منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 7928 - 2024 / 3 / 26 - 00:11
المحور:
حقوق مثليي الجنس
الاخبار التي يقرأها المرء عن مجتمع الميم قد تصيبه بنوبة قلبية، ففيها الكثير من المبالغة والتجني، بل تصل أحيانا الى التدليس والكذب والاختلاق، كل ذلك لتشويه صورة هذا المجتمع من كل النواحي، وتجري محاولات حثيثة للصق كل ما من شأنه التقليل من مجتمع الميم، وبعض الاخبار مضحكة جدا حد الاغماء.
في ماليزيا، قامت قوات الامن بمداهمة أحد عشر محلا تجاريا تبيع ساعات سويسرية، قالوا عنها انها –الساعات- تروج للمثلية، وقامت هذه القوات الأمنية بمصادرة جميع الساعات، الشركة السويسرية "سواتش" من جانبها سخرت من هذه الحملة قائلة " إن الساعات لم تروّج لأي نشاط جنسي، بل كانت مجرد تعبير مرح ومبهج عن السلام والحب"، وقد رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الماليزية.
ماليزيا تحظر المثلية، الا انها ازاحت الفلبين وتايلند من سوق الدعارة، فهي أكبر بلد في العالم بالدعارة والاتجار بالنساء، صحيح ان الدعارة نشاط غير شرعي، لكن أماكن السياحة الجنسية في ماليزيا معروفة لزائري هذا البلد، فهناك عدة شوارع مشهورة في العاصمة كوالالمبور، وقد جلبت هذه السياحة الجنسية عائدات مالية كبيرة بلغت نحو مليار دولار، وحسب إحصاءات منظمات عالمية اشارت إلى وجود 52 بائعة هوى لكل عشرة آلاف نسمة في ماليزيا.
لو سألت أي انسان عاقل عن الأخطر على المجتمع، هل هي الساعات السويسرية ذات الألوان المتعددة، ام الاتجار بالنساء وانتشار الدعارة؟ لكن السلطة في ماليزيا لديها رأي آخر، فهي تداهم محلات تبيع ساعات ملونة، تقول انها تروج وتدعي للمثلية، وهذا امر مفروض بشكل تام وقاطع، الا انها تغض النظر، بل وتروج للسياحة الجنسية والاتجار بالنساء، وتقوم بحماية هذه الشوارع والدور ومحلات المساج، هل هناك تناقض أكثر من هذا؟
مجتمع الميم لا يشكل أية خطورة على المجتمع مثلما تتوهم السلطات الذكورية في كل مكان، ومثلما تشيع بين الناس، الخطر هو منظر النساء وهن يفترشن الشوارع ويعرضن اجسادهن للبيع؛ الخطورة على المجتمع تكمن في الفساد ونهب ثروات البلد؛ الخطورة تتمثل بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، هذه وغيرها الكثير من المشاكل هي التي تمثل الخطر الأكيد على المجتمع، وليس ساعات ملونة.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟