رياض قاسم حسن العلي
الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 22:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وقد أنتج فقهاء المسلمين على مدى قرون أكبر نصوص تشريعية قانونية في تاريخ البشرية من ناحية الحجم والعدد وكان يمكن لهذه المسيرة التشريعية أن تستمر لولا رغبة من أحد الذين يمتلكون عقلا فارغا بسد باب الاجتهاد والغريب أن من جاء بعده لم يتجرأ على فتح هذا الباب مما أثر بالمجمل على حركة التفكير والعقل ولحد الآن ، كيف هذا؟
وما هي علاقة سد باب الاجتهاد بالتطور العقلي والفكري في الثقافة الإسلامية؟
من المعلوم أن الثقافة الإسلامية هي ثقافة نصية حيث تعتمد على النص في إنتاج الأفكار بمعنى أن هذه الثقافة لم تنتج نصها الخاص المفارق للنص المقدس بل إن كل نصوص الأمة هي نصوص متولدة من النص المقدس بالإضافة إلى النص الحديثي المنسوب إلى النبي وحيث إن هذه الرؤية المتولدة تبقى متجددة بتغير الزمان والمكان لذا؛ فإن كل جيل ينتج نصوصه التي تتواءم مع متطلبات العصر وحاجات الناس، وحتى المعتزلة ومن شابههم في المنهج فأنهم لا يرفضون النص بشكل نهائي بل يجيرونه وفق رؤاهم العقل بمعنى سحب النص إلى منطقتهم العقلية، ومن المعلوم كذلك أن عملية إنتاج النصوص المتولدة هي عملية تخص الثقافة العامة كما ذكرنا لذا؛ فإن أي سد لعملية التوليد هذه ستؤثر بالتالي على كل ثقافة المجتمع وان هذا الشخص الذي أتخذ هذا القرار وبحكم موقفه من الفلسفة بشكل عام أراد ضرب عصفورين بحجر واحد فهو من جهة يريد السيطرة على إنتاج النصوص القانونية وعدم تشظيها وللحيلولة دون توسعها بحيث تخرج من نطاق الولاء للسلطة وثانيا هو يريد إيقاف النصوص العقلية لأن هذه النصوص بالضرورة ستقف ضد السلطة يوما ما في بعض المواقف
لذلك توقف النشاط العقلي في كل الثقافة الإسلامية.
لكن في الجانب الآخر فإن الفقه الشيعي بقي مستمرا في عملية التوليد بل وأنشأ منظومة عقلية واسعة للدفاع عن العقيدة جعلت الآخر يشعر بأن قاعدته غير آمنة لذا؛ بقي موقفه المدافع والتابع للرد دون أن يكون مهاجما أو مبادرا لأن علماء الشيعة استفادوا من الكثير مما جاء في النظريات المعتزلية ومناظرات علم الكلام ونقاشات العقائد اللاهوتية وأسسوا لقاعدة اعتقدوا أنها صلبة
فهل بقيت هذه القاعدة صلبة لحد الآن؟
إلى شذرة جديدة...
#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟