حسن عماشا
الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 12:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مخطئ من يعتقد ان اصرار "الكيان المؤقت" على عدم الموافقة بأن تتضمن اي صفقة مع غزة وقفا لاطلاق النار مجرد مسألة عناد من قبل النتن ياهو وبالتالي الانزلاق و الانسياق خلف سرديات فساده ومحاكمته ولجان التحقيق حول اخفاقات السابع من أكتوبر وما إلى هنالك. وبعيدا ايضا عن الغرق في نزاعات قطعان المستوطنين والممثلين عنها السياسيين والعسكريين والامنيبن والدينيبن وما تكشف عنه من ان هذا الجمع والحشد لا يشكل بنيان اجتماعي راسخ، فإن الازمة تكنن في الدائرة الاوسع َ والأهم وهي السيطرة الاميريكية على المنطقة.
فبعد سلسلة من المشاريع الاميريكية الهادفة إلى إعادة صياغة خارطة المنطقة بما يؤمن التحكم والسيطرة عليها امام المتغيرات العالمية التي تضعف الهيمنة الاميريكية على العالم، و تحطم آخر هذه المشاريع على صخرة صمود سوريا، بدأ من "الربيع العربي" ثم الدولة الإسلامية "داعش" واخرها "المجتمع المدني" وَجمعيات "الانجي اوز" أدوات "الفوضى الخلافة".
جأ السابع من أكتوبر نقطة تحول مفصلية تاريخية في هذا السياق المذكور للسياسة الاميريكية وان اتسمت بسمة رفض تصفية القضية الفلسطينية. فخطوة السابع من اوكتوبر عبرت عن تنامي وتعاظم محور المقاwمة في كل المنطقة بما يقضي نهائيا على اي مشروع أميركي يحدد مستقبل المنطقة وموقعها ودورها في مجرى الصراع العالمي وهذا ما جعلها في قلب جوهر هذا الصراع.
الكيان المؤقت كما الولايات المتحدة لا يمكنهما التعايش مع محور ولو اقتصر دوره بفعل موازين القوى على الممانعة والتعطيل فهما لا يملكان الوقت ولا الهوامش التي تتيح لهما البحث عن أساليب وادوات جديدة في ظل تسارع الأحداث العالمية، وتفاقم الأزمات المالية والاقتصادية في محور اميريكا بحلفائها وادواتها.
هنا تكمن أزمة الكيان وازمة اميريكا اي كان من يتولى الحكم أكان نتنياهو أو بايدن او اي شخص وأي حزب في موقع السلطة.
في المحصلة علينا أن نقرأ إمكانية التسوية " المستحيلة" بمعزل عن الأشخاص كون اي تسوية اليوم لم تعد ممكنة في ظل أزمة وجود كيانية وأزمة الخوف من فقدان السيطرة السياسية الأميركية على المنطقة علما ان أميركا لم تفقد بعد كل أوراقها.
#حسن_عماشا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟