عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 12:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا علاقة لوجود إله يتحكم في الخير والشر الذي يقوم به الإنسان وهو رحيم وحنون وعاطفي يتألم ويبكي مع المرضى والمعذبين والجائعين لأن هذا يتناقض مع القدرة وغياب الغاية والحكمة ويتحول إلى عبث،فلا يمكن القبول بمبدأ الإله العابث والشرير فكل ما تقوله الأديان ليس سوى تصور بشري محض. فالديانات القديمة كانت تعتقد في وجود إله للخير وإله للشر وعندما تم التوحيد وقعوا في معضلة الجمع بين الأضداد في كائن واحد فحولوأ إله الشر إلى ملاك يعمل تحت أوامر إله الخير في حيلة خبيثة وسموه شيطانا ليرموه كل الأفعال الشريرة لكنهم وقعوا في فخ الخلق والإرادة فالشيطان إذا كان مخلوقا من طرف الإله ويتصرف طبقا لإرادته فكل ما يقوم به هو عمل تنفيذي فقط مما يجعل الشر راجعا للإله الخالق أما إذا كانت للشيطان إرادة حرة وهو مسؤول عما يفعل فهو إله أيضا ونعود للتعدد. والحقيقة أن كل هذا تلاعب بالأفكار والخيال كنتيجة للجهل والخوف والبحث عن منظومة سلطوية للضبط والتحكم في الرعية أي سياسة حسب المفهوم المعاصر.فالإنسان الذي وجد حديثا بالنسبة للكائنات الحية كنتيجة لتطور المادة بذاتها كان سلوكه الواعي يترجم ضرورة الدفاع عن نفسه والبحث عن غذاء كسائر الحيوانات فكان مبدأ الشر كاستعمال للقوة والبطش والاستحواذ وذلك من أجل البقاء (غريزة البقاء) ثم كانت الأمومة كعاطفة هذبت من السلوك البشري وبتطور عدد البشر في مكان معين واحتكاكهم ببعضهم وخوفهم من الوحوش الكاسرة والكوارث الطبيعية وحاجتهم المتزايدة للغذاء كان لزاما عليهم التعاون والتقارب والتوادد في ما بينهم وهكذا ولد الخير والشر بصفة طبيعية كما توجد الجاذبية بوجود كتلة مادية في الفضاء. والجهل بالأشياء هو الذي قاد الإنسان البدائي التخيل والذهاب بعيدا للبحث عن الحقيقة في السماء البعيدة وهي بين ساقيه وقريبة منه لكنه لا يراه..
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟