أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - عندما يكون السلطان ضعيفاً؟














المزيد.....

عندما يكون السلطان ضعيفاً؟


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7953 - 2024 / 4 / 20 - 15:08
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ان عبارة السلطان الواردة في العنوان، ما هي الا تعبير مجازي عن كل رئيس وصاحب مقام يتولى فيه التحكم بشؤون ما يتولاه، والتاريخ فيه العبرة التي نعتبر منها، وهذه العِبرْ هي تجارب قد حدثت في الماضي، لان فهم الحاضر لا يكون الا بالرجوع الى الماضي، ومعرفة مدخلات الاحداث التاريخية ان تشابهت مع مدخلات الاحداث الراهنة، فإنها حتماً ستعطينا ذات المخرجات التي حدثت في الماضي، ومن هذا المنطلق لابد من الاستعانة بالتاريخ لتفسير ما هو راهن، ومعرفة مدى ديمومة الاحداث المتشابهة، لإنها تمنحنا الامل بوجود المعالجة والمخرج الذي يسعد العموم،
وفي الاحداث التاريخية التي مر بها سلاطين الدول البائدة والسائدة، نجد ان بعض السلاطين يتشبون بكرسي الحكم، ويقتلون ويفسدون في الأرض ويعبثون بمقدرات الأمم من اجل ديمومة بقائهم في ذلك الكرسي، وتراهم يتصفون بالتكبر على اقرانهم واقوامهم، وهذا جعل من موقع المسؤولية مدخلا لتحمل اثم القاتل ان اساء التصرف به لجعله وسيلة التكبر والتعالي، وليس باباً لقضاء حوائج الناس بالعدل والحكمة، ويقول الامام علي (ع) في نهيه عن التكبر وبيان عاقبته (لا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل جعله الله فيه سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد، وقدحت الحمية في قلبه من نار الغضب، ونفخ الشيطان في أنفه من ريح الكبر الذي أعقبه الله به الندامة، وألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة) .
وحتمية التاريخ تدلنا على ان كل سلطانٍ متجبر هو واهنً ومهزوم في داخله يتمسك بجوره وظلمه لنشر الخوف بين العامة، الا ان هذا الوهن يجعله متقلباً في ارتمائه نحو أحضان القوة، حيث تراه في مرة يتملق لأهل الشرق تملق العبيد للسيد، وفي أخرى يمل الى اهل الغرب ميل الراكع الخنوع، والسبب في ذلك هو الوهن والضعف والخواء في داخله، على خلاف مظهر القوة الكارتونية التي يحاول بسطها على العامة، ومن ثم سوف ينتهي هذا السلطان الواهن شر نهاية.
ويروي التاريخ لنا حوادث كثيرة عن انتقال السلطان بين الأحضان مثل العاهرة الداعرة التي تتنقل بين أحضان الزناة، ومن هذه الحوادث ما قام به الخليفة العباسي القائم بأمر الله، فانه كان من الضعف والوهن بان اقر بان الخلافة لا تكون لبني العباس وانما لاولاد فاطمة الزهراء عليها السلام، وذلك عندما كانت شوكة الفاطميين قوية، وبمؤازرتهم للقائد الشيعي (البساسيري) فأعطى وثيقة بختمه فيها اقراراً صريحاً بانه وسلفه قد اغتصبوا الخلافة من أبناء فاطمة الزهراء(ع)، لكن بعد مرور عام تقريباً قدم السلاجقة بزعامة طغرل وكانوا ذو قوة جبارة بما عرف عنهم من توحش وقساوة، فانه سعى لان يحمي ملكه بالانتقال الى حمايتهم ونفوذهم من الفاطميين، فنقض عهده ورجع عن اقراره بأحقية أبناء فاطمة الزهراء (ع) بالخلافة، واصبح يستجدي رضا وعطف طغرل السلجوقي ، فاستقبله استقبالاً مهيباً خارج اسوار بغداد تعظيماً وتكريماً له، ومنحه لقب سلطان المشرق والمغرب، واعتبر ذلك اول تتويج لسلطان غير قرشي لزعامة المسلمين، والسبب هو ضعف ووهن هذا السلطان المهزوم داخلياً، وكان يتوسل كل السبل الصورية حتى وان كانت خادعة وكاذبة ليظهر للعامة بانه ذو قوة وبأس، على خلاف حقيقته،
وأسباب الضعف والوهن كما اشرت اليها هو جور السلطان والظلم الذي نشره على العامة وعلى ومن يتحكم بهم من خلال سلطانه وموقعه في سدة الحكم، الا ان النتائج كانت شديدة الأثر، حيث انتقلت مقدرات الامة والتحكم بها الى الاقوام الأخرى الغازية، بل ان السوء كان على اشده عندما ينتقل السلطان من حضن الغرب الى حضن الشرق وبالعكس، وهو يعلم مدى التناحر بينهما، وكما يقول احد المختصين في علم الاجتماع ان القوة المنقذة تكون عادة قوة متوحشة، لان أسباب القوة تكمن في قساوتها وشدة بأسها، وهو التوحش بعينه، وان كل قوة حتى وان أتت بعنوان الإنقاذ، فإنها سوف تدمر جوانب عدة من الحضارة التي زعمت انها قادمة الى انقاذها، وهذه ظاهرة تاريخية، وعلى وفق ما ورد في كتاب الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي الموسوم (اثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية الشيعية ، طبعة بيروت الأولى عام 2016) ،
والتدمير لا يكون باستعمال القوة دائماً، وانما بوضع اشخاص في مواقع المسؤولية مضموني الولاء للغازي، بمقابل منحه الامتيازات والمنافع الشخصية، واضفاء وسم القوة عليه، وهي في حقيقتها خيوط عنكبوتية واهنة وضعيفة لا تقوى تجاه أي حركة مهما كانت شدتها، ومن هذه الخيوط تكميم الافواه، ليس لأنه يقضي عليها وانما لأنه غير قادر على سماع دويها الهادر الذي يهز كيانه، ويقلق منامه واستقراره، لذلك تراه دائما هائما في استعراض بطولاته الدون كيشوتية الفارغة، وابتعاده عن مهامه التي تولاها للقيام بما عليه من واجب شرعي، وتوظيف مقدرات ما يتولاه نحو الغير لمصلحة بقائه،
لذلك أرى على كل جبارٍ ومتسلط ان يعود الى التاريخ ليعلم ما كان عليه الجبابرة وما آل اليه مصيرهم ومصير بلدانهم، وما سيكون لهم من عقاب عند الله عز وجل،
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان توظيف القانون لمصلحة حزب او شخص معين بذاته، تجربة فاشلة، ...
- تعريب المصطلح الأجنبي هل هو مسألة قانونية ام مسألة علمية وفن ...
- سيرة القاضي سالم روضان الموسوي بقلم الدكتور درع حماد
- قراءة أولية في قانون تعديل قانون العقوبات المصوت عليه بتاريخ ...
- هل يجوز الطعن بالحكم البات؟ جَدَلٌ بين القانون واجتهاد القضا ...
- معيار تحديد فعل (الإهانة) وأثره في تقييد حرية التعبير عن الر ...
- هل يجوز للمحكمة ان تحل محل إرادة الخصوم تجاه التمسك بشرط الت ...
- حصانة عضو مجلس النواب والقراءات المتباينة لنص المادة (63/ثان ...
- الاقناع والاقتناع بين فن المرافعة واتجاهات الرأي العام
- سجناء الرأي بين خلود السجين وزوال الطاغية، من وحي ذكرى استشه ...
- هل تؤثر قيم القضاة الشخصية على الاحكام القضائية؟ المحكمة الع ...
- فوضى التشريع والتصدي القضائي قراءة في قرار محكمة التمييز الا ...
- هل يؤخذ الناخب بجريرة المرشح؟
- هل أسهمت هيئة النزاهة بتعزيز ثقة الشعب بالحكومة؟
- مركز التسوية والتحكيم الرياضي العراقي
- ما هو نطاق الدعوى الدستورية في قضاء المحكمة الاتحادية العليا ...
- الاجتهاد المتطور تجاه مسؤولية المتبوع عن اعمال تابعيه، تعليق ...
- الرق الوظيفي وشهوة السلطة
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن
- رؤية محمد الغزالي تجاه جبابرة العصر الراهن


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - عندما يكون السلطان ضعيفاً؟