سلبيات التكنولوجيا

يوسف الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7959 - 2024 / 4 / 26 - 16:08
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

لا يمكن نسيان مقدمة المسلسل السوري "ضيعة ضايعة" والتي تقول "الثورة الرقمية جعلت أمورا لم نكن نتوقعها قبل سنوات امرا ضروريا لا يمكن ان نتخيل حياتنا بدونها اليوم باختصار يمكن القول ان الانسان اصبح عبدا للتكنولوجيا بكل ما تعنيه كلمة عبد من معنى" لم تكن هذه المقدمة اتية من فراغ بل أتت من واقع مجتمع عربي عانى الامرين بسبب الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا، التي أحدثت نقلة نوعية في جميع مجالات الحياة الطبية والرياضية والاقتصادية وغيرها، فقد اوجدت الأدوات المناسبة لتسهيل عمل هذه المجالات، لم تكتفي بهذا بل دخلت الى مجال العمل فأصبحت الروبوتات هي من تقوم بعمل البشر وهذا ما اثر على الأوضاع الاقتصادية حيث اصبح العديد من الناس عاطلين عن العمل، ورغم الإيجابيات التي تقدمها الا انها تعد سلاح ذو حدين ان استخدمته بالشكل المناسب نفعك وان استخدمته بشكل خاطئ قام بقتلك، في الآونة الأخيرة ومع بروز تقنية الذكاء الاصطناعي ظهرت البشاعة البشرية، يمكن اعتبار هذه التقنية انها خطيرة جدا، لأنها مكنت البشر من أشياء لا يمكنه ان يفعلها كتقليد صوت او تركيب صور او كتابة رسائل ماجستير و اطروحات الدكتوراه، اصبح الانسان لا يمكنه العيش من دون هذه التقنية وبدل ان يستعملها لصالحه اصبح هو عبدا لها، لم تكتف التكنولوجيا بهذه المخاطر بل جعلت من البشر جامدا خاليا من الابداع والتفكير، وكان لتأثيرها على الأطفال حصة الأسد فقد اصبحوا مصابين بمرض التوحد نتيجة استخدامهم الدائم لهذه الوسيلة بشكل ترفيهي فقط، وأضافت المخدرات الرقمية التي تعد نوعا جديدا وخطيرا اخطر من بقية المخدرات التي يقوم بتصنيعها الانسان لان اعراضها تكون مخفية ولا تظهر لعين الانسان وتؤدي بمتناولها الى الانتحار، جميع هذه السلبيات يمكن الحد منها بتطوير التعليم وجعله يتواكب مع التطورات المتسارعة، وخاصة في العراق الذي يكون فيه التعليم مازال تقليديا جدا يقوم على تلقين الطالب فقط دون اعطاءه خبرة كافية للتعامل مع هذه التطورات، حيث يصبح على الطالب ان يقوم بتعليم نفسه ذاتيا وهذا ان تمكن من ذلك، لان اغلب مستخدمي التكنولوجيا في العراق يعتبرون اميين رقميا، ولتفادي هذه الازمات المتسارعة يمكن ادخال مواد تعليمية تتناسب مع هذه التطورات كمادة التربية الإعلامية الرقمية التي تمكن الطلبة من مجابهتها.

#يوسف_الحسناوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات