أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد رباص - استقواء الفايد بالمجتمع وسكوت عصيد عن الكلام في مفهوم الهوية















المزيد.....

استقواء الفايد بالمجتمع وسكوت عصيد عن الكلام في مفهوم الهوية


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 23:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ ذيوع خبر “فتوى” الفايد في رمضان بأنه معجزة وبالتالي لا خوف على المرضى من الصيام إلى مسامع ومدارك الناس، اندلعت على موقع التواصل الاجتماعي خصومة حامية الوطيس بين فئتين؛ إحداهما تزمر وتطبل للمسمى الفايد والأخرى تقف منه موقفا معارضا. ومن الواضح أن مكونات الفئة الأولى يسارية حداثية، في حين تتشكل الفئة الثانية من المحافظين الإسلاميين.
قبل الدخول في صلب الموضوع، يستحسن تسجيل بعض الملاحظات حول هذه الخصومة التي تستعمل فيها منشورات وفيديوهات ومقالات وتعليقات.
أول ما ينبغي ذكره هنا هو أن الفئة الثانية كثيرة العدد ليس عندنا في المغرب فقط بل في سائر أرجاء منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ولها فضلا عن ذلك، جيش من الذباب الإلكتروني تمكن من اختراق صفحات مجموعات فيسبوكية محسوبة على اليسار، وإغراقها بتعليقات صبيانية كلها إشاعات وافتراءات ومغالطات. ومن الأمثلة على أغاليطهم قولهم مرارا بأن شيخهم الفايد دكتور وحافظ للقرآن الكريم وعنده قناة على اليوتوب، وشكون أنت حتى تنتقدو؟!!!
اما الفئة الثانية، فرغم وعيها بصغر حجمها قياسا إلى الخصوم، تمعن في مضاعفة هشاشتها بالسماح لهم بالتواجد في مواقعها. ولعل الشعور بالضعف كفئة قليلة أمام الحشد الهائل الهائم وراء الجهل المقدس يجعل بعض الرفاق يستنكفون عن الانخراط في هذه المعركة بمبررات منها أن من شأن ذلك أن يقدم للإسلاميين هدية على طبق من ذهب، ويستشهدون بأحداث مماثلة بوأتهم خواتمها المراتب الولى في الانتخابات.
ومن الرفاق من استطاع الخروج من دائرة التردد وبدأ يكافح مع جناحه لصد غائلة الظلاميين غير متهيب من لومة لائم، وبدون أن يحتفل بصرخات العدميين المنبثين في كل مكان. وهنا، وددت أن أوجه تحية نضالية لجمعية التنوير التي فتحت صفحتها على الفيسبوك للرد على ترهات وخزعبلات الطرف الآخر، وفي نفس الوقت حذرت أعضاءها ومناضليها من مغبة الاختراق.
مما لا شك فيه أن قضية الشيخ الدكتور أصبحت شبيهة بكرة الثلج. فانطلاقا من “فتواه” كمتطفل على الميدان التي كان بإمكانها ان تذهب سدى مع الريح لو أن صاحبها احتفظ بها لنفسه أو خص بها أحد جلسائه أو طلبته المنحازين لخطابه المتهافت، أصبحنا أمام ضجة نصح البعض بترك الخوض فيها لأجل ما هو أهم، ناسيا أن النضال على هذه الواجهة لا تأثير له يذكر على المردودية النضالية على الواجهات الأخرى. وها هي الضجة قد صارت قضية رأي عام وعرفت طريقها إلى ردهات المحاكم بفضل غيرة الأطباء والطبيبات على مهنتهم التي هاجمها الفايد ومعها العلوم الحقة ومبتكراتها، وبإيعاز من حرصهم على صحة المواطنين الذين قد يذهبون ضحية وصفاته الغريبة أحيانا، المقززة والباعثة على الغثيان طورا آخر.
طبيعي، والحالة هاته، أن تطفو إلى سطح الشاشة مواد إعلامية قديمة لاستعمالها كحطب لتأجيج نار الخصومة بين الفريقين. لكن يبدو لي أنها بمثابة مواد خام لم تأخذ نصيبها من التحليل رغم أن عدد مشاهداتها قياسي.
في هذا الإطار، يندرج تجسيلان صوتيان لكل من محمد الفايد وأحمد عصيد يعودان إلى سنة 2017. كلا التسجيلين موثق على يوتوب وهما مرتبطان، بمعنى أن التسجيل الثاني عو عبارة عن رد على التسجيل الأول. وسوف أقوم في ما يلي من سطور بقراءة جديدة لهما مع ترحيبي بكل من تسنم في نفسه القدرة على المشاركة، لعله يغنيها بإضافاته وتوضيحاته.
في الفيديو الأول، يظهر الفايد ممتثلا لصحافي لاهث وراء البوز ليسترزق وراغب في الحصول منه على جواب على سؤال يخص أحمد عصيد ويريد منه أن يحكي له عن قصة إصراره على أن يعلن الناشط الأمازيغي عن هويته. وهكذا أطلق الشيخ الداعية لسانه وبدأ يتكلم بلغة العوام لأجل غرض في نفسه، مبالغا في الاستطراد للتعبير عن فكرة واحدة يمكن إجمالها في جملة من بضع كلمات. ويمكن تلخيص فحوى جوابه في أن كل من أراد أن يؤطر الطلبة عليه أن يكشف عن هويته قبل أن يأخذ الكلمة.
لو وقف عند هذا الحد لهان الأمر، لكنه فسر كونه لم يسبق له أن أجرى أي حوار مع شخصية من الشخصيات بعجزها عن الإعلان عن هويتها قبل الشروع في الحوار.
هذه الثقة في الذات ليست عرضا عاديا بل هي علامة على خبث الرجل المؤسس على الاستقواء بالدهماء التي تساق كالقطيع. ولهذا قال بلغته الملغمة:”سولوني الطلبة علاش ما كتديرش حوار؟ قلت ليهم، حتى واحد ما يقدر يتحاور مع الفايد. علاش؟ ما شي حيت قاري، حيت كنشترط على اللي بغى يحاورني يعلن عن الهوية ديالو. ما فهمتوش؟ حيت إلا اعلن عن الهوية ديالو صافي، مشى فيها. ماشي يدرك (يخفي) الهوية ديالو ويجي يحاورني؟ هو سميتو أحمد ويدرك الهوية ديالو ويجي يحاورني أنا باش في المجتمع يشوفونو بحال بحال.”
واضح أن الفايد يتكلم عن عصيد لا عن غيره في انسجام مع سؤال “الصحافي” صياد البوز، وتتضح الصورة تماما عندما ينهي تدخله الأخرق بذكر المنع الذي ووجه به عصيد لما أراد إلقاء محاضرة في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط لأنه رفض الكشف عن هويته. لكن الأخير اكتفى في تسجيله الصوتي الذي رام به الرد على الفايد بنفي ما جاء على لسانه، مشيرا إلى أنه لم يسبق له أن اعترضه مشكل مع الإسلاميين خلال مراحل نشاطه التأطيري الذي امتد على مدى 37 سنة، منهيا كلامه بنداء وجهه إلى الطلبة يدعوهم فيه إلى عدم التجاوب مع ما يطلبه منهم الفايد من التركيز على معرفة هوية كل مؤطر أراد ان يؤطرهم.
لم يجشم عصيد نفسه عناء فضح استقواء الفايد بالمجتمع ذي الإغلبية المحافظة خوفا – ربما – من الهزيمة ولم يناقش معه، وهو أستاذ فلسفة، مفهوم الهوية ولم يسأله عما يقصد به، ولم يجرؤ على مجرد افتراض أن مفهوم الهوية الذي يأخذ به غريمه لا يبتعد عن مفهوم “الهوية القاتلة” عند أمين معلوف.
لا نجد شيئا من هذا القبيل في المقال الذي نشره عصيد آنذاك (أبريل 2020) وخصصه للرد على الفايد حيث اكتفى بالحديث عن الأخير بوصفه ينتمي لظاهرة الشيوخ الدكاترة الذين يلوون عنق النتائج العلمية لتوافق معتقدات دينية، مع أن هذه وإن غذت في معظمها متناقضة مع تلك، فإنها تقاوم الانهيار بتنطع مبالغ مشخصن في علماء زهدوا في العلم مقابل إسداء خدمات للتنطيم الإسلامي.
تساءل أحمد عصيد في تسجيله الصوتي المومئ إليه أعلاه عن سبب اختلاق الفايد لتلك الواقعة المكذوبة ونشره لها كشائعة عارية من الصحة. لكن لماذا سكت عن “الهوية”؟
لاحظ أن عصيد في مقاله الجديد تكلم على ظاهرة العلماء/المشايخ ولم يتطرق لقضية الهوية لا من قريب ولا من بعيد.
قبل قراءة مقاله ظننت أنه سيرد عليه في تلك القضية بحكم كونه أستاذ فلسفة لكنه لم يفعل.
بماذا نفسر سكوت عصيد عن إشكالية الهوية؟ لأن الحديث عنها يتطلب بحثا وتنقيبا في معاني المفهوم ومقتصياته. لا حظوا معي أن عصيد في مقاله ذاك تكلم عن ظاهرة العلماء/المشايخ ولم يتطرق لقضية الهوية لا من قريب ولا من بعيد. قبل قراءة مقاله ظننت أنه سيرد عليه في تلك القضية بحكم كونه أستاذ فلسفة لكنه لم يفعل. هل لأن الحديث عنها يتطلب بحثا وتنقيبا في معاني مفهوم الهوية ومقتصياه؟
كان على عصيد أن يقول للفايد: الهوية ديالي لا تكون إلا أمازيغية كي ما بغيت أنا الإنسان الحر ومستحيل أن تكون غير ذلك، وهاد الفايد اللي كرهنا في بعض الشيوخ المسلمين العرب كيلعب على وتر النفاق اللي كيمنع الناس من الأعلان عن اختياراتهم العقدية وآرائهم خوفا من انتقام الرعاع ويشعر الفايد بأنه مع الجهة الغالبة لهذا يتحدى الرجال أن يعلنوا عن هوياتهم الحقيقية. وفي الحقيقة، بهذا الكلام الذي نطق به الفايد يعطينا الدليل بأنه منافق كبير لأن الإيمان مسألة شخصية تخص علاقة الإنسان بالله ولا دخل لأي أحد فيها. وإذا كانت الغالبية الساحقة من المجتمع المغربي مسلمة فلا يجب على الدعاة ترهيب واضطهأد المخالفين لهم في الفكر والمعتقد ووصفهم بالكفر اوتحريض العامة عليهم. هنا جب على الدولة المغربية، أذا أرادت أن تكون مدنية، أن تتدخل للضرب بيد من حديد على كل من ينصب نفسه وصيا على الناس في عقائدهم وعباداتهم وإدراج تحريض المواطنين على إلحاق الأذى بشخصيات فاعلة بعد اتهامها بالكفر ضمن بنود القانون الخاص بمحاربة الإرهاب.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تقلع لجنة الدعم عن التعامل مع المهرجانات السينمائية الجا ...
- الدكتور عزيز الحدادي يتذوق الحرية في كتاب جديد
- تمارة: دور المدرسة في التربية على المواطنة وتحقيق التماسك ال ...
- فاس: أعضاء مجلس فرع الاشتراكي الموحد يجمعون على أسامة اوفريد ...
- اغتراب الشباب واعتداؤهم بالسلاح الأبيض على المارة، أية علاقة
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الخام ...
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الراب ...
- ما الفرق بين ،-نعم- و-لا-؟
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الثال ...
- الخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الثان ...
- النظم البيئية للكربون الأزرق حاسمة في مكافحة تغير المنا خ وا ...
- بوزنيقة: الاشتراكي الموحد ينظم أمسية تأبينية تكريما لروح الم ...
- لخروج من الثورة البنيوية: حالة تزفيتان تودوروف (الجزء الأول)
- هل تمتلك فرنسا وسائل خوض الحرب ضد روسيا
- دعما للدكتور المعطي منجب الذي هاجمته مديرة موقغ إخباري
- دفاعا عن الدكتور المعطي منجب الذي هاجمته مديرة موقغ إخباري
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب بالتراجع الفوري عن إغلا ...
- في رسالة مفتوحة إلى أخنوش وميراوي وآيت الطالب: الجمعية المغر ...
- المكتب السياسي للاشتراكي الموحد يوجه رسالة شكر إلى فروع الحز ...


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد رباص - استقواء الفايد بالمجتمع وسكوت عصيد عن الكلام في مفهوم الهوية