أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أوقفوا جرائم تقييد الناس واستعبادها بادعاء أن ذلك باسم المقدس الديني














المزيد.....


أوقفوا جرائم تقييد الناس واستعبادها بادعاء أن ذلك باسم المقدس الديني


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 14:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تداولت وسائل التواصل وأجهزة الصحافة والإعلام أخباراً مؤلمة موجعة بجرائم أمعنت أكثر فأكثر في قمع الحقوق ومصادرة الحريات. وبجميع الأحوال كانت القوى المتحكمة بالمشهد تتعاضد في مهامها ولا دخان من دون نار ولو تحت الرماد.. إذ تتواصل قرارات بمستوى جرائم معادية للنهج الديموقراطي ولأدبيات حقوق الإنسان وحرياته بمجمل اللوائح والعهود الوطنية والدولية.. وكلما أخمد الشعب حريقا ليفلت من بين أيدي مشعليه جاءت نيران حاقدة وأطلقها مشعلو الحرائق ممن تسلل للسلطة بجنح ظلام.. وها هو يتابع لفرض نهج الظلم والظلام ولو تدريجا فلتعلو صرخة الشعب الاحتجاجية الثائرة: أوقفوا جرائم تقييد الناس واستعبادها بادعاء أن ذلك باسم المقدس الديني

تتوالى جرائم قمع الحريات وحظر أي شكل للتعبير الإنساني بمختلف مستوياته وأشكاله وتتحالف استراتيجيا القوى القمعية في التدرج بانتهاك الحقوق والحريات ليُصبح المواطن يوما ولا يجد سوى القيود في معصميه والأصفاد في قدميه والأغلال بعنقه!

فبعد أن دحرت الحملة الوطنية للدفاع عن الاسم التاريخي الأصيل لبابل الحضارة والمدنية وساهمت بقوة في كبح محاولات تغيير اسم محافظة بابل لتسمية يتذرعون بها لفرض هيمنة الدين السياسي والحكم الثيوقراطي.. وبعد تراجع المبادرة سيئة الصيت إياها، عادوا يُطلقونها مرة أخرى، بعذر قديم جديد وذلك بما وصفه مسؤولو المحافظة (منع تحويلها لأماكن للسهرات الليلية) فتم حظر الغناء في بابل. ولقد أوردت الأنباء حظرا آخر أطلقته محافظة كربلاء بمنع الرياضة النسوية والذريعة هي هي فرض شكل بعينه للتدين بما يتعارض والأنشطة الإنسانية بهويتها المدنية التي تحترم الإنسان وحقوقه وحرياته..

إن المتابع بجانب رصد المواطن العراقي؛ يجد أن الطبقة السياسية الحاكمة بعد أن قسَّمت الوطن على إقطاعيات المحاصصة الطائفية وسلمتها لعناصرها أوغلت في نهجها المعادي للحقوق والحريات فعمدت لتشويه المناهج التربوية وفرض أحادية تخضع لخطاب الدين السياسي بروحه الحزبي الطائفي وبفروض البلطجة الميليشياوية..

إن تلك الممارسات تدخل بتوصيف جرائم القمع السياسي ومصادرة الحريات والوصاية الشمولية على معتقدات الناس وعلى أسلوب عيشهم وهي اعتداء سافر على حق الاختيار لنهج العيش في تفاصيل اليوم العادي للإنسان بذات الوقت الذي يُنتهك المواطن في أخص خصوياته عندما تتعرض النسوة وحتى الأطفال للاختطاف والاغتصاب من عناصر الإسلام السياسي وليس آخر ما افتضح من جريمة، استغلالهم الحرم الجامعي كما ارتكب أحد عناصرهم من قيادات أحزاب الإسلام السياسي، ليس ذلك ببعيد عن الحقيقة الإجرامية التي نشخصها هنا مثلما يدركها ويشخصها شعبنا وقواه الحية..

إن هذا النهج اتسم ويتسم بـ:

1. فرض وصاية على مجتمع يرون قصوره ونقوصه عن معرفة دينه!
2. ويفترضون عدم أهليته لإدارة خياراته الحياتية.
3. فيفرضون أنفسهم أوصياء قيّمين عليه وعلى توجيهه.
4. يصادرون بذلك الحريات.
5. ويفرضون نظاما أحاديا يتمثل في قدسية تعليماتهم ووصاياهم وعصمتها أي منع مناقشتها كونها أوامر إلهية على وفق ادعاءاتهم ومزاعمهم
6. يلغون خيار الشعب الدستوري في النظام الديموقراطي بحظر التعددية وتحقير التنوع وازدراء وجوده.
7. ليخلصوا إلى فرض دكتاتورية ثيوقراطية وطغيان سلطة نظام الرق والقنانة الديني.
إن الصمت على ذلك وتمرير ذاك النهج الذي لا يستند لمنطق سوى منطق القمع والمصادرة والاستعباد إنما يتعارض وكل لوائح حقوق الإنسان والعهود الدولية بشأن حماية الحقوق والحريات وهو فعل يبدأ بتصفية الحريات معنويا فكريا سياسيا لكنه لن ينتهي إلا على أعتاب التصفيات الدموية ومقاصلها الأبشع بحق كل من تسول له نفسه بالتصدي لتلك التوجهات القمعية وطابعها أو هويتها الفاشية..

إننا نجابه اليوم مقدمات لا تكتفي بنهج الدكتاتورية بل وتتعمق لتبحر في عالم طغيان فاشي دموي لا يحترم حقا لإنسان ولا حرية له بل ولمجمل التنوع والتعددية في دولة أراد شعبها أن يحيا فيها بظلال بديل ديموقرراطي فديريرالي تعددي لكنهم يواصلون منهج الزحف المتدرج نحو سلطة مرجعية أحادية لا تسمح بأي ممارسة تنسجم والحقوق والحريات لأنهم يحيون بمناهج لا القرون الوسطى وظلامها بل يحيون على اجترار مجاهل ظلمة عصور الرق والعبودية بحجة القدسية الدينية المتوهمة والعصمة المزعومة بضلالها وأباطيلها!

إن الشعب العراقي مثل كل شعوب الأرض شعب لا ينام على ضيم ولا يقر لتلك الحفنة المتسلطة التي تسللت في غفلة من الزمن أن تحكم بحديدها ونارها من رصاص بخدمة عقائد مزعومة يُراد أن تكون رداء موحدا للجميع بالإكراه وبوصياتهم الثيوقراطية..

فلنقل معا وسويا كلا لذلك العبث الإجرامي.. لا لكل ما يرتكب بحق الحريات التي ينبغي استرجاعها لإحياء ثقافتنا التنويرية ولإنعاش منطق العقل العلمي المنتمي لعصرنا لا الذي يجتر غيبيات زمن الظلمة والظلم..

أوقفوا عبثكم وجرائمكم القمعية فلستم وكلاء الله على الأرض كما تزعمون وتدّعون ولا الأوصياء على شعب حر يدرك طريقه وخياره.. وهذا نداء لكل شعوب العالم وإلى الحركة الحقوقية ومنظماتها للتضامن مع شعبنا فيما يمر به من استلاب ومصادرة ومن محاولة التراجع عما حققه بخياره الدستوري.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتي في اليوم العالمي للمسرح 2024 من وحي ما يجابه الإنسان ...
- أخطر أسباب فساد التعليم ما بات يتفشى وسط كثير من المكلفين به
- تسعون وردة حمراء في طريق التقدم باتجاه الانتصار للوطن والناس
- كل عام ونوروزكم الأبهى والأسعد والأعلى شعلة تنوير وسلام وحري ...
- التمييز وأشكاله بين مرتكبي جرائمه والمكافحين لكبحها ولوضع ال ...
- السعادة وارتداداتها بين شعوب العالم ولدى الإنسان فردياً جمعي ...
- رمضان كريم وكل عام وكل أطياف شعوبنا بتنوعات وجودها وإيمانها ...
- في اليوم العالمي للمرأة عيد يحل محملا بجملة من الآلام لانتها ...
- أسمى التهاني وأغلى الأماني بيوم المسرح العراقي عيدا لفن المس ...
- عَلمنة الحياة طريق البشرية ونهجها لاحترام الإنسان وإنسانيته
- اليوم الدولي للتعليم وإمكانات إنهاء خطاب الخرافة وتمكين خطاب ...
- حركة عدم الانحياز انطلاقة جديدة لكنها محاطة بأزمات عالمية مس ...
- هل يمكن تحقيق وحدة الموقف وسط دول مجموعة الـ77 بمواجهة الدول ...
- العدالة في التعبير عن مكونات الشعب بين خطل تبني التوازن الكم ...
- العراق وشعبه في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: احتفالية ماسية ...
- تعزيز خطى الدفاع عن حق تقرير المصير وإنهاء خطاب الكراهية سيك ...
- المهرجان السنوي لطريق الشعب.. عيد وطني للصحافة وللناس المتمس ...
- من أجل إنهاء الصراع المشتعل في فلسطين وتحقيق السلام العادل و ...
- مشعلو الحرائق يحاولون مجدداً في كركوك!
- الصراع العالمي بين مغانم أقطابه الكبرى وإرادة الشعوب


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - أوقفوا جرائم تقييد الناس واستعبادها بادعاء أن ذلك باسم المقدس الديني