|
المياه تتحول الى سلعة في كل العالم
عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 7925 - 2024 / 3 / 23 - 18:52
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
مـنـذ ان سكن الانسان الارض بدأ باستخدام المياه لمعيشته دون أي حدود فقد كانت المياه متوفرة ولم يكن يتوقع أنـهـا ستقل يوما ما بسبب ظروف طبيعية وتغيرات مناخيه او أي سبب أخر * فالـمـاء ثـروة عـظـيـمـة حبانا الله بها و يـجـب الـحـفـاظ عـلـيـهـا واليوم ما نراه من صور الـجـفـاف الحاصل ببعض بقاع العالم والـمـجـاعـات والـمـوت والدمار والتصحر وما يحدث من مأسي ببعض الدول من جراء الماء سواء بالعطش او الفيضانات ماهي الى دروس وعبر تحتم علينا استنباط الدروس منها للتعامل مع الماء بحكمه وكنـعـمـة وهبها الله لنا والتي تعتمد عليها وتعيش الكائنات الحيه كلها ففي الـمـاء ســر وجــود الـحـيـاة فـلا حـيـاة ولا وجـود بــدون الـمـاء فـكـم يـبـقـى الإنـسـان حـيـاً بلا ماء فبدون الماء معناه الفناء وـبـدون الـمـاء لا توجد زراعـة ولا صـنـاعـة و لا ينتج غذاء . فالماء هو اغلى مورد وقد حث ديننا الاسلامي الحنيف على التعامل مع الماء بحكمه و بأساليب علميه واقتصاديه سليمه للحفاظ على هذا المورد الذي تتوقف عليه حياة الكائنات الحيه ويجب ان نعمل على ترشيد استهلاك المياه والتعامل معه بعقلانية ووفق تعاليم الاسلام واحاديث نبينا الكريم بشأن المياه خـلـق اللـه سـبـحـانـه وتـعـالـى الـمـاء قـبـل أن يـخـلـق الـسـمـاوات والأرض فـقـد قـال سـبـحـانـه وتـعـالـى بكتابه الكريم القرآن ( وهـو الـذي خـلـق الـسـمـوات والأرض فـي سـتـة أيـام وكـان عـرشـه عـلـى الـماء لـيـبـلـوكم أيـكـم أحـسـن عـملاً ). مـنتـهـى الـتشـريـف لـهـذا الـمـخـلـوق أن يـأتـي ذكـره مـقـترنـاً بـعـرش الـرحـمـن . *** نتيجة للتطور الحاصل بعد الثورة الصناعية الكبرى بالعالم فقد حدثت تغيرات كبيره بمجالات استهلاك المياه كما تعرضت مصادر المياه للتلوث واصبحت غير صالحه للاستهلاك البشري لمجالات الاستخدام المتنوعة ولكن اخيرا بدأ الإنـسـان يـدرك أن الـمـاء كمورد طبيعي قـابـل للـنـفـاذ لذلك بدأ يقدم الدراسات والبحوث ويضع الخطط للـحـفـاظ عـلـيـه وشرع الـقـوانـيـن للـحد من التعامل مع هذا المورد بسلبيه وحث على اسـتـهـلاكه بكفاءة ومثاليه واستخدام أفـضـل الطرق للاستفادة مـن كـل قـطـرة مـاء. إن فـكـرة الـتـرشـيـد فـكـرة قــديـمـة وإن اخـتـلـفـت أسـالـيـبــهـا . فـقـد حـث ديـنـنـا الـحـنـيـف عـلـى ذلـك فـي قـولـه تـعـالـى ( ولا تـسرفـوا إنـه لا يـحب الـمسـرفـيـن ) – سـورة الأنـعـام 141 -. وتـزداد أهـمـيـة الـتـرشـيـد فـي أيـامـنـا هـذه حـيـث أن اسـتـهـلاك الـمـيـاه لـم يـقـتـصـر فـي الآونـة الأخـيـرة عـلـى الأغـراض الـمنـزلـيـة والـزراعـيـة فـحـسـب بـل أصـبـح عـنـصـراً مـهـمـاً فـي جــمـيـع مـجـالات الــتـنـمـيـة وخـاصـة فـي الـمجـالات الـصـنـاعــيـة لـذا وجـب عـلـيـنـا أفـراداً ومـسـؤولـيـن وهــيـئـات ومـنـظـمـات مـخـتــصـة أن نـولـي الـتـرشـيـد أهـمـيـة خـاصـة وزيادة الوعي لـدى الـمـواطـن والـمسـؤولين عـلـى حـد سـواء كـمـا يـنـبـغي إدخـال أهـداف الـتـرشـيد وأسـالـيبـه في مـنـاهـج الـتـعليـم لـغـرس مـفـاهـيـمـه لـدى الاجيال ولابد من العمل بجديه على تـرشـيـد اسـتـهـلاك الـمـاء خـاصـة ونـحـن فـي بـوادر أزمـة مـائـيـة حـالـكـة لا يـعـلـم مـداهـا إلا الـلـه وبــدأت تـتـعـالـى صـيـحـات الـمـنـظـمـات الـعـالـمـيـة والـمـحـافــل الــدولـيـة جـمـعــاء هـذه الـمـرة *مـشـكـلـة شـح الـمـاء الـتـي تـهـدد قـارات الـعـالـم بـأكـمـلـهـا لقد قدرت الإرادة الـربـانـيـة لحكمة لها أن تـكـون اغلب بلداننا العربية والإسلامية ضـمـن الـمـنـاطـق الـصـحـراويـة شـديـدة الـجـفـاف والـحـرارة وهـذا بـلا شـك زاد مـن الأعـبـاء الـمـلـقـاة عـلـى هـذه الـبـلـدان فـي تـوفـيـر الـمـيـاه الـنـقـيـة والـصـالـحـة لـلاسـتـخـدام لذلك يجب على الـجـمـيـــع وبــدون استثناء أن نعي خـطـورة الإسـراف فـي اسـتـخــدام الـمـاء لأنـه نـعـمـة كـبـاقـي الـنـعـم يـجـب الـحـفـاظ عـلـيـهـا وعـدم إهــدارهــا. تتـحـمـل ميزانيات الدول حـالـيـاً مـبالـغ ضـخـمـة لـتـوفـيـر مياه صالحه لاستهلاك مـواطـنـيـهـا . لذلك يـجـب وضـع الـصـورة كـامـلـة أمـام الـمـواطـنـيـن وبكل صراحه للترشيد فـي اسـتـخـدام الـمـيـاه والـحـث عـلـى عـدم الإسـراف لـمـا لـهـذه الـنـعــمـة مـن أهـمـيـة قـصـوى لـن نـعـرف قـيـمـتـهـا الـحـقـيـقـة إلا فـي الـسـنـوات الـقـلـيـلـة الـمقـبـلـة أن الـواجـب الـديـنـي والـواجـب الــوطنــي يـطـالـبنـا بــعــدم الإســراف وعــدم الــتـبذيــر تــنـفيــذاً لـقـول الـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـى فـي مـحكـم كـتـابـة الــكـريــم : ( وكـلـوا واشـربـوا ولا تـسـرفـوا إنـه لا يحب الـمسرفين ) سورة الأعراف آية31. و قــال الرسـول محـمـد صلـى اللـه عـليـة وآلة وصـحــبـة وسـلـم :( لا تسرف ولو كـنت عـلى نـهر جار ) . ولابد اليوم أن يكون هنالك دور للأعلام والمؤسسات الدينية وبكل قنواتها واساليبها العمل على تثقيف المواطنين وتوعيتهم بالشأن المائي وحثهم على التعامل مع هذه المادة الحيوية بكل احترام وقدسيه كما اوصانا الرب والرسل. **خصخصة قطاع المياه ***في العراق وعموم منطقة الشرق الاوسط تتولى الحكومات ادارة موارد المياه وتطويرها وتنميتها وتشغيل مشاريعها وصيانتها مما ادى ذلك لتحمل ميزانيات الحكومات نفقات كبيره بسبب هذا الامر ونتيجة لذلك اصبح هذا القطاع يعاني من التخلف نتيجة تحمل الحكومات كل النفقات لتقديم هذه الخدمات بصوره تكاد تكون شبه مجانيه او بأثمان بخسه جدا ونتيجة للظروف السياسية التي مرت بها بلدان الدول النامية عموما وبلدان الشرق الاوسط من اكثر من نصف قرن فقد تعرضت الدول فعلا لازمات اقتصاديه كبيره مما ادى ذلك لتراجع اعمال الصيانة وعدم توفير الموارد المالية ومستلزمات التشغيل لمشاريع المياه مما ادى ذلك لسرعة ((((((اندثار واستهلاك وتهالك البنى التحتية للمشاريع ))) مما يعني انتهاء المشاريع قبل انتهاء عمرها الافتراضي وللأسف هذا هو حال اغلب البلدان العربية حيث انه بمجرد انشاء المشاريع وبداية تشغيلها يبدأ فعلا العد التنازلي لانتهائها مما ادى ذلك لقلة كفاءة ادارة المياه وضياع الكثير من كميات الموارد المائية للبلدان علما ان بلادنا العراق قد تولت الحكومات السابقة والحالية تكاليف انشاء مشاريع المياه عموما وتحملت تشغيل وصيانة هذه المشاريع أيضا ولم تساهم الشعوب عموما باي تكاليف ولم تسترد الحكومات تكاليف الانشاء ولا جباية مبالغ تؤدي لا دامة وتشغيل البنى التحتية للمشاريع ونتيجة لذلك فقد بدأت تطرح افكار عديده لغرض تجاوز محنة شحة وندرة المياه وتقليل الكلف وتخفيف الاعباء على ميزانية الحكومات لذلك طرح مفهوم الخصخصة والاستثمار بقطاع المياه واشراك القطاع الخاص بإدارة وتنفيذ مشاريع المياه وتنمية الموارد المائية مما يتطلب ذلك ادخال مفاهيم وتشريع قوانين تمهد لتلك المفاهيم وتفعلها على الارض في الكثير من البلدان العربية والعراق منها لم يتم اشراك القطاع الخاص بمجالات المياه الا اخيرا بمجالات تعبأة مياه الشرب وللأسف القطاع الخاص يعاني من القيود والقوانين والشروط التي تحد من مشاركته بفاعليه بمجالات ادارة وتجهيز المياه لذلك يحتاج القطاع الخاص لمرونة وتسهيلات وازالة العقبات امام دخوله لهذا المجال سوى بالتكليف له او بالمشاركة مع القطاع العام بهذا المجال لكن مما يؤسف له ان هذا المجال لم يشارك به القطاع الخاص وبذلك يحتاج لكوادر وفنين ومختصين ليتمكن من الولوج بهذا العمل وهذا يحتاج من الجامعات والمعاهد العراقية لتخريج كوادر بهذا التخصص ولابد للحكومات من التفكير بقوه بمجال دخول القطاع الخاص لهذا المجال لتخفيف الضغط المالي على ميزانية الدولة وعليه ان يحافظ وبقوه على مصالح المواطنين وخاصة الطبقة الفقيرة من سياسة القطاع الخاص بوضع ضوابط وشروط تؤمن حقوق المواطنين وتقديم الخدمات الجيدة لا على حساب التكلفة التي ترهق المواطن وعليه فان الدخول بمجال الخصخصة لا دارة موارد المياه لابد له من ضوابط تحافظ على حقوق المواطن وتسهل دخول القطاع الخاص لهذا المجال لا ان تعقد بالقوانين واللوائح لكي تصعب دخول القطاع الخاص بهذا المجال الذي اصبح بالعراق بوضع سيء جدا وعلى كل الأصعدة ولكل مجالات الاستخدام لذلك يجب ان لا يترك القطاع الخاص يصول ويجول لوحده بمجال دخوله لا دارة موارد المياه وليكون الهدف الاسمى هو توفير مياه امنه ولكل الاستعمالات للمستهلك وبأثمان تتناسب مع دخله وتحقق ربح معقول للقطاع الخاص باستثمار امواله وعلى الدولة ومنظمات المجتمع المدني ان تتولى مراقبة القطاع الخاص بهذا المجال **لقد حان الوقت للعمل على تغير اساليب ادارة الموارد المائية والعمل على ادارة المياه بمثاليه وكفاءه واقتصاديه لتجاوز محنة الشحة والندرة التي ضربت بعض الدول بالمنطقة لا سباب واضحه اغلبها نتيجة سياسات دول المنابع ومن الافضل ان تتخلى الدولة عن ادارتها المركزية لموارد المياه وان يكون العمل على اشراك المناطق والتنسيق معها وان يكون دور جمعيات مستخدمي المياه او المستفيدين من المياه دور فعال بإدارة مشاريع المياه وصيانتها لإدامتها وان يكون للمستخدمين دور بصنع القرارات وانجاز الخطط الاستراتيجية بشان ادارة موارد المياه حاضرا ومستقبلا
المهندس الاستشاري عبد الكريم حسن سلومي الربيعي 22-3-2024
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهي كفاءة استخدام المياه وإنتاجية المياه
-
مفهوم البصمة المائية ودورها بإدارة موارد المياه بكفاءة
-
المياه الافتراضية ودورها في مجابهة التحديات المائية في الشرق
...
-
مفاهيم حديثه خاصة بادارة موارد المياه بكفاءة
-
المخاطر الصحية من شرب المياه المنزوعة المعادن
-
مياه الشرب واهميتها
-
المياه تعني الحياة
-
المياه سلعة تجارية
-
العراق ومخطط الدمار البيئي الممنهج
-
تغيرات المناخ واثرها على بيئة وموارد المياه العراقية
-
متى يعي العراقيين الغرض من مخطط شحة المياه
-
سوء ادارة الخزين الاستراتيجي للمياه بالعراق من اسباب شحتها ا
...
-
المنظمات الماليه الدوليه ودورها الخطير في ازمات المياه
-
زراعة العراق وتأثيرها على الامن المائي والغذائي للبلاد
-
هل المياه ستصبح السلعة الاغلى بالقرن 21 الحالي
-
واقع المياه بالعراق(الواقع والتحديات ومقترحات الحلول)
-
رسالة مفتوحه لوزير الموارد المائية المحترم (السيد مهدي رشيد)
-
العراق والماء واقع مرير وسياسات خاطئة ومستقبل كارثي
-
العراق وبناء السدود الضخمة بين المنافع والاضرار
-
الإمبريالية واستغلالها لمشاريع السدود بالمنطقة العربية
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|