أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - كيف يخلق الكون نفسه














المزيد.....

كيف يخلق الكون نفسه


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7946 - 2024 / 4 / 13 - 03:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الفلسفة قد ماتت، الفلسفة لم تلاحق تطورات العلم الحديثة، وخصوصا في مجال الفيزياء" أعلنها ستيفن هوكينج مدوية في كتابه "التصميم العظيم". تتجلى أهمية الفيزياء، بالاضافة الى أنها قابلة للاختبار، في أنها تعتبر أن الكون ذاته ليس له تاريخ واحد، حتى أنه ليس له وجود مستقل. تعتمد الفيزياء الحديثة على مقاربة الواقعية المعتمدة على النموذج (Model-dependent realism). هذه المقاربة تفترض أنه لا وجود لمفهوم "صورة" أو "نظرية" مستقلة عن الواقع، وتعتمد في دراسة المادة على نموذج رياضي مع مجموعة قواعد تربط مكونات هذا النموذج بالملاحظة.

النظرية "إم" تقدم اجابة لمسألة الخلق. طبقا لهذه النظرية، فان الكون الذي نعيش فيه ليس هو الكون الوحيد، بل تؤكد هذه النظرية على أن هناك عددا كبيرا من الأكوان التي وجدت من العدم، ولا يتطلب ايجادها تدخلا من اله أو من طاقة ميتافيزيقية، بل هي خاضعة بشكل طبيعي لقوانين الفيزياء. النموذج الفيزيائي يعود بنا حوالي 13.7 مليار سنة الى الوراء حتى الانفجار الكبير، ويفسر بذلك، معتمدا كذلك على الأدلة التاريخية والجيولوجية، معظم النظريات والملاحظات المتعلقة بالكون ونشأته.

في كتاب "التصميم العظيم" لستيفن هوكينج - ص 67 نقرأ شروط النموذج المقبول:
ان أي نموذج يكون جيدا اذا كان:
1. رائعا.
2. يحتوي على القليل من العناصر الاعتباطية والقابلة للتعديل.
3. يتوافق مع كل الملاحظات الموجودة ويفسرها.
4. يقوم بتنبؤات تفصيلية عن المستقبل، يمكنها دحض أو تكذيب النموذج ان لم تكن مؤيدة له.

النموذج الفيزيائي ردّي (Reductionist)، فهو يردّ الكون الى حالته الأولى والأصلية؛ اذ يعتبر أن القوى الموجودة في الواقع - أي قوى الجاذبية، المغناطيسية، والنووية القوية والضعيفة - تنتقل بواسطة المجالات. في نظريات الفيزياء الكمية يتم تصوير هذه المجالات على أنها مصنوعة من جسيمات أولية تسمى بوزونات (Bosons)، وهي جسيمات تحمل القوة وتحلق، بشكل ارتدادي، جيئة وذهابا بين جسيمات المادة لنقلها. تسمى جسيمات المادة فيرمونات (Fermions)، والالكترونات والكواركات هي أمثلة للفيرمونات. والفوتون؛ أي جسيم الضوء، هو مثال للبوزون.

النموذج الفيزيائي يكشف عن كون مبكر ساخن وصغير الحجم. فاشعاع موجات الخلفية الكونية الميكروويفية هو الاشعاع المتبقي من الكون الابتدائي الكثيف والساخن، والذي وجد بعد الانفجار الكبير بفترة قصيرة. مع تمدد الكون، راح يبرد حتى أصبح الاشعاع مجرد تلك البقايا الخافتة التي تلاحظ الآن في الكون؛ بقايا من عناصر الهيدروجين والهيليوم والليثيوم.

يعتبر هذا النموذج أن الموجات الميكروويفية هي التصميم الأصلي لكل بنية الكون. فتراوحات الكم أدت ولا زالت تؤدي الى خلق أكوان دقيقة من لاشيء. القليل منها يصل الى حجم كبير، ومن ثم يتمدد ويتضخم مكونا مجرات ونجوما، ومكونا في حالة واحدة ونادرة، كوكب الأرض وعليه كائنات مثلنا. يشير انتظام الكون، من منظور هذا النموذج، بأنه محكوم بقوانين ثابتة وقابلة للرصد، وليس بنزوات أو أهواء الآلهة.

طاقة الكون الاجمالية يجب أن تبقى دوما صفرا، ويستلزم الأمر طاقة لتخليق المادة. كيف اذن يتم خلق الكون بأكمله من لا شيء؟ يجيب العلم الحديث: لأن هناك قانونا يسمى الجاذبية، فان الكون يمكنه أن يخلق نفسه من لا شيء، وسيفعل ذلك، اذا توفرت الظروف المناسبة، بشكل مستمر وسلس. الخلق "التلقائي" هو السبب في أن هناك شيئا بدلا من اللاشيء؛ المادة بدلا من اللامادة. ليس من الضروري اقحام الآلهة لتفسير "الخلق" وتنظيم الكون، فالملاحظ يقينا، ان كان هناك إله، فانه فعلا يلعب بالنرد..



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر صباحية
- فلنقبل المرأة
- قبر السجينة
- دورة الحب
- أمي
- أصل الدين
- كابوس الحب
- لقد مات الحب
- أهم ما يميز المانوية
- أهم ما يميز الزرادشتية
- عيد ميلاد الحسناء
- المكيافيلية: كيف نفهم عقلية الديكتاتور
- لقد ارتددت أخيرا..
- ما ضاع من القرآن
- -الإسراء- من حبكة بني أمية
- نحن جيل اليوم
- بيان جمع القرآن
- فأتوا بسورة من مثله: كيف نردّ على التحدّي
- على يسار الرّب..
- فاوست الثائر


المزيد.....




- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - كيف يخلق الكون نفسه