أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض قاسم حسن العلي - شذرة عن رجال الدين














المزيد.....


شذرة عن رجال الدين


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7954 - 2024 / 4 / 21 - 23:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وظيفة رجل الدين استخدمت منذ نشوء دولة بني أمية من أجل إخضاع العامة وجعلها تقبل بشكل شرعي بهذه السلطة بحيث صار رجل الدين الوسيط الروحي بين الحاكم والشعب ،لذلك نجد أن هذه الوظيفة حققت الانتشار بين المتعلمين والذين وجدوا فيها المنقذ من الجوع والفقر والتشرد ،وحتى اللذين لم يكونوا يميلون إلى السلطة كانوا يتحاشونها وفي بعض الأحيان يتملقون لها دون وعي منهم أو كمحاولة لتجنب ابتعاد الناس عنهم خاصة وأن عيون السلطة منتشرة في المساجد والأسواق.
وفي المدن التي كانت تعد في ذلك الوقت مناوئة للسلطة مثل الكوفة والمدينة فإن المتعلمين الذين كانوا يبدون بعض الآراء الدينية من حديث أو تفسير أو أحكام كانوا لا يفضلون أن يطلق عليهم رجال دين حيث إن هذا المصطلح يخص الديانة المسيحية وفي الثقافة الإسلامية ثمة مصطلحات تطلق على المشتغلين في الحقل الديني كلا باختصاصه فهذا مفسر وذاك محدث والآخر حافظ وهكذا حتى تمحورت الصفات وصار يطلق على هؤلاء علماء دين ويتجنبون مصطلح رجال دين.
ويذكر في هذا الصدد أن السلطة الأموية عملت على جذب الكثير من المتعلمين في المدينة إلى الشام كالزهري مثلا والذي خان أهل المدينة بعمله مع الأمويين، وعلى الرغم من المؤاخذات على سعيد بن المسيب لكنه كان رافضا لسلطة الأمويين في المدينة والدولة بشكل عام وتعرض لما تعرض له من محن بسبب موقفه هذا.
والمصطلح الذكوري هذا أنما وجد كون المرأة ممنوعا عليها الاشتغال في الحقل الديني سواء في الديانة المسيحية أو الإسلام لأسباب كثيرة لسنا في صددها الآن.
الدرس اللاهوتي المسيحي بقي مهيمن على منطقة الهلال الخصيب ومصر لعقود طويلة بعد ظهور الإسلام ووجد بعض المتعلمين أنفسهم في مواجهة هرم كبير من المقولات اللاهوتية التي لا وجود لها في العقيدة الجديدة التي كانت تسعى إلى تبسيط الدين أمام الناس وجعله في متناول يد كل إنسان دون أي تعقيدات لكن السلطة لم تكن تريد من الناس أن يفهموا الدين والقرآن كما هو بل أرادت أن تفرض نفسها حارسة عليه مستعينة بأدواتها وهي المال والسلاح والدين، واستخدم الكثير من المشتغلين بالدين مفاهيم الدرس اللاهوتي المسيحي بل بعض مروياته النصية وكذلك مرويات اليهود في تطعيم آرائهم وتفسيراتهم ونتيجة لذلك نشأت الكثير من النصوص في العهد العباسي لا تنتمي إلى الدين الذي جاء به النبي بل تفارق النصوص القرآنية نفسها وجرت عملية واسعة من تحويل الفهم القرآني إلى مقاصد أخرى غير التي يريدها النص المقدس حتى امتلأت حلقات الدرس بالنصوص الهابطة من مخيلة الرجال وكانت مصدرا لرزق وفير وحتى بعد أن كشفت هذه العملية لم يعد بوسع المخلصين أن يغربلوا نتاجها لأن هذه النصوص والآراء والتفسيرات دخلت في كل المؤلفات التي جرت إعادة كتابتها مرارا وتكرارا حتى وصلت إلينا بشكل غير الذي كتبها أو أملاها أصحابها ، والمشكلة الأكبر أن هذه المنتجات الغريبة عن دين النبي وجدت لها أرضا خصبة لدى المستشرقين الذين اتخذوها مادة للطعن بالدين والنبي والعقيدة.
لذلك ظهرت في التاريخ الإسلامي فرقة دعت إلى نبذ النصوص الحديثية واتخاذ القرآن وسيلة وحيدة للوصول إلى مقاصد الدين وهي فرقة القرآنين ففي عهد العباسيين أسس الشاعر والمتكلم والفقيه إبراهيم النظام مدرسة فكرية رفضت سلطة الأحاديث واعتمدت على القرآن وحده كان تلميذه الشهير، الجاحظ، ينتقد أيضا أولئك الذين اتبعوا الحديث، في إشارة إلى خصومه الحديثين باسم "النابتة" وفي العصر الحديث برز الدكتور أحمد صبحي منصور كممثل عن طائفة القرائيين والذين يعدون كافرين بنظر فقهاء الدولة.
وحتى من تصدى للدرس الديني وكان يمتلك وعي معارض للسلطة كأبي حنيفة مثلا فإن السلطة تجاهلته في البداية لكنها فيما بعد جندت بعض تلاميذه لخدمتها وقمعت التلاميذ الآخرين الذين رفضوا أن يكونوا أداة بيدها.
وفقهاء السلطة هم الذين قعدوا القواعد الفقهية التي تتلائم مع اهواء السلطة ورغباتها ووضعوا الكثير من النصوص التي تبرر افعال رجال السلطة بل إن من يعد من اهم من كتب السيرة النبوية وهو ابن اسحاق كان يراه اغلب علماء الجرح والتعديل غير مؤهل للثقة ومع كل ذلك اتخذت السيرة التي كتبها معيار أو نموذج وشذبها فيما بعد ابن هشام لكنه لم يستطع أن يتخلص من الكثير مما ورد فيها ما ينافي القرآن بالأساس حول النبي.
لكن في العموم فإن أغلب من كان يشتغل بالدرس الديني كان معرضا للإغواء سواء بالمال والمنصب أو الترهيب بقطع الرزق وأحيانا بالقتل كما حدث للكثير.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن النسوية
- نص بلا معنى
- علي بن ابي طالب وكوثا
- اقرأ
- الرياضة والسياسة وأشياء أخرى
- مفارقات 5
- مفارقات 4
- مفارقات 3
- أفريقيا التي تجعل باريس مضيئة/ فرنسا التي يجب أن نتعرف عليها
- مفارقات 2
- مفارقات 1
- إشارات عابرة 24 (الأخيرة)
- سقوط الغرب الأخلاقي
- المسيري وكشف التزييف الصهيوني
- إشارات عابرة 23
- إشارات عابرة 22
- إشارات عابرة 17
- إشارات عابرة 21
- اشارات عابرة 20
- إشارات عابرة 15


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض قاسم حسن العلي - شذرة عن رجال الدين