أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - فلورنس غزلان - بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن















المزيد.....

بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:51
المحور: ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
    


منذ ما يقارب نصف قرن من الزمان، والمجتمعات العربية تراوح في مكانها من حيث التوجه نحو الحداثة، أو تغيير أنماط الأنظمة القائمة، ورغم تغير الصور والملامح، لكنها مجرد صورة طبق الأصل عن سالفتها، وبقليل من التزويق والروتوش الشكلي ، مع بعض الانفتاح النسبي على الشعب عند هذا النظام أكثر من غيره، ولم يأت إلا نتيجة ضغوط غربية، أو علاقات دولية فرضت عليه حتميتها أن يلمع صورته أمام الآخر، وينصب همه بهذا المجال قبل انصبابه الفعلي والعملي على المجال الداخلي والتقائه مع الشعب ومحاولته فهم واستيعاب مصلحة ومستقبل النهوض بالوطن .
وباعتقادي أن هذا النمط السائد من ديكتاتوريات عسكرية أو سلطات مدنية الطابع وعسكرية العقلية والممارسة، ووحيدة الصوت والرؤيا، يصعب عليها أن تنتج ثقافة مميزة ، ثقافة حرة وديمقراطية، فمن أين ستخرجها؟.
ولو أتاحت الفرصة لمن يحاول ويستعد للمغامرة في أجواء خطرة وعلى أرضية زلقة،لجرى بعض التعديل والتطوير، وكنا لمسنا بعض الأمل وعقدنا عليه حلما يراودنا سنينا، لكن العقدة في قلب وعقل الأنظمة السائدة ، كونها تعي تماما أن خلق أجواء من الحرية والانفتاح على الشعب يعني بالتأكيد موتها ولو ببطء، وإلغاء سيادتها بالعدل والقانون، وهذا يعني أيضاً انحسار قوانينها التي كبلت بها الوطن والمواطن لتبقي على سيادتها ولتحافظ على الخيوط القوية في الامساك بتلابيب السلطة حتى آخر نفس تملكه، بل ولا تتوانى عن تنظيم حساباتها ، لتفتح مجالات التوريث السلطوي ، وكانت سورية البلد السباق في هذا المجال وها نحن نرى العديد من الدول العربية يحذو حذوها ويسير على منوالها، فغدت بلداننا محكومة بأنظمة تأبيدية، ووراثية أو ملكية أصلا.
وضمن هذه الأطر، وداخل هذه الجدران خلقت وأنشأت عالمها الخاص بها ومؤسساتها التي تسعى وتسوق لمكاسبها الخاصة بها وبمن والاها، ولهذا تنعدم ثقافة الاختلاف والتنوع الفكري والحزبي والتنظيمي الاجتماعي، ويصبح الوطن بكامله مسكون بلون واحد وموسوم بشكل ونظام واحد تنمو على هامشه وداخل جدرانه الثانوية وقواعده التحتية، كل شوائب وطحالب الطائفية ، والعشائرية، والسلفية المتطرفة بوجوهها المتعددة من قبيسيات ووهابية وملات ، ناهيك عن التعصب الإثني الذي يتوالد كالفطر بفعل تهميش الأقليات لحقبة طويلة من الزمن وإغلاق السبل أمام مواطنتها وحقها الانساني والوطني في الوجود والاعتراف بحقوقها وبهويتها، عدا عن إهمالها لحق المواطن الإنسان وحريته في حياة حرة كريمة وبقانون يردع ويحمي المواطن ويساويه بأخيه وأخته المواطنة دون تمييز لعرق ولون أو جنس أو طائفة أو قبيلة...الخ، بل على العكس نمت كل هذه الأمراض داخل مجتمع تخلص من الاستعمار الغربي، وحلم بإقامة أنظمة وطنية تصون كرامته وتحمي دياره وتحقق أحلامه ببناء وطن للجميع ، وتقف درعاً مقاوماً أمام كل التحديات وبوجه كل الأطماع!، لكن هذه الأحلام سقطت مع أول تجربة وامتحان أمام دولة ناشئة ومتطفلة تريد العيش وتقتات على خرابنا ( إسرائيل)، وحصد المواطن العربي في مشرقه ومغربه نتائج هذه الانهزامات ، التي كسرت كل عنفوان وكل شعور وأمل بالنهوض، وأشعرته ووَرثته الذل والعار يلحقه أنى حل ورحل.. رغم كل ما تصدح به وسائلنا الإعلامية من المحيط إلى الخليج وما صدحت به منذ عهود الاستقلال وتتابع الأنظمة ذات الطابع الانقلابي والذي حمل رايات ( العروبة والقومية العربية، والوحدة، والاشتراكية)!
وباسم كل هذه الشعارات خسرنا وهزمنا أمام العدو، وتشرذمنا فرقا وشيعا ومللا وطوائف، ونهبت البلاد من ثرواتها لصالح فئة قليلة مرتبطة بالنظام القائم ومستفيدة على الصعيد الشخصي والمصلحي، فكيف يمكن لمثل هذه الأنظمة أن تنتج ثقافة الديمقراطية مثلا؟
وكيف يمكن لمثل هذه الأنظمة أن تسعى لتوطين حكم القانون وتحكم به، وهي قائمة وموجودة على أساس قوانين الطواريء والمحاكم الاستثنائية؟
ثم هل تستطيع أبواقها الإعلامية الموجهة فقط للداخل ــ لأنها ترى الخطر فيه قبل الخارج ــ أن تساهم بنشر الوعي وإنشاء الأحزاب والتنظيمات المدنية، التي تساهم في تنافسها بإغناء الحياة السياسية وتقوية أواصرها وصلابتها بوجه أي مخطط يأتي من الخارج؟
ولم تكتف هذه الأنظمة بما فعلت وتفعل، بل حاولت بكل السبل حصار المواطن وتجويعه وإذلاله، ومنعت عليه حق التنفس إلا بقطارتها ومن خلال أكسجينها وحيد الصوت والمنحى، وكلما وجد المواطن متنفسا ونافذة يمكنه النفاذ منها ليصرخ بطريقة وأخرى، سعت أجهزة قمعها المعدة سلفا وخصيصا لحماية النظام لا الوطن لخنق هذا الصوت وإغلاق هذه النافذة( كما جرى لحركة المجتمع المدني ومنظماته في سورية وكيفية إغلاقها).
ونتيجة لهذا الوضع المأساوي نشأت كل أنواع التناحرات، وشوهت حتى الأفكار والأحزاب المناهضة والتي يعقد عليها المواطن أملا، لمـــــاذا؟ .
لأن كل الأحزاب والتنظيمات الموجودة في الساحة العربية، هي بالتالي ( وليــــــدة هذه الأنظمـــــــة )، وما زالت تسير على نمطها ، وان طرحت شعارات وبرامج مختلفة، لكن معظمها يراوح ولم يعيد النظر بتاريخه القريب والبعيد ويدرس هذا التاريخ ويضع أصابعه على الخطأ وجوانب الصواب أيضا، كما أن معظمها يهتم بالشجب والاستنكار والتناحر والتشدد والتعصب ، وكلها دون استثناء تحمل عصابا شوفينيا ــ ( وأنا أنتمي لهذا الجيل ولهذه المعارضة)، كما أن معظمها ــ مع استثناءات بسيطة لا تكاد تذكر ــ لا يولي اهتماما لجيل الشباب ولا لمشاكله، كما يفتقر للحس والصوت النسوي والوجود النسوي بين صفوفه، فكيف سينهض وتقوم له قائمة؟
إنما بعد أن غزا عالم اللألكترونيات بلادنا العربية، ودخل الحاسوب لمعظم البيوت والجامعات والمدارس، رغم أن بلداننا مازالت متخلفة في استخدامه، لكنه فتح رغما عن أنف الأنظمة القائمة مجالا واسعا وعالما رحبا أمام الجيل الشاب ، وأمام المثقف ، الذي تغلق السلطات العربية أمامه كل منافذ الحرية والتعبير، فتوجهت هذه الشرائح نحو منابر المواقع الألكترونية، وبقدر ما تساهم بنشر الوعي، لكنها أيضا جعلت من هذا العالم عالم التشاحن والصراع على كل الأصعدة ، فنجده يحفل بالغث والسمين.
هذا لا ينفي أن للكثير من المواقع دورها السياسي ولونها الخاص بها، وتقوم بعلمية دراسة وغربلة لما تنشر ، و( الحوار المتمدن) حاول على مدى الخمس سنوات الماضية ، أن يكون صوتاً للعراق أولا، ولكل العرب العطشى للتعبير ثانيا، لكنه يحمل الكثير من الألوان بين جوانبه، كما أني أرى أنه بصورة التنقيط التي ينهي بها المقالات، يترك مجالا لأصحاب الثأر الانتقام بترقيم رديء ولأصحاب الرأي الموافق ، الكثير من التدليل لمثيلهم، وهذا بحد ذاته يخلو من الموضوعية.
عندما يكتب أي كاتب مقالا ، فبكل تأكيد سيجد له مخالفين ومعادين ، كما سيحظى بمن يوافقه الرأي، لكن طريقة التنقيط ليست طريقة حوارية بقدر ما هي كيدية ، لذا أقترح أن يترك المجال للتعليق وهذا يفتح مجالا للحوار، أو لطرح موضوع أسبوعي أو شهري على الأقل.. للنقاش والحوار على صفحات( الحوار المتمدن)، وهذا بحد ذاته سيحدث تفعيلا ويحرك ساكني الحوار من كتابه، وخاصة أن معظم مرتادي الحوار كتابيا هم ممن يعتبرون أنفسهم يساريين وعلمانيين، أما قراءه فهم من كل الألوان والأصناف، وكي نترك مجالا للآخر المختلف أن يبدي رأيه دون أن يخفي رأسه خلف نقاط لا تغني ولا تثمر..
ختاما ..أرجو للحوار استمرارا ناجحا وتقدما حثيثا ، وأن يحقق ما سعى ونشأ من أجله، مع أملنا بأن يكون بحارا ماهرا في خضم المحيط العربي المتلاطم ، والذي لا تبشر أوضاعه الراهنة ولا ضمن الأفق المنظور الكثير من الخير، ونأمل ونرجو من كتاب الحوار، أن يتحلوا بصدر رحب وأن يتقبلوا الرأي المختلف، دون تشنج وتعصب..كي يثبتوا أنهم مختلفين أيضا.

باريس 6/12/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة
- العراق بين المحتل والوطني!
- بيني وبين الشيطان...بينه وبين الله
- هل تقرر الانتخابات الأمريكية سياسة المنطقة في شرقنا الأوسط؟
- نعيش دفئاً ونموت اشتعالا
- كيف يرى العرب والمسلمون قضية الاندماج في الغرب؟
- من يقف وراء إشعال الصراع بين حماس وفتح؟
- أسألك ........ لماذا؟
- متى تبدأ السعادة الزوجية ومتى تنتهي؟
- كيف نفهم لغة الحوار في بلاد العرب والإسلام؟!
- ليس لي...............وليس لكم


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن - فلورنس غزلان - بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن