أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - تغير المناخ واثره على موارد المياه















المزيد.....

تغير المناخ واثره على موارد المياه


عبد الكريم حسن سلومي

الحوار المتمدن-العدد: 7937 - 2024 / 4 / 4 - 18:11
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


.
* ان ظاهرة الاحتباس الحراري التي ظهر بوجودها تغير المناخ تعتبر هي ظاهرة عالمية بدأ تأثيرها بعد عصر الصناعة وازدادت خطورتها وتعقيدها مع تزايد انبعاث الغازات الدفيئة والتي وصلت في الوقت الحاضر لمستويات وتراكيز مرتفعة
لذا فالعالم يحتاج اليوم لتظافر جهود جميع الدول وبالدرجة الاولى الدول الصناعية المسبب الرئيسي لهذه المشكلة وعليهم تطوير السياسات الخاصة باستخدام الطاقة وحث المنتجين لتطوير تكنلوجيا اقل استخداما للوقود
ان تغير المناخ يعبر بصورة واضحة عن نفسه من خلال المياه. فمن بين كل 10 كوارث طبيعية، هناك 9 كوارث مرتبطة بالمياه. وستنتقل مخاطر المناخ المرتبطة بالمياه عبر منظومة الغذاء والطاقة والأنظمة الحضرية والبيئية. وإذا أردنا تحقيق الأهداف المناخية والإنمائية، يجب أن تكون المياه في صلب استراتيجيات التكيف
وفقا لتقرير مسرب أعده علماء مناخ في الأمم المتحدة فإن قرابة 350 مليون شخص من سكان المدن سيعانون من ندرة المياه جراء الجفاف الشديد مع تسجيل درجات الحرارة ارتفاعا يصل إلى 1,5 درجة مئوية. وقد يحدث هذا الأمر خلال العقد المقبل، وفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وحذرت الهيئة من عواقب عدم خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الآن إذ سيؤدي ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة وما ينجم عن ذلك من زيادة الضغوط على موارد المياه في العالم.
فبسبب تزايد عدد سكان العالم وازدياد تأثيرات ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة بدأت كميات المياه العذبة تتراجع في كثير من دول العالم مما ادى ذلك لظهور مشكلة شح المياه وقد يؤدي ذلك من زيادة احتمالية نشوب حروب مائية مستقبلا
وبسبب زيادة عدد سكان الأرض أصبح العالم في حاجة لمزيد من مصادر المياه للزراعة وانتاج الغذاء وإطعام الملايين بالعالم وهذا مما زاد من صعوبة الأزمة اضافة لتزايد تلوث كميات المياه المتاحة للبشر سواء عن طريق الأسمدة أو التلوث الصناعي أو حتى الإفراط في استخدام المياه مما يتسبب في انخفاض مياه الخزانات الجوفية في المدن فبين المناخ وزيادة السكان علاقة كبيرة اليوم حيث تتوقع التقارير الدولية ان تغير المناخ سيؤدي لانخفاض معدلات هطول الامطار بنسبة 200 % وزيادة معدلات التبخر مما يؤدي ذلك لزيادة ندرة المياه ولا ينكر ان النمو السكاني والتمدن يزيد الضغط على استهلاك المياه وزيادة الطلب عليه وبالحقيقة هذا لا يعني شح المياه ولا يبرر تسعير المياه وجعلها سلعه ولكن المطلوب تغير السياسات السكانية وضبط السياسة فيها وليس زيادة الاستثمارات بالمياه
ان المياه الصالحة للشرب تتعرض اليوم بكثير من بلدان العالم الى التناقص لا سباب عديده منها تغير الطقس الناتج من ظاهرة التغير المناخي مما يعقد هذا الامر ويجعل الامر المستقبلي لتوفير مياه صالحه للشرب مخيف
ففي الوقت الذي تعاني فيه بعض المناطق من العالم من فيضانات تعيش مناطق أخرى مأساة الجفاف.. مما يؤدي ذلك لوقوع مجاعات ببعض بقاع العالم
اما بشأن المنطقة العربية فأن تغير المناخ يضرب بكل قوته في المنطقة العربية مهددا أهم مواردها الطبيعية وهي المياه وسط تحذيرات أصدرتها الأمم المتحدة من زيادة الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة نتيجة ندرة المياه.
وجاء على لسان رولا عبد الله دشتي الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا(الإسكوا) خلال ندوة نظمتها اللجنة بالتعاون مع جامعة الدول العربية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في نيويورك إنه في ملف المياه فإن المنطقة (ليست على المسار الصحيح) وأضافت خلال الندوة التي حملت عنوان(الالتزام المشترك للمنطقة العربية لتسريع تحقيق الأمن المائي )
-ان ما يقارب 50 مليون شخص في المنطقة العربية يفتقرون لمياه الشرب و90 في المئة من السكان يعيشون في بلدان نادرة المياه.
-تعتبر المياه في المنطقة العربية مصدرا للازدهار ولكنها أيضا سبب محتمل لعدم الاستقرار والصراع فندرة المياه فيها تتعلق بالأمن المائي والغذائي.
-ضرورة الالتزام (دبلوماسية المياه) بين الدول، عبر التعاون في مجال المياه عبر الحدود.
الإسكوا أطلقت مركز المعرفة الإقليمي المعروف اختصارا باسم(ريكار) وهو مبادرة لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية ويساهم في تبادل المعلومات اللازمة للتعاون.
المنطقة الأكثر جفافا
الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة "فاو" يلفت إلى أن ما ذكرته مسؤولة الأمم المتحدة حذر منه أيضا التقرير السنوي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
ومما يُذكِّر به نور الدين في هذا الشأن:
_الدول العربية الـ22 منها 19 دولة تعاني من الندرة المائية، ولا يوجد سوى 3 دول غنية مائيا أو فوق خط الفقر المائي، هي موريتانيا والعراق والسودان، وحتى العراق بعد السدود التي تبنيها تركيا وإيران على منابع أنهار العراق أصبح أمنه المائي مهددا.
-ليس من السهل تنمية الموارد المائية كالأنهار والبحيرات العذبة والأمطار لأنها ثابتة في العالم، بينما عدد السكان في ازدياد.
-المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم جفافا والأمطار قليلة أما نسبة التبخر فمرتفعة.
-المناخ الصحراوي أيضا عامل مؤثر حيث أن 80 في المئة من مساحة المنطقة العربية صحراوية.
- لا يوجد أنهار سوى في لبنان وسوريا والعراق ومصر والسودان فيما يعتمد الأغلبية على المياه الجوفية.
المشكلة والحل
بجانب شح المياه لأسباب طبيعية ينبه أستاذ الموارد المائية الدكتور نور الدين إلى دور سوء الاستهلاك البشري في تهديد المتوفر من المياه ضاربا الأمثلة التالية:
-بقاء الزراعة في أماكن كثيرة بنظم الري التقليدية يهدر المياه والحل هو تطوير نظم الري خاصة أن الزراعة تستهلك من 80- 90 في المئة من مياه المنطقة.
-البذخ في الاستهلاك المنزلي يهدد أيضا الأمن المائي والحل في برامج التوعية.
-تغير المناخ الناجم عن سوء تعامل الإنسان مع البيئة تسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض ما يعني زيادة التبخر وفي نفس الوقت زيادة استهلاك البشر والنباتات للمياه.
-ارتفاع الحرارة سيزيد استخدام المكيفات ( المبردات)التي تستهلك بدورها مياه.
-الحرارة المرتفعة ستزيد مستوى سطح البحر (بذوبان الأنهار الثلجية) ما يعني أن تطغى مياه البحر المالحة على الأراضي الزراعية المجاورة له فتحتاج لمياه عذبة لغسيلها.
-ما سبق يعني الحاجة لمعالجة مياه المخلفات الصناعية والزراعية والصرف الصحي، وهو أمر مكلف للغاية.
يتوقع الكثير من الباحثين أن تشهد العقود المقبلة قلة الإنتاج الزراعي وبالتالي يؤدي ذلك لسوء تغذية وبالغالب ان ذلك يحدث بسبب ندرة المياه في المناطق الجافه والقاحلة وهذا بدوره سيؤدي إلى نزوح الكثير من اهالي بعض المناطق الى المدن مما يضاعف ذلك الامر المشاكل بسبب عدم توفير المياه لا نتاج غذاء كافي فاليوم تواجه دول كثيرة في العالم مشكلة شح المياه وأزمة في المياه بصوره عامه ومياه الشرب بصوره خاصه
لذا لابد من التكيف الفعال مع تغير المناخ عن طريق اتخاذ اجراءات فعاله منها
-العمل على نحو يتجاوز الإدارة المتكاملة التقليدية للموارد المائية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة.
-تشجيع الاستثمار والحلول التي تتضمن إدارة(البنية التحتية الطبيعية) خدمات النظم الإيكولوجية التي توفرها مصادر المياه وتحقيق التنمية القادرة على مجابهة تغير المناخ في قطاعي الأغذية والطاقة.
ان التغييرات المناخية تزيد من مشكلة قلة مياه الشرب مستقبلاً فالتغيرات المناخية ستنعكس سلبا على أزمة المياه في العالم فوفق تقارير الأمم المتحدة فإن المناطق الفقيرة إلى الماء ستكون أكثر المناطق تضررا من تلك التغيرات مما سيضاعف النزاعات الاجتماعية التي قد تؤدي إلى اشتعال الحروب كما سيؤدي إلى الهجرة الجماعية إلى أماكن أخرى.وان أزمة المياه تستمر مع الحاجة المتزايدة إلى مصادر للتغذية إذ يزيد استهلاك المياه في عمليات الري الزراعي.
لقد كانت تعمل الأمم المتحدة سابقا لتحقيق أهداف التنمية الألفية التي تتضمن خفض نسبة الفقر إلى النصف بحلول عام 2015 فإن كمية المياه المستهلكة في الزراعة قد زادت بشكل كبير مؤخرا.
ان جفاف البحر الميت اليوم ينذر بكارثة بيئية في المنطقة حيث تتعالى الأصوات التي تنادي بمد أنابيب ضخمة من البحر الأحمر للبحر الميت لحماية الأخير من خطر الجفاف، إلا أن أصوات أخرى تحذر من حدوث خلل بيئي إذا تم تنفيذ هذا المشروع.
و من أجل تحسين تنفيذ الخدمات المناخية للمياه وفعاليتها في جميع أنحاء العالم لابد من
1. الاستثمار في الإدارة المتكاملة للموارد المائية كحل لتحسين إدارة الإجهاد المائي
2. الاستثمار في النظم الشاملة للإنذار المبكر بالجفاف والفيضانات في أقل البلدان نمواً المعرضة للخطر بما في ذلك الإنذار بالجفاف في أفريقيا والإنذار بالفيضانات في آسيا
3. سد الفجوات المتعلقة بالقدرات في مجال جمع بيانات عن المتغيرات الهيدرولوجية الأساسية التي تعتمد عليها الخدمات المناخية ونظم الإنذار المبكر
4. تحسين التفاعل بين أصحاب المصلحة على الصعيد الوطني للمشاركة في تطوير الخدمات المناخية وتشغيلها مع مستخدمي المعلومات لدعم التكيف في قطاع المياه بشكل أفضل.
5. سد فجوات البيانات الخاصة بالخدمات المائية في قطاع المياه.
6. الانضمام إلى تحالف المياه والمناخ.. ويقدم هذا التحالف الدعم للبلدان من أجل تحسين تقييم الموارد المائية وكذلك خدمات التنبؤ والتوقعات المتعلقة بالمياه.





المهندس الاستشاري
عبد الكريم حسن سلومي الربيعي
31-3-2024



#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا المياه سلعة
- هل المياه سلعة ام خدمة
- تجارة المياه اصبحت واقعا
- بيع مياه الشرب اصبح واقعا بالعراق
- الوطن العر بي وخصخصة قطاع المياه
- دور المنظمات المالية العالمية بأزمات المياه وبتحول المياه ال ...
- الاسباب الموجبة لخصخصة قطاع الموارد المائية
- المياه تتحول الى سلعة في كل العالم
- ماهي كفاءة استخدام المياه وإنتاجية المياه
- مفهوم البصمة المائية ودورها بإدارة موارد المياه بكفاءة
- المياه الافتراضية ودورها في مجابهة التحديات المائية في الشرق ...
- مفاهيم حديثه خاصة بادارة موارد المياه بكفاءة
- المخاطر الصحية من شرب المياه المنزوعة المعادن
- مياه الشرب واهميتها
- المياه تعني الحياة
- المياه سلعة تجارية
- العراق ومخطط الدمار البيئي الممنهج
- تغيرات المناخ واثرها على بيئة وموارد المياه العراقية
- متى يعي العراقيين الغرض من مخطط شحة المياه
- سوء ادارة الخزين الاستراتيجي للمياه بالعراق من اسباب شحتها ا ...


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الكريم حسن سلومي - تغير المناخ واثره على موارد المياه