هل حان وقت الهدنة في غزة؟

مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لعل افضل مدخل لمقالتي هذه ,هي التذكير بكتاب الامير,لميكيافيلي,ومقولته الشهيرة(الغاية تبررالوسيلة)
كذلك فلم الصبي,لشارلي شابلن,الذي كان يعمل مصلحا للزجاج,ويرسل ربيبه اللقيط(جاكي كوغان) ليضرب شبابيك المنازل بالحجر.

هذه القناعة بنيتها من خلال مراقبتي وتحليلي لما يجرى على الساحة السياسية,في طول الكرة الارضية وعرضها,والتي تأكدت من خلالها,ان كل الحروب,مهما كان شعاراتها,ودوافعها,هي في مجموعها تصب في مصلحة مصنعي وتجارالاسلحة,حيث استطاعوا الهيمنة على العالم اجمع من خلال تجنيدالقادة والزعماء,الذين يحكمون بلدانهم,أومنظمات الكفاح المسلح,وماان يتم اشعال حرب ما,حتى تعمل على توسيع نارها لتمتدالى أقصى بقعة ممكنة,وتخلق الضروف والاسباب,التي تكفل استمرارها,حتى تفرغ خزانة الدولة,ولاتتمكن من شراء المزيد من السلاح,انذاك تتدخل لايقاف الحرب,في انتظار ورود اموال جديدة,وتخصص لشراء السلاح مرة اخرى

والا,فبالله عليكم,ماجدوى,وسبب,ومعنى,أن تشتعل الحرب بين العراق وايران,وتستمر قرابة ال8سنوات,استنزفت البشروالحجر,واحرقت مئات المليارات من الدولارات,وملايين الشباب من شعوب الطرفين,واخرت كل مشاريع البناء والتنمية لصالح المجهود المربي؟
يعني هل الاسباب,المعلنة تبرراشتعالها,بل واستمرارها لكل تلك المدة؟
بل في واقع الامر(حسب رأيي المتواضع)ان ألحرب كان سببها شخصي,وصراع بين قائدين ثوريين,احدهما يسعى الى قيادة العالم الاسلامي عن طريق تحرير القدس,والثاني يريد ان يقود الامة العربية عن تحرير القدس!وتسببوا في اكبر مصيبة لكل من كان يريد تحرير القدس,ولم يفوت تجار السلاح الفرصة,فشجعوا الطرفين ومدوهم بالسلاح,حتى جاء وقت الهدنة,فتوقفت الحرب,والقية معروفة للجميع
ولنتحول الى الحرب الروسية الاوكرانية,ونتسائل:-هل حقا ان اوكرانيا كانت تشكل تهديدا للامن القومي الروسي؟اليس الرادع النووي الروسي كافيا,لأبعاداحتمال الاعتداء عليها؟
ثم هل من المعقول ان الجيش الروسي,الذي هو القوة العظمى العسكرية الثالثة في العالم يعجز عن حسم الحرب مع تلك الدولة الصغيرة,والتي سمعنا في البداية ان احتلالها واسقاط نظامهامسألة ايام قليلة؟
وهاهو اليوم تجاوز ال26 شهرا,دون ان تحسم الحرب
لكن في الطرف الاخر,
وبحجة الدفاع عن اوكرانيا,فقد قامت امريكا واوربا الغربية,بدعمها بمئات المليارات من الاسلحة,وكلها من جيوب دافعي الضرائب من مواطنيها,حتى ان المانيا,والتي لم تشتري سلاحا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية
اضطرت الى دفع 100مليار ثمنا لصفقة تسليح واحدة

ثم ماادعته روسيا بأنها هاجمت اوكرانيا,التي تشاركها بحدود طولها 400 كيلو,خشية من انضمامهاالى الناتو,فنده التحاق فنلندا,والتي تشترك مع روسيا بحدود طولها الف ومئتي كيلومترا بالحلف.
ورباط الحديث,أن قضية غزة,ومافعلته حماس في 7 اكتوبر,هو فصل اخر من مسرحية الحروب,فالتساؤل المشروع,هو لماذا هاجمت احتفالا,مدنيا,ومساكن للمستوطنين وفعلت مافعلته,بغض النظرعن التفاصيل؟
اما كانت تتوقع ان يقف العالم القوي كله ضدها؟خاصة انها اختطفت أجانب,وجعلت القضية دولية
اما كان بامكانها ان تهاجم الوحدات العسكرية,وتأسرجنودا وضباطا؟انذاك كان العالم كله سيتفهم دوافع الهجوم,ويحرج الجيش الاسرائيلي,ويسيء الى سمعته,وكان يمكن لحماس انذاك أن تتفاوض مع اسرائيل لتبادل الاسرى
انا شبه متأكدمن أن حماس قد دفعت لارتكاب هذا الفعل,الذي انصب لصالح مصنعي وتجار السلاح
واحتلال اسرائيل لرفح يمكن ان ينهي حماس وخطرها الى الابد
وهذا مالايريده المتحكم بكل اوراق اللعبة,بل بالعكس,هو يحرص على ان يكون هناك اسباب ومسببي حروب بشكل دائم,وكل هدنة,يكون هدفها انتظارا لجمع مبالغ كافية لشراء الاسلحة حين تشتعل حربا جديدة,بعد توفير وتهيئةالمبرر,والجديربالذكر,ان عدم ضرب النظام الايراني,ليس بسبب عمالة النظام للغرب,كما يزعم البعض,بل بالعكس,فالنظام عقائدي,وصادق في خطابه الثوري,
لكن استمرار وجوده ضروريا جدا,لانه في واقع الحال,يعمل على استمرار الحروب والقلاقل والمشاكل,عن طريق ميليشياته الموزعة في كل المنطقة الغنية.
وهناك حقيقة راسخة,وهي انه كلماارتفعت اسعارالنفط,تبعهااشتعال حرباجديدة,خصوصا في الدول التي تملك المال,الضروري لشراء السلاح
مع العلم بأني كتبت مقالة قبل مهاجمة روسيا لاوكرانيا باسوعين فقط,حينما كان الجيش الروسي يحاول ان يضهرحسن النية,وذلك بتركه الحدود الاوكرانية,والتراجع الى الوراء
قلت خلالها ان تلك ليست الا مناورة,لأن الارتفاع المستمر,وغيرالمبررلاسعار النفط انذاك,هو عملية جمع اموالا طائلة,تخصص لاشعال حربا جديدة وبيع السلاح,والروس سوف يهاجمون اوكرانيا حتما
وذلك ماحدث
مع العلم ان البورصة العالمية,هي اداة بيددولة العالم الخفية,التي تمتلك اكثر من 55%من ثروة العالم,واهم نشاطاتها, صناعة الاسلحة
وللحديث بقية

#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات