سعيد العليمى
الحوار المتمدن-العدد: 7965 - 2024 / 5 / 2 - 12:21
المحور:
سيرة ذاتية
حين يغامر ابناؤك كل على طريقته ويخوضون تجارب قد تكون خطرة تذكر تجاربك ومخاطراتك فى شبابك واعلم انك لن تعيش حياتهم يكفيك انك عشت حياتك ولاتنس انك ذات يوم اردت ان تعيش " حياة شعرية " متمردة غير ساكنةوانك تكره "حياة البقول " كما وصفها يوما استاذك ابراهيم فتحى .
بدأت ابنتى كارينا سعيدوفنا رحلة من سان جان بييه دي بورت، يفرنسا حتى كاتدرائية سانتياجو دى كومبوستلا فى اسبانيا سيرا على الأقدام وهى تصل الى حوالى 750 كيلو مترا عابرة جبال البرانس . وسانتياجو هو ماريعقوب بن زبدى أحد حواريى المسيح وتقول الرواية ان جسده قد نقل الى اسبانيا بعد استشهاده على يد هيرود وهو أخ يوحنا المعمدان . ويعتبر حامى اسبانيا ويحج الناس اليه من مختلف بقاع اوروبا - بعضهم تدينا وبعضهم للبحث عن المعنى واكتشاف الذات وتجديد الحياة وكسر نمط الكينونة الروتينية والشعور بمعنى ان تكون مواطنًا في العالم بأسرة . وادراك الفرق بين "الحياة التي نعيشها والحياة التي نختارها". اى يفترض ان الرحلة تبعث فيهم معنى أعظم وتمنحهم القوة في حياتهم.
كان ملهم كارينا فى هذه الرحلة باولو كويهلو وروايته " الخيميائى " وله رواية اخرى عن طريق الحج هذا تسمى " الحاج دى كومبوستلا" - والكلمة الاخيرة تعنى نجم الحقل حيث ان الراعى الذى اكتشف قيربعقوب بن زبدى قد ارشده اليه نجم سطع فى السماء . دفعتنى كارينا الى ان اقرأ كويهلو خاصة وقد رددت لى اكثرمن مرة انها تؤمن بما قاله فى رواية الخيميائى من ان "عندما تتبع حلمك، وتصر على تحقيقه.. فإن العالم كله يتآمر معك للوصول إليه " .وقد رددت عليها وقتها بعبارة بيسارييف التى كان يرددها لينين : ينبغى ان نحلم ولكن علينا ان ندرك " مسألة الخلاف بين الحلم والحقيقة: «ليست جميع الخلافات واحدة، إذ يمكن أن يسبق حلمي مجرى الأحداث الطبيعي، أو يمكن أن يسير في اتجاه لا يمكن أن يفضي إليه سير الأحداث الطبيعي بحال من الأحوال. في الحالة الأولى لا يسبب الحلم أي ضرر، بل قد يشجع ويشدد عزيمة الإنسان الكادح… ليس في مثل هذه الأحلام ما يمكن أن يفسد أو أن يشل القوة العاملة، بل بالعكس تماما. فلئن كان الإنسان محروما تماما من ملكية الحلم على هذا الشكل، ولا يستطيع أن يسبق مجرى الأحداث أحيانا وأن يتصور العمل الذي بدأ به لتوه جاهزا في صورته الكاملة النهائية، عندئذ لا أستطيع أن أتصور بوجه من الوجوه الدافع الذي يدفع الإنسان إلى الشروع بعمل جسيم متعب في ميادين الفن والعلم والحياة العملية وإلى الدأب حتى إنجازه… إن الخلاف بين الحلم والحقيقة لا يسبب أي ضرر، على أن يكون الشخص الحالم صادق الإيمان بحلمه وعلى أن يتأمل الحياة بانتباه ويقارن بين ملاحظاته والقصور التي يبنيها في الهواء وعلى أن يعمل بوجه عام وبصورة وجدانية على تحقيق حلمه. فعند وجود تماس بين الحلم والحياة تسير الأمور على ما يرام».
#سعيد_العليمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟