بديعة النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7964 - 2024 / 5 / 1 - 17:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان الهدف الظاهري من إنشاء اللواء اليهودي "هاحايل" عام ١٩٤٤ أثناء الحرب العالمية الثانية التي كانت تدور رحاها بين الحلفاء والمحور، هو القتال إلى جانب الحلفاء. غير أن هدفا باطنيا كان هو الأساس لإنشاءه وهو الخروج بجيش صهيوني مدرب يتم إرساله إلى فلسطين فيما بعد من أجل تحقيق الأهداف السياسية بالقوة التي سيتمتع بها هذا الجيش. بالإضافة إلى أن إنشاءه سيعمل على عرقلة تنفيذ مواد الكتاب الأبيض الصادر عام ١٩٣٩ للحد من الهجرة اليهودية إلى فلسطين لأن بن غوريون كان يدرك أن لا نجاح سيتم لبناء الدولة من غير بناء المستوطنات التي تحتاج إلى مستوطنين. وهذا لن يتم دون استمرار للهجرة. والسبب هو قلب الميزان الديمغرافي لتحقيق أغلبية يهودية تقوم عليها أركان الدولة.
وقد تطوع بالفعل في خريف ١٩٤٤ ٢٧ ألف شاب يهودي للخدمة ضمن مسرح ايطاليا في القوات البريطانية. ولم يتشكل هذا اللواء إلا بعد ضغط من الولايات المتحدة الأمريكية على بريطانيا. ذلك لأن حكومة "تشمبرلين" رفضت اقتراح الوكالة اليهودية الذي كانت قد تقدمت به وتعرض من خلاله تطوع شبان يهود للقتال إلى جانبها. وبحجة أن فلسطين كمنطقة انتداب ليست في حالة حرب فبريطانيا ليست بحاجة إلى جيش.
هذا ما تحججت به حكومة بريطانيا، غير أن السبب الحقيقي هو خوفها من عدم تأييد العرب لها وهم يشكلون المورد الرئيسي لنفطها.
إلا أن تشرشل ضغط على بريطانيا فوافقت على إنشاء هذا اللواء. وقد ورد حينها خبرا في صحيفة نيويورك تايمز ينتقد سياسيي الولايات المتحدة الذين ضغطوا على بريطانيا لقبول تأسيس هذا اللواء بقولها " إن اللواء ليس سوى حيلة لإعلان الدولة".
وبهذا تكون الحركة الصهيونية قد استغلت اندلاع الحرب العالمية الثانية من أجل تأسيس جيش يهودي يكون فيما بعد بمثابة جيش مدرب بعد انتهاء الحرب ومستعد كما ذكرنا لخوض حرب حقيقية في فلسطين للتخلص من سكانها الشرعيين.
فكان هذا اللواء من أكثر النجاحات التي حققها بن غوريون. فاصبح اللواء جيشا لا يهزم من وجهة نظر الصهاينة وخاصة بعد حرب ٦٧.
وقد انتفخ هذا الجيش وظل ينتفخ إلى أن أصبح أكبر بالون من الشوفيينية والعنجهية. حتى جاء ٧/أكتوبر فانفجر وغاصت شوفينيته في وحل غزة.
واليوم لا يعرف كيف يخرج منها. لذلك نراه يعوض خساراته وفشله بارتكاب الإبادة.
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟