أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد السعيدي - اسئلة لابد منها حول الشعائر الدينية














المزيد.....

اسئلة لابد منها حول الشعائر الدينية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة الكثير مما يحدث في بلدنا مما يتوجب التنبيه عليه. فمن ملاحظة الاعداد الكبيرة التي اهتمت بمقالتنا حول الإفقار ومحاربة الثقافة ارتأينا الولوج الى امر آخر لا يقل اهمية من نفس السياق وهو امر الشعائر الحسينية. فثمة ترابط بين الموضوعين.

يتفق معنا الكثيرين الى ان لجوء النظام السابق الى منع اقامة تلك الشعائر لا يعني انه بعد الاستحواذ على البلد بلا عناء وبتدخل خارجي اثر حرب مدمرة فإنه لابد من التعويض بالقيام بالضبط بالعكس. اي فرض تلك الشعائر على الجميع شاؤوا ام ابوا ومنع كل سواها. إذ اننا بهذه الطريقة لا نقوم إلا باستعادة ممارسات النظام السابق. اي ممارسات المنع التي تفرض على من لا يشاطرون البعض نفس الآراء خصوصا عندما تتولد لدينا الشكوك من وجود اجندات اخرى تقف خلفها.

إن ما نرى حدوثه في بلدنا هو إن العراقيين او ربما جزء منهم قد قبلوا بتحويل حياتهم الى سلسلة من المآتم. فما أن ينتهوا من مأتم قتل الحسين حتى يبدأ مأتم اربعينيته. وما أن يتم الانتهاء منه حتى يبدأ مأتم الزهراء ثم مأتم العباس فمأتم زينب يليه مأتم الكاظم ثم الشعبانية ثم السجاد ثم مأتم الموسوي وهكذا الى آخره طوال السنة، والتي يتم التدشين لها في شهر محرم كل سنة تحت مسمى أحزان عاشوراء. وبينما يظل العراقيون يؤدون هذه الشعائر المبالغ باعدادها طوال أيام السنة، نجد بلدان العالم قد تفرغت خلال نفس الفترة الى تنظيم امورها بالتقدم العلمي. فهل هذا هو جل ما يراد من العراقيين القيام به في حياتهم ؟ ان ممارسة الشعائر يجب ان تجري بمطلق حرية وقناعة الفرد لا قهرا او بالفرض. ونحن نقول هذا عندما نرى جهاتا تقوم بارسال مجاميع من الاشخاص للتجاوز على حريات الآخرين في حقهم في نشاطات اخرى غير دينية كالعروض الفنية مثلا بحجة قدسية الشعائر. وهو دائما ما يكون مترافقا مع اطلاق التهديدات. اننا لسنا ضد اقامة الشعائر لكن يجب الا تكون مفروضة على الجميع مع منع كل ما عداها بالقوة. وإلا فلتعلمنا نفس هذه الجهات عن سبب عدم اقامة المآتم الحسينية في ايران إلا في شهري محرم وصفر فقط، وباقي السنة يقضونها في تأدية اعمالهم ؟ او نضع السؤال بشكل آخر وهو هل ان لايران يد في فرض فترات شعائر مطولة على العراقيين بمعية فصائلها المسلحة ومجاميع ارهابية لتبقى هي وحدها المتسيدة في المنطقة حتى البحر المتوسط ؟ اننا لا يمكننا عدم التفكير بهذه الطريقة مع علمنا بوجود اطماعا لها في بلدنا، ورؤيتها له كنقيض لها ثقافي وسياسي ترابطا مع ثقله وتاريخه في جوارها.

اننا لا يمكن الا نتوصل الى هذه النقطة من الاسئلة عندما بموازاة هذا الاختلاف، نرى ايضا الترابط بين فرض هذه الشعائر وبين تحقيق اهداف اخرى مثل فرض التجهيل على العراقيين. وفرض التجهيل يهدف كما يعرف الجميع الى منع الناس من التعلم والتفكير وطرح الاسئلة. وهو ما كان يفرضه النظام السابق ايضا. للعلم فإن فرض اي شيء على اي كان ومنع كل ما سواه بالقوة يتعارض مع كفالة الدستور للحريات العامة. وإن مشاركة اطراف مسلحة توالي دولة الجوار الآنفة بمعية مجاميع ارهابية في هذا الامر هو عمل يعاقب عليه القانون. وهذه الاطراف المسلحة هي نفسها من يمارس الارهاب والقتل ضد العراقيين وتنهب من المال العام ومن اموال الناس. ويكون حنثا باليمين الدستورية إن تغاضت الحكومة ومجلس النواب والقضاء عن هذه التجاوزات. ونكون وكأننا قد عدنا القهقري في استعادة لممارسات النظام السابق.

ننتظر الاجابة على اسئلتنا اعلاه ومن الحكومة تحملها لمسؤولياتها في احترام الدستور لحماية الحريات العامة وضمان حقوق العراقيين في بلدهم ولحمايتهم من الاستغلال الاجنبي في حياتهم ومعتقداتهم.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول حقيقة علاقة تركيا بحزب العمال الكردستاني
- السوداني يجير مصالح البلد للامريكيين ولحسابه الشخصي
- وسائل الحكم من الإفقار الى محاربة الثقافة
- اسئلة للسيستاني حول تدخل ممثله في كتابة الدستور
- الموازنة العوجاء: نفقاتها وايراداتها وامور اخرى
- اغلاق قضية الكناني قاتل الهاشمي سببها التقاعس الشعبي
- اسباب ما يبدو من استقرار النظام العراقي
- دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية لتعمدها ارتكاب جريمة ...
- دعوى قضائية ضد حكومة الولايات المتحدة عن جريمة حل الجيش العر ...
- الكيان الصهيوني اداة بريطانيا وحلفائها الغربيين للسيطرة على ...
- طمر النفايات او حرقها فكرتان لا اسوأ منهما..
- ما قصة البرج الذي قصف في الاردن ؟
- ما تكون مقولة من النيل الى الفرات هذه ؟
- قرار العدل الدولية حول التدابير المؤقتة لقطاع غزة وازمة الان ...
- هل ستقدم هولندا اعتذارها للفلسطينيين ايضا ؟
- نفاق الفصائل الاسلامية في العراق وخداعها
- حول مقاطعة منتجات العدو الصهيوني
- تذكير موجه للغربيين حول الموقف من الحقوق الفلسطينية
- ما مدى اخلاص النائب سعود الساعدي للمصالح العراقية العليا ؟
- هل يتعارض كلا من التجارة والصناعة كنشاط اقتصادي مع بعضهما ؟


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد السعيدي - اسئلة لابد منها حول الشعائر الدينية