كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 01:00
المحور:
القضية الفلسطينية
باتت كل المعادلات السياسية الأوروبية مغلوطة ومقلوبة ومعكوسة. وصاروا يخطئون ويتخبطون في حساباتهم الرياضية والإنسانية والأخلاقية. والدليل على ذلك هذه الفزعة الإعلامية التي شهدها العالم كله بعد استهداف سبعة أشخاص فقط من العاملين في المطبخ المركزي بصواريخ اطلقتها مسيّرة صهيونية على ثلاث دفعات، اصابت فيها ثلاث سيارات بالتعاقب، الواحدة بعد الأخرى، وهنا استيقظت الضمائر العالمية واستيقظت معها ضمائر بعض الزعماء المسلمين والعرب الذين شجبوا العدوان واستنكروه، لكن ضمائرهم لم تتحرك عندما بلغت حصيلة شهداء غزة اكثر من 40 الفاً من الأطفال والنساء. .
لسنا نحن من نشكك بهذه المعادلات الغربية المقلوبة، بل شكك بها قبلنا السياسي الأمريكي (أليستر بونکال) عندما فضح نفاق إدارة بايدن، وأثار انتباه الناس إلى إزدواجية المعايير بقوله: (لقد إعترضت امريكا على مقتل 7 عمال أجانب يعملون في منظمات الإغاثة ولم تعترض على قتل 40 ألف فلسطيني، ومازالت تمد إسرائيل بالمال والسلاح لقتل المزيد منهم، محذرة نتنياهو بوجوب الإبتعاد عن الأجانب قدر الإمكان). .
نعم هكذا هي السياسة الأمريكية، وهذا هو المنطق الاوروبي. نفاق وكذب وخداع وتدليس وتضليل. وهذه هي تصريحاتهم التي يطلقونها بلا تردد وبكل وقاحة. .
وعلى السياق نفسه طالبت وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية (كارولين غينيز) بمحاسبة إسرائيل على قتلها عمال الإغاثة في غزة. واستدعت الخارجية البولندية السفير الإسرائيلي في وارسو لتقديم مذكرة احتجاج بشأن مقتل عامل إغاثة بولندي في الضربة التي استهدفت الموظفين الأجانب. وخرج الأوروبيون بالآلاف في الشوارع والساحات احتجاجاً على مقتل مواطنيهم. بينما خرج علينا اعضاء مجلس العميان (الأعيان) الأردني ببيان شجبوا فيه مظاهرات الشعب الأردني الداعمة لشهداء غزة، بذريعة انهم يخشون من انتقال عدوى التظاهر ضد اسرائيل إلى البلدان المجاورة. .
اللافت للنظر ان جثث اكثر من سبعة آلاف فلسطينين مازالت تحت الأنقاض في غزة. وشتان في حساباتهم بين سبعة وبين سبعة آلاف، فالسبعة اكبر من 7000، وأكثر من 40000 في حساباتهم العنصرية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟