أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فخر الدين فياض - المحرقة الطائفية.. بين جورج بوش وعبد العزيز الحكيم














المزيد.....


المحرقة الطائفية.. بين جورج بوش وعبد العزيز الحكيم


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تصريحان في الآونة الأخيرة شكلا صدمة لدى الشعب العراقي لا يقل أثرها عن صدمة الذبح اليومي.. أشبه بمفخختين زرعتا داخل القلب العراقي لتفجيره حزناً ويأساً ..
جورج بوش الذي ما زال مصراً على قيادة العالم بروحية (النبي) ـ كما عبر عن ذلك كيسنجر منذ أيام قلائل ـ صرح من عمان رافضاً أن العراق يعيش حرباً أهلية.. ويجب التعامل معه مثل كل البلاد المنكوبة التي تحتاج إلى تدخل أممي حقيقي لوضع حد لشلالات الدم القبيحة التي تجتاح أرصفة البلاد..
وكأن هذا (النبي!!) ما زال بحاجة إلى مزيد من مئات آلاف الضحايا العراقيين للاعتراف أننا دخلنا الحرب الأهلية من أبوابها الواسعة وأصبح العراق دولة وشعباً في مهب الريح؟!..
وإن كان جورج بوش غريباً عن العراق وأهل العراق ويصرح ضمن أجندة سياسية ـ عسكرية تتعلق بمعطيات الاحتلال ومصالحه وإستراتيجياته البعيدة، وبغض النظر عن ادعاءاته (الروحية) وحماقات نبوءاته.. فإننا لم نستطع فهم تصريح عبد العزيز الحكيم مؤخراً من عمان إبان لقاءه الملك الأردني، حين قال: إن الخاسر الأكبر في الحرب الطائفية في العراق سيكونوا (إخواننا السنة!!) ..
بذهول ربما استمع العالم لهذا التصريح من رجل ارتدى عمامة الحرب الأهلية ونصّب نفسه (أميراً) لحرب لا يعلم إلا الله نهاياتها..
وفي قراءة سريعة لتصريح الحكيم نراه من جبهة (يطمئن!!) فريقاً من غلاة الطائفيين المرتبطين بأجهزة إقليمية أن النصر سيكون حليفهم في هذه الحرب القذرة.. وكأنه يدعوهم لخوضها من أبوابها الواسعة.. ومن جهة ثانية يتحدى مشاعر طائفة أخرى ويؤكد لها هزيمتها عاجلاً أم آجلاً في هذه الحرب.. إنه الكهف الأسود الذي يقبع عبد العزيز الحكيم في داخله ويحرك أدوات القتل عبره.. فضلاً عن كونه ـ هو نفسه ـ دمية في مشروع إقليمي لم يعد خافياً على أحد..
بين بوش (النبي) والحكيم (الشيطان) هناك سلسلة فاحشة من محطات ذبح العراق..
استعراضات مقتدى الصدر ورعاعه.. جرائم الداخلية والدفاع.. مشاريع المالكي وتناغمها مع الميليشيات..بهلوانيات المشهداني وانتهازيته .. التكفيريين وحلم الصعود إلى (الجنة!) عبر أجساد الأبرياء في المدن العراقية.. وأيضا التكالب الإقليمي ودفع البلاد نحو التقسيم.. فضلاً عن التجاهل الدولي لمجزرة ربما لم يعرفها التاريخ منذ زمن بعيد..
محطات قبيحة تبدأ من الجثث بلا رؤوس.. وقوافل السيارات المفخخة.. والقصف العشوائي على الأحياء.. والقتل على الهوية.. ولم تنته بإحراق المصلين في مساجدهم..
جورج بوش يطلب المزيد من أبريائنا..أطفالنا ونسائنا ورجالنا وعجائزنا، نقدمها قرابين إلى المحرقة.. ليعترف أننا في حرب أهلية وأن العراق بلد منكوب يحتاج إلى مشروع أممي تكون أولى خطواته خروج مرتزقة المارينز من أرض العراق..
وعبد العزيز الحكيم ، رجل إيران المدلل في العراق ، يوسع حجم المحرقة لتشمل هذه المرة ـ ليس غلاة الطائفيين فقط ـ وإنما ليدخل عرب العراق ..كل العرب سنة وشيعة في جحيم محرقة حرب أهلية لا تبق ولا تذر..
بين نبوءات جورج بوش، و(السحر الأسود) الذي يمارسه الحكيم.. يبدو أن البلاد مقبلة على ملايين من الضحايا.. قرابين من أجساد العراقيين في محرقة إمبراطورية، إمبريالية ـ أميركية من جهة ،وسلفية ـ إيرانية من جهة أخرى..
كلاهما لا يريد البقاء.. للعراق.



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيوم رمادية .. على أعتاب زمن قبيح
- بغداد الذبح الظلامي .. ونهاية التاريخ
- مهزلة العدالة .. إن لم تصدقوا اسألوا داليما
- النخبة العراقية الحاكمة.. وغياب القانون والوطن
- الأخوة (كارامازوف) في مؤتمر مكة
- كل عام وأنت بخير.. يا بغداد..
- الوطن.. والشطرنج
- التغيير الوطني الديمقراطي.. بين مشروع الدولة ومشروع المقاومة
- سنوات المحنة الطائفية .. والكفر المذهبي
- 11 أيلول.. حرب اللامبادىء
- الفتاوى الدينية .. بين نزاهة الدين وتكتيكات الطائفة
- الأمم المتحدة.. (كبش فداء) للسياسات الأميركية الخاطئة!!
- أمطار الشرق الأوسط الجديد..
- حرب .. كسر العظم
- بيروت ..أنا يا صديقة متعب بعروبتي
- حزب الله.. وهشاشة النظام العربي الرسمي
- الشرق الأوسط الجديد .. وإيقاعات الهولوكوست الأميركي الاسرائي ...
- آخر حروب العرب ..وهزائمهم
- من عين الرمانة.. إلى حي الجهاد
- بين عبير.. وبغداد


المزيد.....




- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...
- ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فخر الدين فياض - المحرقة الطائفية.. بين جورج بوش وعبد العزيز الحكيم