أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد أسويق - الروائي الأمازيغي العالمي محمد شكري الذي عاش الإضطهاد اللغوي والثقافي















المزيد.....

الروائي الأمازيغي العالمي محمد شكري الذي عاش الإضطهاد اللغوي والثقافي


محمد أسويق

الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:22
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هل الكاتب محمد شكري في عالميته وصيته الكبير وحضوره الوازن سيحتاج فعلاإلى شيئ من كتاباتي التي لا تسمن ولا تغني من جوع مقارنة مع باقي كتابات المثقفين الكبار والباحثين الذين كتبوا عن شكري
إن ما نود التطرق له يختلف بكثير عن الكتابات النقدية والادبية التي كانت وظلت تكتفي بشكري ككاتب ليس إلا يمتهن الكتابة المحرمة والجريئةالتي لا تستسيغها التحلفات الحاكمة
من الخطأ الكبيرأن يصنف المشارقة شكري في كتاباتهم بأنه روائي عربي دون حجة الإثبات والتدقيق في سؤال الهوية وهذا من الاخطاء الفادحة التي تسيئ للإنسان كيف ماكان وتشوه هويته وتمسخ كينونته المتجذرة في التاريخ كما شكري الأمازيغي الهوية واللغة والإنتماء والتاريخ
شكري الذي هجرته المجاعة من الريف –الناظور- تجاه طنجة الدولية التي كانت تعرف نشاطا ورواجا تجاريا وسياحيا لينخرط في سوق الشغل وهو ابن سبع سنوات ليعيل عائلته التي تركت الريف عن مضض وببكاء شديد لأن المجاعة كانت شر الريفيين الذين تعرضوا لبطش استعماري لا يرحم
لكن بالرغم من ألم الغربة والفراق والرحيل الذي لم يكن قرارا إختياريا ظل محمد شكري ابن حدو علال الشكري1 دائما يعلن انتماءه للوطن المغيب في معيشه اليومي ولم يتنكر لذالك كما يؤكد في زمن الاخطاء ويقول أنا من الريف2 حتى نفند كل ادعاءت المشارقة التي لم تسئ لشكري بوحده بل للأمازيغية تراثا وهوية وهي كتابات يجب أن تعيد النظر في استراتيجيتها الكلاسيكية دو أن نسترزق بالأدب والادباء واعتبار شكري كاتب عربي هو نهاية الأدب في شكل تحوله إالى اللغو السياسي- الإديولوجي إن كان الكاتب شكري قد نجا بأعجوبة فلا داعي لإغراقه من جديدوهذا فيقول نجوت من المجاعة بمعجزة ولأني ولدت في الريف ومازلت أتكلم مع امي لغة العائلة 3وقبل أن نشيد بهذا الإصرار والتحدي الذي رفعه شكري ليتكلم مع أمه اللغة الامازيغية هو في نفس الوقت حجة على المشارقة كما بعض المرضى المغاربة لمراجعة الموقف تجاة القضية الأمازيغية التي لو كان مسموحا بها للكتابة والتمدرس لكتب بها شكري بدل العربية التي فرضت عله قسرا حين هاجر إلى طنجة وكان من الطبيعي أن يختارها أداة للكتابة ليس إلا لكن الآخر لم يتفهم هذه القضية ويعتبر شكري ليس محروما من الخبز والعيش الكريم بل محروما ومضطهدا من لغته وثقافة أجداداه
هنا شكري قد عقد بالفعل الإقصاء الثقافي واللغوي والذي لم يشر إليه اي باحث أوكاتب وتحدث إخوانه الذين ولدوا في طنجة وتطوان مع أمهم بالعربية بعد ن تعربوا سلوك لم يرضاه شكري الذي كان يحلو له أن تكلمه امه بالأمازيغيية أمي تكلمهم بالريفية 4 كما كان يرتاح أن تكلم امه أبناءها المعربين لان اللغة لم تعد للتعبير عن الرغبة بل لتأكيد الهوية والتاريخ
هذا هو شكري الامازيغي المغبون الهوية بكتابات المشارقة الذين يجهلون تاريخ المغرب وخصوصياته ونتماءه الحضاري والكاتب شكري لم يعتبرأبدا المغرب يلدا عربيا وحين يتحدث عن جين زوجة بول بولز قال تنصهر في هذا الجزء الإفريقي 5 ولم يقل العربي ايمانا منه بحقيقة التاريخ المغربي الذي هو جزء من الصرح الإفريقي فلماذا نفكر مليا بتحويل شكري من روائي أمازيغي إلى عربي علما ان نجيب محفوظ رفض الأمر بكل صراحة تذكر حين قال أنا لست كاتب عربي جزئي فرعوني وقبطي
..هل من سيكتب بالعربية هو عربي إذن تلك سخافة لقراءة اللسنيات من طرف عقلية تهيمن عليهاالعروبة قبل البحث العلمي والامانة العلمية
وهذا يندرج مع مجموع المغالطات التي أقصيت باقي جوانب تاريخنا ومؤرخيننا أمثال ابن خلدون ..... وزكوها الباحثين الذين لا يمتلكون دراية بشأن طبيعة وخصوصية المغرب الكبير الذي تهاجمه العروبة كل مرة وبدون أخلاق
فشكري يرفض بتاتا الإنتماء إلى هوية دون الهوية الأصلية وتشبثه بانتماءه الحقيقي مسلمة مفروغ منها ففي رده عن مدير إذاعة البحر الأبيض المتوسط يقول إن كان المدير كورسيكي فأنا ريفي وإن كان جده نابليون فجدي عيد الكريم7 هنا ومن خلا هذا التصريح نكون قد أثبتنا أن شكري رغم ظروف القهر والازمة والأمية لم يتوان للتعبير عن الانتماء الهوياتي مهما شاءت الاقدار أن تكون سحيقة وجهنمية استعماريا مخزنيا اجتماعيا اقتصاديا .....
إن الامازيغ ليس مجرد رهط وقطيع يل عز ومجد وقيم لأن شكري ضد بعض قرارات المدير السابق هو تجسيد للمنظومة الاخلاقية الامازيغية بالحرف إذ يستطردلا أريد أن اخون عزي 8 إذ رغم الظروف المأساوية لشكري يبقى الموروث الهوياتي حاضرا وبقوة والمتجذر في اللاشعور وكثيرا من الخصوصيات والمرجعيات الامازيغيةا لتي لم ينساه شكري وعبر عنها في اكثر من موقف محولا تفادي سلبيات الهجرة والاستلاب الثقافي والتعريب كالتعاون –تويزا-ففي أحد المواقف مع المرابط لأننا ريفيان والرسفيون يتآزرون وهذا يبين بكل صدق أن شكري رغم الهجرة والتهجير وحرمانه من لغته وثقافته لم ينس الإنتماء وانتمى إليه في مختلف الظروف متحديا القهر والعار
وانخرط في فضح واقع زائف مميع لا يستحق التملق ولا المجاملة فعراه كما عرانا وسخط عليه كما سخط باقي الامزيغ عن الاوضاع المزرية التي أفسدت على الإنسان عشق الحياة البسيطة خصوصا العمل الرسمي الذي أسرله شكري حين غادره لاعتبارات سياسية ويقول لمحمد برادة في احدى رسائله إني الآن ذا مازيغ 9 إن الإهتمام القصير للأمازيغية عند شكري يرجع بالاساس للقمع المسلط وقت ذاك على الخقوق اللغوية والثقافية التي عانى منه كثير من المثقفين
باختصار يبقى شكري كاتبا أمازيغيا رغم الذين يتهمونه عروبيا ورغم الهجرة والمجاعة وفراق الاهل كان شكري يكتب من صميم الهوية ولو في إشارات قليلة تحسبا للقمع والعزل وظل يكتب بالوجدان الامازيغي رغم سادية العروبة ولولا ولو لم يكن يعني الموضوع لما كاتبه برادة في ندو ة بهولاندا حول امكانيات تدريس العربية والبربرية للجالية الريفية 10 ومشاركة شكري نفسه في ندوة حول الثقافة الريفية بغرناطة11 يعرفنا من هو شكري وعلاقته بالريف والكيان الحضاري
وحتى اسم كلبه احب ان يحمل اسما أمازيغيا جوبا 12 كما ان باقي خصوصياته كانت تتسرب ألى اعماله من حيث لا يدري متحديا مساوء الهجرة وتعريب المحيط بتسمع كلمة الطيفور 13اي بالامازيغية المائدة وفي اكثر من مرة14
وشكري حين زار وطنه الناظور في ضيافة جمعية الماس وحين وقف على أطلال دار ابيه التي تعرضت للهدم والتهميش وراء مالا يغبط الأنسان وتاسف لحرمانه من العيش الكريم وسط اهله عاد الى الناظور المدينة مسرعا15 لأنه لم يتمالك أعصابه تجاه جريمة مقترفة في حقه وعائلته وهويته ولغته

المرجع
1زمن الاخطاءص117
2زمن الاخطاءص21
3نفس مص1124
4نفس م وص
5نفسه
6بول بولز وعزلة طنجة 106
7ورد ورماد رسائل متبادلة مع برادة 94
8نفسه
9نفسه52
10نفسه109
11بول بولز وعزلة طنجه 141
12نفسه117
13 تينسي وليامز في طنجة42
14نفسه15
15وجوهص49



#محمد_أسويق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيئ من أشياء أخرى
- سيدة القبيلة
- إمرأة بنكهة المحار
- موت شاعر
- دسترة الأمازيغية مدخل أساسي للإنتقال الديمقراطي بالمغرب
- باب آدم
- أفروديت
- وجهة نظر في نقد راهن الحركة الامازيغية
- همس العجم
- المرأة الأمازيغيةوالمجتمع الأميسي:قراءة وتجليات
- في خمارة باخوس
- المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بين الحصيلة وسؤال القضية
- الريف بين الهجرة والتهجير
- شيئ من بوح التسكع
- هل الخطاب الأمازيغي سؤال محرج
- هل ستجيب المصالحة المغربية عن أسئلة ضحايا سنوات الرصاص
- خابيات الماء
- عتاب المرايا
- تامزغا بين الحقيقة والميتافيزيقيا
- غربة القصيدة الشعرية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد أسويق - الروائي الأمازيغي العالمي محمد شكري الذي عاش الإضطهاد اللغوي والثقافي