بديعة النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7930 - 2024 / 3 / 28 - 00:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحرب على غزة_مصالح متبادلة "٢"
يقول الإرهابي الصهيوني دافيد بن غوريون في بدايات قيام الدولة "إن اليهود يخوضون اليوم مع العرب معركة المياه، وعلى مصير هذه المعركة يتوقف مصير "إسرائيل "، وإذا لم ننجح في هذه المعركة فإننا لن نكون في فلسطين".
كان من ضمن نجاح الخطة الصهيونية للاستيلاء على فلسطين السيطرة على منابع المياه التي تغذي البلاد، على رأسها جبل الشيخ ونهر الأردن وبحيرة طبريا وغيرها من المنابع المهمة والموارد.
فما كان من الإدارة الأمريكية إلا أن مولت عدد من المشاريع المائية التي تخدم دولة الاحتلال وتحافظ على وجودها كقاعدة لها في الشرق الأوسط.
وحتى العدوان الثلاثي عام ٥٦ الذي كان من أحد أسبابه المعلنة تأميم قناة السويس من قبل رئيس مصر جمال عبد الناصر، كان للولايات المتحدة الأمريكية يد خفية فيه ،مع أن الدول التي كانت في الواجهة هي بريطانيا وفرنسا ودولة الاحتلال.
وبصرف النظر عن الأسباب سواء كانت تأميم القناة أو رفض الرئيس عبد الناصر الدخول في حلف بغداد أو غيرها من الأسباب التي جعلت من الولايات المتحدة الأمريكية هي الرأس المدبر لهذا العدوان الذي في حقيقة الأمر كان رباعيا لا ثلاثيا.
حيث استخدمت الأخيرة دولة الاحتلال لافتعال مثل هذا العدوان.
وما قرأنا عنه من تدخل الولايات المتحدة الأمريكية ودورها الإيجابي في وقف العدوان على مصر هو كذب وتزييف للحقائق.
فدورها في وقف العدوان إنما جاء من قبيل إخضاع بريطانيا وفرنسا لها. ولكي تثبت للعالم الغربي أنها الزعيم ،وخاصة بعد أن خرجت بعد الحرب العالمية الثانية كأضخم قوة في العالم. ما أدى إلى تحول أوروبا إلى تابع ومنفذ لقراراتها.
أما دولة الاحتلال فأيقنت أن لا بقاء لها ولا استمرار من دون دعم هذه القوة العالمية.
وقد نجحت الولايات المتحدة الأمريكية بالتغلغل في أفريقيا بعد أن قامت بتنحية بريطانيا وفرنسا بفضل دولة الاحتلال وموقفها وخاصة بعد الاستيلاء على مدينة "ايلات" أم الرشراش سابقا. الأمر الذي سمح للولايات المتحدة بالتسلل إلى أفريقيا وإقامة الشركات الأمريكية تحت قناع يهودي.
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة بعد ٥٦ كانت قد لعبت دورا بارزا في تقليص قضية فلسطين واختزالها إلى قضية للاجئين ،فأنشات منظمات الإغاثة وعلى رأسها "الأونروا" بشكل مؤقت لحين تذويب هؤلاء اللاجئين في الدول التي استقروا بها.
هذا ما ظنته الولايات المتحدة وذيلها اليهودي. لكن هيهات.. ففلسطين شمس لا تغرب ما دام هناك قلب ينبض بقضيتها.
فكلما حاولوا طمسها وتغييبها، انتفض هذا القلب..وكان ٧/أكتوبر/٢٠٢٣ ،اللهب الذي أحرق غطرسة أميركا ودولة الاحتلال.
يتبع....
#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟