|
الأحواز، نضال حتى النصر(6) احتدام المواجهة وتعدد الجبهات
محمود احمد الأحوازي
الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في نضال الشعوب محطات ومحاور وأحداث كبيرة ومؤثرة على السياسيين والمناضلين ان يعونها ويميزوها من غيرها من الأحداث العابرة و ان كانت لتلك الأحداث العابرة أصداء وآثار آنية وضجة إعلامية أو سياسية موقتة، حيث إن تمييز المحاور المهمة عن غيرها في ظروف اختلطت فيها الأحداث وترادفت، يعني السماح لنا – بعد معرفتها- بالتحليل ومعرفة طبيعتها وكيفية التماشي معها، معالجتها، استثمارها وبالنهاية العبور منها بسلام والانتقال إلى المرحلة التي من الضروري الإنتقال اليها بعد ذلك. هذه المعرفة وهذا التشخيص يمنع من انحراف النضال، الانتقال الطبيعي والسليم من مرحلة نضالية إلى أخرى أكثر تقدما، توفير الطاقات والقدرات وتقليل الخسائر وبالنهاية التسريع من الإقتراب من الهدف الذي ناضلنا من اجل الوصول إليه.
اليوم والشعب الأحوازي يمر بمرحلة تاريخية ومحطة تغيير كبرى، علينا ان نعي هذه المرحلة وما تحمله من مضمون في السلب والإيجاب في النضال، وما تأتي به من تحركات و ردود أفعال وخطط سياسية من أعداء شعبنا في السلطة وخارجها لمواجهة نضال شعبنا المتسع والمتطور بأساليبه وأدواته في هذه المرحلة.
الجميع يعرف ان القضية الأحوازية انتقلت خلال الفترة الماضية من مراحل الى مراحل متقدمة اخرى بنجاح-وان كان بعضها بتأخير وبتضحية- وهذا ما حرك كثير من قواعد الأعداء وإعلان التعبئة في داخل صفوفهم سواء في داخل النظام ومن قبل أعوانه وأنصاره أو من قبل معارضيه على السلطة من الشوفينيين المنضويين في الأحزاب والمنظمات والجبهات العنصرية المعروفة على ساحة المعارضة الإيرانية وان تلبس بعضها بلباس النضال الطبقي وادعى باليسار.
علينا ان نعي في هذه المرحلة الحساسة ان ما تروج له بعض التنظيمات الإيرانية من ان النظام الإيراني هو العدو الوحيد لنا وعلينا ان نوجه نضالنا لإزاحته فقط في المرحلة الحالية، هي فكرة سياسية مبسطة تصلح للإيرانيين ومن يدور في فلكهم من الأحزاب التابعة للقوميات فقط وهم يتصارعون مع السلطة من اجل تغيير نظام والمجيء بنظام يضمن لهم حقوق ديمقراطية و حرية تحزب وتكتل وتناحر علني من اجل الكراسي المصادرة من قبل عدة قليلة من المستبدين. لكن هذا الطرح السياسي لا يصلح لمن يناضل من اجل التحرر ومن اجل إعادة وطنه والسيادة على الأرض ويبحث عن سبل وأساليب لتحرير شعب من العبودية والاستعمار.
هذا يحتم علينا ان نعرف أعدائنا الحقيقيين بكل أطيافهم واتجاهاتهم السياسية وهم ليس بالضرورة متواجدين تحت خيمة النظام أو من أعوانه وأنصاره فقط، بل هم كل الذين يحملون الفكرة الإستعمارية والعنصرية ضدنا ويشاركون فعلا وعملا لمعارضة وصول شعبنا الى ما يناضل من اجله بدعوى اننا جزء من الشعب الإيراني أو اننا اقلية ايرانية ويشاركون بقمعنا ولو ناضلنا سلميا ويتدخلون ويشاركون في الصراع ويستعملون كل الوسائل السياسية والإعلامية و احيانا الحقوقية لمنعنا من الوصول الى حقوقنا القومية والإنسانية.
ولا نريد ان نخلط الأوراق بطرحنا هذا لأعداء شعبنا ونستبدل أدوارهم والتقليل من دور السلطات الحاكمة في القمع والتشريد والتهجير وسياسة التطهير العرقي التي تتخذها ضدنا ونعلنها دون تحفظ ان عدو شعبنا الأول هو النظام الذي يتحكم بمصير الجميع من شعوب وطبقات وفئات مختلفة و قوات قمعه هي التي تنفذ عملا كل الإجراءات القمعية بشكل مباشر على الأرض وهي التي تمتلك كل وسائل التنكيل والتعذيب وتحت امرتها كل القوى الإجرامية لمنع أي نشاط وتحرك سياسي وتنظيمي وتواجه شعبنا بكل الوسائل المتاحة. ومثل ما نعرف، حيث حاولت الأنظمة الإيرانية ملكية وجمهورية واعوانها منع نشر الفكر القومي التحرري بين الأحوازيين أولا ولم يتمكنوا، وحاولوا منع توسع الفكر القومي وتبنيه من قبل الأحوازيين بعيدا عن تنظيمات المعارضة الإيرانية خلال خمسين عام الماضية ثانيا وفشلوا في تلك المرحلة ايضا، واليوم والنضال القومي الأحوازي قد اجتاز مراحل تكامله وانطلق باتجاه الخلاص بعد تجربة مريرة مع اكثر الأنظمة دموية وعنصرية حرمت عليه حتى الأسماء العربية لأبنائه، استغلوا كل الوسائل المتاحة ليوقفوا مسيرة شعبنا النضالية ومنع تطورها وتأثيرها خصوصا على الساحة الإيرانية بكل قومياتها غير المتجانسة والثائرة ضد إمبراطوريتهم البالية وتخريب أحلامهم بالحفاظ عليها بإسم الإسلام هذه المرة وبسلطة رجال دين عرفت الشعوب دجلهم وكشفت الأيام كذبهم وعنصريتهم وفاشية حكمهم.
ونظرا لإقتراب شعبنا من مراحل نضاله الأخيرة بعد تبني الشعب الأحوازي النضال التحرري كحل نهائي لمعاناته الطويلة بعد فشل كل محاولاته السلمية للوصول ولو لبعض الحقوق التي طرحت من قبل بعض التجمعات الأحوازية في فترات خاصة، تحركت كل القوى الإيرانية من داخل السلطة ومن معارضيها لمنع نشر الفكر التحرري هذا في أوساط الشعوب غير الفارسية في إيران ومنع وقوع الفاجعة التي ستحل بهم مستقبلا وهم أقلية وسط مجموعة من الشعوب الثائرة من اجل إعادة حقوقها المغتصبة.
وحركت السلطات والمعارضة العنصرية معا كل خيوطها وكل أحزابها وأعلنت التعبئة لكل خلاياها النائمة لمنع النضال القومي للشعوب عامة ولشعبنا خاصة حيث شاركت في هذه الجهود المحمومة الخبيثة كل المجموعات من أنصار النظام وأعوانه وأيضا من معارضيه الذين مسكوا أحدى أهم الجبهات لمواجهة حركتنا والحركة السياسية للشعوب وايجاد العرقلة والقضاء عليها. ونعرف نحن الأحوازيين الأحزاب والتنظيمات الفارسية التي تعمل في هذا الاتجاه وهي عمدة نشطة في الخارج. كما ونعرف انها تتفق بينها من جهة ومع النظام من جهة أخرى في مواجهة المد القومي والتحرري للشعوب المضطهدة التي يطلقون عليها اسم "الحركات الانفصالية" وخاصة الحركة السياسية الأحوازية. وسبق وأشارت هذه الأحزاب وحللت و رفعت تقارير عن خطورة التحرك الأحوازي وأعلن بعضها الوقوف إلى جانب النظام - في هذه المرحلة من تحرك الانفصاليين الخطير- مثل ما أسموه. التي تبين لهم انها مرحلة نضال الشعوب المضطهدة وليس مرحلة "التحول الديمقراطي في ايران" التي يطرحها البعض منهم. ولا نستغرب نحن الأحوازيون اصطفاف كل هذه القوى الشوفينية من داخل وخارج السلطة الحاكمة للوقوف بوجه نضال شعبنا العربي، ولا نستغرب نحن الأحوازيون مساندة المعارضة الإيرانية الشوفينية للسلطات في قمعها للنضال الأحوازي ونضال الشعوب غير الفارسية الأخرى نظرا للتاريخ الطويل لنا في المواجهة مع هذه المعارضة عند ما كانوا بعضهم في السلطة عندما في عصر البهلوي ومنهم من ساندوا قمع الأحوازيين في انتفاضته بعد انتصار ثورة الشعوب ومشاركتهم في مجزرة المحمرة ونقصد هنا بالذات حزب التودة وفدائيي الشعب الأكثرية بعد وضوح مواقفهم داخل منظمة فدائيي الشعب بعد الإنشعاب الذين وقفوا علنا الى جانب النظام ضد ابناء شعبنا .
ومثل ما ميز الأحوازيون حتى الآن اصدقائهم واعدائهم على الساحة الإيرانية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وتحركوا للدفاع عن انفسهم ببناء علاقات سياسية و تنظيمية مع القوميات غير الفارسية في ايران، ستكون لهم جولات في هذا الخصوص في المستقبل ايضا عند ما تحتدم المعركة. ويعون الأحوازيين جيدا ان المعارضة الإيرانية وخاصة التنظيمات الإيرانية الشوفينية لا يمكن ان تقف الى جانبهم عند ما تتطور المواجهة وتتغير اساليبها وادواتها اكثر مما هي عليه، في مراحل النضال الأخيرة للخلاص وهذه بديهيات سياسية لا نقف عندها. لكن ما نقف عنده هو ان الأحزاب الإيرانية عملت كما عمل النظام الحاكم واستخدمت نفس الأدوات والأساليب وهم بعض من ابناء جلدتنا الذين ينتمون اليهم فكريا وتنظيميا حيث اصطف عدد منهم الى جانب السلطة المدعية بالإسلام تحت تأثير العامل المذهبي وانظم عدد آخر منهم الى بعض التنظيمات العنصرية الإيرانية المدعية بالإشتراكية واليسارية والمعروفة بمواقفها المعادية لتطلعات شعبنا والتي لعبت دائما على ورقة الإيديولوجية لتمزيق الصف الأحوازي, مثل ما فعلت في بداية الثورة ولم تتمكن ان تخذل ابناء شعبنا بهذا الأسلوب الخبيث إلا عدد قليل منهم الذي مازال يلعب دور الرابط المخرب بين هذه الأحزاب وبين المناضلين الأحوازيين ومنذ 27 عام وهم الذين زجت بهم الأحزاب التابعين لها في مرحلة نضالنا الأخيرة للحضور الفعال على الساحة الأحوازية لـتأمين ما طمحت اليه التنظيمات هذه.بالطبع لموضوع المقال فروع وشعب، لكننا سنسلط الضوء على جزء منه في هذا المقال وسنتطرق لما تبقى منه في مقالات اخرى في المستقبل.
وقبل ان نبدء الحديث عن المجموعات الأحوازية التي دخلت ساحة الأحواز النضالية من شباك التنظيمات الإيرانية وعن مخاطر ارتباطاتها وتحركاتها وتدخلاتها وفتنها، من الضروري ان نشير الى ان كثير من هذه المجموعات والمنفردين بظاهرهم دخلوا هذه اللعبة القذرة لأعداء شعبنا من حيث لايدرون حيث كان الإرتباط الإيديولوجي بينهم وبين التنظيمات التي ينتمون لها يحتم عليهم الوقوف الى جانب تنظيماتهم العنصرية التي يفخرون بالانتماء لها ويناضلون من اجلها ومن اجل إيران بزعمهم ديمقراطي مستقبلا. و يتستر بعضهم، وهذه خطط الأحزاب الإيرانية نفسها، يتستر بمواقف قومية واحيانا تحررية. هذه المجموعات الصغيرة المحدودة العدد التي ركزت نشاطها على الأحزاب الأحوازية في الخارج عمدة، نشطت مؤخرا وخاصة في العامين الأخيرين بعد نشاط التنظيمات الأحوازية بشكل ملحوظ. ولعبت هذه المجموعات التي تزينت باسماء مطرزه، لعبت دورا مخربا في اوساط الأحوازيين في الخارج وكان لهم الأثر السلبي الملحوظ على نضال ابناء الأحواز وعدم تجمهرهم بوجه العدو على الساحة الدولية. ولا نتهم في مقالنا هذا شخص أو تنظيم بعينه لكننا مسؤلون عن طرح القضايا بشفافية حتى تكون الأمور معروفة لأبناء شعبنا ويكون للمناضل الأحوازي موقف من هؤلاء سواء كانوا تنظيمات احوازية أو أفراد يعملون لصالح تنظيمات إيرانية دون ان نجمعهم في خانة واحدة حيث ان هناك فرق كبير بين احوازي يسير في الاتجاه الخطأ واحوازي يعمل علنا لصالح العدو المحتل وهذه الأخيرة جريمة بسبق الإصرار.
بالنسبة للتظيمات الأحوازية التي تسير في خارج السرب الأحوازي، فمن مسؤوليتنا ان نبني على نيات بعضهم الحسنة ونتحاور مع هذا البعض ونطرح القضايا بشكلها الشفاف ونحاول الإستمرار بالحوار معهم ضمن ما نحاول التقليل من تأثيرهم السلبي على الساحة الأحوازية السياسية بإطروحاتهم الخاطئة، حتى الوصول الى المرحلة التي تفصلنا عنهم إن لن يتراجعوا عن مواقفهم ولن يعودوا الى احضان شعبهم وتلك المرحلة يمكن ان تكون بعيدة فعلا عن مرحلة نضالنا الحالية. ونحن مؤمنون كل الإيمان ان إصرار شعبنا على تبني النضال التحرري واحتدام المواجهة كفيلان بحل هذه المسألة.
في الاتجاه الآخر، هي المصلحة الوطنية التي تمنعنا من المواجهة مع التيارات الأحوازية التي تختلف معنا في الرؤية وهي محدودة العدد والقدرة على الساحة، هي نفس المصلحة تملي علينا المواجهة وتدعونا للوقوف بحزم بوجه الأحزاب والتيارات الإيرانية ومن يقف معها ويعمل لصالحها في صفوف الأحوازيين وان تلبس بلباس الأصدقاء.
ومن الأحوازيين صنفين يخدمون العدو منفردين من حيث يدرون أو لا يدرون. منهم من يزج بهم النظام في أوساط المناضلين والتنظيمات الأحوازية لخلق الفتنة والشكوك وعدم الثقة بالنفس وبالشعب وهؤلاء يمكن عمدة ينجحون في تنفيذ خطط النظام في الخارج أكثر من الساحة الوطنية نظرا لعدم الدقة و الاهتمام بالعامل الأمني على هذه الساحة وحاجة التنظيمات لجموع تستنفرها لخدمة القضية في التجمعات والمظاهرات والمناسبات الوطنية ونظرا للأمان السائد في هذه البلدان وعدم تخوف المناضلين من البطش الإيراني، وهذا طبعا خطأ سياسي وتنظيمي يمكن ان يدمر تنظيما عريقا ويفشل خططه العملية ان لم يعالج. اما الصنف الثاني وهم الذين كانوا ومازالوا أوفياء لأعداء شعبنا في التنظيمات الأيرانية وخاصة المدعية باليسار منها وهؤلاء هم الذين دربتهم الأحزاب الإيرانية صاحبة التاريخ الطويل في العمل السياسي، دربتهم تدريبا جيدا وعملت وخلال سنوات على اعادة بنائهم الفكري الى حد أصبحوا أوفياء الى حد كبير لتنظيماتهم العنصرية التي غذتهم بشعارات إنسانية يرددونها دائما ويخلقون الشكوك بنزاهة المناضلين وكيل التهم لهم وهم يجيدون لعبة الفتنة وزرع المواجهات الضارة بين ابناء الشعب الواحد افرادا وتنظيمات وهم الفخورين احيانا بإنتمائاتهم الفكرية المزينة بزينة انسانية. ومن جملة ما يقوم به هؤلاء, خلق الجبهات بين الأحزاب وبين الأحوازيين وهم يساندون هذا من الأحزاب ويواجهون الأخر, حسب استراتيجية التنظيمات التي ينتمون اليها.
ولا نقصد بهذا المقال ان يوجه الأحوازيين رماحهم لهؤلاء المساكين مباشرة بدل استهداف العدو بل ما يقصده المقال هو ان لا ننسى ان التنظيمات الإيرانية المعارضة التي تدعي المساندة وتطلب التحالف احيانا مع الشعوب من اجل أهداف لم تعد خافية على احد بعد ما قامت به هذه الأحزاب من تحركات لصالح إيران مقابل أهداف الشعوب ونضالها، لا ننسى خطورة تعاملنا معهم ومع مندوبيهم وممثليهم في اوساط شعبنا. ومبررنا لهذه المخاوف من التنظيمات الإيرانية الناشطة في الخارج هو ما شاهدناه في الأشهر الأخيرة من التحركات المريبة للبعض ممن ينتمون لهذه التنظيمات من الأحوازيين وخاصة ما قاموا به من فتن واهانات للمناضلين وخلق شكوك في نضال شعبنا وبقدراته وبتنظيماته ورموزه حيث اختلقوا لكل من الرموز أسماء مثل الغوغائيين والإرهابيين والأصوليين والسلفيين والتكفيريين والبعثيين بالإضافة الى خلق التفرقة بالاصطفاف الى جانب البعض مقابل البعض الأخر والتحرك المشبوه بين العواصم والمشاركة في كل الاجتماعات للتنظيمات الأحوازية الهادفة للملمة القوى لخلق مجموعات ضغط على التنظيمات المناضلة في هذه الاجتماعات. ورأينا كيف يشارك هؤلاء في المؤتمرات باعداد تفوق اعداد التنظيمات الأحوازية والمشاركة المخربة في الحوار بين التنظيمات حيث كان ذلك الجهد الخبيث مشهودا في مؤتمر التنظيمات في الدنمارك و بن كما في البرلمان السويدي والدنماركي والألماني. وكان لتواجد هؤلاء الأثر السلبي الملاحظ على الخروج بنتائج ايجابية لهذه المؤتمرات حيث خلقوا الفتن وحاولوا ان يجروا بعض التنظيمات خلفهم وعملوا لأنفسهم غطاء احيانا من بعض التنظيمات الأخرى المتطابقة معهم مرحليا ليصطفوا تحت رايتها. لكن وعي التنظيمات الأحوازية حال دون نجاحهم حيث افشل خطط كثيرة لهم بعد ما افسدوا الإجتماعات بتدخلاتهم، لكنهم نجحوا بالتأكيد بخلق جو من عدم الثقة والمواجهة بين التنظيمات ان لم ينجحوا بتفيذ خططهم في اصطفاف البعض معهم لصالح سياسة الأحزاب الشوفينية الإيرانية.
هذه التجربة مرت بها الجالية الأحوازية في ما سمي وعرف بمؤتمرات عرب إيران قبل أربعة وخمسة أعوام ايضا حيث كانت رموز هذه المجموعات تعمل بجهد لإنقاذها وبالنهاية تهشمت كل مخططاتهم على صخرة وقوف وصمود الأحوازيين الشرفاء حيث لم نسمع الآن لا عن عرب إيران ولا عمن قادوا تلك الحركة أبدا.
ما اضطرنا للكتابة في هذا الخصوص هي الخسائر التي لحقت بالحركة السياسية الأحوازية على الساحة الدولية بسبب تدخلات التنظيمات الإيرانية بزج اعضاءها من العرب في التجمعات الأحوازية وبين الأحزاب وبمسميات براقة وملونة. ان تدخلات تنظيمات المعارضة الإيرانية في الخارج لعبت دورا اكثر تأثيرا من دور عملاء النظام نفسه في شق الصف الأحوازي وابعاد قواه الوطنية عن بعضها وكل ذلك تم بواسطة عناصرهم الأوفياء من الأحوازيين وهذا ما علينا ان نعيه حيث ان هؤلاء هم الذين رفعوا راية الإستسلام قبل بدء المعركة وهم الذين يرفعون راية الفتنة وخلق الشكوك بقدرات شعبنا اليوم من اجل شق الصف الأحوازي ولو سئلتم احدهم اليوم عن النضال الأحوازي والأحزاب الأحوازية و عن المناضلين الأحوازيين لا تسمعون منهم غير الاستهزاء والتمسخر مما يبين بوضوح دور هذه المجموعات التخريبي في اوساط الأحوازيين.
وليس ما نحذر منه اليوم في هذا المقال كشف تاريخي اكتشفناه أو عبقرية ثورية نطرحها على الشارع الأحوازي بل اننا نعيد التذكير لمنع تجربة شعبنا والشعوب الأخرى التي ناضلت من اجل التحرير قبلنا ومرت بهذه التجربة المريرة حيث يعرف الكثير تاريخيا ما عاناه شعبنا مرات ومرات من التنظيمات العنصرية الإيرانية وخاصة من حزب التودة سواء في ثورة مصدق واتهام العرب بـ (العرب الگرازه= چماقداران عرب) وحتى ثورة الشعوب حيث ايدت هذه التنظيمات مذبحة المحمرة وايدوا الجلاد مدني واسموه بـ "ممثل الإمام الخميني والثورة الإيرانية في خوزستان" وذلك في بيان لـ "حزب التودة" انتشر في يوم المجزرة. اما تجربة الشعوب فـ يمكننا التذكير بالتجربة الفرنسية عندما احتلت اراضيهم من قبل القوى النازية، وانظم منهم الكثير ليساندوا قوات هتلر الغازية قبل وبعد احتلالها لفرنسا وكثير من البولنديين والروس فعلوا ذلك أيضا بالإضافة الى ما قام به نغوين ديم في فيتنام الجنوبية ومن ساندوا لتقسيم كوريا في الحرب العالمية الثانية وها نحن نواجه نفس القوى التي لا تعرف غير مصالحها ومصالح احزابها العنصرية التي أغرقت ابناءنا بشعاراتها المزينة بزينة إنسانية عن وحدة الطبقة العاملة و رفض النضال القومي والصاق التهم بحركة الشعوب التحررية وبمناضلي الشعوب على حد سواء.
وفي نهاية المقال هذا نشير الى ان الأحوازيين الذين يحسنون قراءة الخطوط السياسية جيدا يعرفون انه صحيحا ان النظام هو عدونا وهو الهدف الأول في المواجهة القادمة لكن أعداء شعبنا في خارج السلطة أيضا لهم أدوارهم فعلا ولهم ادوار سيلعبونها في المستقبل وأعداء النظام هؤلاء الذين يختلفون معه في أسلوب الحكم وبسبب عدم السماح لهم بالمشاركة في السلطة لا يختلفون معه في مواجهة التحرك القومي للقوميات غير الفارسية وخاصة تحرك الشعب العربي الأحوازي الذي تحمل الثقل الأكبر في نضال الشعوب نظرا لأهمية الأحواز و الأحوازيين الاستراتيجية، التاريخية، الاقتصادية وبالنهاية القومية وامتدادها الواسع وعلاقتها بكثير مما يجري في المنطقة ولذا فندعوا للإهتمام بالظاهرة السياسية الجديدة التي نشرتها التنظيمات الإيرانية بين الأحوازيين في الخارج في الفترة الأخيرة وعدم التساهل معها.
محمود احمد الأحوازي
30 تشرين الثاني 2006
#محمود_احمد_الأحوازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|