إلى نيقولاي لينين الحاكم الوحيد من بين حُكَّام أوروبا الذي يمتلك نبوغاً وخُلقاً ومعارف تتناسب مع مركزه المسؤول) من جورج برنارد شو في 16 حزيران 1921.

حكم لينين دولة مترامية الأطراف إلا أنه لم يخص نفسه بشيء من خيراتها، بل اختار الفقر وحتى الجوع فمات سريعاً. لو عاش لينين بضعة أعوام أخرى لاقترب من تحقيق حلمه في مجتمع لا مالك فيه ولا مملوك ولا قامع ولا مقموع، مجتمع مشاعي كما تبلور في وجدان أهل الحكمة والفلسفة. وهؤلاء الأبدال، كما يسميهم هادي العلوي البغدادي-طيَّب الله ثراه- حاولوا عمارة الأرض بالعدل، فما أفلحوا:

وكان ما كان
مما لست أذكره
فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر

في مقال خطير كتبه لينين تحت عنوان: (حول أهمية الذهب) نشرته جريدة (البرافدا) في عددها رقم 251 الصادر في السابع من تشرين الثاني 1921 يقول فيه: (حين ننتصر في النطاق العالمي، سنصنع من الذهب، كما أعتقد، مراحيض عامة في شوارع بعض أكبر مدن العالم. وسيكون ذلك أعدل استعمال للذهب واوضحه دلالة للأجيال التي لم تنس أنه بسبب الذهب ارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسان).

حلمان في قول لينين: حلم انتصار الجياع وبناء مجتمع العدل، وحلم التخلي عن الملكية، وجعلها مشاعاً بين الناس. لقد تحوَّل لينين في حياته إلى طاقة روحية خالصة مستثمرة لأجل الجياع. لقد أهلك نفسه من أجل الفقراء المساكين. وهذه من نوادر التاريخ، إذ المعتاد أن يهلك الحاكم نفسه من أجل نفسه.

يمكننا القول بثقة أن لينين مات وفي نظرات عينيه الثاقبة ذلك الخوف العميق على (جذور السنديانة الحمراء) التي حكى عنها رفيقنا اللبناني محمد دكروب. يظهر ذلك جلياً من خلال مراسلات لينين السرية الحزينة إلى مؤتمر الحزب الثالث عشر والتي تجدها في آخر المجلد العاشر من مؤلفاته المختارة في طبعتها العربية، لأنه لم يجد بين رفاق دربه من يملك القدرة على صيانة هذا الحلم العظيم.

في كلماته الأخيرة استعرض رفاق دربه الأكثر قرباً إليه: تروتسكي بوخارين بياتوكوف زينوفييف كامينيف ستالين. فأُصيب بخيبة أمل فظيعة. ولينين من أفذاذ البشر قلَّما يجود الزمان بمثله. لينين عبقرية فذَّة لا يمكن مقارنتها مع غيره. لينين كان فريد عصره، ولا أظنه تكرر ولن يتكرر، ليس لأن النساء عقيمة، بل هي حبَّالة ولَّادة، ولكن الشخصية التاريخية الفاعلة لها مهادها الطويل العريض و الشرط التاريخي الذي أنتج ظاهرة لينين قد يكون فريداً ومن شبه المستحيل تكراره، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، قدرة لينين على العمل والجدل الفكري خارقة للمألوف عند البشر، فهو على استعداد للجدل معك في كل قضية وهذه ميزة نادرة، كان موسوعة من الأفكار المتحركة ولم يرزح تحت ثقل الجمود العقائدي، كان لينين أحد الأحرار الكبار في الفكر والحياة، فأنت لو تأملت فيما تركه من مؤلفات لهالك حجمها، فمتى كان يأكل وينام ويُحب ويقرأ ويكتب ويتريض، لا شك أن لينين كان يملك دماغاً عبقرياً له كل الحرية في توليد الأفكار بذكاء وفطنة وسرعة بديهة يُحسد عليها.

فلاديمير ألييتش أوليانوف ولد في 22 أبريل/نيسان عام 1870 وتوفي في 21 يناير/كانون ثاني عام 1924.حُنِّط جثمانه في موسكو ووضع في الساحة الحمراء فُرْجَة للناس. وأغلب الظن أن زوجته كروبسكايا ماتت بعد سنوات حزينة، كئيبة، لرؤية زوجها بهذا المنظر. وقد عارضت تحنيطه وطلبت بدفنه مثل كل البشر.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ظهر البشر على كوكب الأرض؟
- إرث كونفوشيوس فاق في تأثيره ميراث لينين
- نساء في السجون الأمريكية
- لينين والثورات
- في غياب الوعي المعرفي
- غزّة هاشم ووَعْيُ القضيّة الفلسطينيّة
- رد على كلمة الرفيق سعود قبيلات في تونس
- إن المهمة في غزة هائلة وشاقة
- سوري يأكل رسالة مصطفى أمين
- في السجون الأمريكية
- زراعة الشيوعيّة في السعوديّة!
- فصل عن كارل ماركس من كتاب المثقفين
- هل صيرورة الكون واحدة؟
- عن رواية دمشق يا بسمة الحزن
- تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
- فضائل ضبط النفس
- لا أعشق الموتَ لكنه سُلَّمي للحياةْ
- في ذكرى رحيل الشيوعي الأخير في السعودية!
- هكذا تكلَّم عاملٌ عن هادي العلوي
- أين المفتاح يا لينين؟


المزيد.....




- ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
- الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة ...
- بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
- مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم ...
- بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا ...
- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
- الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال


المزيد.....

- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - على هامش يوم ميلاد لينين