أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - قاسم طلاع - السلطة بين شرعية العنف والصراع الطائفي














المزيد.....

السلطة بين شرعية العنف والصراع الطائفي


قاسم طلاع

الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 07:44
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


مبدئيا علينا أن نقر، بأننا مجتمع كان قد خضع ولا زال يخضع إلى واقع مستبد. مجتمع يتميز بالتناحر لا يملك أي خطاب سياسي يعترف بالآخر، سوى الرغبة في محاولة دحره ليس فكريا فقط، وإنما إلغائه وتدميره كانسان. فإذا كانت المؤسسة الدينية، ومنذ أن وضعت أقدامها على الأرض، تمكنت من طمس وعي الفرد في ظلمات ذلك العالم المجهول وبشكل بدائي تمثل بتلك العلاقة بين الانسان والرب، الذي صار رجل الدين هو الذي يقوم بتنظيمها وتحديد شكل معالمها منذ بدء الخليقة، من جانب واحد غير قابل للنقاش، وأي محاولة بالتمرد عليها يعني كفرا " وكل كافر يجب أن يهدر دمه " ، فإن المؤسسة السياسية، كسلطة دنيوية، تمكنت من الحصول على " صكوك الغفران " خولتها على إعادة ترتيب هذه العلاقة باسم " حرية الفرد وانتمائه " كعقد اجتماعي " دنيوي " يتعايش فيه الفرد مع الآخر بشرط الولاء للنظام القائم ( أو النظم القائمة ) قبل كل شيء وضرورة نقدها حسب ما يرتئيه مشرع السلطة، الذي هو، بالحقيقة، ليس سوى مشروع لا يخرج عن إطار مفهوم اللاهوت ( الدستور العراقي نموذج حي لمثل هذه المسألة. )

لقد تمكن الخطاب الديني ( بمشروعه الهادف إلى تأسيس النظام الفقهي بشقيه السني والشيعي ) من الولوج إلى معمعة السلطة السياسية، على اعتبار أنها الحل العملي لتأسيس مملكة الماضي في الحاضر واعتبار المبدأ الديني هو الشرط الأساسي في تنظيم العلاقة السياسية / الاقتصادية / الاجتماعية في تنظيم علاقة الفرد مع الآخر، وليس من المسموح الخروج عن إطار هذه العلاقة، التي تعتمد في تفسيراتها على تلك الكتب الفقهية التي كتبت قبل أكثر من ألف سنة.

لقد تمكنت النظم السياسية العربية، ومنذ تأسيس الدولة الحديثة، على فرض رقابتها على الفرد وسلب حقوقه، على الرغم من ادعائها بأنها " تريد بناء مجتمع قائم على التسامح الاجتماعي واحترام الآراء المغايرة وصيانة حقوق الإنسان كذلك الأقليات الأخرى وتمكنت من خلق منعطف لقاء بينها وبين المؤسسة الدينية، عندما وضعت في دساتيرها نصوص ومبادئ تعكس في مضامينها " إديولوجية اللاهوت " خدمة لمصلحة الطرفين.

لم تفلح الأقليات الأخرى في الحصول على حقوقها إلا عن طريق الكفاح المسلح ( الشعب الكردي في العراق )، وبعد أن رفضت كل الحكومات المتعاقبة، التي كانت قد فرضت سلطتها، أي طريق سلمي بعيد عن ممارسة العنف والاعتراف بحقوق هذه القومية، التي دفعت الثمن غاليا ( التاريخ شاهد على هذا )، ولا زال شعب الجنوب في السودان بقاتل من أجل حقوقه مند أكثر من ثلاثين سنة كذلك حرب الصحراء.

هل كانت هناك علاقة بين السلطة أو الأنظمة التي كانت قائمة ولا زالت، وبين الجماهير المسحوقة، حتى تكون هناك قطيعة...؟ ( سؤال وضعه الحوار المتمدن ) أن المتطلع لتاريخ المنطقة، يرى أن العلاقة الوحيدة القائمة بين الاثنين هي عمليات الاضطهاد والقتل وكتم الافواه التي يقوم بها الأول ( السلطة ).

لقد كشف النظام الفاشي في العراق، الذي كان يقوده الدكتاتور صدام حسين، والذي انتهى، بعد أن تخلت الإدارة الأمريكية عنه واحتلال جيوشها لهذا البلد، عن عورة ما يسمى بالقوى الديمقراطية العربية، عندما ثبت عمليا موقفها المساند لهذا النظام، الذي كانت ممارسته ضد الإنسانية لا مثيل لها في تاريخنا المعاصر سوى تلك الممارسات التي كان يقوم بها النظام النازي، الذي كان يقوده هتلر في ألمانيا، وفسرت كل عمل إرهابي يقع في العراق، الآن، على أنه مقاومة على الرغم من أن ضحايا هذه الاعمال هم الناس العزل ( أطفال، نساء، عجائز ورجال عزل يبحثون عن عمل ).

عمليات الارهاب هذه أصبحت نقطة من نقاط الاتفاق بين النظم العربية وهذه القوى " الديمقراطية.....!!!!! " ،( اعتمادا على التقسيم الطائفي )، تمكن منظمو الإرهاب ( حارث الضاري... الكبيسي) الجلوس تحت مظلة هذه النظم وبمباركة القوى المذكورة أعلاه في تأسيس غرف لتخطيط عمليات الارهاب، إضافة إلى البوابة الشرقية، التي ضمت لها الجانب الطائفي الآخر بكل ما يملك من طاقات بشرية ومالية وحتى الأسلحة، وكلاهما جعلا من الساحة العراقية مركز إرهاب يكون فيه الضحية الأول والاخير هو " الإنسان ".

خلاصة القول، أن المجتمعات العربية خضعت ولا زالت تخضع لأنظمة مستبدة حصلت، بعضها، على شرعيتها عبر انتخابات مزورة ( نسبة أل 99،9999% المعروفة على الساحة العربية ) والأخرى عبر انقلابات عسكرية. وأن ما يسمى بالبرلمان أو الجمعية الوطنية أو ما شابه ذلك ما هي إلا أشكال ديمقراطية خالية من المضمون.



#قاسم_طلاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيب حول - نداء إلى القوى والأحزاب الماركسية في الوطن العرب ...
- هل العراق على حافة حرب أهلية
- المحاصصة الطائفية بين مؤتمر القاهرة وبغداد... الى أين...؟
- الدستور وجبهة اليسار الديمقراطي
- هكذا تمخض الجبل ـ مسودة ( مشروع ) الدستور العراقي ـ
- اليسار العراقي والتعامل مع الواقع
- اشكالية اليسار العراقي
- الدولة التى يستمد العنف منها شرعيته أسئلة موجهة الى مؤسسة ثق ...
- الإنتخابات العراقية كانت الطريق الصائب .... ولكن
- بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الثاني -
- بوادر الحركة اليسارية في العراق - القسم الأول -
- شيوخ مدينة الفلوجة هم مأساتها
- المعتزلة بين المثقف والسياسي ( العراق نموذجا ) الجزء الثاني
- المعتزلة بين المثقف والسياسي ( العراق نموذجا ) الجزء الأول
- شرعية الاختطاف والقتل عند الاسلام السياسي السلفي
- بدعة الاحتجاج والكذب المبطن
- المعطف - بيرتولد بريخت
- من أين تستمد الانتخابات العامة شرعيتها ...؟
- الثأر من التاريخ


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - قاسم طلاع - السلطة بين شرعية العنف والصراع الطائفي