مجدي مهني أمين
الحوار المتمدن-العدد: 7942 - 2024 / 4 / 9 - 09:31
المحور:
المجتمع المدني
رحلت الأخت أديلا،
لا أتوقع أن تكون الابتسامة قد فارقتها وقت الرحيل، ابتسامتها كانت تعطيها طاقة لمواصلة الكفاح، أذكر واحدة من كبريات أحلامها هي وباقي أخواتها من راهبات القلب المقدس، وقد كانت بناء "مركز الفتاة بقرية البياضية"، مركز ملوي، نجحت ونجحن جميعا في تصدير الحلم لفريق الجمعية (جمعية الصعيد للتربية والتنمية) .. إحنا كمان كمّلنا نحلم بالفكرة، أتذكر واحنا مسافرين كفريق الجمعية، بعد حوار مع الأخوات الراهبات في البياضة، نفكر إزاي يكون شكل المركز ده اللي هيستقبل الفتيات المتسربات من التعليم.
- أديلا وباقي الأخوات عايزينه مركز يُعد الفتيات كي يكن متعلمات وربات بيوت ناجحات.
وتخيلنا بيتا يشبه بيوت القرية، فيه فُرن، وأماكن لتربية الطيور بطريقة صحية وغيرها من التصورات.. لم نكد نصل القاهرة إلا وكنا قد رسمنا خيال ليس له حدود لبيت جميل يشبه بيوت القرية ويساهم في تربية فتيات القرية، تحطّم الحلم مع "القطاع الهندسي بالجمعية" اللي رسم بيت بالمسطرة والقلم، جميل لكن يشبه المدرسة اكتر ما يشبه بيت في القرية، وافقنا على تصورهم علشان البيت في الواقع هيكون مركز وهيستقبل عدد كبير أكبر بكتير من عدد أفراد أسرة.
تم عمل المركز، وكان الحوار الأكبر مع أديلا وباقي الراهبات، أن الدراسة ست سنوات،
- ست سنوات؟ ليه؟
أديلا كان عندها الرؤية الأبعد، كانت تريد أن تؤخّر سن الزواج، فقضاء ست سنوات بالمركز يتم بعدها الزواج هيساهم في تقديم الحل، وفعلا أصبح المركز ست سنوات؛ من الدراسة وتعلم المهارات، انتهاء بإنتاج الفتيات لحقائب مزينة ومطرزة برسومات فرعونية جميلة يمكن تسويقها كي تكون دخلا للفتاة تعتمد فيه على نفسها، وبدأت الفتيات تتحدثن عن علاقة مكانتهن في الأسرة باستقلالهن الاقتصادي.. المركز قام بتخريج فتيات متعلمات منتجات. قولا واحدا؛ المركز ساهم في تنمية المرأة.
ثم كانت معركة أديلا الكبرى، مكافحة ختان البنات، وهي معركة ترتبط بالعادات والتقاليد، والكثير من المفاهيم الخاطئة، معركة قادتها أديلا بالذهاب والحوار مع كل أسرة مرة ومرات كثيرة، وجندت معها كل من له تأثير على الأمهات كي لا يقمن بارتكاب هذه الجريمة.
وكل مرة لا تفارقها الابتسامة ولا العزيمة ولا المحبة ولا روح العمل الدؤوب.
- ابتسامتك تملأ ربوع السماء يا أخت أديلا، صلي كثير لأجلنا جميعا.
#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟