صوتيات

يوسف ليمود

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 10:39
المحور: الادب والفن
    

ما نسميه كلاما هو مجرد لفظ
ويبقى الكلام أزيزا يرتعش في طوق من كهرباء مسافرة

ما نسميه صعودا هو مجرد لفظ
ويبقى الصعود قاعا معكوسا للهاوية

ما نسميه نوما هو مجرد لفظ
ويبقى النوم ماءا مفرّغا من سمَكات الحلم

ما نسميه حلما هو مجرد لفظ
ويبقى الحلم رغبة ً ونصف خطوة في طريق سبات أعمق

ما نسميه موتا هو مجرد لفظ
ويبقي الموت نسيانا محمولا على الأعناق

ما نسميه نسيانا هو مجرد لفظ
ويبقى النسيان ردما فوق اسطونة لا تمّسح

ما نسميه زمنا هو مجرد لفظ
ويبقى الزمن امرأة سريالية فقدت ذاكرتها في أفق اللوحة

ما نسميه ذاكرة هو مجرد لفظ
وتبقى الذاكرة عنكبوتا يتغذى على ذباب النسيان

ما نسميه حبا هو مجرد لفظ
ويبقى الحب قاعة نحيب الغرباء

ما نسميه ألما هو مجرد لفظ
ويبقى الألم انسلاخا قابعا في نفق النخاع الشوكي

ما نسميه وهما هو مجرد لفظ
ويبقى الوهم كرة ً تدخل في سلة الحقيقة

ما نسميه حقيقة هو مجرد لفظ
وتبقى الحقيقة شبكة لاصطياد الهواء في الهواء

ما نسميه قدرا هو مجرد لفظ
ويبقى القدر جرحا بعدد مواليد الأرض

ما نسميه جرحا هو مجرد لفظ
ويبقى الجرح فتحة محدقة في عين الغيب

ما نسميه وجودا هو مجرد لفظ
ويبقى الوجود تداخلات غير مرئية لمصائرنا بعضها في بعض

ما نسميه مصيرا هو مجرد لفظ
ويبقى المصير انزلاقة الإبرة على شرخ الإسطوانة

ما نسميه صدقا هو مجرد لفظ
ويبقى الصدق شتيمة في الأبيض والأسود

ما نسميه كذبا هو مجرد لفظ
ويبقى الكذب ثياب الملائكة الناصعة

ما نسميه قوة هو مجرد لفظ
وتبقى القوة ريشة على كفة ميزان القلب

ما نسميه إيمانا هو مجرد لفظ
ويبقى الإيمان مقص الحبل السري بين الأم الطينية وأطفالها

ما نسميه حركة هو مجرد لفظ
وتبقى الحركة مسافة ذهنية بين حرفي "كن"

ما نسميه وحدة هو مجرد لفظ
وتبقى الوحدة رمادية الرماد والهمهمة

ما نسميه وطنا هو مجرد لفظ
ويبقى الوطن رغيفا مخبوزا على طفولة شمس لا تعود

ما نسميه طفولة هو مجرد لفظ
وتبقى الطفولة أملا لا تتوقف بطن العالم عن الإمتلاء به

ما نسميه أملا هو مجرد لفظ
ويبقى الأمل ثديا نمص حلمته حتى النهاية

#يوسف_ليمود (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل