|
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل السابع أن تكون محارب الحرية لاجل شعب في طوق المؤامرة 11 -1
عبدالله اوجلان
الحوار المتمدن-العدد: 1756 - 2006 / 12 / 6 - 08:22
المحور:
القضية الكردية
ج ـ المؤامرات التي فرضت على قيادة حزب العمال الكردستاني هي اعتراف بالخوف من الهوية الحرة للشعب.. إن ما حدث في محاولات التصفية والتآمر على قيادة حزب العمال الكردستاني كشخص وكمؤسسة أمر لا يحدث بسهولة إلا في الروايات، وذلك بالإضافة لتحليلها من الناحية السياسية والأمنية، ولا شك بأن الجوانب الإيديولوجية والسياسية والاستخباراتية هامة جداً، ولكنها لا تفسر سوى الهيكل العظمي للحقيقة، وأما الشرح الحي المجسد يتضمن الدقة والإفادة، حيث يجب تحليلها بنبرة روائية باستخدام المواقف المثيولوجية والدينية والفلسفية والعلمية بالإضافة إلى المقارنات التاريخية والطوباوية. لقد كان حزب العمال الكردستاني كمؤسسة، وعبد الله أوج آلان كشخص يتضمنان معان تتجاوزهما، وليس من الممكن تحليل وضع الشعب الكردي سواء بواسطة مصطلح علم الاجتماع المعاصر ونظرياته، أو بواسطة معايير علم السياسة المعاصرة، فقد تم ستر أو خنق الظاهرة بخصائص المرحلة المثيولوجية والدينية، وأما ما تبقى فهو عبارة عن شعب واقف أمامنا بحالته الفيزيائية فقط، ويعتبر بأنه ينتمي إلى جنس البشر، ولكن إذا نظرنا اليه بمنظور المعايير المعاصرة، فإننا نجد بأن لهذا الشعب مكانة أسوأ من مكانة أية قبيلة زولو بدائية في جنوب أفريقيا غير معترف به وبلا هوية وكافة حقوقه مسلوبة ومحروم حتى من استخدام لغته، إن وضعاً كهذا تعسفيٌ لدرجة أنه لا يمكن أن يتناسب مع أي معيار إنساني، إنه موجود وغير موجود، إنسان وليس بإنسان، إنه شعب وليس بشعب، ويمكن زيادة هذه الثنائيات بشكل أكثر، ناهيك عن أن السياسات الرسمية لازالت تتحدث عن هذا الأمر بوضوح وتمارسه، غير أنه من الخطأ تحميل المسؤولية في ذلك للحكومات وللسياسات المعاصرة، بل وان تفسير هذه الحادثة بالقول أنها نتيجة للمصالح الدولية والإقليمية يعني لفت النظر إلى جانب محدود من هذه الظاهرة. لقد تعرضت هذه الظاهرة خلال كافة العصور التاريخية الهامة لتأثير عدد كبير من انقلابات القوى، وقد شهد العالم في أماكن مختلفة أوضاعاً مشابهة لذلك، ولكن خصوصية الظاهرة الكردية، هي أنها وصلت إلى نمط لا تشبه ذاتها ولا الآخرين الذين تم فرضهم عليها وبقيت في واد بين الحالتين، ولم يعرف حتى الآن فيما إذا كانت عذراء أم عاهرة، لقد تلوثت بشرور كل قادم لم ينجح في فتحها، والأغرب من كل هذا فإذا ما قيل للذين يزعمون بعدم وجود هذا الشعب أو للذين يقولون انهم جزء من هذا القسم، "فما دام هذا الشعب جزء منكم والجسد وحدة متكاملة لماذا تتركونهم كعضو سرطاني..؟"، فإنهم لن يستطيعوا أن يجيبوا على هذا السؤال، توجد في هذا العالم مؤسسة تسمى هيئة الأمم المتحدة، تمتلك صلاحيات واسعة باسم شعوب وأمم العالم، إنها تتخذ قراراتها بحق أكثر القبائل الأفريقية تخلفاً، وتقبل في داخلها كل الدول عضواً، حتى تلك التي تسمى دولاً ولا يزيد عدد سكانها عن المليون، ولكن عندما يتم الحديث عن الظاهرة الكردية، فإن وجوده يصبح موضوعاً للنقاش ولا تعترف بحقوقها، إن كافة جذور هذه الحقيقة مختفية في التاريخ، ولا يمكن أن نفهم شيئاً من هذه الظاهرة إلا إذا حللنا لغة المثيولوجيا والأديان، وإذا استنفرنا جهود بعض العلماء الأخلاقيين الشرفاء عندها يمكن أن نفهمها جزءاً جزءاً. لا أريد أن أطيل الشرح النظري ولكنني شعرت بضرورة ملامسة هذا الموضوع كي نلفت النظر إلى أي أرضية يجب نقف أثناء تحليلنا للقيادة، لقد انشغلت بنفسي لسنين طويلة، و كنت في بنية تشبه شخصاً يشعر بالشك حتى في ذرة غبار، كشخص تكون توازنه العصبي والروحي في شروط صعبة، لقد كان هذا الموضوع المتشابك، بل الذي يتجاوز طاقتي، وحتى لو لم أكن نبياً لما كان لي أثر أبعد من القيام بالنداء، ولكن جاذبية أجسام الثقوب السوداء الموجودة في الكون كانت تسحبني إلى ظلامها، ولم أكن بعد ذلك أستطيع إنقاذ نفسي من الأوضاع التي لم ولن يستطيع أي إنسان أن يكتبها أو يفسرها في أي كتاب. لم تكن المشكلة في قوتي العقلية وفي مداركي، فأنا شخص مدرك لمصيري، كان عمري عشر سنوات حين كنت أحاسب أمي سائلاً: "لماذا أتيت بي إلى عالم يصعب احتماله..؟!"، ولن يستطيع أكبر أديب أن ينجح في تحليل منطق ووجدان عملية اعتقالي التي تمت على شكل أكثر ظلماً من الأربعين حرامي، وكأنهم يصطادون الهندي الأحمر الأخير، بمساعدة ودعم الألعاب الدنيئة التي قام بها الآمرون الذين كنت أعتقد أنهم أصدقاء لي، وبمعرفة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي طور أعلى أشكال القمع والاستغلال والذي لا يعرف كيف يعيش ويعد الأقل توازناً في ثقافة الكوبوي المجنونة التي خدعت العالم حينما قدمت المجازر التي ارتكبها الرجل الأبيض ضد الهنود الحمر على أنها أرقى أشكال الحضارة وهذا ما عليّ أن أوضحه أيضاً. لقد قابل الأتراك حادث اعتقالي بفرح عظيم واعتبروه من أهم الحوادث في تاريخهم، ولكن نجاحهم لم يحمل أي معنى، أكثر من اعتقال كياني الفيزيائي في تابوت بعد أن لفه أصحاب الضمير الأسود والذهنية التي لا يمكن أن تجد لنفسها صديقاً، وكأنهم يصلّبونه ثم يضعونه في طرد بريدي، لقد أورد الإنجيل الكلمات الأخيرة للنبي عيسى عندما تم صلبه حيث قال: "ربي لماذا تركتني وحيداً"، وأنا بمواقفي الروحية والذهنية لم أكن ضد أي شخص ومؤسسة تستحق هذا التوبيخ، ولكن هذه الحادثة وجبت الالتزام بآلام وذكرى الذين عايشوها وفي مقدمتهم المئات من البشر الذين أحرقوا أو قتلوا أنفسهم، والأهم من ذلك هو وجود عدد كبير من الحوادث والعلاقات التي يجب تبنيها باسم الإنسانية، وكان يراد خنق الشخصية والحركة التي كانت تعبر عكس كافة الاتهامات، وتم العمل على إنكاري ورفض الحركات النبيلة التي نفذت باسم الأخوة بين الشعوب، وكانت أفضل ذهنية سمسارية عديمة الضمير تريد أن تحصل على نتيجة من ذلك، ان الألم الذي خلقه هؤلاء يفرض العيش باسم الإنسانية، وكان يقع على عاتقي مهمة إظهار القوة اللازمة كي لا تلحق المؤامرة الأذى بشعوبنا وبجوهر هوية الشرق الأوسط، لقد عملت أوروبا وابنتها الشريرة أمريكا مع قوى الحضارة كل ما بوسعهما من أجل إذلالي، وقد كنت في حالة ذهول وأنا أتسأل عن سبب لعدم احترامهم لي، لكنهم كانوا قد مارسوا تكتيكاً دقيقاً في الحرب، فقد كانوا يفعلون ما كانوا يمارسونه منذ عدة قرون، في الوقت الذي كانوا يصلبون شعبنا وحزب العمال الكردستاني ويصلبونني أيضاً بلا أدنى رحمة أو احترام، كانوا ينسبون كل ذلك للأتراك، فبالرغم من قيام أوروبا وأمريكا واليونان، هذا الحليف الدنيء بإعداد كل شيء فقد أنيط بدور الجلاد للأتراك، وكانت هذه تعبير وتطبيق أكيدين لسياسة "فرق ـ تسد" و"دع الكلب يفتك بالكلب"، إذ أنهم كانوا يستخدمون الطغمة المهيمنة في تركيا على أسوأ شكل، وكان علي القيام بإفساد اللعبة مهما كانت صعوبة ذلك، وهو السلوك الأكثر نبلاً في القرون الأخيرة. يجب ألا يتهمني أحد لأنني حاربت ضد الشوفينية التركية التي لا تعرف الأخوة ولا تعترف بالشعوب، وألا يعتقد أحد بأن الموقف الذي أتخذته من أجل السلام والمصالحة الديمقراطية هو موقف استسلامي أو خضوعي، بل ان المقاومة الكبرى تكمن في هذا الموقف، إن المساهمة في وحدة شعوبنا عن طريق الوفاق الديمقراطي الحقيقي والسلام المشرف هي الجواب المؤثر على المؤامرة، وبالنسبة لي على الأقل فان كافة المواقف الأخرى تخدم آمال الذين ينتظرون الحرب دون خجل ضمن شروط القوة غير المتوازنة، إن أكثر ما أحزنني هي الإهانة التي وجهوها من خلال شخصي إلى الشعب الكردي، حيث كان بإمكانهم تصفيتي، ولكنهم لو استطاعوا على الأقل فهم هذا الشعب الذي ضحى بالآلاف من أبنائه، وكنت مصدر أمل لشعب ليس له معين، وليس لديه من يعرف طريق النجاح من بين أبنائه، وقد واصل هذا الشعب تطلعاته من الرجل المصلوب من جهة والموجود في التابوت من جهة أخرى، كان ينتظر من الرجل الذي تعتبر ولادته كشخص جريمة كبرى، أن يلعب دور القابلة لولادة حياته الحرة، فلم أصدر أمراً في أي وقت من الأوقات، سواءاً لحزب العمال الكردستاني أو للشعب الكردي بأن يتبعني، ونظراً لعدم وجود معين لهم فقد بتُ في موقع أتخذ موقفاً أصعب من الموقف الذي أتخذه عيسى قبل ألفي عام، وتبنيت أيضاً دور كاوا الحداد وأحييت قدسية النبي إبراهيم. لقد صرت مم ودرويش عبدي لزين وعدولة، مثلت آخر تأوهات المانيين والمزدكيين والبابكيين، وعشت وحدة الحسين في كربلاء، وأصبحت عشق الحقيقة لدى منصور الحلاج، ووصلت إلى مرتبة الصداقة عند بير سلطان، وكنت صديقاً لدنيز وماهر وإبراهيم، وكنت المحارب في سبيل الثأر لمظلوم وخيري وكمال وفرهاد، لقد مثلت بذلك النموذج الأخير الذي وحد ورسخ في الوعي آلاف الأسماء من كل العصور ومن كل الأمم، لم يكن لهؤلاء الخالدين في ذاكرة الإنسانية حروبهم ومقاومتهم فحسب، بل كانت لهم قضاياهم السلمية التي لم تجد فرصة لتحقيقها، إن هذه المرافعة ليست لي، بل هي مرافعاتهم السلمية الأخيرة التي بقيت ناقصة، فقد أردت أن أسد هذا النقص، إنني مؤمن بأنه تم تقديم التعريف الصحيح للإنسانية والتاريخ والعصر وللاستغلال والظلم وللمقاومة والحرية والسلام، وتم فتح الطريق أمام تاريخ الشعوب، وأدرك أيضاً أن العمل الذي قمت به ليس قيادياً، أنه تطهير لقاذورات الذين ادعوا القيادة منذ آلاف السنين، إنني أنظف مرحاض التاريخ، وأوضح لمن وباسم من وبأي معنى وضَعَ وسخه، ولم أتطلع إلى شيء من الدولة ولا الى مرتبة وموقع، وحتى لم أفكر أبداً بقيادة امرأة بسيطة ترضى بكل شيء وفي أي وقت، واعتبرت إقامة الصداقة مع المهتمين فوق كل شيء، دون التمييز بين رجل أو امرأة أو قومية، وربما لم يكن أصدقائي يتخيلون بأنني سأكون في هذا الموقف في أي وقت من الأوقات، لقد أوضحت لهم الحقائق مرة أخرى، فإن أعجبهم ذلك ووجدوها صحيحاً فإن وضعي المأساوي سيكون مصدر قوة كبيرة بالنسبة لهم، وإذا كانوا مازالوا يعملون كثيراً دون أن يحققوا أي نجاح، فهذا يعني أنهم يخدعون أنفسهم وأقول لهم ليتراجعوا. في القسم الأخير من مرافعتي، سأوضح هويتي أكثر، وفي هذا القسم سأتحدث عن المؤامرة وعن بعض المواقف أمام الخدع المشابهة، المشكلة لا تكمن في أن أموت ببطولةً، اذ نجح الكثير من الأبطال في هذا الدور أكثر مني وبقوة غير محدودة، وإنما إجراء تحديد الحياة التي تليق بهؤلاء الأبطال وهذا ما ينقصنا، وقطع كافة الطرق التي يمكن أن يستخدموها الظالمون والمخادعون كي لا يستثمروا ميراثهم وسد كافة السبل أمامهم، وأواصل هذه المهمة كضرورة للالتزام بذكرى القادة. من المؤكد أن القيادة فن، ولا يمكن أن يقال بأنني مثلت هذا الفن على أكمل وجه، ولكنني على قناعة بأنني حللت وبشكل جيد خصائصها المؤسساتية والشخصية، سواءً بشكل عام أو للكرد، ربما لم استطع القضاء على مظالمهم وخداعهم، لكنني قدمت إسهاماً جيداً في إسقاط أقنعتهم، وهذا ما قصدته بقولي نظفت أوساخهم، وقد شرحت بشكل جيد طبيعة هؤلاء، ابتداءً من الذين تستروا خلف قناع الله، وحتى مختلف أنواع الديماغوجيين العلميين، لقد وضحت من خلال سلوكي وتحقيقاتي وبكل ألم كيف يمكن أن يكون التظاهر بالرجولة اعتماداً على المرأة والمسحوقين بشكل خاص، وحاولت إظهار أن المؤسسة التي تحاول أن تقدم نفسها على أنها الله الكامل أولاً والتي تقدم نفسها على أنها شبه الله فيما بعد هي النموذج الأول للدول، وكذلك حاولت تحليل وهدم الهوية المتجبرة كأولوية وإن كانت تحاول قيادة الشعب، وبأن الشكل القيادي الجديد يكتسب معنى التنسيق العام لأعمال الشعوب، وبهذا لا يمكن أن تحل محله دولة الشعوب، وحاولت تطوير نظريتي ضمن هذا الاتجاه على ظاهرة الشعب الكردي. عندما رأيت أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً سوى تقديم طراز شبيه بالآغا سواءً داخل المنظمة أو خارجها بالرغم من كل الدعم الذي قدمته، أظهرت احتراماً لتسميات مثل "قائد" أو"رئيس"، هذا ما كان يريده الشعب والذين يضحون بأنفسهم في سبيله، حيث لا يمكنني إلا ان أحترمهم، ولم أتهرب من دوري القيادي والقائد العام حسب معلوماتي، حتى ظهر الذين لديهم القدرة والمعرفة في كل مجال وكل موضوع، وقد كانت هذه مسؤولية كبيرة وقعت على عاتقي، لقد كان هناك فراغ تاريخي وسياسي واجتماعي وعسكري كبير جداً، وكان الجميع يريدون أن أمنحهم حقوقهم في كل مجال، أردت أن أجاوب عبر وتيرتي وبممارسة عملية أصغرية على الاقل، دون أن أهمل في أي وقت مهمة التحليل النظري التي تحتاج لمواهب شاملة ولو ليوم واحد، فكل الميادين كانت تطالبني بحقها، ووجب عليّ أن أختار بنفسي نمط قواعده وممارسته، لأنه لا يوجد أي مثال او أي شيء ليكون قاعدة للاعتماد عليها في هذا الموضوع، وكان هذا يشبه السير في غابة موحشة مليئة بالوحوش، ورغم علمي بكل ذلك لم أتردد في أن أبدأ بمسيرة كلكامش، كضرورة لاحترام الشعب والملتزمين بي، كان كلكامش ينتصر على القيادة الشعبية ويفتح الطريق أمام القيادة الملكية، أما أنا فقد كنت أريد أن أنتصر على الملوك الموجودين في الغابة وأعيد للشعب حقوقه في الحكم الذي سلب منه بألف حيلة وبالغدر والدسيسة والاستبداد، فقد كان همي تمهيد السبيل أمام ظهور القادة الشعبيين، وفي الوقت الذي كان كلكامش يصطاد عميلته ويروضها عن طريق اختزالها من إلهة إلى عاهرة، كنت أنا فعل عكس ذلك، فقد كنت أحاول تحويل المرأة التي آلت إلى وضع أسوأ من العهر إلى إلهة، وبذلك كنت أعمل للوصول بالرجل أي بأنكيدو إلى مكانة القائد الواعي للشعب مرة أخرى، وكان باستطاعة مكانة الإلهة أن تُهذب الرجل بواسطة جوهر المساواة والحرية المؤسساتية السليمة لمؤسسة القائدة الشعبية، ولكن الذين يمثلون دور أنكيدو وتظاهروا بالالتزام ترددوا بمعنويات محبطة وبرفض موضوعي، راحوا يلعبون لعبة القرود الثلاثة، فقد كانوا يلعبون أمام كل نداءاتي لعبة" لا اسمع، لا أرى ، لا أعلم" إذ لم يكن هؤلاء بحاجة لإلهة، بل لعاهرة عمومية أو خاصة، وهنا أيضاً بدأت حرباً ضد واقع القيادة الرجولية المهيمنة التي تمتلك قيماً مؤسساتية كبيرة، وقيماً تطبيقية غير قليلة. قام الذين حاصروا غابة العالم خلال خمسة آلاف سنة في كل زاوية وناحية، وخاصة الأوروبيون الواعون، بنصب شباكهم الدقيقة بهدف اعتقالي لأنهم لم يجدوني قريباً منهم، ولم يكن هناك أي شيء يمكن القيام به، وقد كان الهروب أو الانتحار سيخدم مصالحهم أكثر، وكان الشيء الذي يمكنني القيام به هو أن أحافظ على حرية قلبي حتى النفس الأخير، وأن أواصل حياتي باحترام كبير لقطرات المعنى الذي يمكنني أن أطورها، بينما كانوا هم يتجاوزون نيرون ويلقون الضحية إلى الحلبة ليطعمونها للأسد الذي قاموا بتربيته، وأن يعيشوا وسط مزيج من صرخات المحبة والفرح والخوف، وكانوا يريدون أيضاً رؤية نهايتي على شكل تسلية لعدة متفرجين، لقد كانوا مسيحيين بالاسم فقط، وفوق ذلك كانوا أرثوذوكسيين، وكتبوا منذ زمن بعيد أنهم يمثلون روما التي يمكن أن تصلب عيسى وأمثاله ألف مرة من جديد، إذ توجد ثقافة الصلب في مورثاتهم، ولم يكن يصعب عليّ أن افهم ذلك، فقد كان عيسى منا، كان جارنا، وكان الدفاع عنه بفخر من ضرورات حسن الجوار، فقد تم ترتيب عمليات الصلب والإطعام للأسود بحقه وبحق آلاف من التابعين له، وكنتُ ضحيتهم الأخيرة، لقد اجتمع في داخلي وبشكل غريب، تقاليد المقاومة السامية، لأجداد عشيرتنا من أجل جوهر الإنسانية من جهة، ومن جهة أخرى تقاليد السلام السامية لجدنا النبي إبراهيم وللنبي عيسى، كما لا بد من سمو إلهي، شرحت مفهوم الإله، وبينت ما الذي يعنيه، ولكنني احترمت المفاهيم الإلهية للشعوب وللنساء وللشيوخ العاثرين وللأطفال، لقد كنت داخل سمو الهي لخصائصهم الإلهية، حقيقة لقد كان هذا في السمو داخل المفهوم الإلهي للشعب، وكان الموت ضمن الشرط والشكل الذي كنت موجوداً فيه عنواناً أكبر للسمو، ولم تكن هذه الحقيقة تولد الخوف، بل تولد خياراً للسلام المشرف للإنسانية كل يوم، لقد كنت قوتي تمكنني بأن أبادلهم بواسطة الحرب عن طريق المقاومة والدفاع المشروع والناجح حتى النهاية إذا فرضوا الحرب والإبادة، وقادر على أن أبادلهم السلام المشرف والعادل إن أرادوا، لقد كنت على طريق مقاومة وسلام الأبطال، كما تم إيضاح ضرورات وصاياهم عبر الدفاع، وأسمعتها إلى العالم فليأت الموت كما يريد، ولكن الحقيقة الواضحة تؤكد أن النصر سيكون حليف الإنسانية وحليف شعوبنا.
#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
-
من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني
...
المزيد.....
-
اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر
...
-
ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا
...
-
بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
-
مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا
...
-
إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
-
مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى
...
-
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
-
مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري
...
-
لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
-
مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|