أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الدين الابراهيمي !














المزيد.....

الدين الابراهيمي !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7932 - 2024 / 3 / 30 - 14:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تشكَّلت في وزارة الخارجية الأميركية، سنة 2013، ما تُعرف بإدارة الحوار الاستراتيجي مع المجتمع المدني. وقد ضمت 50 دبلوماسيًّا و50 رجل دين يمثلون الاسلام والمسيحية واليهودية. أما الهدف، فقد أُعلن بوضوح ومن دون مواربة: الاستفادة من تأثير رجال الدين في منطقتنا، للدفع باتجاه "المسار الابراهيمي"، أو ما بدأ يُتداول في بعض الأدبيات العربية بإسم الدين الابراهيمي.
وفي عام 2015 صدرت وثيقة عن جامعة فلوريدا الأميركية، موضوعها "الاتحاد الفيدرالي الابراهيمي". وبين حين وآخر، بدأنا نلتقط في وسائل اعلام عربية تعابير من نوع "صهر الأديان السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية في دين واحد جديد"، و "التقارب بين الأديان، ثم توحيدها، وصولًا إلى دمجها".
في السياق، نستحضر القولة الشهيرة للسيد المسيح:"لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل"(متَّى 5: 17). فُسِّر هذا القول بإقرار المسيح أنه جاء مُصَدِّقًا للتوراة وسيرة أنبياء اليهود، وأنه مُتمم فقط. من هذا الباب دخلت الاسرائيليات "كعمد أساسية للإيمان المسيحي" بتعبير فقيد الفكر العربي الراحل الكبير سيد القمني. وعلى هذا الأساس ابتَلَعَت اليهودية المسيحية، و"توحدت" أسفار التوراة والأناجيل في كتاب مقدس واحد. لم يتقبل الكثيرون من أحرار المسيحية وأتباعها الأمر بهذه السهولة، ولجأ بعضهم في الغرب إلى تأسيس مذهب الثيوزوفيرية أو الأزوتيرية السري الجديد، اثر اكتشافهم تناقض العهدين القديم والجديد. وتتركز جهود أتباع هذا المذهب على تخليص المسيح الروحاني وديانته من بطن الحوت التوراتي. على هذا الطريق، رفضوا العهد القديم بأنبيائه وشرائعه. ولجأوا إلى تفسير جديد للأناجيل ينهض على الإيمان الروحي بالمسيح بمنأى عما خالط المسيحية ولحقها من مفاهيم ناموسية يهودية. يقول أحد المبشرين العرب بهذا المذهب، وهو ندرة اليازجي: "يُخطئ المسيحيون إذ يُبقون على الصلة بين المسيحية واليهودية، فقد استغل اليهود نقطة الضعف هذه منذ بداية عصر التبشير المسيحي، هذه البدعة التي تقوض المسيحية وتعيد لليهودية كيانها، وإذا لم تعمل المسيحية على تخليص نفسها من اليهودية، فإن كلام بولص وتحذيراته تظل صحيحة إلى الأبد". أما المرحوم أنيس خوري، فقد اهتم بالأمر وانشغل به فكريًّا من موقع المسيحي العروبي، ووضع مؤلَّفًا بهذا الخصوص اختار له عنوان "نسف الأضاليل مرحلة أساسية في إزالة اسرائيل". يقول خوري في كتابه:"الوشائج الدينية الغامضة القائمة بين المسيحية واليهودية، والعلاقة غير الواضحة تمامًا، ما بين العهد القديم والعهد الجديد للكنيسة المسيحية، وهي الأمور التي جعل منها التضليل اليهودي ركائز دينية وأدبية قوية، متأصلة في ذهن الغرب المسيحي، لمدة طويلة، سبقت اعلان الأمم المتحدة قرارها بالتقسيم سنة 1947، تمهيدًا لقيام اسرائيل في السنة التالية". ومن الأسباب التي ساعدت على تهويد المسيحية، بنظر المرحوم خوري،"اليهود المتنصرون الذين اندسوا بين المسيحيين عبر السنين، وأخذوا يغذونهم بالتفاسير والنظرات والتفاسير المضللة، الأمر الذي سهَّل اختلاط الأمر على المسيحيين".
تأسيسًا على هذه الإضاءة، أليس من حقنا الاجتهاد، ثم القول بأن ما حصل للمسيحية يُخطط لحصوله مع الاسلام، تحت عناوين من نوع "الاتحاد الفيدرالي الابراهيمي" و "صهر الأديان السماوية الثلاث الاسلام والمسيحية واليهودية في دين واحد جديد"، و "التقارب بين الأديان". هذه العناوين يربطها ناظم واحد: الدين الابراهيمي. وفي سياق الاجتهاد وداخل إطاره، نرى أن السياسة والمصالح حاضرة في مجمل الأحوال. وعليه، نعتقد أن الهدف الرئيس لما يتردد حتى اليوم على طريقة "جس النبض" في وسائل اعلام عربية وأجنبية باسم الدين الإبراهيمي، يروم تحقيق هدفين رئيسين. الأول، توظيف الدين في خدمة أجندات السياسة الأميركية في منطقتنا. والثاني، تصفية القضية الفلسطينية، ثم دمج الكيان اللقيط في المنطقة كما لو أنه "دولة طبيعية"، وضمان هيمنته فيها بغطاء ديني.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفصام ثقافي !
- الضلع القاصر !
- العماليق
- الدين والتسلط
- إلى الأردنيين قبل البشر أجمعين!
- حارس المرمى !
- من طبائع الإجتماع الإنساني (المحترم وغير المحترم)
- نكشة مخ (9)
- من نقاط قوتهم وأسباب ضعفنا !
- مكمن الداء والدواء!
- مقول القول ومختصره !
- الخلافة... الوهم والحقيقة!
- انحطاط فقهاء السلطان !
- التقرير الذي أغاظ -النتن- !
- نكشة مخ (8)
- العبودية الذهنية...الداءُ والدواء.
- إليهن في الثامن من آذار
- نكشة مخ (7)
- الهدف الحقيقي لحرب الإبادة.
- ثلاثة في مأزق !


المزيد.....




- الفاتيكان ينشر أول صور للبابا فرنسيس بعد وفاته
- بمشاركة حاشدة.. الفاتيكان يعد لجنازة البابا فرنسيس السبت في ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد اغتيال القيادي في الجماعة الإسلامية حس ...
- السوداني يؤكد دعم ترشيح الكاردينال لويس ساكو لمنصب بابا الفا ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تعلن مقتل أحد قادتها بقصف إسرائ ...
- الفاتيكان: جنازة البابا فرنسيس يوم السبت المقبل
- غارة إسرائيلية تستهدف قياديا في الجماعة الإسلامية بلبنان
- الفاتيكان: جنازة البابا فرنسيس ستقام يوم السبت المقبل بحضور ...
- مع استمرار طقوس الحداد.. شاهد نعش البابا فرنسيس في مقر إقامت ...
- السوداني يدعم المرشح العراقي لويس ساكو لخلافة بابا الفاتيكان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الدين الابراهيمي !