أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لمسلم رشيد - فلسفة الوجود والجدوى.الجزء الثالث.















المزيد.....

فلسفة الوجود والجدوى.الجزء الثالث.


لمسلم رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:37
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فلسفةالوجود والجدوى نقد ثقافة الحجر وبداوة الفكر
دراسة لمؤلف بنسالم حميش
الجزء التالث
يلزم خرقا لمعاهدة الاعلان عن حقوق الانسان• كما أظهره وحلله الاقتصادي الهندي امارشياسين، انطلاقا من سؤاله الابدالي: كيف حال الناس؟ وليس كيف حال الاقتصاد؟ ومن هنا صار يرى انه ليس له نصائح يقدمها لأناس يسألونه كيف يوظفون اموالهم وذلك لأنه يهتم اساسا بمصير الذين ليس لهم مال يذخرونه، ومن بين الافكار النيرة التي يعرضها في كتابه الاقتصاد علم اخلاقي، هناك فكرة ذات جذر فلسفي اصيل••• عصب الاقتصاد الليبرالي ومفادها أن هذه الاخيرة تفتقد كثيرا من صدقيتها وجاذبيتها في غياب مهماز أو ميزان اخلاقي• كما يرى من جهة ملازمة أن في عداد مشاكل الشقاء الاكثر ثقلا والتي تلاقيها الاخلاق الاجتماعية، هناك مشاكل هي جوهريا ذات طبيعة اقتصادية صرفة• ثم ينضاف إلى ذلك غياب الديمقراطية الذي يمكن ان يجوع ويقتل، كما دلت عليه في تحليله حالة المجاعة في الصين 1958 ـ 1961 ان هذه المعطيات تتوافق وما استخلصته الاممية الاشتراكية في ارضيتها من اجل تقدم شامل وذلك حين اقرت بأن حكومات عديدة باتت تدرك سلفا أن الخطر الداهم اليوم ليس هو التضخم، بل الركود والانكماش والبطالة المتفاقمة••• أما الباب الثاني من مؤلف الدكتور بنسالم حميش فقد عالج في الجزء الثاني من اشكالية النظرية وهي نقد بداوة الفكر، فاهتمام المفكر بفلسفة التاريخ واستحضاره لأهم المعالم الفكرية في العالم الغربي والعربي متوقفا عند اطروحة مركزية المتمثلة والمتعلقة عن محنة الفكر بين الاعرابي والاتباعي، مذكرا في البداية بالمفارقة الصعبة في الانتاج الفكري العربي والمغربي على الخصوص التي تقوم على كون هذا الإنتاج لا وجود له بالكاد في دوائر العقل والتأثير وكيف لا أن يوجد حقا والثقافة الغالبة بيننا هي ندرة الحوار وسوئه الناجمة حتما عن ظاهرة القراءات الانتقائية أو السطحية العجلى• التي تسهم أيما اسهام في خلق جو ثقافي واهن، مشحون بالخدع والحقائق المعكوسة ومعني ذلك في الغالب الاعم ان لا احد يقرأ حقا لأحد، وبالتالي لا أحد يحاور غيره على ضوء ما قرأ له وقد لا يفلت في رأي الكاتب مؤقتا وإلى حد من هذا الغبن إلا من فرضته المطرقة الاعلامية فرضا أو أتى إلينا مدعوما من خارج الحدود• أو عبر قنوات وشبكات لغوية وعلائقية حازمة كاسحة، هذا النقد الجريء عن حالتنا الفكرية سبق أن استهل به المفكر تمهيده لمؤلفه وأنه بحق إشكالية عميقة تسائل المشهد الثقافي والمثقف• فماذا اصابنا اليوم نحن المثقفين المغاربة والعرب؟ تساؤل مشروع يطرحه المثقف على نفسه وعلى الآخر، هل الامر راجع لانتكاسة الحس النقدي والسجالي؟! أم لعامل الانحطاط أي انحطاط ام لهروب الازمنة ام ان المثقف سلبته الحياة بمكرها وخداعها الزائف، فماذا تمثل اليوم في حياتنا الفكرية وجودية عبد الرحمن بدوي أو شخصانية ريني حبشي وعزيز الحبابي أو جوانية عثمان امين، أو رحمانية زكي الارسوزي ولا شيء يشير إلى ان تيارات اليوم الفكرية هي احسن حالا وحظا، إذ مازال مستشريا ذلك الورم ورم الفتور واللاتواصل، فلهذا الباحث ان يضع التصاميم من اجل نقد العقل الاسلامي على هدي الاسلامولوجيا التطبيقية لاركون وللآخر أن يستنفر معارفه في عملية التفكيك الابيستمولوجي للعقل العربي للجابري ولثالث ان يحلل بطريقة خبيرة مثالية الشخصية العربية الاسلامية وصيروتها لهشام جعيط، ولرابع ان يدعو إلى تبني التاريخائية العاملة في مجال الرؤية والمنهج لعبد الله العروي• غير أن هذه الطروحات في نظر المؤلف لايمكن ان تفيد المتلقين إلا إذا احتلت حيزا في تمثلاتهم ومداركهم وليس فقط في رفوف مقتنياتهم واصنافهم أو في كلامياتهم العامة والظاهر ان هذا الشرط مازال بعيد التحقيق بدليل قلة ما تثيره كتابات هؤلاء الباحثين من مساجلات حيوية ناقصة، ومن دراسات نقدية جادة غير مدرسية ولا متزلفة، فهل من سبيل إلى تشخيص اسباب هذه الظاهرة السلبية اللاصحية؟ يناقش المؤلف عند طرحه لمفهوم النقد وبداوة الفكر مقدمات فكرية تؤسس لحوار الحق المنافي لحوار الصم يدفع كل منظو فيه إلى تعلم تقدير الاخر والانصات إليه• كما إلى اجراء فحوص صحية على فكره في ضوء ما يراه ويذهب إليه هذا الاخر وفي عمليات التواصل هاته، شريطة ان تكون راقية هادفة تمحي علاقات القوة والسلطة لتحل محلها علاقات الاعتراف والتحضر، إن ما يلزم ان يبرم بيننا مغاربيا وعربيا هو ميثاق اخلاقي مخلصا من عقلية البداوة وعاداتها في الهجاء والقذف أو في الزلفى والمدح وذلك بغية ممارسة ما نحن في أشد الحاجة إليه مناظرة الافكار في النقد، أو كما سبق ان ذكر المؤلف في ما اسماه بعض القدامى كالتوحيدي، المتاقفة، هذا المفهوم تبلوري ادبيات نظرية ومعرفية بعيدا عن بداوة ودوغمائية فكرية، فالبداوة التي عرفها الباحث في مؤلفه نمط معين في الحساسية والادراك امام الشأن الفكري والثقافي عموما• اي أنها ذهنية أو عقلية قد ترتد تاريخيا بعض اشكالها إلى نمط الوجود البدوي المشار إليه، وعلى الاقل تذكر به كإتقان حرب الكر والفر، والتجبر على السهول دون المرتفعات الوعرة أو كالميل إلى النهب والسطو أو إلى تخريب المباني• إن كانت حاجة البدو إلى حجرها (لنصبه اثافي القدر) كما يذكر ابن خلدون ومن تجليات سلوكات تلك العقلية واشكالها على سبيل التمثيل يذكر المفكر: ـ السعي إلى تقويض انظمة معرفية لا لشيء إلا لأجل طبخ اطروحة أو نظرية ـ اعمال ارادة الطي والضغط والاختزال واواليات التغليب والانتقاء ـ الوقوف في مرمى الاهداف الفكرية او الاديولوجية موقف التسلل والغش والابتهازية والدفاع عنها كأمتعة أو غنائم بالعنف الرمزي عند الاقتضاء• ـ النزوع الفلستيني النافر من قيمتي الفن والجمالية أو التصحيري في مجال حياة المفاهيم والتاريخ• ـ التعلق الصنمي أو الفيتيشي بالألفاظ والمصطلحات وهو الممارس كانزياح تعبدي نحو هذا المذهب أو ذاك أو نحو مفاهيم عند هذا العلم أو ذاك الغزالي أو ابن رشد او ابن سينا خاصيات اخرى لبداوة الفكر نراها سارية مضمونيا كمعاطب وثغرات في الشروخ بين الفكرة والعمل أو النظرية والتطبيق، كما في سلبية العلاقة بالحاجة العمومية والمؤسسات كالتسلط العنفي والسلوك السينيكي وقد نرى تلك الثغرات والمعاطب ثاوية ثقافيا في الانشائية وغلبة كلاميات الذاكرة والشرح والاشهاد، كما في العلاقة الباردة الرخوة المضطربة مع اللفظ الحر، أي مع بلاغة القول وشفافية التعبير• واستدل الباحث خلال تعريف لمفهوم البداوة بوقوفه على مفهوم العقل والابستمولوجيا والنهضة والتأليف التراثي والفلسفي، هذا الاخير الذي يتسم عندنا في المغرب بالتدبدب، فالمؤرخون والاجتماعيون والاقتصاديون هم في الغالب قليلو التوجه الفلسفي، أما الفلاسفة فإن اهتمامهم بالعلوم الانسانية مازال معاقا إما بسبب ضخامة مدة التحصيل وإما بفعل عيوب مناهج التملك والتتبع• أما الفصل الثالث فخصصه المؤلف لخطاب الامازيغيات وفخاخ البداوة الجديدة ،مذكرا بالمكون البربري ووصفه التاريخي وغلبة الادب الشفهي وعن القرابة البربرية العربية ليستحضر شيئا من التاريخ اللغوي المقارن، متأملا في نفس اشكالية التطرف اللامجدي• إنها حق نصوص ومقاولات تستحق التحليل والمناقشة ليعرج بنا في الفصل الرابع عن مسألة تاريخانية العروي أوالحداثة المعافة فالتاريخانية كما يعرفها العروي هي حصر كل تجارب الانسان مع الزمان في تجربة التاريخ أي العمل الجماعي الهادف• لا جدال في ان هذه طفرة منطقية من التاريخ كعلم إلى التاريخ كفلسفة فليس من شك في رأي حميش في أن كتابات العروي تستمد قوتها من وقوفها على ارضية التاريخ، فهو مع ماركس لا يعترف في نطاق العلوم الانسانية إلا بعلم واحد هو علم التاريخ، داخل هذا العلم وبمناهجه الحديثة في التقصي والتحليل، قدم العروي عملين أولهما محدد مكانيا وزمانيا ويتعلق بأطروحة حول الاصول الاجتماعية والثقافية للحركة الوطنية وثانيهما تاريخ المغرب الكبير محاولة تركيبية، انها دراسات ساهمت بلورة فكر نقدي عقلاني يؤسس لمجتمع الحداثة والخروج من بوثقة الانحطاط والتخلف• فالبديل التاريخي على محك النظر كما يسميه المؤلف، فثقافة العروي وفكره يتموقعان مدخليا في حقل متحرك معقد لكونه ملتقى حساس للسوسيو ـ اقتصادي والسياسي والثقافي حقل حيث يقوم اكتساب صفات المتقن لا كمجرد اختيار طوعي بل كضرورة وواجب امري، ان غيض العروي هو من القوة بحيث يفقده أملا ليس في الدولة الوطنية وحدها، التي لاتجد رسالته فيها حقا سواعد متلقفة ولا حتى آذانا صاغية وإنما كذلك في الليبراليين الذين تزعجه انتقائيتهم الملفقة وخصوصا ازدواجيتهم المريبة إزاء سنن التقليد، وبالتالي ليس بإمكاننا إعطاء المعنى لوجودنا بسنن التقليد والمحاكاة العقيمة ولا بتكريس اشكال البداوة الفكرية بل بتحرير شخصيتنا التاريخية وأجرأة النصوص والآليات المواكبة الفعالة، القيمنة بضمان انتقالنا إلى العالمية، لا كمجرد ممثلين مقولمين محجوزين، بل كذوات حرة منتمية إلى مجموعة مقررة كاملة العضوية، كما يذكر بذلك الفيلسوف المغربي في مؤلفه فالرهان الحضاري وواجب التمدن يستدعي تفعلا تدريجيا وملموسا لآليات الحداثة• انه رهان من شأنه ابطال النزوع البدوي في تنظيمات الاسلام السياسي وجعلها متماهية مع احزاب الديمقراطية المسيحية الغربية أي قادرة على ممارسة الحكم أو المعارضة ليس بانتداب إلهي مزعوم، بل بتقويض ديمقراطي لا يحاسب إلا على اساس برنامجه وقابليته للتطبيق وحظوظه في التوفيق، وبالتالي يمكن لذلك التفويض ان يتجدد أو يفسح بمقتضى قواعد العقد الديمقراطي وحدها اشكالات معرفية وفكرية وسياسية يتأملها المتقف المغربي بمعطيات نقدية تؤسس لحوار وسجال غايته النظر بكل القوى في واقعنا الثقافي ووجود المثقف كذات فاعلة، قلق وجودي وابستمولوجي وهم سياسي يطرحه المفكر المغربي على المشهد الفكري، المثقل بالجراح السيكولوجية والصدمات الفيزيولوجية والشروخ الذاتية، فحاجتنا لأصوات المثقف الملم بأحداث وطنه ومحيطه العالمي•



#لمسلم_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الوجود والجدوى
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة
- الحداتة و اشكالية الفكري و السياسي.
- اليوم العالمي للفلسفة و سؤال الحواربين التقافات
- العلمانيةفي الوطن العربي. ازمة مفهوم.ام ممارسة؟
- رفيقة زمانها
- العلمانية في الوطن العربي.ازمة مفهوم ام ممارسة
- الحداتة بين فوكو وكانط
- الحداتة في الفكر العربي المعاصربين الابداع والجمود
- زمن اللامعنى
- هيئةالانصاف والمصالحةوالمستقبل السياسي للمغرب
- الانسان المعاصر والمحددات المعرفية
- فوكو ومسالة تشخيص الحاضر
- التاصيل النظري للحداتة


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - لمسلم رشيد - فلسفة الوجود والجدوى.الجزء الثالث.