|
1 ـ قراءة في المشهد الغزاوي
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7924 - 2024 / 3 / 22 - 20:14
المحور:
القضية الفلسطينية
من حقنا أن نسأل عما يجري في قطاع غزة ، او بتعبير أدق ، آن الأون بعد مضي ستة أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية ـ الأطلسية على قطاع غزة أن نتفكر في الأهداف المتوخاة من هذه الحرب على ضوء المعطيات التي تتراكم يوما بعد يوم ، متشابهة ،دليلا على السعي لتنفيذ خطة رسمت مسبقا لتحقيق غاية مضمرة . لا شك في أن المحتلين الإسرائيليين يضيّقون الخناق على الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية تدريجيا منذ توقيع اتفاقية أوسلو و إقامة سلطة فلسطينية في رام الله على رأس جهاز أمني متعاون معهم ، إلى أن وصلت الأمور في أغلب الظن ، إلى نقطة اللاعودة بالنسبة للفلسطينيين من جهة و للإسرائيليين من جهة ثانية : ـ بدا للفلسطينيين ، سواء في الضفة الغربية و في قطاع غزة ، أنهم صاروا محاصرين من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أطلق ضدهم المستوطنين ، يهاجمونهم في منازلهم و يخرجونهم منها و يقطعون شجرهم و يستولون على حقولهم ويقتلون ابناءهم بدم بارد ، وسط تعتيم إعلامي مشدد بالإضافة لتعامٍ، دولي عالمي شامل و إقليمي (عربي ) و محلي ( السلطة الفلسطينية واعوانها ) شبه شاملين . لم يكن سكان قطاع غزة أفضل حالا . فهم محاصرون كما هو معلوم ، منذ سنة 2007 ، بعد فشل محاولة المخابرات الأميركية في زرع سلطة رام الله ، او سلطة مماثلة لها في قطاع غزة ، حيث صار السكان ، تحت قانون الغيتو ، في سجن بلا سقف . ليس مستبعدا في هذا الصدد ، ان تكون السلطات المصرية اتخذت تدابير جديدة في رفح بحيث صار اختراق الحصار أكثر صعوبة من ذي قبل ، مما زاد الطين بلة , و لا بد إلى جانب ذلك من التذكير بأن السجن " الغزاوي " مكتظ بالسجناء الذي تجاوز عددهم مليوني نسمة ، على مساحة لا تزيد عن 360 كلم² ، أعلى كثافة سكانية في العالم . أتضح أن اضطهاد الفلسطينيين و غزوات المستوطنين ضد مدن و بلدات الضفة الغربية مرشحة لان تصل القطاع حيث لن يكون امامهم إلا خيار من إثنين : الإبادة او النزوح نحو سيناء ، بموافقة الإدارة الأميركية ، كما يرشح من المواقف المعلنة و المشاريع المقترحة من هذه الأخيرة ، ديمقراطية كانت أم جمهورية . مجمل القول أن الفلسطينيين صاروا بحاجة بشكل ملح لحل لقضيتهم لا يقتضي إبادتهم أو ترحيلهم بصمت . ـ أما في الجانب المقابل فإن الدولة الصهيونية هي أيضا في مأزق يتطلب حلا عاجلا ، قبل افتضاح طبيعتها ، و ما تمثله حقيقة . يمكننا أن نقتضب في هذا الصدد فنقول : ـ إنها قامت أساسا ، على مبدأ إلغاء التاريخ أو محوه أو تحريفه : تجسد ذلك بنقل المسألة العنصرية التي تفاقمت في أوروبا في مرحلة نشوء الدول القومية ، و تناحرها فيما بينها ، إلى الشرق العربي و تأسيس دولة قومية يهودية أوروبية ، حيث لا توجد دول عرقية ، قومية و إنما جماعات دينية ، يهودية و مسيحية و إسلامية و قبلها صابئة و ديانات أخرى ، في مناطق متداخلة في جغرافيا و احدة . ـ قامت هذه الدولة الأوروبية اليهودية ، على أساسا منطلقات قومية ، عنصرية ، ساهمت في بلورتها الدولتان الاستعماريتان بريطانيا و فرنسا ، ثم و فرتا الظروف الملائمة لتحقيقها في فلسطين ، بعد إفراغها من ثلثي سكانها الأصليين ، و استبدالهم على أساس" عرقي و ديني " مفترض أو مزعوم ، بيهود من بلدان العرب . ـ يتمثل مأزق الدولة الصهيونية في الراهن بمسألة سكانية أسقط القناع الذي يخفي ممارستها لسياسة التمييز العنصري ، حيث صار عدد سكان اليهود في فلسطين أقل من عدد السكان غير اليهود في حين أن الفجوة بين الفريقين تتسع أكثر فأكثر ، من حيث عدم المساواة في جميع مرافق الحياة . ـ لم تلتزم الدولة الصهيونية بما تعهدت به في أوسلو ، لأنها تريد كل فلسطين بعد أخلائها من سكانها الأصليين ـ فشلت سياسة التطبيع مع بلدان الهلال الخصيب ، لأن الدولة الصهيونية تدعي أن لها حقوقا في أجزاء من جغرافية هذه البلدان . أغلب الظن أن هذه الاطماع كانت عاملا وازنا في أصل المشروع الأميركي الهادف لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الذي كشف عنه بعد غزو العراق و أتلاف دولته . ( للبحث تتمة )
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبعاد الحرب على قطاع غزة
-
إتلاف الشعب الفلسطيني
-
البحر أمامكم
-
الحرب الدولية الكبيرة 2
-
الأبادة أو المنفى
-
حرب دولية كبيرة
-
الموقف الوسطي خدعة في المحيط المتوسطي
-
3 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
-
2 حرب حزيران 1967 لم تنتهه بعد !
-
1 ـ حرب حزيران 1967 لم تنته بعد !
-
إعلام السرب !
-
6 الحرب على قطاع غزة, ما تظهره و ما تسمعه !!
-
5ـ الحرب على قطاع غزة ، ماتطهره و ما نسمعه |!
-
4 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
3 ـ الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و ما أسمعته !
-
2 ـ الحرب على قطاع غزة: ما أظهرته و ما أسمعته !!
-
الحرب على قطاع غزة ، ما أظهرته و أسمعته !
-
الحلول الهمجية ـ 2ـ
-
الحلول الهمجية
-
حرب واحدة أم حربان
المزيد.....
-
احتفال أيقوني بمسيرة بوتشيلي وتفاعل على إطلالة عمرو دياب في
...
-
وسائل إعلام عبرية: سماع دوي انفجارات في مستوطنات بشمال إسرائ
...
-
فيديو: بعد 50 عاما على تقسيم الجزيرة.. القبارصة ما يزالون يب
...
-
الهدوء يعود إلى بنغلادش بعد الاحتجاجات العنيفة وسط حظر للتجو
...
-
المستشار شولتس في افتتاح مؤتمر الإيدز: يجب حماية كل شخص
-
بوريل: دول الاتحاد الأوروبي لم تتفق على الإفراج عن الأموال م
...
-
مصر..منشور حول -مزاعم بسرقة حسني مبارك 200 مليار دولار- يثي
...
-
هجوم بري وجوي إسرائيلي على خان يونس
-
سيارتو: هزيمة روسيا وهم لن يتحقق
-
-أمبري-: -الحرس الثوري- اعترض ناقلة متجهة إلى الإمارات
المزيد.....
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
المزيد.....
|