أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خلف علي الخلف - عن المغاربة الذين لا يعرفون أن الأندلس أموية















المزيد.....


عن المغاربة الذين لا يعرفون أن الأندلس أموية


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 7931 - 2024 / 3 / 29 - 19:58
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تعرفت على المورسكيين أول مرة في الثانوية؛ من الجزء الثالث من ثلاثية روائية غير مشهورة لكاتب اسمه وليد الحجار والذي جاء بعنوان "رحلة النيلوفر أو آخر الأمويين" والتي لم اقرأ منها غيره. منذ تلك الحكاية البسيطة سكنني الموريسكيون. كنت أقرأ بشغف ما يقع تحت يدي عنهم. لم يكن في الأمر سياسة أو حلم باستعادة مجد الأندلس التليد أو تفجع على هزيمة العرب أو حسرة على مجدهم الضائع؛ كنت صبيا تائها مشغولا بمصير جماعة بشرية مازال يذهلني حتى الآن. وفي مصيرها من الحكايا والتاريخ ما يمكن كتابة أطنان من الورق حوله.

من سنوات قرأت ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور وهي على ما فيها من بعد سياسي عروبي أكرهه في الغالب واحد من الاعمال التي تلامس شغاف القلب حول مصير تلك الجماعة البشرية.

قرأت أيضا رواية أخوية اليقظانين للكاتب الفرنسي جاك أتالي وهي تضيء جانبا مهما من حياة المورسكيين أو عرب الأندلس من جانب فلسفي معرفي وتضيء التآخي اليهودي المسيحي الإسلامي. وتلقي الضوء على الفكر المنغلق والتكفيري الذي جاء به الموحدون المغاربة للأندلس.

هذه نثرات من الحكايات التي قرأتها وليس كتب التاريخ، ويبدو أني نجوت حتى الآن من قراءة أي رواية كاتبها من المغرب العربي حول المورسكيين الذين صاروا تجارة كتابية رائجة والاستقطاب الحاد الذي تشيعه الكتابة المغاربية حول الأندلس. بسبب إقامتي في الأندلس اشتركت في مجموعات عربية لمقيمين في إسبانيا ومجموعات عناوينها يذكر فيها المورسكيين على منصة الفيسبوك وكان أغلب سكان هذه المجموعات من المغرب العربي واكتشفت بعدا غائبا عني حول الأندلس وكنت أتمنى لو بقيت جاهلا به.

التاريخ والوقائع تذكر أن عرب الأندلس المهجرين أو المورسكيين سكن معظمهم دول المغرب العربي، قلة منهم جاؤوا الشام والاسكندرية وذلك أمر مفهوم لقرب المكان.

التاريخ الذي يعرفه الجميع حتى في الصين ونيكاراغوا وجزر الواق واق، أن الأندلس كانت أموية وهذه حقيقة ثابتة تاريخيا يعرفها الجميع عدا سكان المغرب العربي من عرب منغلقين على "وطنيتهم" وبربر عنصريين وذلك للتخصيص كي لا نعمم الجهل الفاضح على سكان بقعة جغرافية أغلبهم من العقال.

هناك غثاء وسيل جارف من الهراء تكتبه هذان المجموعتان من سكان المغرب العربي على أرضية معركة طاحنة بين بربر المغرب العربي [العنصريين للتخصيص] الذين صاروا أمازيغ وبين عرب المغرب العربي [العنصريين الوطنيبن للتخصيص] حول ملكية الأندلس. نعم نعم صحيح ما قرأت، الصراع يدور بينهم حول من يملك الأندلس الآن وليس أمس.

فالحركة السياسية البربرية المدعومة علنا من الصهيونية بتصاريح صهيونية منشورة، وكذلك من الأخوة البيض في الساحل الشمالي للمتوسط، وخصوصا من فرنسا التي ما زالت دولة مستعمرة ليس في المغرب العربي بل في أفريقيا على ما تذكر الوقائع وباحثين وصحفيين فرنسيين؛ تحاول [الحركة] الاستيلاء ليس على المغرب العربي كله بل حتى أواسط أفريقيا وغرب مصر؛ بل ومن ضمن ذلك الأندلس أيضا!

هناك هراء ممول لتزوير التاريخ والاستيلاء عليه عبر تزوير الوقائع والشخوص والعمران والاسماء والجغرافيا والمزروعات والمواشي والألوان وحتى الجينات! نعم؛ هناك جين استولوا عليه في الفيسبوك وصاروا يطلقون عليه الجين الأمازيغي بجهل فاضح فادح ممنهج مدعوم!

يتضمن هذا الهراء البربري الممول غربيا وصهيونيا هجمة حاقدة عنصرية تافهة على كل ما هو عربي.

شخصيا، كنت دائما ضد الإيديولوجيا القومية العربية؛ هذا مدون ومنشور، وكنت دائما أقف إلى جانب الجماعات المتمايزة ثقافيا ولغويا عن العرب وكان إيماني الذي دعمه العلم الجيني مؤخرا، أن الجماعات البشرية في المنطقة التي يطلق عليها العالم العربي هي جماعات لغوية وليست عرقية وعلى رأس ذلك العرب، وأن التعدد اللغوي والثقافي في هذه المنطقة التي كانت منبع الحضارات هو مصدر ثراء وغنى لا يوجد في أي منطقة أخرى من العالم وهذا لا يحتاج إثبات.

نعود للمغرب العربي، ومن يريد أن يقرأ حاله بعربه وبربره عليه أن يعود إلى ابن خلدون وهو حجة دامغة لا يرقى لها الشك في صرامة منهجه وعلمه، ولا يشكك به إلا جاهل أمي. يقول ابن خلدون حرفيا بما معناه وأنا أكتب من الذاكرة أن سكن المغرب هو الخيام وأبتعد عن التخصيص هنا. وإحدى المعلومات التي أدهشتني أن اللغة العربية الفصيحة انتقلت من الأندلس إلى إلى المغرب وليس العكس. ومراكش التي هي إحدى إبداعات العمران بناها المرابطون؛ وهم جماعة بدوية مقاتلة أسست مُلكا، بعد أن رأوا مدن الأندلس. هذا ثابت ليس عارا ولا نقيصة ومن يمشي فيها يحس أنه يتجول في الشام إلا إذا أصر البربر العنصريون وجهلاء العرب المغاربة أن الشام نسخت من مراكش.

وفي العودة للحضارة الأندلسية التي آخر ورثتها المورسكيين تلك الجماعة التي يبكي مصيرها رغم نجاتها من الإبادة الجسدية على غرار ما فعل الأخوة البيض في أمريكا واستراليا ونيوزلندا بالسكان الأصليين؛ فلست مهتما بأصلهم وفصلهم وعرقهم وهم بالتأكيد أعراق مختلفة متنوعة بل بمصيرهم؛ فقد غادروا بلادهم وتركوا خلفهم إرثا حضاريا أنار العالم كله لقرون.

عرب الأندلس، والمهاجرون الأوائل منهم كانوا من القبائل القيسية واليمانية وبعد استقرارهم اندلع بينهم صراع دام وبسبب هذا الصراع استطاع عبد الرحمن الداخل "صقر قريش" أن يستعيد عرش أجداده الأمويون؛ استطاعوا أن يبنوا حضارة مشرقة نشرت العلم والتحضر والمدنية والتآخي في قارة كانت مظلمة ذلك الحين. لم تكن حضارة الأندلس إلا جزءا من الحضارة العربية التي تركت ميراثا مرجعيا للبشرية بين القرن التاسع الميلادي ونهاية القرن الرابع عشر حيث تزامن أفولها مع غروب شمس الأندلس سياسيا وحضاريا.

حضارة الأندلس العظيمة بشهادة الدنيا كانت جزءا متصلا من الحضارة العربية التي تشاركت في انتاجها كل شعوب الإمبراطورية العربية التي كانت تغطي الجزء الأكبر من العالم في وقت من الأوقات.
الإرث الثقافي الذي تركته تلك الشعوب الواقعة تحت ظل وحكم الإمبراطورية العربية كان باللغة العربية وهو بالتالي إرثا عربيا لغة وثقافة، سواء كان منتجه فارسيا أو كرديا أو بربريا أو آسيويا صينيا.
لا أدافع هنا عن العرب لا لغة ولا قومية ولا يعنيني هذا الهراء بل أدافع عن المنهج.
الرجل الأبيض يطلق على كل ما كتب باليونانية "يوناني" رغم أن منتجيه كانوا من كل العالم ويطلق على كل الفلاسفة الذين انتجوا الفلسفة اليونانية الفلاسفة اليونانيبن رغم أن كثير منهم بالتقسيمات الحالية هم أتراك ومصريين وسوريين ولبنانيين وعراقيين ومكدونيين وصرب وإيطاليين... بل إن الإباطرة الرومان كان منهم بالتقسيمات الحالية ليبيين ومقدونيين وصربيين وأتراك وسوريين ويونانيين ولكن اسمهم الأباطرة الرومان. لكن الأخ الأبيض عندما يأتي للحضارة العربية يصر على تقسيم منتجيها عرقيا ودينيا وجغرافيا بوعي وإدارك وتصميم ممنهج ويورث ذلك لأبواقه العنصرية الحاقدة في المنطقة على كل ما هو عربي.

بقي أن أشير أن لدي كتابا بحثيا مشترك وصلت في خلاصته إلى أن قومي لا تعود أصولهم العرقية للعرب ولكننا أبناء هذه الحضارة العظيمة التي أفلت شمسها وهذا ديدن الزمان فقد غربت شمس اليونان الذين ساهموا في صياغة العالم الذي هو الآن وأفلت شمس الرومان الذين بنوا مسارح المعرفة والبهجة في كل بقعة وصلوها.

وأنصح الأخوة المغاربة عربا وبربرا أن يستثمروا وقتهم بدل الصراع على ملكية الأندلس الأموية في إنتاج شيء مفيد لأنفسهم وشعوبهم والبشرية فالصراع على استحواذ الماضي واحد من أشد علامات البؤس وضوحا.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون وهواية أسطرة الفوارغ
- العلاقة بين اليهود وحائكي السجاد في رواية بازيريك للماجدي
- سلام حلوم في «كسْر ِالهاء»: الحنين كمنبع للشعر
- المهنة كوسيلة لفهم تركيب وسلوك الشخصية السورية
- السياسة في سوريا بين الجهل النظري وافتقار الممارسة
- نصوص فاطمة إحسان: بين صفاء الموهبة وخداع النماذج المكرسة شعر ...
- دفاعاً عن لبنان الضحية بوجه الإجماع السوري
- في أصل «الشَّوَايا» اصطلاحًا ولغة
- أما آن الأوان لدول الخليج أن توقف تبرعاتها للمنظمات الدولية ...
- عن گلگامش السومري وتأثيره في حياتي
- تغريبة القافر لزهران القاسمي أو عندما تبدو الحياة كحكاية
- سيرة العشائر الزراعية في رواية -خربة الشيخ أحمد- ل عيسى الشي ...
- هل يحب برهان غليون السمك مع الخاثر؟
- في نقد الإستجابة الإقليمية لمنظمة الهجرة الدولية للأزمة السو ...
- حازم صاغية في فخ الذاكرة الثقافية السورية المزورة
- حان وقت رفع راية استقلال إقليم الجزيرة الفراتية عن سوريا
- عن انقلاب الرفيق رياض الترك على قيادة الشباب للثورة السورية
- الضربة الأميركية والمعارضة الموالية للنظام
- هل اقتربت نهاية حكم حيوان الغاز القاتل
- حين لا تجد الأمم الكلمات لوصف المذبحة السورية


المزيد.....




- تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر ...
- مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية ...
- نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
- زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
- موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
- المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور) ...
- ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خلف علي الخلف - عن المغاربة الذين لا يعرفون أن الأندلس أموية