|
عن ( خلق الناس وخلق السماوات والأرض / حفيا / سارب )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 14:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن ( خلق الناس وخلق السماوات والأرض / حفيا / سارب ) السؤال الأول : قرأت الآية الكريمة ( لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (57) غافر) وفعلا إن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس . ولكن الذى حيرنى هو:( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).فكرت فى الصلة بين هذا وذاك ولم أصل الى نتيجة. اذا كان الناس تعلم إن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الانسان فلماذا قوله تعالى:( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ). ؟ إجابة السؤال الأول : أولا : أكثر الناس لا يعلمون : 1 : مدى عظمة خلق السماوات والأرض. الدليل أنهم لم يقدروا الخالق جل وعلا حق قدره ، فقدسوا البشر والحجر وجعلوها أندادا وعدولا له جل وعلا : قال جل وعلا :( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الانعام ). 2 : وهم مبهورون بببلايين البلايين من المجرات المرئية والثقوب السوداء والبيضاء ، وما هو أكبر من المجرات غير المرئية لهم ، ولا يعلمون ماهية المادة المظلمة الغامضة ، وربما أشارت اليها الآية الأولى من سورة الأنعام . وهم فى انبهارهم لا يتذكرون الخالق جل وعلا ، بل يركزون فيما خلق . قال جل وعلا : ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) الروم ). 3 : وهم لا يعلمون أن ما يرونه ليس كل الكون ، بل هو فقط ما بين السماوات والأرض فقط . تعبير أنه جل وعلا خلق السماوات والأرض (وما بينهما ) وأنه يملك السماوت والأرض وما بينهما تكرر كثيرا فى القرآن الكريم ، ومنه فى سورة المائدة : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)، ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة ). الذى ما بين السماوات والأرض هو تلك البلايين من المجرات التى يتوه العقل فيها . 4 : لا يعلمون أن الأرض لها ستة برازخ تتخللها ، وأن السماوات هى سبع برازخ أخرى تتخلل الأرض المادية وبرازخها الست . أى إن السماوات والأرض 14 طبقات يتخلل الأعلى فى سُرعة الاهتزاز ما دونه ، السماء السابعة فالسادسة وهكذا نزولا الى عالمنا المادى من أرضنا والنجوم والمجرات والتى هى أضعف الطبقات . وعوالم البرزخ بدأ العلم الحديث يطرق بابها تحت مستوى العوالم المتوازية . وهم لا يعلمون أن الذى يسيطر عليها عالما بما فيها ومن فيها هو خالقها جل وعلا القائل : 4 / 1 : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12) الطلاق ) 4 / 2 : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) سبأ ) 4 / 3 : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد ). 5 ـ أهم ما لم يعلموه أن الله جل وعلا خلق كل هذا ليختبرنا . قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) هود) كل هذا الكون بأراضيه وسمواته مخلوق لا ختبارنا ـ نحنُ ـ أينا أحسن عملا . هو كون مؤقت ، والزمن فيه يتقدم للأمام الى النهاية ، والنهاية هى قيام الساعة ، حيث سيدمر الله جل وعلا هذا الكون كله بسماواته وأراضيه ونجومه ومجراته ، ويأتى جل وعلا لحسابنا يوم القيامة ، وسنبرز له جميعا يوم لقائه . قال جل وعلا : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم ). بعد إنتهاء هذه الدنيا المؤقتة ( اليوم الأول ) سيأتى اليوم الآخر بأرض وسماوات خالدة ، وخلود إمّا فى الجنة وإمّا فى النار . وهذا أكبر ما لا يعلمه أكثر الناس . ومصطلح ( أكثر) يأتى وصفا لأغلبية البشر الى لا تؤمن ولا تعقل والتى تسىء حرية الاختيار التى إختبرهم الخالق جل وعلا بها . لذا فهم عن الآخرة غافلون ، ثم هم فى جهنم خالدون . أخيرا أكثر الناس لا يعلمون مدى مسئوليتهم بالحرية التى أعطاها الله جل وعلا لهم . لا يعلمون أنهم يسيئون إستخدام هذه الحرية . لا يعلمون قوله جل وعلا : ( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (31) الكهف ). فى علاقتهم ببعضهم يعلمون أن الحرية هى المسئولية المقترنة بالحساب . ولكن لا يعلمون هذا فى علاقتهم بالخالق جل وعلا . تعليق السلام عليك يا دكتور / أحمد صبحي منصور. قلت سيادتك في فتوى بتاريخ ١٩ مارس ٢٠٢٤ أن الذى ما بين السماوات والأرض هو تلك البلايين من المجرات التى يتوه العقل فيها. والسؤال؟ إن كانت السبعة أراضين تتخلل بعضها فإن السماوات هى ايضاً تتخلل بعضها، ونهاية السماء المرئية نُشاهد حدودها عند التصوير الفضائي لكوكب الأرض والسماوات بالتأكيد تتخلل بعضها إلى أن تصل للسماء السابعة المرئية مثل الأرض المادية الذي يقف عليها البشر، واعتقد أن الأرض والسماوات لا يوجد بينهما مجرات لأن الأرض في الاساس تتبع مجرة، وشكرا . الرد منشور لنا كتاب عن البرزخ https://ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=137 وسجلنا عنه حلقات فى قناتنا على اليوتوب . أرجو أن تقرأ لنا وتشاهد برامجنا فى قناتنا أهل القرآن . السؤال الثانى : قال ابراهيم عليه السلام لأبيه ( قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً (47) مريم ). ما معنى ( حفيا ) ؟ وهل كان يعلم الغيب حتى يقول هكذا كلام ؟ إجابة السؤال الثانى : 1 ـ ( حفيا ) أى مُكرما . ومنه أن فلانا إحتفى بفلان ، أكرمه وإختفل به . 2 ـ ولا شكّ أن ابراهيم عليه السلام قد عرف هذا من وحى ربه له ، لأنه يستحيل تصوّر أنه يفترى على الله جل وعلا كذبا . فما جاء فى مدح الله جل وعلا لابراهيم فى القرآن الكريم لا مثيل له . السؤال الثالث : ما معنى ( سارب ) فى آية (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)الرعد )؟ إجابة السؤال الثالث : 1 ـ ( سارب ) تفيد التسلل خفية ، وهذا مفهوم من قوله جل وعلا عن علمه بنا : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَال (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) الرعد ). 2 ـ وجاءت كلمة ( سربا ) فى قوله جل وعلا فى قصة موسى والعبد الصالح : ( فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (61) الكهف ). ( سربا ) هنا تفيد أن الحوت سار فى طريقه فى البحر متسربا .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاموس القرآنى : ( فلك / عرج / سبح )
-
أأسئلة من الاستاذ أبى أسامة
-
الجاموس الأبيض والاسناد والتوثيق
-
عن ( القرآن وإنتشار الاسلام فى عصرنا / لماذا نخاف من الموت /
...
-
القاموس القرآنى : ( آخر ) بالخاء المكسورة و ( آخر ) بالخاء ا
...
-
عن ( الأعياد / قتل الأنبياء والابتلاء / شخص وفرد )
-
عن ( باء وتبوأ / مُقيت وموقوت )
-
سؤالان مرتبطان عن الانسان والرصيد البنكى وعند الله جل وعلا :
-
( لا مؤاخذة )
-
عن ( صغار / بغير حساب )
-
القاموس القرآنى ( طار / طائر / يطير )
-
عن ( الدعاء على الظالمين فى الصلاة / يطيقون الصوم / قتل الخن
...
-
ينكرون الصلاة ويزعمون أنهم قرآنيون .!!
-
عن ( عمل من مات / ركن / قبائل وقبيل )
-
عن ( نداء الفطرة / إلياس ، إل ياسين )
-
دين السُنّة المختلف فى توثيق وتضعيف رواته : نماذج من إختلافه
...
-
عن ( قتل الأولاد / الصيد فى مكة / الأفئدة تهوى الى مكة / يا
...
-
عن ( سوأة آدم وزوجه / أحاديث متعارضة )
-
عن ( ختم القرآن / أحوال المحمديين )
-
خاتمة كتاب ( رمضان والصيام بين الاسلام والدين السنى ) دراسة
...
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|