أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - ثقافة كلوت بك !!














المزيد.....


ثقافة كلوت بك !!


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 11:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شارع كلوت بك هو أحد الشوارع الشهيرة بمدينة القاهرة،و يعود تاريخه الى ماقبل الحملة الفرنسية عام 1798 وكان يسمى بشارع الأزبكية، وهو يبدأ من منطقة العتبة بوسط القاهرة، ويمتد حتى ميدان رمسيس.
وقد كان شارع كلوت بك أحد أهم أسواق (الغلال والحبوب) في مصر قبل الإحتلال الفرنسى،لكن وبعد دخول قوات نابليون بونابرت وقتل المصريين واحتلال بلادهم ، تم اختيار ذلك الشارع محلا لإقامة جنود الغزاة،وذلك بسبب موقعه الهام، وقربه من ميدان رمسيس الذي يربط بين القاهرة وكل أحيائها،
وفور اختيارهم لشارع كلوت بك مقرا لجنودهم قام الفرنساويةالمجرمين بإنشاء العديد من الحانات ودور اللهو ومواخير السكر والعربدةوبيوت الدعارة بكل إنحاء الشارع،مع منح تلك المواخير التراخيص اللازمة، وسرعان ما تحول الشارع إلى مركز للفحش ونشر الفجور بكافة مناطق البلاد، حيث بدأ الأجانب يرتادونه بالإضافة لجنود الإحتلال،ثم تسلل إليه بعض المصريين من ذوى النفوس الوضيعة الذين كان الإحتلال يسمح لهم و يستدرجهم للرذيلة لزيادة قاعدة الخونة والعملاء التابعين له،
وظل الأمر هكذا حتى انسحاب الفرنسيين من البلاد،لكن وبعد اندحار الحملة الفرنسية أستمرت بؤر الفساد تعمل بنفس آلياتها القديمة، إلى أن تم انشاء العديد من البنايات الفخمة عام 1873وأعاد الخديو إسماعيل إفتتاح الشارع وأطلق عليه اسم كلوت بك نسبة إلى الطبيب الذي جاء إلى مصر لإنشاء مدرسة للطب أنذاك ؟
لكن مع ذلك ظل شارع كلوت بك واجهة لتسويق الفسق والدعارة المقننة وبعض الأنشطة التجارية والسياحية خاصة بعد مجئ الغزو الإنجليزى لمصر 1882 وإستمر الأمر على هذا المنوال حتى عام 1951، عندما تم إصدار قرار بمنع الدعارة الرسمية فى مصر،ثم وقع بعدها حريق القاهرة في يناير 1952 ليقضي على البقية الباقية من أماكن اللهو ودور ترويج الفساد المقنن بكافة أنواعه في هذا الشارع،
لكن آلة الإفساد لم تيأس رغم المنع الرسمى والكراهية الشعبية، فانتشرت بؤر الفساد والانحدار الأخلاقى فى أماكن وشوارع اخرى بكافة محافظات المحروسة،كان من أشهرها شارع الهرم الذى دمره المصريون ثلاث مرات، مرة فى انتفاضة يناير عام 1977، ومرة فى انتفاضة الأمن المركزى فى فبراير عام 1986 ،ومرة أثناء ثورة 25 يناير 2011، وبسبب الموقف الشعبى الصلب الرافض لكل انواع الفساد الأخلاقى والتصدى لها و محاصرتها جغرافيا، وإفلاس معظم علب الليل المشبوهة،تم إستحداث بدائل جديدة متطورة للحفاظ على إستمرار عمليات الإفساد المستدام ، حيث يتم من خلال تلك البدائل إستخدام الوسائط التكنولوجية ووسائل التواصل الحديثة لتمرير مسلسلات وأفلام سينمائية وأعمال فنية دنسةهابطة تحمل قيم منحرفة، وتدشين ثقافات تافهة، وتدوير معانى مسفة مسيئة لتحقيق نفس أهداف أنشطة شارع كلوت بك القديمة،و لكن بشكل ومضمون جديد ،وبإستخدام أدوات ونجوم لامعة شديدة الجاذبيةوبطرق لا يتم تجريمها قانونا تحدث أثرا إفساديا أشمل وأعمق وأكثر تأثيرا،حيث تنتهج بخبث تطبيقا عمليا - مع الفارق - للقاعدة التى تقول أن تعليم الشخص الجائع فنون الصيد( اللا أخلاقى) أفضل مليون مرة واجدى من إعطائه سمكة (فتاة دعارة ) !؟
حيث بات من الواضح أن إفساد شعوب بأكملها، بواسطة أغنية مسفة،أو فيلم منحرف،أو مسلسل مزيف بغيض،أو برنامج سمج شاذ، مع إستخدام الهوس والتعصب الكروى وثقافة التغييب و الإنحطاط القيمى، وترويج فوبيا الإقتراب من السياسة والثقافةالرفيعةالجادة،أرخص تكلفة وأنجع بكثير من إفتتاح مائة كلوت بك قد يرميها الناس بالنار والحجارة !؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتبعهم الغاوون !!
- تاريخ الأديان عند الكاتبة أبكار السقاف ،،
- سحل هيباتشيا !!
- عته الأولويات !!
- الفول المدمس !؟
- التناقض الذاتى والإزدواجية !!
- البارانويا !!
- الحزب الإشتراكى التقدمى ، وكمال جنبلاط
- العقول الصدئة
- السوق
- أعداء مرتضى منصور !؟
- حلمى بكر ، والأفورة !!
- عذراء الربيع آذار
- مشروب الدم ،،
- رحم الله الشهيد آرون بوشنل
- الحرص على مصر واجب!!
- الأرض أرضنا ،،
- حلب وغزة ،،
- التجربة الدواجنية !!
- عوف الأصيل، وسيد طبوش العكر !


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب الديمقراطي المسيحي عن رفضه حزب البدي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - ثقافة كلوت بك !!