|
نصف عقد في حوار حضاري متمدن ...
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:39
المحور:
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
انها أعوام من العطاء الثقافي ، نصف عقد من السنين من عمر الحوار المتمدن عبر ملحمة يسارية علمانية ديمقراطية ، رئة عالمية رفدت الكتاب والمثقفين وفي مختلف أصقاع العالم وبالأخص في دول رئاتها تعاني عسر في تنفس الهواء الحر وتكتم أنفاس المواطنين ، انها رئة شمولية يتنفس بواسطتها المفكرون ليرفعوا شعارات العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل وبترسيخ مؤسسات المجتمع المدني لتكون رقيبة وشوكة في حلق الحكومات المتسلطة .. خلال السنوات الخمس تحرّك المفكرون منطلقين من مؤسستهم الثقافية الحوارية المتمدنة مخترقين المجتمعات العربية بجهلها المزمن بأسوار حكوماتها التسلطية الديكتاتورية عبر تاريخ طويل من القمع والارهاب والاستبداد السلطوي مدعومة بمؤسسات دينية نخبوية ، وقبائل لم تنسلخ من بداوتها لتحلل لتلك الحكومات الظالمة والمواكبة لها حتى في ظلها ، كفرها بحق الإنسانية والإنسان ولتدعمها في السراء والضراء لقمع كل مايمت إلى الحرية والتحرر بالإضافة إلى وسائل الإعلام الناطقة باسم تلك الدول والتي تشيد بتلك الحكومات الشمولية وسياساتها الاستبدادية وبشكل يعزز التطرف والعداء وتعميق النزعات القومية والتطرف الديني ... ومن خلال هذا الواقع المرير والمؤلم فإن إمكانيات نشر ثقافة الحوار والاختلاف السياسي والفكري والثقافي والديني وثقافة احترام الآخر ووجهات النظر المختلفة التي تسود تلك المجتمعات لم يكن الأمر سهلاً وكان لابد من نضال مرير تحمل عبئها بالدرجة الأولى القائمون على هذا الصرح الفكري والثقافي ( الحوار المتمدن ) .. لاهدنة مع من يتصدى لثقافة الحوار سياسياً واجتماعياً ودينياً ولابد من فرض احترام الرأي والرأي الآخر والاعتراف بالآخر مهما كانت أفكاره وتطلعاته المناقضة لمفكري الحوار المتمدن وانه إنسان له حق الحياة بأمان وحرية الاعتقاد وإلتعبير عن الرأي الخاص ، وان الاختلاف بالرأي يجب أن يعبّر عنه إنسانياً دون أن يولد عداوة أو كراهية بل لابد من نشر فكرة الاحترام والتسامح بغض النظر عن قومية هذا الانسان أو معتقده الديني أوالسياسي أو لونه أو جنسيته ، وأن يكون الاختلاف في الرأي عاملاً إيجابياً في سبيل تمتين أواصر الأخوة الإنسانية وتعميق آلية الحراك الإنساني المجرد من التعصب لدين أو قومية أولمذهب سياسي ، كل ذلك الحب والاحترام والتقدير للآخر لمواجهة وتصدي موجة الخطاب العربي المؤدلج والمعبأ حقداً وجهلاً والمبني على سياسة التشهير والتسقيط والتكفير وإلغاء الآخر .. ونقترح مواصلة النهج ونشر أفكار الآخرين وفتح أبواب أو باب للمناقشة بلغة حوارية متأدبة وضمن أدب الحوار المتمدن والحضاري وبدون الألفاظ الجارحة والمخلة بالآداب وأن تشطب تلك العبارات إن وجدت لقد وجدت في مقال الأستاذ شاكر النابلسي ( البليهي مفكر عاش في الألفية الرابعة ) وبالحوارالمتمدن بتاريخ 4/12/2006مجالاً مناسباً في هذا المقال لأقتطف بعض أفكار هذا المفكر التنويري الليبرالي الإسلامي ابراهيم البليهي الذي يتناسب وأفكار وثقافة منبرنا الرائد ( الحوار المتمدن ) وذلك من خلال كتابه " وأد مقومات الإبداع"الذي يتلخص في تنمية التفكير العلمي ، وتشجيع التحليل بدلاً من التلقين ، والإبداع بدلاً من الاتباع ، والدراية بدلاً مكن الرواية ، والحوار بدلاً من الالزام بحد السيف ... واحترام الرأي الآخر ... وأن لاننعزل عن باقي شعوب هذا الكون ... فالثقافات لاتنمو ولا تبدع إلا بالتلاقح مع ثقافات الآخرين ، والانعزال عن ثقافات العالم يؤدي إلى الجمود والتحجر وبالتالي إلى التخلف ،واننا ننجح في العيش بسلام مع الآخرين ، حين نترك للآخرين قيمهم ، أو نأخذ منها ماهو مفيد لنا ، ونترك لهم مالا يناسبنا ، ومن الجوانب المهمة في هذا الكتاب ، التأكيد على لغة الحوار بين الثقافات والحضارات على أساس تمكين الاحترام المتبادل .... ورسم المستقبل الإنساني المشترك بين الشعوب وإرساء قواعد التفاهم العميق ، وينبهنا البليهي إلى ضرورة إدراك أهمية المستجدات الكونية الجديدة كالعولمة ، والتي من شأنها أن تؤدي إلى إقامة روابط بين الأمم أعمق وأمتن مما كانت عليه في الماضي ويتحدث البليهي عن ثقافتنا ، فيقول بجرأة ، أن ثقافتنا هي ثقافة الأموات وليست ثقافة الأحياء ، كما يتحدث عن الحاضر العربي المرير بصراحة وشجاعة المفكر التنويري فيقول : إن العرب والمسلمين يعيشون في وضع مزري وبالغ السوء ، وهم خارج التاريخ ، بل هم يعرقلون حركة التاريخ ، واننا مازلنا نعيش بعقل ماقبل التاريخ .. وان الغرب تقدم عندما تخلص من تقديس المرجعيات ، وعندما أعمل الفكر الفلسفي المبني على النقد في كل شؤون حياته ، وهو الوقود الذي يحرك العقل الأوروبي .. وكلنا أمل أن يستمر الحوار المتمدن في عطائه الفكري والثقافي وبرغم الصعوبات والعقبات التي تواجهها ونشد على أيدي القائمين عليها وان الحياة للأفضل ولا عودة إلى الوراء
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهرجان الرقة المسرحي الثاني وانحسار النص المحلي..؟
-
حتمية انتصار الثقافة مطلب حضاري ..سيادة الوزير
-
.. الضحايا يغتصبون الضحايا..؟
-
حدث غير واقعي ، ومع ذلك تعاملت معه المدينة بمنتهى الواقعية .
...
-
رسالة إلى نبيل عبدالكريم ...؟
-
..العلمانية مابين الأممية والقومية ...؟
-
لو كان الحجاب رجلاً لحجّبته ...؟
-
صفعة المرأة في اسياد المال حطّمت باب الحارة ...؟
-
لقد أخرسنا الغرب فعلاً....؟
-
..لما كان القضاء بخير سننتصر حتماً.... ودقي يامزيكا ...؟
-
وأخيراً .. هل تساؤلات خوسيه أثنار تزيد الطين بلّه...؟
-
العلمانية .... والمرأة ...؟
-
ثلاثة نساء متميزات هذا الأسبوع
-
مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ...؟
-
مفهوم المقاومة مابين الحداثة ومابعد الحداثة ..؟
-
.. الإسلام السياسي .. والشارع العربي الثائر .. والبابا ..؟
-
هل الديكتاتورية وسيلة لتطبيق الديمقراطية ....!
-
.. المرأة وسلامة بنية المجتمع ؟
-
لنقف حداداً على أرواح بريئة .. ولا للإرهاب ..؟
-
العلمانية ... والدين ..؟
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
|