أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مظهر محمد صالح - الشخصية العراقية في رحاب الجدل الاكاديمي.














المزيد.....

الشخصية العراقية في رحاب الجدل الاكاديمي.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7956 - 2024 / 4 / 23 - 23:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في بوابة حوار الافكار التي تناولت الشخصية العراقية في جذورها الانسانية والأنثروبولوجية والثقافية، تلك الشخصية الفريدة التي تكونت عبر تاثير حضارات سبع سادت في التاريخ البشري في عصوره القديمة، يطالعنا المفكر السياسي الاجتماعي ابراهيم العبادي في عموده الرائع حول مسالة(( الفكر عراقياً )) متسائلاً بالقول : ((…انه في الندوة العلمية التي اقامتها الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي في قاعة اكاديمية بغداد للعلوم الانسانية يوم 19/4، تناوب الباحثون على نقد منهج مقاربة الشخصية العراقية في مساراتها السيكولوجية والانثروبولوجية والثقافية…..فلاول مرة يتم نقد النماذج الارشادية التي اعاقت بحسب الباحثين حرية البحث في الوصول إلى نتائج مفتوحة غير مقيدة، ولاول مرة ينقد منهج التعميم المتبني على عينات محدودة، وتنتهي إلى استنتاج عام….)).
ففي هذه الاطلالة الفكرية الرائعة والثمينة والتي فتحت في الوقت نفسه ابواباً للنقاش الثقافي والمعرفي ما يصعب غلقه، فربما اجد ثمة مقتربات في الشخصية العراقية التي تأتلف ( عموديا) بسمات تمثل مشتركات المجتمع الشرقي من حيث (التابوتات ) او القيود وحدود المسموحات المتداولة ، وهي سلوكيات موروثة بالغالب من الدور الذي رسخته الاعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية والدينية والقيود المفروضة المتوارثة، كذلك من التراكم التاريخي المستمر لقمع السلطة الشرقية وتجنب بطشها والخوف المتوارث منها عبر ظاهرة الاستبداد الشرقي Oriental Despotism الذي خلفته انماط الانتاج الاسيوي في الماضي وانماط دكتاتوريات الانتاج الاسيوي الريعي rental asiatic mode of production في الازمنة القريبة ، او حتى في ظاهرة فشل التعددية الثقافية و الميل نحو الجماعة مقابل المجتمع .
وكلنا يتذكر ذلك الموروث التاريخي عن مدن القرن التاسع عشر وكيف تتصرف الشخصية العراقية عندما تطرق ابواب البيوت الخارجية، والكيفية التي تستخدم فيها مطرقة الباب ، اذ كانت توضع على أبواب المنازل مطرقتان، واحدة صغيرة، واﻷخــرى كبيرة.
‏فعندما يطرق الباب بالصغيرة، يُفهم أن الذي يطرق الباب امـرأة، فكانت تـذهب سيدة البيت وتفتح الباب.
‏وعندما يطرق بالكبيرة، يُفهم أن على الباب رجــل، فيذهب رجل البيت، ويفتح الباب لاستقبال ضيفه انها تقاليد الشرق التي ظلت فيها الشخصية الذكورية تمتلك الهيمنة، ولاسيما في تميز سعة مطرقة الباب نفسها التي يدل كبرها على الغلبة .
وعلى الرغم من هذا وذاك ، لازالت هناك سمات فرعية (أفقية ) تجسد تلك الشخصية وهي تمثل شطحات او لمسات من المدنية الغربية المعاصرة سواء في الملبس والتقليد او في بعض التصرفات في مسار الحياة العامة وهي ربما مظهرية وليست جوهرية بالغالب ، او تجد خلافها عُقد ومفاهيم قبلية تلف مظاهر البعض في السلوك والتصرفات و تشدهم الى مجتمع القبيلة والتباهي والتفاخر اوالتهديد العصبي بها بالرغم من مدنيتهم .
ولكن في المحصلة تبقى الشخصية العراقية ذات ميول تلفها رياح الشرق في تداول المعتقدات والانصياع الى لوازم حياتية محددة ولاسيما في البناء والتصرف الاسري وتقيداته.
فبالتاكيد نجد ان العائلة السويدية من الطبقة الوسطى على سبيل المثال ، لا تتطابق في تداولها للمفاهيم والمعتقدات والتطبيقات الاجتماعية مع اية عائلة عراقية من الطبقة نفسها باستثناء خيط جامع تشترك به الشخصية اينما كانت وهو الخيط الانساني .

ختاما، لابد من بلوغ ما توصل اليه المفكر ابراهيم العبادي الذي استخلص العبرة من جدل الفكر عراقيا بشان الشخصية ،بقوله:
((..المجادلات ما بين فريقي التعظيم والتبخيس، تعكس هي الاخرى الرؤى أو الوظائف التي يبتغيها كل طرف وتثوي في ثنايا خطابه، فكل فريق يكشف عن رؤيته في مقاربة الشخصية العراقية، بين باحث عن جذور التردي والانحطاط والتكاسل والقدرية والتشاؤم والاحباط والنرجسية وعقلية الضحية، وبين من يقرأ ما يعرف بالنصف المملوء من الكأس، فيرى الثبات والتحمل والصبر والذكاء وقابلية الابداع، كل ذلك مشروط بالبيئة السياسية الملائمة، بالعلاقة المنتجة بين السلطة والمجتمعة، في علاقات الإنتاج السليمة والمحفزات والتعزيزات، في توفر القيادة الكارزمية القادرة على شد المجتمع إلى سردية جديدة، سردية النهوض والاستنارة والتعلم من التجارب والاخطاء، ونقد الذات بطريقة ملائمة لا تكسر الشخصية ولا تزيدها تشاؤما واحباطا في زمن يسود فيه التظلم والشكوى والانكسار واللا إبالية والاهمال والعجز واليأس)).
انتهى



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود الدولة الامة وهبوطها : العراق بعد 9 نيسان 2003
- المثقفون في حاضنة العنف الإديولوجي الشرقي.
- ثقافة المناخ الثالث
- شذرات في الفكر العراقي..حوار في الطبيعة الانسانية.
- الدولة والهويات الزبائنية : النفوذ الاجتماعي ومصفوفة المصالح ...
- حرب غزة : عالم رقمي ما بعد الامبريالية.
- حوار في الفكر الانساني المشرقي:الرعاع بين القلق والتلف.
- تقديم لكتاب المفكر السياسي ابراهيم العبادي : الدولة الغائبة
- ملامح المدرسة التفكيكية المشرقية -عند العادلي.
- ادارة التعقيد والدولة القوية
- متلازمة الاغتراب الديمقراطي والعقد الاجتماعي الموازي.
- عقلية الضحية :بين الماضوية والقطيعة.
- عقلية الضحية: أم دراما الامبريالية ؟
- حوار فكري في ثقافة المشاركة السياسية
- غزة و ثلاثية الابادة الجماعية
- الثقافة السياسية الاغترابية : حوارات في العقل المشرقي.
- الصندوق الديمقراطي: بين ثقافة الغنيمة وثقافة الاغتراب.
- الحذاء المستعمل/خاطرة حياتية
- ‏‎الحسابات الختامية للتوحش الامبريالي : غزة إنموذجاً
- غزة والتاريخ الراسمالي للعنف.


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مظهر محمد صالح - الشخصية العراقية في رحاب الجدل الاكاديمي.