صبري رسول
(Sabri Rasoul)
الحوار المتمدن-العدد: 7964 - 2024 / 5 / 1 - 08:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أمر إله الكون «آهورا مزدا» الملك «آفري» الذي تخضع له سلالات الجبال في شرق الأرض ومغاربها، والمحيطات الواسعة، بحماية السّفينة العائمة على الماء الهائج منذ سنة وثلاثة أشهر، والسّير بها إلى جبال جودي ذي الجناحين، جناحٌ شمالي باسم شرنخ، والآخر جنوبي باسم سلوبي لأنّ الملاك آفرين حمل السّلالة الأولى من جودي، والآن سيعود بأحفاد آهورو وسوري إلى مكان جدهما، لأنّ الطوفان قضى على الحضارة الأولى والرحلة البشرية الأولى المنتشرة من عفرين.
أمر الإله «إينان» بإيقاف المطر وتهدئة الأمواج الهائجة، لترسو السّفينة المتهالكة على صخرة باسم كوبي البارد «Kopê çemidî» لعلوّها وشدّة برودتها. اتّجه النّاس إلى شمالي جودي حيث هضاب شرنخ وروافد دجلة «هيزيل وكيزيلسو» العذبة
الينابيع الغزيرة في السّفح الجنوبية لجودي شكّلت أرضية جديدة لبداية حضارة جديدة، سيما أنّ أحفاد آهورو وسوري يمتلكون ذاكرة قوية لحضارة أجدادهم في «زاوية سيروس»، على أقدام طوروس الغربية في الرّحلة الأولى.
احتفظت الذّاكرة الكردية بصور الحضارة البشرية الأولى، واحتفظت بصورة الإله الوحيد، خالق الكون، وبحثوا عن تماثيل آلهتهم «إستير وشاويشكا» وتماثيل الكائنات الفنية لحيوناتٍ انقرضت مع الطوفان.
البحث مايزال جارياً عن الألواح الفخارية والحجرية والرّقيمات الصّلبة وقطع من جلود الأيائل الجبلية التي تضمّ تعاليم وقوانين تنظّم الحياة قبل الفناء الطوفاني، والألواح المتضمنة أحوال الطّقس والهيجان البحري. حيث قام فريق التّدوين بصياغة القوانين والتعاليم الدينية وكتابتها قبل الطّوفان بأشهر، ...
يؤكّد الإله «آهورا مزدا» للإنسان أنّ كارثة الطوفان لن تحلّ بالعالم مرّة ثانية. ولهذا أقام عهداً معه. هذا العهد مع نوح سيتبعه عهد مع إبراهيم. وأمر الإنسان ببناء المدن والأرياف، وإنقاذ البشريّة من أعمال العنف.
وبناء على العهد انتشر أبناء نوح وأحفاده في السّهول والبراري وعلى ضفاف الأنهار، وأرسل زارا ليدوّن للبشرية تعاليم الدين وتوحيد الإله الواحد، وتنظيم خيرات الأرض للجميع. وتوالت الديانات لتقويم انحراف البشر التزاماً بعدم إحداث طوفانٍ جديد، لكنّ البشرية خالفت العهد وانصاعت لرغبتها في الانحراف وغرقت في التّيه كثيراً.
#صبري_رسول (هاشتاغ)
Sabri_Rasoul#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟