هل يعادي العهد الجديد اليهود؟

إلياس شتواني
باحث وشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 02:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

قد يقول قائل أن المسيحية لا تحتوي على نصوص من شأنها أن تحرض على اضطهاد اليهود.. كيف ذلك وأن "الرب" يسوع نفسه كان يهوديا؟

تتردد على أسماعنا هذه الفكرة كما لو أن يهودية يسوع تشفع لليهود، كما يخبرنا العهد الجديد، قتل يسوع والتنكيل برسله..

سندرس في هذه المبحث المقتضب مقتطفين من العهد الجديد جديرين بأن نتوقف عندهما..

يأخذنا المقتطف الأول الى يوم صلب يسوع الناصري، حيث تتجمع جموع اليهود أمام قصر بيلاطس الحاكم الروماني. يقف بيلاطس أمام جمهور هائج ومضطرب، حيث، كما نقرأ في أسفار متى ومرقص ويوحنا، يطالبه اليهود باطلاق باراباس (المجرم) وصلب يسوع (المهرطق). يأخذ بيلاطس ماء ويغسل يديه أمام الجموع ليخلص مسؤوليته أمام نفسه وأمام الجميع.
يكتب ناسخ انجيل متى:

"فَأَجَابَ الشَّعْبُ بِأَجْمَعِهِ: «لِيَكُنْ دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلادِنَا!" (متى 27:25).

المقتطف الثاني يحيلنا لرسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي.
يكتب ناسخ الرسالة:

"فَإِنِّكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِكَنَائِسِ اللهِ الَّتِي هِيَ فِي الْيَهُودِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لأَنَّكُمْ تَأَلَّمْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ عَشِيرَتِكُمْ تِلْكَ الآلاَمَ عَيْنَهَا، كَمَا هُمْ أَيْضًا مِنَ الْيَهُودِ، الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ. وَهُمْ غَيْرُ مُرْضِينَ للهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ. يَمْنَعُونَنَا عَنْ أَنْ نُكَلِّمَ الأُمَمَ لِكَيْ يَخْلُصُوا، حَتَّى يُتَمِّمُوا خَطَايَاهُمْ كُلَّ حِينٍ. وَلكِنْ قَدْ أَدْرَكَهُمُ الْغَضَبُ إِلَى النِّهَايَةِ." (1 تس 2: 14-16).

اليهود، حسب انجيل متى، يتحملون مسؤولية قتل يسوع الناصري، وفي نظر بولس الرسول هم الذين قتلوا الرب يسوع واضطهدوا رسله. بولس، الذي ضرب بالسوط وسجن من طرف اليهود، يرى أن اليهود غير مرضين لله وأعداء لكل الناس..

#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين