|
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 1/3
عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)
الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 02:47
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
فَـــهْـــرَس هذا الــمَـــقَـــال 1) كَيْف اِكْتَشَفْتُ مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت في الحوار المُتمدّن ........ 3 2) مُثَقَّفُون كِبَار، شَعَرُوا مِثْلِي، بِقُرْب اِنْهِيَّار إسرائيل............. 5 3) ماذا يـقـول أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت ؟............................ 9 4) مِيزَات أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ.................................... 29 5) نَـقْـد الْلِّـيـبِـيـرَالِـيَـة................................................. 33 6) لَوْ كان "الحوار الـمتمدّن" رَأْسَمَالِيًّا، لَمَا بَقِيَ مَوُجُودًا....... 43 7) نـقد الـماركسية مَقبول، بِشَرط احتـرام الـقَـوَاعِد الأكاديمية.. 45 8) أساليب تَحَايُل أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت........................ 46 9) تَنَاقُض أفراد مِلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت مع هَوِيَة "الحوار المتمدّن".. 48 10) أَهْدَاف أَفْراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِـرْنِيت............................... 52 11) بَـعْض نُـقَـط ضُـعْـف مَوْقِع "الحوار المُتمدّن".............. 57 12) كَيْـف التَـعَامُل مع مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت المُناصرة لِلرَّأْسَمالية؟ 59
■ ما هو المُشكل الذي يَعْرِضُه المقال الحالي؟ يَشْرح هذا المقال أنّه في الماضي، لَمْ يَكُن زُوَّار موقع "الحوار المُتمدّن" يَقْرَأُون في المقالات المَنْشُورة أفكارًا تُناصر إِسرائيل، أو تُجَرِّم حَرَكَة التَحَرُّر الوَطَنِي الـفَلَسْطِينِيَة، أو تُعادِي الثَّوْرِيَة، أو تُناهِض الماركسية، أو تُنَاوِئُ الاشتراكية. أمّا اليوم، فهذه الأفكار أصبحت شَائِـعَة في "الحوار المُتمدّن"، أو عادية، أو مَأْلُوفَة. وَمَعنى هذه الظَّاهِرَة هو أنّ مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت تَسَرَّبَت إلى داخل "الحوار المُتَمدّن"، وحَوَّلَتْه إلى نَقِيضِه. ■ أَنْ يُوجد كُتَّابٌ وَمُعَلِّـقُون، في موقع "الحوار المُتمدّن"، يَنْتَـقِدُون الاستبداد، والـفساد، والرَّأْسَمَالِيَة، والْإِمْبِرْيَالِيَّات، والصَّهْيُونِيَة، وَيَسْتَنِيرُون بِالمَارْكِسِيَة، وَيُنَاصِرُون الاشتراكية، فهذه الظَاهِرَة كانت مَأْلُوفَة في موقع "الحوار المُتمدّن"، أو مَشْرُوعَة. أَمَّا أَنْ يُوجد اليومَ كُتّاب وَمُـعَلِّـقُون في "الحوار المتمدّن"، يُحاربون الماركسية، والاشتـراكية، وَيُدافعون عن الْإِمْبِرياليات، وعن إسرائيل، وعن الأنظمة العربية الرِّجعية، فهذه ظاهرة جَديدة، وَغَرِيبَة عن "الحوار المُتمدّن"، وَمَرْفُوضَة، وَتَسْتَوْجِب دٍراسة دَقِيقَة. ■ يَفْضَح هذا المقال تَسَرُّب أَفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت إلى داخل موقع "الحوار المُتمدّن". وَيَكْشِف طَبِيعَتَهم الرَّأْسَمَالِيَة، وَاليَمِينِيَّة، والصّهيونية. وَيُوَضِّح المقال عَمَالَتَهُم إلى الثَّالُوث المُكَوَّن من الْإِمْبِرْيَالِيَات الغَربية، وإسرائيل، والأنظمة العربية الرِجْعِيَة. وَيُثْبِتُ هذا المقال أن هدف أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت هو مُحاربة قِيَم موقع "الحوار المتمدّن"، وَمُناصَرَة الصَّهْيُونِيَة، وَمُناهضة الماركسية، وَمُعاداة الاشتـراكية، وَتَحْوِيل موقع "الحوار المُتمدّن" إلى عَكْسِه. ■ أُنَبِّه الـقُرّاء المُحْتَرَمِين إلى أنّ إِثْبَات أُطْرُوحات هذا المقال يَحتاج إلى عَرْض كَمِّيَة كبيرة من التَفَاصِيل الدَّقِيـقَة. الشيء الذي يُوجِب أن يَكون هذا المقال طَوِيلًا. وَيَحتوي هذا المقال على عِدَّة جَوانـب مُعَـقَّدة، قَد تَظهر بَـعِيدَة عن بعضها البعض، لكنها، في عُمْقِهَا، مُتَرَابِطَة فيما بَيْنَهَا. وَيَتَطَلّب اِسْتِيعَاب مُجْمَل إِشْكَالِيَات المَقال من الـقُرّاء المُحتـرمين صَبْرًا كَبِيرًا. ■ أُنَبِّهُ الـقُرّاء المُحتـرمين، الذين يَشْتَرِطُون فِي المَقَال الذي يَـقْرَأُون، أن يَكُون تَحْلِيلًا مُعَمَّـقًا، وَبِمَنْطِق دَقِيـق، وَبِحُجَج رَصِينَة، وَلَوْ كان هذا المَقال طَوِيلًا نِسْبِيًّا، أنـبِّهُهُم إلى أنّ هذا المقال مُهَيَّأْ لهم. وَأََقُول لِلـقرّاء المُحتـرمين الآخرين، الذين يَشْتَرِطُون في المَقَال الذي يَقْرَأُون أن يَكُون قَصِيرًا، وَسَريعًا، ولو كان سَطْحِيًّا، أن هذا المَقال قَدْ لَا يَرُوقُهُم. ■ وَجَدْتُ نَـفْسِي مَضْطَرًّا إلى الرَّبْط المُسْتَمِر بَين فَضْح وُجُود أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت، وَعَرْض أَقوالهم، وَنَـقْد أُطْرُحَاتهم السياسية.
1) كَيْف اِكْتَشَفْتُ مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت في الحوار المُتمدّن في يوم 29 ديسمبر 2023، نشرتُ مَقالا طَويلا (27 صفحة)، على "الحوار المتمدن"، تَحت عنوان: «لماذا اِنْهِيَّار إسرائيل حَتْمِيّ»(1). وَعَرَضْتُ في هذا المقال الحُجَج التي تُثْبِت أن إسرائيل ذَاهبة إلى الزَّوَال. وَوَصَلَ عَدد التَـعْلِيـقَات على المَقال إلى 51، وعَدد التَنْقِيطَات إلى 47. وَهَجم عليّ أشخاص من مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ. وهم: لبيب سلطان، منير كريم، ماجدة منصور، صادق الكحلاوي، ونجيب مارطي (Najib Marty)، وَنَاشَا (Nasha). وكتبوا تـعليـقات خارجة عن المَوضوع. وَبَالَغُوا في وَصْفِي بِأَوْصَاف مُهِينَة، أو تَحْـقِيرِيَة. وبالغوا في تَنْـقِـيطِهم، وأعطوا إِلَيَّ الكثير من الأصفار من أصل عشرة نُـقَط. ووصفوا مقالي بـ «الهَراء»، و«الحُمق»، و«الغَباوة»، و«الجَهل»، الخ. بينما قُرّاء عاديّون اِعْتبروا مقالي مُفِيدًا، أو مُمْتَازًا، أو مُجَدِّدًا. والأَكِيد هو أنّ أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت لا يَنْحَصِرون في الْأَسْمَاء التي ذَكَرْتُها سَابِقًا، وَأًنّ مَا خَفِيَ من هذه المِيلِيشْيَا هو أكبر بِكَثِير. وما أَذْكُرُه في مقالي الحالي ليسَ سِوَى جُزْء مِن الـقِمَّة المَرْئِيَة لِرَأْس جَبَل الجَلِيد (iceberg) العَائِم في البحر. وَقد شَرح مثلًا حُسَيْن مُرْتَضَى في كتابه : "الحُروب الأمريكية المُرَكَّبَة"(2)، كَيْف تَتَعاون المُخابرات الأمريكية، مع المُخابرات الإسرائيلية(3)، والمُخابرات البْرِيطَانِيَة، وَمُخابرات بعض الدُّوَل العَربية. وَيَبْحَثُون عَن الْأَشْخَاص العَرَب الذين لهم نُقَط ضُعف ذَاتِيَة. وَيُجَنِّدُون عُمَلَاء وَجَوَاسِيس سِرِيِّين مُقَابِل بعض التَحْوِيلَات المَالِيَة. وَيُوَرِّطُونَ تَدْرِيجِيًّا عُمَلَاءَهُم في مَهَام خَطِيرَة. وَيُؤَسِّـسُون على الْإِنْتـرنيت شَخْصِيَّات وَحِسَابَات مُزَوَّرَة. وَيَسْتَعملون أَسْمَاء مُسْتَعَارَة لِأَشْخاص عَرَب. وَيُدِيرُ المُوسَادُ أَعدادًا كَبيرة مِن الحِسابات الوَهْمِيَة. وَيُوَظِّفُون الذَكَاء الْاِصْطِنَاعِي (AI). وَيَشُنُّون حَمَلَات إِعْلامية. وَيَتَسَلَّلُون داخل مواقع إِلِكْتْرُونِيَة. وَيُخَرِّبُون مَوَاقِع الْإِنْتِرْنِيت التي يَـعْتَبِرُونَها عَدُوَّة. وَيَنْشُرُون الشَكَّ وَالتَسْفِيه. وَيَقْلِبُون الحَقَائِق على رَأْسِهَا. وَيَخُوضُون حُرُوبًا اِسْتِبَاقِيَة، وَمُوَازِيَة لِلْحُرُوبِ التي تَشُنُّهَا الْإِمْبِرياليات على أرض الواقع، الخ. وَهَدَفُ أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت هو خَوْض حَرْب نَـفْسِيَة، وَتَشْوِيه سُمْعَة الكُتَّاب الثَوْرِيِّين، وَالتَشْكِيك في مِصْدَاقِيَّتِهم، وَتَسْفِيه أَفْكَارِهِم، وَتَحْطِيم المُقاومات، وَبَثّ البَلْبَلَة والْاِسْتِسْلَام، وَهَزْم الشُعوب العَربية أو المُسلمة، وَإِبْـقَاءُهَا في الْاِنْحِطَاط والتَخَلُّف، وفي الخُضُوع لِلْإِمْبِرْيَالِيات، وَلِلصَّهْيُونِيَة.
2) مُثَقَّفُون كِبَار، شَعَرُوا مِثْلِي، بِقُرْب اِنْهِيَّار إسرائيل وبعدما نشرتُ وثيـقتي المُعَنْوَنَة بِـ "لماذا ستنهار إسرائيل حَتْمِيًّا"، على موقع "الحوار المُتمدّن"، اِكْتَشَفْتُ فيما بعد وُجُود عِدَّة مُـفَكِّرِين غَرْبِيِّين مَرْمُوقِين، عَبَّرُوا عن أُطْرُوحَات مُشَابِهَة لِـأُطروحتي. وَلِتَعْزِير حُجَج أُطْرُوحة مقالي السّابق، نَشَرْتُ، ضِمْنَ لَائِحَة التَعَالِيـق، رَوَابِط مَقالات، أو فِيدِيُوهَات، هؤلاء المُفـكّرين الغَرْبِيِّين المَرْمُوقِين. ومنهم المُفَكِّرين الكِبَار التَالِيِّين : 1. المُفَكِّر فْرَانْسْوا بُورْكَا (François Burgat)، (مُدير الدراسات العلمية في "المركز الوطني للبحوث العلمية CNRS" في فرنسا)(1). 2. المفكّر كْرِيسْ هِيدْج (Chris Hedges)، في مقال بالـفرنسية، وَمُتَرجم إلى الانجليزية، تحت عُنوان: "مَوْت إسرائيل"(2). 3. الـفَيْلَسُوف الـفرنسي افْرِيدْرِيك لُورْدُنْ(3) (Fredéric Lordon) الذي اِنْتَـقَد نِـفَاق الدُّول الغَربية أمام جريمة الإبادة الجماعية التي تجري حاليا في قطاع غَزَّة، أمام أنظار كلّ العالم. وتُعَزِّز اِنْتِـقَادات افْرِيدْرِيك لُورْدُنْ أطروحة حَتْمِيَة اِنْهِيَّار إسرائيل. 4. صَدر مُؤخّرًا في فرنسا، كتاب للمفكّر والمؤرّخ إِمَانْوِيل طُود (Emmanuel Todd)، تحت عنوان "انهزام الغرب". ولا يتناول هذا الكتاب انهيّار إسرائيل، وإنما يُوضّح ظَاهِرَة اِنْهِيَّار هَيْمَنَة مُجمل الدول الغربية. وَغَنِيّ عن البَيَان أنّ اِنْهِيَّار مُعَسْكَر الدُّوَل الغَربية الْإِمْبِريالية، وَاِنْهِيَّار إسرائيل، هُما شَيْئَان مُتَرَابِطَان. وأثار هذا الكتاب ضَجَّة إعلامية وسياسية في فرنسا. وهذا الكتاب في طَوْر التَّرجمة إلى عدّة لغات. وَيُوَضِّح هذا الكتاب، بِالحُجج، وبالتَّـفاصيل، وبالإحصائيات الرّسمية، وفي العَدِيد مِن المَيَادِين، أن مُجمل مُعسكر الدول الغربية في حالة تَراجع، أو إِنْحِدار، أو أُفُول عَامٍّ. وَنَظّمت مُعظم قَنوات التلـفزات الفرنسية حوارات حول هذا الكتاب(4). 5. يَنْضَاف إلى المُنْتَـقِدِين، الكاتب الروسي من أصل إسرائيلي آرْتْيُومْ كَبِيرْنِيتْشُوك Artium Kapernichok، وهو الذي نشر مُؤخّرًا في مارس 2024 كتابًا جديدا يحمل العُنوان : "إسرائيل... الطَّرِيـق نَحو الكَارِثَـة". الخ. 6. كما أنّ الكاتب من أصل هندي بَانْكَاجْ مِيشْرَا (Pankaj Mishra) نَشر مَقالًا(5) يَنـتـقد فيه مواقف الدُّول الغربية من قضية الصَّهيونية، وإسرائيل. 7. نَشرتُ (ضِمْن التعليقات) النصَّ الكامل لِمَقال كَاتب إسرائيلي صَهيوني مَشهور هو آرِي شَافِيتْ (Ari Shavit)، تَحْت عُنوان: «إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة»(6). وقد نُشر هذا المقال في صَحيفة "هآرتس" (Haaretz) العِبْرِيَة، بتاريخ 9 أكتوبر 2023. وَيُـعَزِّز هذا المقال، هو أيضًا، أُطروحتي حول حَتْمِيَّة اِنْهِيَّار إِسرائيل. 8. نَشَر السيّد نَارَام سرجون مَقَالًا أََدَبِيًّا وَفَلسفيًّا مُمتازًا، تَحتَ عُنوان: "مَاذا بَقِيَ مِن المَحْرَقَة اليَهُودية؟ المَحْرَقَة تَأْكُلُ نَفْسَهَا"(7). وَوَضِّح هذا المقال كيـف أن جَدَلِيَة التَارِيخ تُؤَدِّي إلى تَحَوُّل بعض مَزَاعِم الصَّهَايِنَة إلى نَقِيضِهَا. فهل حَقِيقَةً هؤلاء المُفَكِّرِين المَرْمُوقِين وَالمُنْتَـقِدِين، هَلْ هُم كُلُّهُم «حُمْقٌ»، مثلما يَدَّعِي أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت ؟ وَهَل أَفْرَاد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت هُم وَحدهم مُثَـقَّفُون، وأَذْكِيَّاء، وَنُبَـغَاء، وَيَحْتَكِرُون الحَقِيقَة ؟ ثُمّ لَاحظتُ أنّ عَرْض هذه المَصَادِر، أو المَراجع القَيِّمَة، لم يُـؤَثِّر بَتَاتًا في أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيت. بَلْ اِسْتَمَرُّوا في عِنَادِهِم المُتَعَصِّب. والغريب هو أنهم لم يُناقشوا، ولم يُحَلّلوا، ولو حُجّة واحدة من بين المِئَات من الحُجج التي قدّمتُها في دِرَاسَتِي. واكتـفوا فـقط بِتَحْقِـير مَقالي بشكل شُمولي. بَيْنَمَا أَنَا شَرحتُ بالتـفاصيل أن انهيّار إسرائيل حَتمي. وهم قَبَّحُوا مقالي كلّه. ولم يَـقـولوا ولو كلمة واحدة، تأخذ بعين الاعتبار مُعاناة الشعب الـفلسطيني، ولا التـناقض الوُجُودي الـقائم بين فلسطين وإسرائيل. ومعنى تَـعْلِيـقَات أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت، هو أن هؤلاء الأشخاص هُم مُقتـنـعون بأن إسرائيل شَرعيّة، وقَـويّة، وستبقى قائمة. ويعتبرون كل من يَنـتـقد إسرائيل «غَبِيًّا»، و «مُتخلّفا»، وَ «عَدُوًّا». وَنَبَّهَنِي المناضل حَميد فِكْرِي، الذي يَقْرَأ مقالات وَتَعاليق "الحوار المُتمدّن" أكثر مِنِّي، إلى أنّ هؤلاء الأفراد في مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت، تَعَوَّدُوا على أن يَتَجَوَّلُوا في هذا الموقع، وأنْ يَقْصِفُوا الكُتَّاب الماركسيِّين والاشتـراكيِّين بِوَابِل من السَبّ والـقَدْح، وَأنّ النِقَاش معهم يَبْـقَى بدون فَائِدة. وفي يوم 30 مارس 2024، نشرتُ على موقع "الحوار المتمدن"، مقالا آخرَ مُتوسطًا (5 صفحات)، تحت عنوان: "هِجْرة الأدمغة المُمتازة". وفسّرتُ هذه الهجرة بِـنَمَط الإنـتاج الرّأسمالي في إطار التَبَـعِية للإمبريالية. فَهَجم عليّ نـفس الأشخاص المُعتادين من مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ (وهم لبيب سلطان، منير كريم، ماجدة منصور). وكتبوا تـعليـقات خارجة عن الموضوع. واكتـفوا بِتَحقـير مقالي بشكل شُمولي. وَشَرحتُ في مقالي أنني كَتَبْتُ حول "هجرة الأدمغة المُمتازة"، أي هجرة الْأُطُر، أو الكَوَادِر، الذين يُهاجرون من أجل اِسْتِكْمَال تَكْوِينِهِم الجَامِعِي. وَأَشَرْتُ إلى أنني تَــكلّمتُ عن الشُبّان الحاملين لشهادات الباكالوريا، أو الإجازة، أو المَاسْتَرْ، في تَخَصُّصَات عِلْمِيَة. وَأَوْضَحتُ أنني تَـكَلّمتُ عن هجرة الأدمغة المُتـفوّقة، التي تحدث في وقت السّلم، والاستـقرار. وأوضحتُ أن هذه الظاهرة موجودة ومتواصلة في بلدان شمال إفريقيا، مثل مُوريطانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، وَبِدَرجات مُتَـفَاوِتَة في لبـنان، وسوريا، والعراق، الخ، وذلك منذ عُقـود متوالية. بَينما أفراد مِيلِشْيَا الإنترنيت تَـكلموا عن موضوع مخالـف تمامًا، هو هجرة السكّان العاديّين، أو النُزُوح الجَماهيري العَام، الذي يَحدثُ أثناء الحرب الأهلية، في سوريا. كأنّهم يَجهلون كُلّيًا الظَّاهرة التي تَكلّمتُ عنها في مقالي الصغير. والغريب أيضًا هو أن أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرنِيت لا يَتَمَعَّنُون فيما يقرأون. وعندما شَرَحْتُ "هجرة الأدمغة المُمتازة" بـنمط الإنـتاج الرأسمالي التَبَعِي، هَاجَ أفراد مِيلِشْيَا الإِنْتِرْنِيتْ، وهجموا عليّ، ووصفوني بِأَقْدَح النُّـعُوت. وَأَلَحَّ أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرنِيت على تَفْسِير هذه الهِجْرة فقط بِـ «الـقَمع والاستبداد» (وليس بالرّأْسَمَالية)، في كلّ مِن سوريا، والعراق، والسودان. بينما الهجرة المَقْصُودة في مقالي، هي "هجرة الأدمغة المُتَفَوِّقَة". وَلَا يَرجع سَبب هذه الهجرة مُطلـقًا إلى «الـقمع والاستبداد»، مثلما زعم لبيب سلطان، وماجدة منصور. والسِرُّ الذي يُفَسِّر عَمَى عُقُول أفراد مِيلِشْيَا الإنترنيت، هو أنّ هَمُّهُم الأساسي هو تَكذيب كلّ نَقْد مُوجّه ضدّ الرَّأْسَمَالِيَة، وَتَحْقِـير الماركسية، وَنَشْر كَراهية الاشتـراكية.
3) ماذا يـقـول أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت ؟ لِكَيْ أُوَضِّحَ إلى قُرّاء "الحوار المتمدن" مَدَى عَدَاوَة أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْـتِـرْنِيت لِـكُلِّ ما هو ماركسي، أو اشتـراكي، أو مُناصر لحركة التَحَرُّر الوطني الـفلسطيني، سَأَعْرِض فيما يلي نَماذج مَضْبُوطَة، مِن تَصْرِيحَات مُقتبسة من التَـعْلِيـقَات التي كَتبها أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت في تَعَالِيـقِهم على مَقالي المَنْشُور على مَوْقع "الحوار المتمدّن". وَأَعْرِض مُقْتَطَفَات من تَعْلِيـقات أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت كما هي حَرْفِيًّا، وَلَوْ تَخَلَّلَتْهَا أخطاء نَحْوِيَة، أو لُغَوِيَة. [وإذا لم أَذْكُر، في كلّ مَرّة، مَصدر كَلَام أفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، فهذا يَعْنِي أن مَقُولَاتهم مَأْخُوذَة مِن تَعَالِيـقِهِم التي عَلَّقُوا بها على مَقَالِي المذكور سَابِقًا]. وَفي نـفس الوقت، أُحَاوِل نَـقْد بعض الأُطْرُوحات السياسية التي عَبَّرَ عنها أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتـرنيت. وَحِينَمَا يَتَطَلَّب الرَدُّ، أو النَّـقْد، تَقْدِيم تَـفَاصِيل كَثِيرة، سَأَكْتَـفِي بِإِحَالَة الـقارئ إلى بعض كُتُبِي التي سَبَـقَ لِـي أنْ تَنَاوَلْتُ فيها تِلْك التَفَاصِيل الْـلَّازِمَة. وفيما يَلي، وَلِإِثْبَات عَدَائِهِم لِقِيَم مَوقع "الحوار المتمدّن"، سَأَعْرِضُ أَقْوَال أَفراد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت، حَسَب التَّرْتِيب الزَّمَنِي لِتَـعْلِيقَاتهم. وهؤلاء الأفراد هم التَّالِيِّين : ماجدة منصور، لبيب سلطان، منير كريم، صادق الكحلاوي، نجيب مارتي، وَنَاشَا. وَأَضَعُ كَلَامهم بين علامات الاقتباس المُعْتَادَة، هكذا : «...». 2.1 - ماجدة منصور كَتَبَتْ : «فَائِض القِـيمَة… عَفَا عنه الزَمن». وَأَضَافت: «الـفكر الإشتـراكي… نظرية بائسة… فاشلة… بائدة... والمعلومات [عن فَشل الماركسية] تتوافر بغزارة في غوغل» الأمريكية ! وكتبت ماجدة منصور عن مقالي المُعَنْوَن بِـ "لماذا ستـنهار إسرائيل حَتْمِيًّا"، أنه : «خَوَار»، و «هَرَاء». وفي جِدَالهم ضِدّ الماركسية، وضدّ الاشتـراكية، يَـفْتَرِض أفراد مِيلِشْيَا الإنْتِرْنِيت، أنّ كل فكرة «قديمة» (وَيَقصدون بها الماركسية، والاشتراكية)، هي بالضرورة خاطئة. وهذا مَنْطِق مُـعْتَل. لأن كل فكرة «جديدة»، ليست بالضرورة صحيحة. وَمِقْـيَاس صِحَّة الأفكار، ليس هو عُمرها، أو حَداثتها. ويمكن لـفكرة قديمة بآلاف السِّنِين، أن تـكون أكثر سَدَادًا بالمُقارنة مع أفكار جديدة، وَلَوْ كان عُمرها يُـعَدُّ فـقط بالشُهور. بَلْ يُمكن هُنَا أن نَـقْلب مَنطق أفراد مِيلِشْيَا الإنـتـرنيت ضِدَّهُم. لأن الاشتـراكية هي أصغر سِنًّا بِالمُقارنة مع عُمُر الرَّأْسَمَالِية. ولأن الاشتـراكية هي رَد فِـعْل على الرأسمالية. فَيُمكن أن نَقـول (بِمَنطق ماجدة منصور) : «الرأسمالية، أو الليبيرالية، هي أفكار قديمة، والاشتـراكية هي فكرة حديثة». ولو كانـت ماجدة منصور مَنطقـية مع نـفسها، لَأَقَرَّت بِتَـفَوُّق الاشتـراكية (الجديدة) على الرأسمالية (القديمة). لكن ماجدة منصور تتـناقض مع مَنْطِقِهَا، وَتُصِرُّ على الدِّفاع عن الرأسمالية، وَلَوْ أنها قديمة، وتحارب الاشتـراكية ولو أنها حديثة. 2.2 - لبيب سلطان كَتَبَ : الماركسيون والاشتـراكيّون هُم «بَبَّغَاوَات تُردّد آيَات من كُتب سَماوية، ويوجد منها صِنْـفان، واحدة إسلاموية، والأخرى سُوفْيَاتِيَة». والماركسيون والاشتـراكيون يتـكلّمون «تمامًا مثل السَّلَفِيِّين الدِّينِيِّين»، وَ «لَا فَرق بين سَلَفِي ماركسي وسَلَفِي إِسْلَامِي»، «كُلّهم سَلـفيات قَمْعَوِيَة». وَكَتَبَ لبيب سلطان عن الماركسيِّين والْإِسْلَامِيِّين أنّ «كِلَاهُما وجهان للإرهاب الإجتماعي»(1) ! وأضاف لبيب سلطان «تَبًّا لِلسَّلَفِيّات بأنواعها، دَمَّرُوا العالم العربي ومُجتمعاته، وما زَالُوا». وَيَعْنِي تَصريح لبيب سلطان هذا أنّ الماركسيّين العَرب، هم الذين خَرَّبُوا العالم العربي، وليس الْإِمْبِرْيَاليات الغَربية وإسرائيل! وهذا تَحْرِيـف لِلتَّاريخ، وَقَلْب لِلْحَقائق على رأسها. وَأَدْعُو لبيب سلطان إلى البَحث عَمَّن خَرَّب العراق في سنة 2003، وَمَن خَرَّب سُوريا بين سنـتي 2011 و 2020، وَمَن خَرَّب لِيبيا بَين سنتي 2011 و 2020، وَمَن فَصَل السُّودان عن مِصْر في سنة 1899، وَمَن مَا زَال يُخرّب السودان من سنة 1956 إلى اليوم في 2024 ؟ أَلَيْسَت الْإِمْبِرياليات الغربية، وَصَنِيعَتُهَا إسرائيل، وَعُمَلَاءُهم المَحَلِيِّين ؟ الخ. وَيَسْخَر لبيب سلطان ورفاقه (في مِيلِشْيَا الإنتـرنيت) من «السَّلَفِيَة الماركسية»، ومن «السَّلَفِيَة الاشتـراكية». ويزعمون أنّ «السلـفية الماركسية» تَتَطَابَـق مع «السَّلَفِيَة الإِسْلَامية»! وَيُعَدُّ هذا الدَّمْج، أو الخَلْط غَير المُتجانس، أسلوبًا سَهلاً في الجَدَل. وَيَهْدِف إلى تَدْمِير الخُصُوم بِأَقَلّ مَجهود مُمكن. وقال لبيب سلطان أنّ «زَمَن التَوَلْوُل وَالهَذَيَان بِعَشْرَة مُصطلحات سُوفياتية قد وَلَّى، وَاخْتَفَى، لكنه مُعَشْعِش عند سَلَفِيِّينَا… صَحّ النَّوم يا أصحاب الكَهْف». وأضاف لبيب سلطان: «الأسد وصَدّام هما إنـتاج سُوفياتي»! وفي الوقت نـفسه، يَرفض لبيب سلطان الاعتـراف أن دُوَل آبَار النَّفْط: السّعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، وقطر، وعمان، وكذلك (وَلَوْ مِن زَاوِيَة أُخرى)، الأردن، ولبـنان، وحتّى إسرائيل، هُم مِن صُنْع، أو مِن تَـقْطِيع، الاستـعمار الْإِنْجْلِيزِي، ومن صُنـع الولايات المُتّحدة الأمريكية، ومن صُنـع الْإِمْبِرْيَاليات الغَربية، ومن صُنـع الرَّأْسَمَالية. وهذه اِزْدِوَاجية وَاضحة في الأَحْكَام لدى لبيب سلطان وأمثاله. وَعَمَّم لبيب سلطان أَوْصَافًا قَدْحِيَة، أو تَحْقِيرية، على مُجمل الماركسيّين، والاشتـراكيّين، حيثُ كَتَبَ أنهم: «مُسطّحي العَقل، عَابِدِي نُصوص، دِمَاغُهم صَفِيح، وكلامهم سَفِيه، وَلِسَانهم طَلِيق… لا تَدْخُل مع أحمق [في] نِقاش»! وهذا هو نَمُوذَج الحوار الفِكري المُفَضَّل لدى أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت. وَزَعَم لبيب سلطان أنّ: «الـفَرْق بيننا وبينكم، أنكم تـعتبرون الماركسية هي اليسار الوحيد، ونحن نراها انها ليست كذلك، خصوصا وأن مَقـولاتها الاقتصادية أضحت واضحة، غَير عِلمية، وَفَشَلَت في التطبيـق في مختلـف المجتمعات. فهناك طُرقا أكثر ديمقراطية، وأكثر كفاءة، مِمَّا طرحه ماركس لإقامة الاشتراكية». وما هي هذه «الطُرق الأكثر دِيمقراطية… لإقامة الاشتراكية»؟ يَفْتَرِضُ لبيب سلطان أن هذه «الطُرق الأكثر دِيمقراطية» هي «الرأسمالية» الجميلة، والرّائعة، والعَادِلَة، حسب مَزَاعِيم لبيب سلطان وأمثاله! وَزَعَم لبيب سلطان أنّه لَا يُوجد فـقط «يَسار ماركسي» واحد، وإنما يُوجد أيضًا «يَسَار لِيبِيرَالِي» ! حيثُ كتب لبيب سلطان: «الـفَرْق بيننا وبينكم، أنكم تـعتبرون الماركسية هي اليسار الوحيد، ونحن نراها انها ليست كذلك». وَيَنْـفِـي تَمَامًا لبيب سلطان أنْ تَـكُون الدُوَل الْأَوْرُوبِّيَة الغَربية «إستعمارية وإمبريالية»(2) ! وَعلى عَكْسِ مَزَاعِم لبيب سلطان، يَسْتَحِيل وُجُود «يَسَار لِيبِيرَالي» حَقِيـقِي، مُعَادِي لِلْمَارْكِسِيَة، وَلِلْإِشْتِرَاكِيَة، وَلِلثَّوْرِيَة. بَل «الْلِّيبِيرَالِيُّون» هُم بِالضّرورة رَأْسَمَالِيُّون، وَمُحافظون، وَيَمِينِيُّون، وَمُنَاصِرون لِلْمِلْكِيَة الخاصة، وَلِلْاِسْتِـغْلَال الرَّأْسَمَالِي، وَلِلْهَيْمَنَة الطَبَـقِيَة، وَلِلْإِمْبِرْيَالِيَّة. وَتَبْـقَى مَزاعم لبيب سلطان مُجرّد خِدَاع في الكَلَام، وَلَا تَكْتَسِب أُطْرُوحات لبيب سلطان (وَرِفاقه في مِيلِشْيَا الْإِنْتِرنِيت) أَيّة قِيمَة عِلْمِيَة(3). والخُلاصة الجُزئية هُنا، هي أنّه، في عصرنا الحديث، لَا يُوجد سِوَى «يَسَار» واحد، وهو اليَسَار الثَّوْرِي، الذي يَسْتَنِير بِالـفِكْر المَارْكسي، وَيُشارك في خَوْض الثَّوْرَة المُجتمعية، وَيَصُبُّ نِضَالُه نَحو أُفُق بِنَاء الاشتـراكية الثّورية. وَيَتَمَيَّزُ «اليَسَار» الثَوْرِي بِإِعْلَاء شَأْن قِيَم الماركسية، والاشتـراكية، والثَوْرِيَة، والتَحَرِّر. وَرُوح «الثَوْرِيَة» هي الماركسية! وكلّ المُناضلين الماركسيّين القُدَامَى الذين تَخَلَّوْا عَن دِرَاسَة الماركسية [خاصّة بعد اِنْهِيَّار الاتحاد السوفياتي]، أصبحوا كلّهم مُسَانِدِين لِلرَأْسَمَالِيِّة، أو مُحَافِظِين، أو يَمِينِيِّين، أو رِجْعِيّين، أو عُمَلَاء لِلْإِمْبِرْيَالِيات. وَحَوْل مَقالي المُعَنْوَن بِـ: "لماذا ستـنهار إسرائيل حَتْمِيًّا"، عَلَّق لبيب سلطان قائلًا: «هذه طَبائع بَدَوية تجاوزها العالم... إسرائيل [هي] أقـوى اقتصاد في المنطقة،.. واقتصاد ناجح.. ونظامها دِيمقراطي مَتِين»! وَيُرَدِّد لبيب سلطان هُنا أُكْذُوبَة أنّ إسرائيل «إِقْتصاد نَاجح». ويَجْهَل لبيب سلطان أن إسرائيل لا تَـقدر على الاستمرار في العَيْش خلال شَهْر، أو شَهرين، بِدُون دَعْم شُمُولِي مُقَدَّم من طَرف الدُّوَل الغَربية الْإِمْبِرْيَالية. وذاك ما اِنْفَضَح في كلّ أَزَمَات أو حُروب إسرائيل، بما فيها ما سُمِّيَ بِـ «حَرب إسرائيل على غَزَّة» في سنة 2024. وهل يُعْقَل أن يَكتب لبيب سلطان عن الكِيَّان الإسرائيلي أنه «ديموقراطي مَتِين» ؟ بينما هذا الكِيّان الإسرائيلي، يَحْتَل، وَيَضْطَهِد، وَيَعتـقل، ويُعذّب، ويَـقتل، ويُدمّر، ويُهَجِّر الـفلسطينيين، في كلّ يوم، ومنذ سنة 1948 إلى اليوم ! وهل يُمكن أن يَكون «دِيمُوقراطيًّا» مَن يُمارس الاستـعمار، والاستيطان، والـقَتْل، والإبادة الجماعية؟ فَلَا يُدرك لبيب سلطان وأمثاله أنه، إذا كانـت عِصَابَة من المُجرمين تَتَعَامَل بِأَسَالِيب «ديموقراطية» فيما بين أعضائها المُجرمين، وَقَاتِلَة تُجاه ضَحَايَاهَا، فهذا السُلُوك لا يكفي لكي نَصِف هذه العِصَابَة بِكَونها «ديموقراطية» ! وَكُلّ مَن يَصف هذه العِصَابَة مِن المُجرمين بِـكَوْنِها «دِيمُواقْرَاطيّة»، فَهُو مُنْحاز لِصَالِحِها ! وما دَامَ لبيب سلطان عاجزًا عن إِتْـقَان المَنْطِق (The logic) الذي يَستـعمله، فَسَيَسْتَمِرّ في غُرُورِه، وفي عِنَادِه، وَفي قَلْب الحَقَائِق على رَأْسِهَا، وفي التَصْرِيح بِمَوَاقِفَ سِيَّاسِيَة وَاهِيَة. وأضاف لبيب سلطان «سنجد حَلّا سِلْمِيّا بالتَّعاون والمَنـفعة المُتبادلة، وَتَـقوم دَولة فَلسطينية مُسالمة [!]، تـكون مِثالا لِلتَـعايش الإنسانـي»! كَأنّ لبيب سلطان يَجْهَل الطبيعة الاستعمارية والتَوَسُّعِيَة لإسرائيل. وكأنّ الـفَلسطينِيِّين لَمْ يَسْبِق لهم أنْ جَرَِّبُوا «حَلَّ الدّولتين» خلال قُرابة أربعين سنة. وَكَأَنَّ هذا «الحَلّ» لَمْ يَفْشَل بشكل تَامّ. وكأنّ لبيب سلطان يَجهل أنّ المَسئُولين الكبار في إسرائيل يُصَرِّحُون، في كلّ يوم، ومنذ عُقُود، أنهم لَن يَقْبَلُوا أَبَدًا بِدَوْلَة فَلسطينية. وَلَم يَخْطُر على بَالِ لبيب سلطان أن يَتَسَاءَل: هل يُمكن أن يَتـعايش المُسْتَـعْمِر مع المُسْتَعْمَر، أم أنّه لَا بُدّ لأحدهما أن يَزُول ؟ [وَلِمَزِيد من التَفَاصيل في هذا الموضوع، أُنْظُر كتابي: "نَـقْد الصَّهْيُونِيَة"(1)]. وكتب لبيب سلطان: «الشعب الفلسطيني له نَـفس الـقضية [يَقْصِدُ نَفس قضيّة الـفَصْل العُنْصُري في جُنوب إِفريقيا]، وأثبت أنه، بنضاله المَدني [؟] إستطاع إقامة سُلطة له، والخُطوة القادمة دولة له». وَيَـعْنِي هُنا لبيب سلطان بِعِبَارة «النِضَال المَدني» أنّه شَخْصِيًّا يَرْفُضُ لُجُوء المُقاومة الـفَلسطينية إلى أُسْلُوب «الكِفَاح المُسَلَّح» ضِدّ المُسْتَـعْمِرِين الْإِسْرَائِيلِيِّين. وَيُلْغِي هكذا لبيب سلطان التَجَارب المَرِيرَة لِلشّعب الـفَلسطيني، والتي أَثْبَتَت أن «الكِفَاح المُسَلَّح» هو الْأُسْلُوب الوَحِيد الذي يَنْـفَع مع المُسْتَعْمِرِين الصَّهاينة. وَزَعَم لبيب سلطان أن «الشعب الـفلسطيني له نـفس القضية» التي كانـت لِشَعب جَنُوب إفريقيا. وكتب لبيب سلطان «هذا هو جَوهر القضية، و [هو] الـفرق في الموقف بيننا». وهذا خطأ فادح. حيث لم يَفْهَم لبيب سلطان أن سَقْف مَطالب جبهة "المُؤْتَمَر الوطني الإفريقي" (ANC)، التي كان يَتَزَعَّمها نِيلْسُون مَانْدِيلَا في جَنُوب إِفْرِيقْيَا، كان مَحْصُورًا في شعار: «رَجل وَاحد، صَوت واحد» (one man, one vote). وهذا المَطلب لَمْ يُنَادِ بِرَحِيل المُسْتَوْطِنِين والمُسْتَـعْمِرِين من بلاد "جنوب إفريقيا". بينما مطلب المُقاومات الـفلسطينية هو التَحرّر الوطني الكامل. ويَسْتَحِيل أن يَتَحَقَّـق هذا التَحَرُّر الوَطَنِي الفَلسطيني بدون رَحِيل المُسْتَوْطِنِين الْإِسْرَائِيلِيِّين. وَسَتُؤَدِّي دِينَامِيَّة التَحَرُّر الوطني الـفلسطيني إلى اِنْهِيَّار، ثُمّ زَوَال إسرائيل. وَذَاكَ هُو مَا أَثْبَتْتُه في دراستي تحت عُنوان: "لماذا سَتَنْهَار إسرائيل حَتْمِيًّا" (المَنشورة على "الحوار المُتمدّن"). وَيُدْرِكُ الـفلسطينيُّّون أنّ طَبِيعَة الصَّهْيُونِيَة، هي التي تُحَتِّم اِسْتِحَالَة إِصْلَاح هذه الصَّهْيُونِيَّة المُسْتَعْمِرَة. وَطَبِيعة الصَّهْيُونِيَة هي التي تَـفْرِضُ اِسْتِحَالَة التَعايش مع إسرائيل. وَ «حَلّ الدَّولتين» هو سَراب مُسْتَحيل الْإِنْجَاز. وَإِيمان حَرَكَة فَتْح بِـ «حَلّ الدّولتين» هو الذي أَدَّى بالشّعب الـفلسطيني إلى فُـقْـدَان قُرابة 75 % مِن التُرَاب الوطني الفَلسطيني. وحتى إذَا مَا تَحَقَّـقَ «حَلّ الدّولتين»، فإن طَبِيعَة الصَّهْيُونية سَتَـفْرِض أَنْ يَـكُون هذا «الحَلّ» اِنْتِـقَالِيًّا، أو عَابِرًا، أو مُؤَقَّتًا. ولماذا ؟ لأن إسرائيل لَا تَـقبل أَقَلَّ من تَمَلُّك كلّ أرض فلسطين، وحتى الأقاليم المُجاورة لها. بَل مِن المَعروف أنّ زعماء الصّهيونية صَرَّحُوا، وَكَرَّرُوا مِرَارًا، أنّ مَشروعهم، هو السَّيطرة على الأراضي المُمتـدّة من نَهر النِّيل في مِصْر، إلى نهر الـفُرَات في العراق ! وَلِأَنّ تَنَاقُضَات إسرائيل، سَتُؤَدِّي بها حَتْمِيًّا إلى الْاِنْهِيَّار (أُنْظُر التَفَاصِيل في مقالي المُعَنْوَن بِـ : "لماذا سَتَنْهَار إسرائيل حَتْمِيًّا"). فَلِمَاذَا يُنَاوِر لبيب سلطان لِإِخْفَاء هذه الحَقائق ؟ وَاعْتَبَر لبيب سلطان أن إسرائيل هي «شعب [مُكَوَّن] من 8 ملايين يهودي». وأن «الشعب الـفلسطيني… استطاع إقامة سُلطة له [؟]، والخطوة الـقادمة [هي إقامة] دَولة له». وَادَّعَى لبيب سلطان أن: «كِلَا الشَّعْبَيْن [الإسرائيلي والفلسطيني] لهم هذا الحق في إقامة كِيَّانِهِم وَدَوْلَتِهم». وأضاف لبيب سلطان: «إسرائيل... والشّعب الـفلسطيني، لهم هذا الحق». وَالمَعْنَـى المُسْتَتِر الذي يُرِيد لبيب سلطان تَمْرِيرَه، هو أنّه يَحِقُّ لِلْإْسرائيليّين أن يُـقِيمُوا دَوْلة خَاصّة بِهم فَوْق تُراب فَلسطين! لكن لبيب سلطان لَا يُدْرِك أن الإسرائيليّين يُقِيمُون «كِيَّانَهُم»، أو «دَوْلَتَهُم»، فوق أَرْض مُنْتَزَعَة بِالـقُوَّة الاستـعمارية من أَرض شَعب فَلسطين! ولا يَعرف لبيب سلطان أن الـقانون الدُّوَلِي يَمْنَع اِحْتِلَال أَرَاضِي الغَيْر بِالـقُوَّة ! وهكذا، في عَقْل لبيب سلطان، يَتَسَاوَى الكِيّان المُسْتَـعْمِر الإسرائيلي، مع الشّعب الـفلسطيني المُسْتَـعْمَر! وَيُعطي لبيب سلطان لإسرائيل الْمُسْتَعْمِرة، حَقَّ إقامة «دولة» مُسْتَـعْمِرَة، فَوْق التُرَاب الوَطَنِي لِلشّعب الفلسطيني! بَلْ بَالَغَ لبيب سلطان في دِفَاعِه عن مَشْرُوعِيَة الْاِسْتِـعْمَار الإسرائيلي لِفَلسطين. حيثُ كَتَبَ أنه يَرْفُض «إبادة أو تهجير شعب [إسرائيلي مُكَوَّن] من 8 ملايين يهودي» ! وفي نَفس الآن، لم يَـقُل لبيب سلطان وَلَوْ كَلِمَة وَاحدة عن «تَهْجِير»، أو «إِبَادَة»، شَعب فَلسطين! وَاضِـح إِذَن مَا يَلِي : لبيب سلطان يُناضل ضِدَّ تَهْجِير الْإِسْرَائِيلِيِّين المُسْتَوْطِنِين في إسرائيل، وَلَوْ أن هذا التَهْجِير لِلْإِسْرائيليِّين لم يَحْدث بَعْدُ، وفي نَفْس الْآن، يَرْفُض لبيب سلطان أن يُنَاضِل، وَبِنَفْس الـقُوَّة، ضِدَّ تَهْجِير الـفَلسطينيِّين، وَلَوْ أنّ تَهْجِير الـفَلسطينيِّين يُمَارَسُ، وَيَدُوم، منذ قُرابة سنة 1948 إلى اليوم في سنة 2024 ! وَأَقَلّ خُلاصة جُزئية يُمكن طَرحها هُنا، هي أنّ لبيب سلطان مُنْحَاز إلى إسرائيل، وإلى الصهيونية، أكثر بِكَثِير مِمَّا هُو مُنحاز إلى الشّعب الفَلسطيني! وَأَكَّدَ لبيب سلطان على أنّ «وُجود نظام أبارتاهيد يميني متطرف كَنَاتَنْيَاهُو، لا يعني [يَقصد: لَا يُبَرِّر] أن تُبِيد أو تُهَجِّر شعبًا [مُكَوَّنًا] من 8 ملايين يهودي» ! وَلَا يَفهم لبيب سلطان أن بَقاء 8 مليون إسرائيلي في فلسطين، سَيُؤَدِّي حَتْمِيًّا إلى تَهْجِير، أو إِبَادة، شعب فلسطين ! ومن المُستحيل أن تَـقبل إسرائيل التَعَايُش مع دولة فلسطينية مُستـقلّة، وَذَات سِيَّادَة كَامِلَة. وَبَيَّنَت اِسْتِطْلَاعاتُ الرَّأْي أنّ الأغلبية الكُبرى من الإسرائيليّين يَرفضون إقامة دولة فلسطينية مُستـقلّة(2)، وَلَوْ أنّ قَرَارَات "الْأُمَم المُتَّحِدَة"، وَاِتِّفَاقَات "كَامْبْ دِيـفِدْ"، وَاِتِّـفَاقِيَّة "أُسْلُو"، تَفْرِضُ كُلّها إِقَامَة هذه الدَّوْلة الفَلسطينية. فَإِمَّا أن تَـقْبَل تَهْجِير الإسرائيليّين الصَّهَايِنَة من فلسطين، وإمّا أن تَقْبَل تَهْجِير الـفلسطينيّين من فلسطين. ولا يُوجد خِيَّار ثَالِث مُمكن. وكلّ مَن يَدَّعِي عكس ذلك، فَهُو مُخادع، وَمُنَاصِر لِلْمُسْتَـعْمِرِين الْإِسْرَائِيلِيِّين. وكتب لبيب سُلطان عن موقفي: «مَوقفك الإنساني من الـقضية الـفلسطينية هو نـفس موقفي، والـفرق [بيننا] أنني أنظر من زاوية الحَل السِّلْمِي، كَوْنُها قضية حُقوقية». وَيَعْنِي لبيب سلطان بِعِبَارة «قَضيّة حُقـوقـية»، أنّ الـقضية الـفَلسطينية ليست قَضيّة تَحَرُّر وَطَنِي. ويعني أيضًا أنّ لبيب سلطان يَرفض أُسلوب "الكِفَاح المُسَلَّح". وَأََكَّدَ لبيب سلطان أنه يَرْفُضُ النَظَرَ إلى الـقضية الـفلسطينية باعتبارها قضية تَحَرُّر وَطَنِي من الاستـعمار الصَّهْيُونِي! وَاسْتَنْـكَرَ لبيب سلطان أُسْلُوب المُقَاوَمَة، وَ«الكِفَاح المُسَلَّح». وَرَفَضَ لبيب سلطان أن يَعْتَبِر، وَبِأَيّ شَكل مِن الأشكال، الدَعَّمَ المُطْلـق، وَالْـلَّامَشِرُوط، الذي تُـقَدِّمُه مُجمل الدُوَل الْإِمْبِرْيَالية الغَربية لإسرائيل! وفي إطار هذه النظرة، يُصبح طبيعيًّا أَنْ يَتَّهِمَ أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرْنِيت المُقاومةَ الـفلسطينية بِـ «الإرْهَاب». وَفي إِطَار هذا المَنْطِق، يُصبح «حَقّ إسرائيل في الدِّفَاع عن نَفسها» أَعْلَى، وَأَوْلَى، من حَقّ الـفلسطينيّين في الدِّفاع عن أنفسهم. وهذا اِنْزِلَاق نحو المَعَايِير المُزْدَوِجَة، ثمّ نَحو العَمَالَة لإسرائيل، وَلِلْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَرْبِيَة. وَلِتَنْبِيه الـقَارِئ إلى مَنْهَج اَلْاِلْتِوَاء في الْأَفْكَار، الذي يَستـعمله أفراد مِيلِشْيَا الْإِنْتِرنِيت، أعرضُ هُنا ما قاله لبيب سلطان. حيث كتبَ: أنّ «مَصلحة نَاتنياهو هو جَعْلُ القضية الفلسطينية بِيَدِ [حركة] حَماس، كَيْ يَظهر لِلْعَالم استحالة إقامة دولة [فلسطينية] مُجاورة [لإسرائيل]، بِحُجّة إبادة وتهديد حياة سكان [إسرائيل]. هذا هو جوهر القضية، و[هذا هو] الفرق في الموقف بيننا». وَيُريد لبيب سلطان هُنَا أن يَـعْنِيَ، أننا نحن الماركسيّين الثّوريِّين، نَرْغَب في تَهْجِير أو إبادة الإسرائيليّين، فَنُثْبِتُ هكذا للعالم أن إقامة دولة فلسطينية بِجِوَار إسرائيل، سيكون اِخْتِيَّارًا خَطيرًا، وَمَرفُوضًا، لأنه يُؤَدِّي إلى خَطَر تَهْجِير أو إِبَادة الإسرائيليّين. وَيَعْنِـى لبيب سلطان بِكَلَامه هذا أنّه، إذا أردنا إِقَامَة دولة فلسطينية [بجوار إسرائيل]، يجب أن يَمْتَنِع الفَلسطينيّون عن الـقِيَّام بِكُلّ مَا يُزْعِجُ الإسرائيليّين، أو يُهَدِّدُهُم بِالتَهْجِير، أو بِالإِبَادة ! وَبِعِبَارة أَوْضَح، يَقْصِد لبيب سلطان أنه، إذا أردنا خِدمة مَصالح الـفَلسطينيّين، يجب أن نَمْتَنِعَ عن مُقَاوَمَة خُطَط الإسرائيليّين ! هذا هو الْإِلْتِوَاء في الْأَفْكَار، ظَاهِرُهُ عَقْلَانِي، وَمَضْمُونِه يَمِينِي، وَاسْتِسْلَامِي، وَانْهِزَامِي، وَعَمِيل لِلْإِمْبِرْيَالِيَة، وَعَمِيل لِلصَّهْيُونِيَة. وفي كِتَابات لبيب سلطان، يَظهر أنّ أعداءه الدَّائمين، والذين يُسَمِّيهم بِـ «الطَّاعُون الأيديولوجي»[؟]، هُم ثَلَاثَة : التِيَّار القَومي العُروبي؛ وَالتِيَّار الماركسي أو الاشتراكي؛ وَالتيار الْإِسلامي السَّلَفِـي. وَيُركّز لبيب سلطان عَداءَهُ على أربعة دُول عربية، وهي : العراق، وسوريا، ومصر، ولبنان. وَنَقُول لِـ لبيب سلطان وأمثاله: قُلْ لَنَا مَنْ هُم أَصْدِقاءك، أو قُلْ لَنَا مَن هُم أَعْدَاءُك، وَسَنَـقُول لك مَنْ أَنْتَ ! وَاتَّهَم لبيب سلطان «التِيَارات الثلاثة (القـومية العربية، الماركسية، الإسلام السياسي)… [بِكَونها] ساهمت في التَدْمِير، والتَخْرِيب، وعَزل دُولنا ومُجتمعاتنا»(3). وَمَن هي يَا تُرَى التِيَّارَات الجَمِيلة، التي لم تُدَمّر، ولم تُخَرِّب؟ إنها طبعًا (في رأي لبيب سلطان) الجَمَاعات العَمِيلة لِلْإِمْبِرْيَالِيات الغَربية، وَالتِيَارَات الرَّأْسَمَالِيَة، والمُحافظة، التي سَانَدَت الأنظمة السياسية العربية المُستبدّة، والفَاسدة، والتَابِـعَة لِلْمَراكز الْإِمْبِريالية ! وَيُعَادِي لبيب سُلطان جَمَال عبد النّاصر وَأَنْصَارَه. وَيَتَّهِم لبيب سلطان تِيَّار «الـقَومية العربية» بِكَوْنِه أَدَّي إلى الْاِنْـقِلَابَات العَسْكَرِيَة (في مِصر، والعِراق، وسُوريا). وَزَعَمَ لبيب سلطان أن هذه «الانقلابات العسكرية، في ثلاثة دول، هي مصر وسوريا والعراق، دَمّرت أسـس [هذه] الدول، من خلال تدميرها للنُظم الديمقراطية البرلمانية التي كانت فيها، بِمُؤسساتها، ودساتيرها، التي ضمنت الحقوق، والحريات العامة»(4). ولا يُدرك لبيب سلطان، أَوَّلًا، أنّ الأنظمة السياسية التي كانـت قائمة قبل وُقُوع هذه الانـقلابات (في مِصر، والعِراق، وَسُوريا)، لم تَكُن «دِيمُوقْرَاطِيَة»، بَل كانـت مُسْتَبِدَّة وَفَاسِدَة. وَلَوْ بَـقِيَت تلك الأنظمة السياسية قائمة، لَتَسَبَّبَت في اِنْحِطَاط أكبر بِالمُقارنة مع ما جاءت به هذه الانـقلابات الْـلَّاحِقَة. وَثَانِيًّا، أَنَّ هذه الانـقلابات لَم تَفْشِل في أهدافها لأنها كانـت قَوْمِيَة، أو وَطَنِيَة، أو ثَوْرِيَة، وَإنّما فَشِلَت لأن الْإِمْبِرْيَاليات الغَربية تَآمَرَت ضِدَّها، وَحَارَبَتْها بكلّ الوسائل المُمكنة. وَثَالِثًا، أَنَّ الْاِنْقِلَاب ليس سَلْبِيًّا بشكل مُطلق. بَلْ قد يَكون سَلْبِيًّا، أو إِيجابيًّا، وذلك حسب ظُروفه التاريخية. وَرَابِعًا، أَنَّ الشُّعوب المَعْنِيَة تُفَضِّل وُقُوع اِنْقِلَاب لِلْخَلَاص من نظام سياسي اِسْتِبْدَادِي، وَقَمْـعِي، وَفَاسِد، وَمُقْفَل (verrouillé)، على البَقَاء في هذا النظام الجَحِيم خِلال 40 أو 70 سنة إِضَافيّة. وخلافًا للآراء الشَّكْلِيَة، أو المُحَافِظَة، يُمكن لِاِنْـقِلَاب عَسْكَرِي مُحَدَّد أن يُوَفِّر فُرصة، وأن يَفتح آفاقا مؤقتة، لِلتَّخَلُّص من نظام سياسي دكتاتوري، وفاسد، يَـكَادُ يكون من المستحيل تـغييره عَبْر السُبُل الـقانونية، أو السِّلمية. وَمِثْل كلّ رَأْسَمَالِي، يُعَارض لبيب سلطان «تَأْمِيم الشركات» التي تَرْفُض المُسَاهَمَة في خِدمة الاقتصاد الوطني. وَيُعارض «سيطرة الدولة» على الاقتصاد الوطني. كَأَنّ الأنظمة السياسية (العربية والأجنبية) التي يُساندها لبيب سلطان لا تُهَيْمِنُ على الاقتصاد الوطني. وفي هذا المَجال، يَتَنَاقَضُ دائمًا الرَّأْسماليّون مع أنـفسهم (بما فيهم لبيب سلطان). لأنهم، في وقت الرَّخَاء، يُطالبون بِعَدَم تَدَخُّل الدَّولة في الاقتصاد، وفي وقت الأزمات الاقتصادية الصَّعْبَة، يَطْلُبُون من الدّولة أن تُعَوِّض خَسَائِرَهم، وَلَوْ بِأَمْوَال مَأْخُوذَة مِن الضَرائب التي يُؤَدِّيها الشعب الكادح. وَاتَّهَمَ لبيب سلطان «النُظم [العربية] القَوْمِيَة» بِالتَسَبُّب في «خسارة حَربين مع دولة» إسرائيل، والتَفْرِيط في الجُولان والضِفَّة الغربية. وَجَرَّم لبيب سلطان "الأنظمة السياسية العربية القَوْمِيَة" بِكَونها «قامت بتدمير حضارة لبنان الديمقراطية، وإشعال حُروبها الأهلية»(5). كما اِتَّهَم لبيب سلطان التِيَار الـقَوْمِي العربي بِكَوْنِه «حَجَب مُجتمعاتنا عن التفاعل مع العالم» الغَربِي. وَكَعَادَتِه، يُوَزِّع لبيب سلطان اِتِّهَاماته دُون أنْ يُقدّم أدنى حُجَّة لِإِثْبَات هذه الْاِتِّهامات. وحتّى في مَقَالَاته الطَّوِيلة، لا يذكر لبيب سلطان مَصادره أبداً. بَل يَكْتَـفِي بِآرائِه الشخصية، كأنها هي وحدها الحَقِيـقَة المُطلقة. وَاتَّهَم لبيب سلطان التِيَّار الماركسي بِكَونه «أدخل بلداننا وشعوبنا في أتون حرب باردة لا ناقة لنا فيها ولا جمل»(6). وهذا تَزْوِير لِلتَّارِيخ. لأن مَنْ أَدْخَل الحرب الباردة إلى العالم العربي ليس هُو التِيَّار الماركسي. وَلِأَنّ «الحرب الباردة» كانـت مَفروضة على كُلّ دُوَل وَشُعُوب العالم، إمّا بطريـقة، وإمّا بأخرى. وكانـت آنذاك قُوّة الاتحاد السُوفياتي، أو فَعَالِيَة التِيَار الماركسي، ضَعِيـفَة نِسْبِيًّا. وعلى عكس مَزاعم لبيب سلطان، فإنّ الْإِمْبِرْيَالِيَة الأمريكية، المُهيْمِنَة على العالم، وحُلـفاءها في "حِلـف شمال الأطلس"، هُم الذين فَرَضُوا (وما زَالُوا يَفرضون) على الدُول العربية مبدأ «إمَّا مَعَنَا، وَإِمَّا ضِدَّنَا» ! وكانـت، وما زالت، الولايات المُتّحدة الأمريكية، تُحَتِّمُ على الدّوَل العَربية الْاِنْخِرَاطَ في "الحَرْب البَارِدَة"، وَتَـفْرِضُ الْاِصْطِفَاف في مِحْوَرِهَا، بواسطة المُؤامرات السِرِّيَة، والـقُوَّة الغَاشِمَة، والعُقُوبَات الاقتصادية والسياسية. وَاتَّهَم لبيب سلطان التِيَارَات الماركسية بِـ «التّحريض ضدّ النُظم الديمقراطية البَرلمانية المَلَكِيَّة في المنطقة [العَربية]... لأجل مَدِّ النُـفوذ السُوفياتي، وَوَضع مَصالح سُوفياتية فوق المَصالح الوطنية». وَمَتَى كانـت الأنظمة المَلَكِيَة العربية «دِيمُوقْرَاطِيَة» يا لبيب سلطان ؟ وَبِعِبَارة أَوْضَح، يَتَّهِم هُنا لبيب سلطان المَارْكِسِيِّين العَرب بِأَنّهم كانوا كلّهم مُجَرّد «عُمَلَاء» لِلْاِتِّحَاد السُّوفْيَاتِي «الْإِمْبِرْيَالِي» ! وهذا الكلام هو بِالتَدْقِيـق مَا ظَلَّت تَقُوله الْإِمْبِرياليات الغَربية، منذ "الحرب العالمية الثانية" إلى اليَوم. فَما كتبه لبيب سلطان هو كَذِب، وَتَزْوِير لِلتاريخ. وَيَضِيـق هُنا المَجال لِلتَّـفْصِيل في دَحْض مَزَاعِم لبيب سلطان. لكن اِتِّهَام لبيب سلطان هذا لِلْمَاركسيّين، يَكْفِي هو وحده لِتِبْيَان أنّ لبيب سلطان يَتَـكَلّم مثل صَوْتِ سَيِّدِه، والذي هو الولايات المُتّحدة الأمريكية، وَحِلْفُهَا "منظّمة حِلْـف شَمال الأطلسي" ! وَنُلَاحِظ بِاسْتِغْرَاب، أن كلّ «الْأَعْدَاء» الذين أَعْلَنَهُم لبيب سلطان (وهم الـقَوِمِيُّون العَرب، والماركسيون، والإسلاميّون)، هُم بالضَّبط أَعْداء الْإِمْبِرياليات الغَربية وَإِسْرَائيل والأنظمة العربية المُحافظة ! الشّيء الذي يُؤَكِّد أن لبيب سلطان وأصدقاءه، هُم «عُمَلَاء» لِلثَّالُوث المُكَوَّن من الْإِمْبِرياليات الغَربية، وإسرائيل، والأنظمة السياسية العربية المُحافظة أو الرّجعية. وَلِتَدْقِيـق المَفاهيم، وحينما أكتبُ أن فَرْدًا، أو جَماعة، هُم «عُمَلَاء» لِلْلإِمْبِرْيَالِيَة، أو لِإسرائيل، أو لِلْأَنظمة العربية المُحافظة، فَقَوْلِي هذا لَا يَعني بِالضَّرُورة أن هؤلاء الأشخاص تَجْمَعُهُم علاقات مُنْتَظِمَة، وَمُرَسَّمَة، مع الْإِمْبِرياليات، أو مع إسرائيل، أو مع الأنظمة العربية المُحافظة. وَإنّما يَعني الْاِتِّهَام بِـ «العَمَالَة»، أنّ كَلام، أو فِعْل، الأشخاص المُتَّهَمِين، يَلْتَـقِي مَوْضُوعِيًّا مع مَصَالِح الـقِوَى الْإِمْبِريالية، أو الصَّهْيُونِيَة، أو الرِّجْعِيَة، وَلَوْ لَمْ تُوجد عَلَاقات مُنَظَّمَة، أو مَلْمُوسَة، أو مَضْبُوطَة، تَرْبِطُ هؤلاء الأشخاص المُتَّهَمِين مع هذه الـقِوَى المَذْكُورة. ومن المُمكن أن يَكون شَخص مُحدّد «عَمِيلًا»، وَلَوْ أنّه لَا يَـعِي «عَمَالَتَه». مِثْلَمَا أنه يُمكن لِشَخص مُحَدَّد أن يَكون «مُتَصَهْيِنًا»، وَلَوْ أنّه غير يَهُودِي. وَيُعَرِّف لبيب سلطان نـفسه بِكَونه «دُكْتُورًا بَاحِثًا لِيبِيرَالِيا مُسْتَقِلا». بَينما هُو، ليسَ بَاحِثًا، وَلَا لِيبِيرَالِيًّا، وَلَا مُسْتَـقِلًّا. وشهادته في الدكتوراه، لا تُبرّر اِدِّعَاءَاتِه السياسية المُخْتَلَّة. والصِراع الطبقـي يَخْتَرِق كلّ شيء. حيث يُوجد دَكَاتِرَة ثَوْرِيُّون، أو اِشتـراكيّون؛ كما يُوجد أيضًا دَكَاتِرَة مُحَافِظُون، أو رِجْعِيُّون، أو رَأْسَمَالِيُّون، أو إِمْبِرْيَالِيُّون، أو حتّى عُمَلَاء، أو خَوَنَة. وَلَا يَفْقَهُ لبيب سلطان (وَزُمَلَاْه) شيئًا في "الاقتصاد السياسي"، ولَا في عِلْم المُجتمع، ولا في التاريخ، ولا في الـفَلْسَفَة، ولا في العُلُوم الدَّقِيقَة. وَيَزْعُم لبيب سلطان (وأمثاله) أنه يُدافع عن «قِيَم الْلِّيبِرَالِيَّة الغَربية». بَيْنَمَا هو مُجرّد بُوق دِعَاية لأمريكا، ولإسرائيل، وللرجعية العربية. وَيُـكَرِّر لبيب سلطان مَقُولَات أبواق الدِعَاية الْإِمْبِريالية، دُون أن يَفْحَصَها، ودون أن يَفْهَمَها. ولبيب سلطان هو عَمِيل، وَيَمِينِي مُتَشَدِّد. وَمِيزة لبيب سلطان أنه يَـقْلِب الحَـقَائِق على رَأسها. فَمَن هو عَدُوٌّ، يُحَوِّلُه لبيب سلطان إلى صَدِيـق. وَمَا هُو اِسْتِبْدَادِي، يُحَوِّلُه لبيب سلطان إلى دِيمُوقراطي. وما هُو مُنَاهِض لِمَصلحة الشعوب، يُحَوِّله لبيب سلطان إلى نِـعْمَة في مَصْلَحة الشّعوب. الخ. ولا يُوجد أَدْنَى بَصِيص أَمَل في الحِوَار مع لبيب سلطان (وأمثاله). وَيَسْتَحِيل التَفَاهُم معه على أيّ شيء. لأن عَقْلَ لبيب سلطان مُسْتَلَب (aliéné)، وَمُتَوَعِّك. وَلأنّ مَنْطِقَه مَكْسُور. وَلَنْ يَكُون غَريبا أن يَتَحَوَّل لبيب سلطان (وأمثاله) إلى شخص رِجعي عَنِيـف، أو عَمِيل سَافِر، أو فَاشِـسْـتِـي، أو مُرْتَزِق. وحينما سَمَحَت إدارة موقع "الحوار المُتمدّن" بِنَشر مقالات وتـعليقات لبيب سلطان وأمثاله، وَدُونَ نَـقْدِهَا، فإنها اِرْتَكَبَت خطأً فادحًا. لأنّ لبيب سلطان (وأمثاله في مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت) لَا يُخْفُون عَدَاءَهُم المُطلق لِقِيَم "الحوار المُتمدّن". بَل يَكتبون هذا العَدَاء في كلّ مقالاتهم، وفي كلّ تَعليقاتهم. ولأن لبيب سلطان نَشَر في المَجْموع 91 مقال على موقع "الحوار المتمدّن"، وذلك مُنذ نُوَنْبِر 2011. ولأن ماجدة مَنصور نَشَرت في المَجموع 174 مقال، وذلك مُنذ ماي 2014. وبشكل عامّ، لَمْ يُنشر في "الحوار المتمدّن" مَقال واحد، أو بِبِضْعَة مَقالات، تُعَادِي قِيَمَ "الحوار المتمدّن"، وإنما نُشِرَتْ فيه المِئَات من المقالات والتـعليقات المُعادية لِقِيَم موقع "الحوار المتمدن". فماذا تَفعل إدارة "الحوار المتمدّن" ؟ وَإلى أين نحن ذَاهِبُون ؟ أنا أُدْرِك أنه يَستحيل على أيّ شخص (في إدارة "الحوار المُتمدّن") أن يَقْرَأ في كلّ يوم حتّى نِصْف أو ثُلُث المقالات التي تُنْشَر في موقع "الحوار المُتمدّن". لكن المُشكل مطروح، والتهديد موجود. وكل المُناضلين الثوريّين، المُناصرين لِـ "الحوار المُتمدّن"، هُم مُطالبون بِالمُشاركة في إِيجاد الحُلُول لهذه التَهديدات. 2.3 - مُنير كَريم، كَتَب: «نحن [العرب] نَنْهَار، ونتـقهقر، واسرائيل تَتـقـوّى، وتزدهر». وأضاف: «الصهيونية كما عرّفها مُؤسّـسوها بأنها حركة تحرير اليهود». لكن مُنير كَريم لم يَشرح لنا «تَحرير اليهود» مِنْ مَنْ؟ هل يَقْصِد منير كريم «تَحْرِير اليَهُود» مِن السُكَّان الأصليّين لِـفَلسطين؟ نحن نحتاج إلى الوُضُوح والدِقَّة. وكتب أيضا مُنير كريم: «منذ تأسيس إسرائبل كدولة، بدأت تـنمو ما يُعرف بالـقَومية الإسرائيلية [؟]، وهذه القـومية تشمل الشعب المتـكوّن من اليهود، والمسلمين، والمسيحيين، والأرمن، والشَّركس، والدروز، وبقـية العرب[!؟]. ألم تُلاحظ ان الأحداث الأخيرة [حرب غَزَّة] لم تُـؤَدِّ الى انشقاقات في النَسِيج الدّاخلي الاسرائيلي [!؟]، لأنه يستـند الى القـومية الاسرائيلية»! وَيَجْهَل منير كريم أن الحركة الصهيونية سَبِقَتْه إلى طَرح هذه الأطروحة لِتَبْرِير مَشْرُوعية دَوَام إسرائيل. (أنظر تَفَاصِيل نَقْد أُطروحات «الشعب الإسرائيلي»، أو «الـقَوْمِيَة الإسرائيلية»، في كتابي المُعَنْوَن بِـ : "نَـقْد الصَّهْيُونية"(1)). وَيَجْهَل مُنير كريم أنّ الـقَنَوَات التِلِيـفِزْيُونية الإسرائيلية، (أمثال الـقَنوات 12، و 13، وَ قناة كَانْ)، تَتَكَلَّم يوميًا، ومنذ أُكْتُوبَر 2023، عن «اِنْشِقَاقَات في النسيج الداخلي الإسرائيلي» ! وقال مُنير كَريم عَنِّي أنا شخصيًّا : أنـتَ «لَا تختلـف عن حَماس الإرهابية [؟]، التي دمّرت الشعب الفلسطيني» [؟]. ومن عادة الأشخاص المُتَصَهْيِنِين (أمثال منير كريم) أنهم يَـقْلِبُون دائمًا الحقائق على رأسها : فَيَقُـولون عن إسرائيل المُسْتَـعْمِرَة أنه يَجب «التَعَايُش» معها، والاستسلام لها. ويـقـولون عن المُقاومة الـفلسطينيّة، وعن حَركات التَحَرُّر الوَطني الفَلسطينية، أنها «إِرْهَابِيَّة»، أو «مُجْرِمَة»، أو أَنَّهَا «تَضُرّ» بالشّعب الفلسطيني! [وَيُوجد (في "الحوار المتمدّن") كُتَّاب آخرون (مثل مُنير كريم) يَـقْلِبُون الحَقائق على رَأْسِهَا. ومنهم مثلًا المُسَمَّى أحمد جُمعة، الذي نَشر في "الحوار المُتمدّن"، بِتَاريخ 28 أبريل 2024، مقالًا تَحْت عُنوان: "مُنَظَّمَة حَمَاس مُجرمَة" [!؟]. وَدَعَّمَ أحمد جُمعة أقـوالَه بِمَقُولَات لِأَحَد مُؤَسِّـسِي حركة فَتْح اليَمِينِيِّين، أسامة العلي. وَزَعَم أحمد جُمعة أن «قَتَلَة الشعب الـفلسطيني، ليسوا هُم إسرائيل وَأمريكا، وإنما همُ المُقاومات الـفلسطينية، وعلى رأسهم حركة حَماس». وَوَصَف أحمد جُمعة الشُعوبَ العربية المُناصِرة لِلمُقاومات الفَلسطينيّة: «بِبَلَاهة مُنَـقَطِعَة النَظير لِفِعْلِ حَماس الكارثي». وَنَشَرت إدارة "الحوار المُتمدّن" هذه الآراء الشَّنِيعَة دُون عُبُوس، وَلَا حتّى تَسَاءُل ! وَمِن المُحْتَمَل أن تَكُون إدارة "الحوار المُتمدّن" قَد سَمَحت، وَبِنَفس الطَّريـقة، بِنَشْر عَشَرات أو مِئَات من المقالات المُمَاثِلة، المُعادية لِـقِيَم موقع "الحوار المُتمدّن"، والمُنَافِيَة لِقَوَاعِد النَّشْر في "الحوار المُتمدّن". وعندما أَقْرَأُ كِتَابَات لِأَفْرَاد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرْنِيت، أَقُول داخل نَفْسِي: «أَيْنَ هُم مُؤَسِّـسُو "الحوار المُتمدّن"، لَقَد تَحَوَّل هذا المَوقع إلى نَقِيضِه» ! وَأَتَسَاءَل شَخصيًّا : لِمَاذَا لَمْ تَرْصُد إِدَارة "الحوار المُتمدّن" هذا التَسَرُّب لِأَفْرَاد مِيلِيشْيَا الْإِنْتِرنِيت داخل "الحوار المُتمدّن" ؟ وَأَعْتَبِرُ شَخصيًّا أنّ إدارة "الحوار المُتمدّن" مَسْئُولة عن هذا التَسَرُّب، ومن واجبها أن تُـقَدِّم نَقْدًا ذَاتِيًّا عن هذا التَقْصِير لِكُتَّاب وَقُرَّاء "الحِوار المُتمدّن". وكتب مُنير كَريم: «العداء للإمبريالية، و[كذلك] الاشتـراكية، والماركسية، والوحدة العربية، والـقضية الـفلسطينية، قد سقطت جميعها، وأصبحت مُضْحِكَة» ! لكن مَنْطِق منير كريم الذي يُؤَدِّي إلى الْاِنْبِطَاح لِلْإِمْبِرْيَالِية، وإلى هَدْر حُقـوق الشّعب الـفلسطيني، وإلى العَمَالَة لِلصَّهْيُونية، وَيُؤَدِّي إلى الخِيَّانَة، هو مَنْطق مُصَادِم، وَمُـقَزِّز، وليس «مُضْحِكًا». وفي تـعليق على مقال لصديـقه لبيب سلطان، بتاريخ 10 جوان 2023، كتب منير كريم: «كل الأفكار الشيوعية، والقومية، والدينية، نَتجت عن العَداء للحضارة [الغَربيّة]، لأسباب دِينية إسلامية، وَإِنْ إِخْتَلَفَت بِالشَّكل. فَلا تَستغرب إصطفاف الشيوعي، والقومي البعثي، والإسلامي، في مُعسكر واحد، يُعادي الديمقراطية». وهذه التَصْرِيحات هي كلّها تَزْوِير، وَكَذِب، وَنِـفَاق، لِتَسْهِيل تَشْوِيه الخُصُوم السِيَّاسِيِّين. وهذا الصِنْف من الْاِتِّهَام لَدَى الأشخاص اليَمِينِيِّين، والرِجْعِيِّين، يُؤَكِّد فُقْدَانَهُم لِلنَّزَاهَة الفِكْرِيَة. 2.4 - صادق الكحلاوي: يَسْتَحِـقّ هذا الشّخص أن أَعٍْرِضَ مَقُولة طَوِيلَة لَـهُ، رغم ما فيها مِن رَكَاكَة. لأن هذه المقـولة تُعَبِّرُ جَيِّدًا عن آراء مِيلِيشْيَا الْإِنْتـرنيت، المَقْلُوبَة على رأسها. ولأن هذه المَقُولَة تَفْضَح تَصَهْيُن صادق الكحلاوي وَرِفَاقه. وهذه المَقولة مُـقْتَطَفَة من تَعْلِيـقِ صادق الكحلاوي على مقال صديـقه لبيب سلطان، مَنشور في يوم 10 جوان 2023(2). وهي التّالية : «إسرائيل دولة، ومجتمع ديمقراطي، تَـقدّمي، إنساني(3)... [وإسرائيل] مُجتمع، وشعب، عَامِل، وَعَالِم، وَمُثـقّف، ومُنتج، ودِمقراطي. وإسرائيل حصيلة جُهد ذَاتي لليهود المُضطهدين [مِن طَرَف] فَاشِيَّة دِينية إسلامية [؟]، أُرْثُودُوكْسِيَة، وَهِيتْلِيرِيَة [؟]... وقد تحالفت قِوَى الخير والتقدم في العالم، وعلى رأسها الغَرب، لتبني مُبادرة يَهُود جنوب بلاد الشّام، التي يُسميها المُفلسون فَلسطين، لِإِقَامة دولة الحضارة الإنسانية الجديدة، التي نَشَاءَت في الغَرب، من أجل تقديم مثال عَملي حَيّ لشعوبنا البائسة، المحكومة بِـ 6 قُرون، تحت هيمنة التوحّش العُثماني الإسلامي البربري، التي تحرّرت بفعل الحرب [العالمية] الأولى، التي كانت تاريخيا من أجل إسقاط إمبراطوريات الإقطاع والتخلّف السائدة حينئذ على غالبية العالم. وأبشعها العُثمانية، والرُّوسية. وبعدما أُسقطت الوحشية العُثمانية، تَصدّت البربرية الإسلامية، والتَوَحُّش العُروبي، بِتَحْرِيض من دولة الشَرِّ والتخلف الرُّوسي، الذي انتهز التخلف الشامل لمجتمعات الشَّرق، فَأَسَّـسَ لِدِيماغوجية بَشِعَة لم يسبق لها مثيل في كل التاريخ البشري، اللّهم إلى حَدّ ما دِيماغوجية تَوَحُّش البَدْو، الذي سُمِّـيَ دِينًا إِسْلَامِيًّا. وَسَمَّاهَا اشتراكية، وَسُوفْيَاتِيَة. ثم ما هي أخلاقيات الدين، والله، عَدَا الشَرِّ». هذا مثال مُعَبِّر لِلْحَمَاقات اليَمِينِيَة المُتَطَرِّفَة التي يُرَوِّجُهَا أفراد مِيليشيا الْإِنْتـرنيت. وَبِصَدَد وَصْف صادق الكَحلاوي إسرائيل بِـكَوْنِهَا «إنسانية»، أُذَكِّره أنّ الحاخام إِلْيَاهُو كِينْ (Eliyahou Kin) قال: «لا بد من حرب عالمية ثالثة لمعاقبة الغُويِِيمْ» [(goyim)، والغُويِيم هُم غير اليهود]. وَأُذَكِّر صادق الكحلاوي كذلك، أنّ النائبة في البرلمان الإسرائيلي، أَيِيلِيتْ شَاكِيدْ (Ayelet Shaked) قالت: «الأطفال الفلسطينيّون ثَـعابين صغيرة، نَـقتلهم قبل أن يكبروا». وهكذا، ومنذُ الْلَّحْظَة التي نَتَـعَرَّفُ فيها (مثلًا في تَعليـق الكَحْلَاوِي هُنا) على مُمَيِّزَات الْأَيْدِيُّولُوجية الصَّهْيُونية الخَالِصَة، فإنّنا نُسَجِّلُ عَدَاءَهَا، وَخُطُورتها الْاِسْتْرَاتِيجِيَّة، وَلَا نَحتاج إلى نِقَاشها، أو نَقْدِهَا. لأن المُهم هو الكفاح في الميدان، وليس تَبَادل التَعْلِيـقَات في المَقَاهِي، أو الْاِنْشِغَال بِخُرَافَات الذُبَاب الْإِلِكْتْرُونِي. 2.5- نَجِيب مَارْتِي (Najib Marty)، في تَعْلِيـقِه على الـفِيسْبُوك حول مقالي (المُعَنْوَن بِـ "لماذا سَتـنهار إسرائيل حَتْمِيًّا")، كَتب كَلامًا خارجًا عن المَوْضُوع. وَحَاوَل تَحْرِيـف النِـقَاش إلى صراعات أخرى مُـفْـتَـعَـلة، ضدّ «الأممية الإسلامية»، وضدّ «سَيطرة الأَتْـراك والفُرس»، وضدّ «الأممية الشيوعية الاستبدادية»، وضدّ «العقـيدة الماركسية الشُمولية». بينما الجَوْهَر في الصراع بين إسرائيل وفلسطين، هو أنّه صِرَاع وُجُودِي بين مُسْتَـعْـمِـرِين وَمُسْتَـعْـمَـرِين. ومن غير المعقول تحريف النقاش إلى صراع آخر مُـفْـتَـعَـل ضد «الأممية الإسلامية»، أو صراع ضد «سيطرة الأتراك والفرس»، أو صراع ضدّ «الأممية الشيوعية الاستبدادية»، أو صراع ضدّ «العقيدة الماركسية الشمولية». 2.5 - نَاشَا (Nasha) كَتَبَت: «أنـتَ تَحلم»، و«أُمنياتـك [=اِنهيّار إسرائيل] لا معقولة»، و«عَقلك مُنغلـق، ومُتعصّب». وَأَضَافَت نَاشَا: «أكبر مُستبد استخدم القـوة والبطش والإذلال للكرامة الإنسانية، هي العقـيدة الإسلامية الأممية. وثاني أكبر مُستبد مُذل للكرامة الإنسانية، هو العَقـيدة الماركسية الشُمولية الأممية». والغَريب أنّ نَاشَا لَمْ تُـعِـرْ أيّة أهمّية إلى جرائم التخريب والـقتل التي ارتـكبها الاستـعمار، والْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَربية، وإسرائيل! ثمّ أضافت نَاشَا وهي تُهَدِّد: «لن يسمح العالم (سكان المعمورة بكل أطيافها) أن تـنتصر الأممية الإسلامية، لن يسمح العالم للأتـراك والـفُرس السيطرةَ عليه مَهما كَلّـفه الأمر، هذه استحالة. ولن يسمح العالم بعودة الشيوعية الاستبدادية الأممية»! وعلى خِلاف تَصريحات نَاشَا، نَحن لسنا في صِرَاع ضِدّ الْأَتْرَاك، أو ضِدّ الـفُرْس. وإنما نحن في صِراع ضِدَّ مَنْ يُهَيْمِنُ علينا، وَيَـقْهَرُنا، وَيَنْهَبُ بُلْدَانَنَا. وَأَعْدَاءُنَا هم الْإِمْبِرْيَالِيَّات الغَربِيّة، وَصَنِيعَتُها إِسْرائيل، والرّجعيّات العربية. وَمَن يَتـكلّم مثل نَاشَا، يُفْتَرَضُ فيه أنه يَتوفّر على بَرنامج اِسْتْرَاتِيجِي عالمي. وَيُفتـرض فيه أنه عُضو في جيش، أو في حِلْف عَسْكَرِي، عَالمي، وَمُجَهَّز، وَقَويّ. والجيش الوحيد المَوجود مِن هذا الصِّنْف، هو "حِلْف شَمَال الأَطْلَسِي" (NATO)، تحت قـيّادة الإمبريالية الأمريكية ! وَنَسْأَل أفراد مِيلِشْيَا الإنترنيت: إن كانـت حقـيـقةً الماركسية والاشتـراكية مُجرّد «أوهام»، وَ «غَير قَابِلَة لِلنَّجَاح» (مثلما يقولون)، فلماذا لَا تَتْرُكُهَا الدُول الْإِمْبِرْيَالية تَحْدُثُ (عبر العالم)، وَتَفْشِل مِن تِلْقَاء نَفسها ؟ ولماذا خاضت الْإِمْبِرياليات الْإِنْجَلِيزِية، ثُمّ الـفَرَنْسِيَة، ثُمّ الْأَمْرِيكية، حُرُوبًا طَاحِنَة، وَمُـكَلِّفَة جِدًّا، ضِدَّ شعب فِتْنَام (Vietnam) الذي كان يَطْمَح إلى الاشتـراكية ؟ ولماذا تُحاصر الْإِمْبِرياليات الغَربية كُوبَا الصَّغِيرة منذ سنة 1959 إلى الآن ؟ ولماذا تُحاصر الْإِمْبِرياليات الغَربية كُورْيَا الشمالية، وَفِينِيزْوِيلًّا، الخ ؟ ولماذا قامت الْإِمْبِرياليات الغَربية بِالعَشَرات مِن المُؤَامَرَات وَالمُناورات، ضِدَّ الصِّين، وَضِدّ رُوسيا، وضد الاتحاد السُّوفياتي السَّابِق، الخ ؟ ولماذا مثلًا الرئيس الاشتـراكي سَالْفَادُور أَلِّنْدِي، المُنْتَخَب في اتْشِيلِي (Chili) في سنة 1970، أُسْقِطَ بِانْقِلَاب عَسكري في سنة 1973، مُنَظَّم مِن طَرف وَكَالات الاستخبارات الأمريكية (CIA)، وَتَمَّ اِغْتِيَّالُه من طَرف العُمَلَاء المَحَلِيِّين لِلْإِمْبِريالية الأمريكية، بَعْدَمَا قَرَّر تَأْمِيم شَرِكَات النُحَاس الْأَمريكية ؟ ولماذا تُنَظِّم الإمبرياليات الغَربية العَشَرات من الْاِنْـقِلَابَات السِرِّيَة في دُوَل أمريكا الْلَّاتِينِيَة، وفي إِفْرِيـقْيَا ؟ ولماذا تُحاصر الْإِمْبِرياليات الغَربية إِيرَان ؟ ولماذا تُصِرُّ الدُول الْإِمْبِرْيَالية على إِنْفَاق المَلَايِير من الدُّولَارَات، وعلى رِعَايَة قَوَاعد عسكرية بَاهظة التَّكْلُفَة، وأَسَاطِيل حربية ضَخْمَة، وَمُخَابَرَات قَويّة، وَشَبَكَات من الْأَقْمَار الصِنَاعِيَة، وَفِرَق مُسَلَّحَة خَاصَّة، لِمُحاربة، ولِإِفْشَال، أَيَّة مُحاولة في العالم تَهْدِفُ إلى بِنَاء الاشتـراكية ؟ ولماذا اِغْتَالَ الثَالُوثُ (المُكَوَّن من الرِّجعية العربية، والْإِمْبِرْيَالِيَّات الغربية، وإسرائيل) العَديد من الزُعماء العرب (بما فيهم المَهدي بـن بَرْكَة، وَعُمَر بـن جَلُّون، الخ)، وذلك فـقط لأنهم ماركسيّون ثَوْرِيِّون اِشْتِرَاكِيِّون ؟ (يُـــتْــــبَـــــع في الـــجــــزء 2/3 ) رحمان النوضة. (تَمّ الانـتهاء من تحرير هذه الدراسة في يوم السبت 4 ماي 2024).
الــنُـــقَــــط الـــهَــــامِـــشِـــيَّــــة (1) مِن الأحسن أن تَنْظُر الصِّيغَة المُحَيَّنَة على مُدَوَّنَة الكاتب (وليس الصيغة الـقديمة المنشورة على "الحوار المتمدّن"): رحمان النوضة، لِمَاذَا سَتَنْهَار إِسْرَائِيل حَتْمِيًّا، نشر 2023، الصفحات 26، الصيغة 5.pdf https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (2) https://www.almayadeen.net/episodes-tv/2024/5/1/الإعلامي-حسين-مرتضى-/طوفان-الأقصى/ (3) https://www.academia.edu/46843341/HISTOIRE_SECR%C3%88TE_DU_MOSSAD (4) فيديو المفكّر فرانسوا بُوركَا (François Burgat) بالفرنسية : https://www.youtube.com/watch?v=e8i1X4V-OLQ (5) مقال كْرِيسْ هِيدْج (Chris Hedges)، بالـفرنسية، وبالانجليزية : https://www.youtube.com/watch?v=e8i1X4V-0LQ https://investigaction.net/la-mort-disrael (6) فْرِيدْريك لُورْدُن: https://youtu.be/h_NSzUMFXNg?si=U2wLz8FxGTVCCHkz (7) Emmanuel Todd, La défaite de lOccident, Gallimard, Paris, 2024 (8) Article de Pankaj Mishra, sous le titre de : LA SHOAH APRÈS GAZA, paru dans lundimatin#421, le 25 mars 2024 : (9) http://www.vista.sahafi.jo/art.php? (10) https://serjoonn.com/2023/12/25/ماذا-بقي-من-المحرقة-اليهودية؟-المحرقة/ (11) مُقْتَطَف من مقال لبيب سلطان بِعنوان: "لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية"، منشور على موقع "الحوار المتمدن"، بتاريخ 10 جوان 2023. (12) نـفس المصدر السّابق. (13) أنظر على صفحتي على الـفيسبوك، مقالي المُعَنْوَن بِـ : "هَل تُوجد عَلَاقَة بين مُسْتَوَى الذَّكَاء، وَنَوْعِيَة المَوَاقِف السِيَاسية ؟". (14) أُنظر كتاب : رحمان النوضة، نَقد الصهيونية، نشر 2017، الصفحات 206، الصيغة 20. https://livreschauds.wordpress.com/2017/08/07/نقد-الصهيونية/ (15) في يوم الجمعة 19 أبريل 2024، اِستـعملت الولايات المتّحدة الأمريكية اِمْتِيَّاز النَّقْض (الـفيطو)، لمَنْع دُخُول دولة فلسطين إلى الأمم المُتّحدة. (16) مُقْتَطَف من مقال لبيب سلطان بِعنوان: "لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية"، المنشور على موقع "الحوار المتمدن"، بتاريخ 10 جوان 2023. (17) نـفس المصدر السّابق. (18) نـفس المصدر السّابق, (19) نـفس المصدر السّابق, (20) أنظر كتاب: رحمان النوضة، نـقد الصهيونية، نشر 2017، الصفحات 206، الصيغة 20. https://livreschauds.wordpress.com/2015/01/03/liste-لائحة/ (21) المصدر: تَعليـق صادق الكحلاوي، على مقال صديـقه لبيب سلطان، والذي يحمل العنوان: "لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية ". ورابط هذا المقال هو : https://m.ahewar.org/s.asp?aid=795638&r=0&cid=0&u=&i=13523&q (22) التأكيد على منح صفة "الإنسانية" للإسرائيليّين، يَفْتَرِض نزع هذه الصفة من الفلسطينيّين.
#عبد_الرحمان_النوضة (هاشتاغ)
Rahman_Nouda#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هِجرة الأدمغة المُمْتَازَة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
-
الحَلّ الجَذْرِي لِمُشْكِل الجِنْس خارج الزَّواج
-
لِمَاذَا اِنْهِيَّار إِسْرَائِيل حَتْمِيٌّ
-
فَلْسْطِين وَانْهِيَّار أَمْرِيكَا
-
لِمَاذَا القَضَاء على إسرائيل
-
دُرُوس زِلْزَال المغرب
-
دَوْلَة الجَوَاسِيس
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
-
أُطْرُوحَات حَوْل الدَّوْلَة الرَّأْسَمَالِيَة
-
هَلْ نَـقْد اسْطَالِين تَآمُر ؟
-
فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 3/3
-
فَنُّ النَقْد السِيَاسِي 2/3
-
فَنُّ النَقْد السِيَاسِي (1/2)
-
بَنْ سَلْمَان مُقَابِل محمد السَّادِس
-
إِمَّا الغَلَاء والتَضَخُّم، وَإِمَّا الاشتراكية
-
الدَّوْلَة كَحِزْب سِيَّاسِي سِرِّي
-
سِرُّ ضُعْف -الجبهة الاجتماعية-
-
نَـقْد عَـقْـل النُّـخَـب
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|