أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية














المزيد.....


الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7936 - 2024 / 4 / 3 - 13:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية

لعبت الدوافع الدينية دورًا هامًا في التاريخ، حيث استُخدمت كقوة فاعلة لتحقيق أهداف سياسية ، مثل الهيمنة على مقدرات الشعوب واستغلالها او بناء الإمبراطوريات .

ومن خلال التلاعب بالمشاعر الدينية  يتم تحشيد الناس لتحقيق اهداف محددة ، لكونها توفر إطارًا روحيا وقيميًا يبرر استغلالها .

    تستند الطائفية السياسية على استغلال الانتماءات الفرعية لتحقيق أهداف سياسية . حيث تُستخدم الهوية الدينية أو المذهبية كأداة لتعبئة الجماهير وتشكيل تحالفات سياسية، غالباً ما تكون على حساب الوحدة الوطنية.

في المشهد المضطرب في الشرق الأوسط، غالباً ما يتم تصوير الطائفية السياسية بشكل خاطئ على أنها متجذرة في الانقسامات الدينية فقط.  ومع ذلك، يكشف الفحص الدقيق أن وراء حجاب الخطاب الديني تكمن شبكة معقدة من المصالح الجيوسياسية ، والصراعات على النفوذ والسلطة.  وفي حين يلعب الدين بلا شك دوراً مهماً في تشكيل الهويات والتحالفات في المنطقة، فإن اختزال الصراعات إلى اسباب طائفية فقط يبالغ في تبسيط الديناميكيات المعقدة القائمة .

في قلب الطائفية السياسية في المنطقة العربية تكمن المنافسات الجيوسياسية بين القوى الإقليمية التي تتنافس على النفوذ والهيمنة.  وتخوض إيران والمملكة العربية السعودية ، صراعاً متعدد الأوجه من أجل التفوق الإقليمي ، وليس دفاعا عن طائفة معينة ، وان تمظهرت بهذا المظهر .

أن السواد الأعظم من العنف الذي جر الويلات والخراب على منطقتنا العربية ليس له علاقة بالتوجه المذهبي او الطائفي . وبالتالي فان النزاعات المتفاقمة هو جزء من السياقات الجيوسياسية .

والكل يعلم أن أكثر الصراعات دموية ودلالة جرت داخل الطائفة السنية نفسها وخصوصا في العراق وسوريا بعد قيام القاعدة ثم تنظيم الدولة " داعش" بغزو مناطقهم  .

اما المناطق الشيعية في وسط ،  وجنوب العراق فانها مازالت تعيش حالة من الامية والفقر وانعدام الامن والخدمات في ظل حكومات تتخذ من حماية الطائفة الشيعية شعارا لها .

وهكذا فان الدعوات الطائفية تستخدم ذريعة للتستر على الهيمنة واستغلال النفوذ والفساد.

وعند تدخل أيران وحزب الله في سوريا كان فعلا لأسباب سياسية واستراتيجية وليس من باب التعاطف مع أشقاء التوجه الطائفي .
شأنه شأن التدخل الروسي فيها .

وأن العديد من الصراعات للهيمنة  والنفوذ والسلطة والثروة  في الشرق الاوسط تستغل مايسمى المظالم التاريخية لتحقيق المصالح التوسعية،  او نهب الثروات الوطنية .

وبالرغم من الدعوات الدينية والطائفية الظاهرة في السياسة الإيرانية، فاننا نجد ان مصالح الدولة لها الأسبقية على الطائفية :
بعد عام 1991، فضلت طهران أرمينيا المسيحية على أذربيجان الشيعية العلمانية؛
كما دعمت ايران الجهاد الإسلامي وحماس، الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين السنية لتحقيق أهدافها في بسط نفوذها في المنطقة .
وهناك تقارير تظهر الدعم الايراني  تحت الطاولة لمنظمات سلفية سنية متطرفة لنفس الغرض .

وفي سوريا، عمل نظام بشار الأسد العلماني ، منذ البداية على شيطنة  الاحتجاج الديمقراطي السلمي للشعب السوري ، بوصفهم "إرهابيين سلفيين جهاديين"، او بانهم يهددون  المجتمع العلوي اوالكنائس المسيحية .
ولا علاقة لتحالف نظام الأسد مع إيران ذات الأغلبية الشيعية ضد الجماعات المتمردة السنية والكردية بالإيديولوجية الدينية بقدر ما يتعلق بالحفاظ على موطئ قدم إيران في بلاد الشام . وعلى نحو مماثل، تتغذى الحرب الأهلية اليمنية على التنافس السعودي الإيراني، حيث يتم التلاعب بالهويات الطائفية لخدمة أجندات جيوسياسية أوسع .

في خريف عام 2019، احتج المتظاهرون العراقيون واغلبهم من الشيعة على الفساد ، ونددوا بالحكومة الموالية لطهران وقامت الميليشيات الولائية بقمع المظاهرات بطريقة وحشية .

وهكذا تظهر الصراعات في سوريا واليمن والعراق كيف تطغى المصالح الجيوسياسية على الاختلافات الدينية في تشكيل الديناميكيات الإقليمية.

ويتلاعب القادة بالهويات الطائفية لتوطيد سلطتهم وصرف الانتباه عن المظالم الاجتماعية والاقتصادية. 

كما تعمل الجهات الخارجية ، على تفاقم الطائفية السياسية في المنطقة العربية من خلال استغلال المظالم المحلية ودعم الميليشيات الوكيلة المتوافقة مع مصالحها.
 
تتطلب معالجة الطائفية السياسية ، اتباع نهج شمولي يعترف بأسسها الجيوسياسية .

ويتعين علينا ان نفهم الوضع  باعتباره صراعاً سياسياً واقتصادياً  يمكن حله . وليس نزاعا دينيا متجذرا .
وبالتالي يتوجب على شعوب المنطقة إعطاء الأولوية للتصالح والاعتراف بأن السلام المستدام يعتمد على معالجة الأسباب الجذرية للنفوذ الاجنبي بدلا من إدامة دورات العنف.
ويجدر بنا أن نتعامل مع مظاهرها على أنها صراعات على الثروة والسلطة، وإن كانت مستترة بمصطلحات طائفية تستخدمها النخب السياسية للتلاعب بالجماهير وحشدها.

إن إدراك الطبيعة الجيوسياسية للطائفية السياسية أمر بالغ الأهمية لوضع استراتيجيات فعالة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة .

  يعد تعزيز الحكم العادل والتنمية الاجتماعية والاقتصادية واحترام حقوق الإنسان خطوات أساسية نحو تعزيز الاستقرار والمصالحة في المنطقة بعيدا عن التخندقات المفتعلة .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات القضية الكردية بين الحكومة المركزية والاقليم
- انفلات السلاح في العراق. . تحديات خطيرة
- فن الاستماع والحديث
- إسرائيل من العنصرية الى الفاشية
- مقال
- دعونا نعيد بناء الوطن
- اوجه الشبه بين حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل
- صناعة الجهل
- اهمية الثوابت الوطنية في توحيد المجتمع
- موقف مجلس الامن السلبي تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة
- فوز الحزب الشعبوي الهولندي نقطة تحول في التاريخ الأوروبي الح ...
- التعرض الفلسطيني والحرب الاسرائيلية على غزة وما بعدها
- هيمنة الولايات المتحدة على العالم
- تداعيات عملية طوفان الأقصى
- طريق الخلاص من التناحر
- هل كانت ايران مخلب قط في تدمير المنطقة؟
- العرب وعصر الظلام
- زمن التفاهة والالهاء
- تضليل الشعوب
- النوافذ المحطمة في بلداننا


المزيد.....




- حماس:ندعو الدول العربية والاسلامية لردع الاحتلال والتضامن لم ...
- الأردن يدين اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى
- بعد سقوط نظام الأسد... ما مصير الطائفة العلوية في -سوريا الج ...
- اجدد تردد لقناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل وعرب سات حدث ...
- بقائي:الهجمات الاسرائيلية المتكررة على اليمن هي لتدمير الدول ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024.. القناة الأولى لأناشيد وبر ...
- الترفيه والتعلم في قناة واحده.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لم ...
- الجهاد الاسلامي والشعبية: ندين المجزرة الدموية بحق صحفيين في ...
- الجهاد الاسلامي: ندين بأشد العبارات المجزرة البشعة بحق الاعل ...
- إدانات لدخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي لحرم المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الطائفية في منطقتنا سياسية وليست دينية