أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها















المزيد.....

-اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 47 - 2002 / 1 / 27 - 08:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




في لعبة كرة القدم،لا يرفع الحكم بطاقة الإنذار بلونها الأصفر ضد أي لاعب إلا بعد أن يطفح به الكيل . أما الحال عند جماعات صنفت عنوة تحت عنوان "التيار أو الخط اليساري" فلا تكلف نفسها العناء مثل الحكم المذكور ،فنجدها ترفع كارت الإدانة دون أية مواربة ضد أي موقف يتخذه الغرب وأمريكا تجاه أي حدث يجري في العالم .
ففي المعركة التي دارت بين الطالبان وأمريكا رفعت بعض هذه الجماعات "اليسارية" في الشرق والغرب كارت إدانة الحرب الأمريكية كما هو حال الإسلاميين الذين رفعوا نفس الكارت .فعندما تقرأ لأي يساري من ذلك الصنف ولنأخذ واحدا من أبرزهم مثل ناعوم تشموسكي فهو يشير إلى المذبحة التي ارتكبت في نيويورك وواشنطن ولكنه لم يأت على ذكر الإسلاميين ويصب جام غضبه على أمريكا،وهنا تصبح جريمة الإسلاميين بمنأى عن أي نقد أو سخط من قبل هذا اليسار الفاضل .
الغرب -كما يعرفه أي إنسان بسيط-عمل على دعم جماعة متوحشة مثل طالبان واسامة بن لادن من اجل وقف مد اليسار أيام الكتلة الشرقية وجدار برلين وغذى الأفكار والتقاليد المتخلفة داخل الجاليات التي صنفت عنوة بالإسلامية أو المسلمة ووقف حائلا دون تقدم المجتمعات العربية والشرق الأوسطية وغيرها صوب العلمانية تحت يافطة "تقاليد المجتمع الإسلامي،تراثهم،معتقداتهم..الخ" واستمرت هذه الأعمال المنظمة ضد الجاليات والمجتمعات الآنفة الذكر دون أي نقد ثوري من قبل نفس اليسار المخلص للبشرية ! وكأن هذا اليسار لا يلتقي مع حكومات الغرب وأنظمته وحسب ، بل ويبارك خطاه حيث يؤكد من الناحية العملية أن الإنسان في مجتمعاتنا هو بالفطرة متوحش وغير متمدن ولا يمكنه استيعاب العلمانية ، وبعيد كل البعد عن الحضارة المدنية. فعليه، سقوط جماعة مثل الطالبان وعلى أيدي مجرمين وصانعيهم في البيت الأبيض الأمريكي وقناة CNN ،لا ينفع ذلك الإنسان ، المهم إدانة المعركة لان أمريكا تدير رحاها.
إن أحمق مثل فيدل كاسترو وهو الآخر صنف في جدول ذلك اليسار المنقذ للإنسانية، عندما يذهب إلى الجمهورية الإسلامية في إيران قبل اشهر ويزور قبر مجرم مثل الخميني قاطع أعناق آلاف الشيوعيين واليساريين والتقدميين في إيران ، جلاد المرأة الإيرانية ، قاتل الأسرى العراقيين ، مؤسس الإرهاب وصانع الإرهابيين ، لا يهمه ما سطر في سجل جمهورية الدم والرعب المعروفة بالجمهورية الإسلامية ، بل جل ما يهمه أنها تصارع "الشيطان الأكبر". ترى هل بقى فيدل كاسترو في خانة اليسار أم سطر عنوة في سجلاته أو أن ذلك - اليساروي -سرق تلك اليافطة كي يحمي نفسه ومصالحه تحتها ، أسوة بباقي الجماعات اليسارية الأخرى !.
وعندما ثبت نظام الأسد نفسه بالحديد والدم وصادر الحريات المدنية واعدم ما اعدم ومن نجى خطأ من الإعدام زج ونسي في السجون المعروفة في سورية "تدمر وعدرا" والتي ذاع صيتها اكثر من سد مأرب والأهرامات ، حتى من الممكن أن تصنف تحت باب عجائب الدنيا السبعة مما دفع بالرئيس بشار إلى إغلاقها كي يدفن ماضي أبيه الناصع . وأجرى كل تلك الإعمال تحت عنوان محاربة العدو الصهيوني والإمبريالية ، و غض الحزب الشيوعي السوري النظر عن تلك الأعمال وصنف حافظ الأسد ونظامه تحت خانة اليسار لأنه كان يوما يقف إلى جانب المعسكر الشرقي.
أما النظام البعثي الفاشي في العراق فكان ومازال يذيب معارضيه في أحواض الاسيد ويغتال الشيوعيين في وضح النهار وكان يرتكب تلك الأعمال مثل رفيقه البعثي في سورية تحت ظل محاربة الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية ،وقد صنفه الحزب الشيوعي العراقي بأنه نظام يساري وبأن صدام حسين هو فيدل كاسترو العراق .
أما التيار الإسلامي في لبنان إضافة إلى كل ممارساته الوحشية ومحاولته تثبيت تقاليده العفنة ، فقد ذبح على أيديه مفكرين وكتاب شيوعيين وتقدميين مثل مهدي عامل وحسين مروه ، صنف هو الآخر باليساري لانه وقف ضد العدو الصهيوني ولم يتجرا أي طرف حتى ان يسمي الأسماء بمسمياتها فاكتفى اليساريون بالتصريح بأنه وراء اغتيال أولئك الأشخاص "التيار الظلامي" خوفا من غضب التيار الإسلامي "اليساري".
في الحقيقة لنا في صفحات التاريخ الكثير من اللوعات والصفعات التي لا يستطيع المرء أن يعدها لكن من المثير أن استراتيجية هؤلاء الذين زجوا أنفسهم في جدول اليسار لم تتغير ، فالعدو هو واحد في كل مكان وزمان. فحزب توده الإيراني على سبيل المثال لا الحصر بارك جرائم الجمهورية الإسلامية التي قامت بتصفية جميع قوى اليسار في الثورة الإيرانية عام 1979لان تلك الجمهورية أشهرت معاداتها للغرب واحتلت السفارة الأمريكية . وها قد عاد رفاقهم الان "فيدل كاسترو"بعد عقدين من الزمن ليبارك تلك التصفية وتحت نفس الشعارات السابقة .
ولكن الذي أثار حيرة هذا اليسار من شرقه إلى غربه ، هو الموقف من الصراع الدائر بين الإرهاب الإسرائيلي الفاشي بقيادة اريل شارون وبين المنظمات الإسلامية التي لا تقل إرهابية عن الحكومات الإسرائيلية . فغض النظر أو التعامي عن جرائم العمليات الانتحارية للإسلاميين ضد المدنيين الإسرائيليين يأتي من نفس الاستراتيجية التي ذكرتها وهي أن إسرائيل صنيعه أمريكا وان أمريكا منبع الشر في العالم في نظر اليسار الفاضل المذكور وفي نظر الإسلاميين أيضا .نتيجة لذلك ، على الإنسان المدني الإسرائيلي ان يدفع ثمن سياسة حكومته الفاشية أسوة بالإنسان الفلسطيني الذي هو بدوره ضحية مجرمين امثال شارون وبيريز وباراك وغيرهم . حقا إن هذا اليسار يثير الكثير من الإعجاب حول استراتيجيته الإنسانية !
إن الذي استحق الإدانة والشجب في معركة أمريكا وطالبان هو بث الرعب وقتل الأبرياء الذين كانوا ضحية الإسلاميين وجرائم أمريكا طوال عقدين من الزمن. أولئك الذين ما زالوا يدفعون ثمن الحرب الباردة ونتائج انتهائها. إن اليسار الحقيقي هو الذي يقف اليوم بوجه جرائم الإسلاميين وأمريكا في العالم . فعنوان الإرهاب الأمريكي في الشرق الأوسط هو جرائم الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وهو المبرر والورقة الرابحة لوحوش مثل إسلاميين ونظام صدام حسين في إدامة فاشيتهم تحت يافطة الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية .



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير
- CNN قناة الجزيرة و
- محنة الأطفال في ظل البعث
- صدام حسين والمرأة العراقية
- بين هولوكوست والأدب
- المنطق الوحشي والنفاق السياسي
- الاستهتار بحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي
- مقولة الإلحاد في مفهوم السلطة والمعارضة
- مفارقات عنصرية
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
- ماذا نعرف عن العالم الخفي لمنجم ذهب تديره إحدى العصابات بجنو ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 في الغارة الإس ...
- ما هي الدول والشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل؟
- سلسلة غارات إسرائيلية على منطقة البسطا وسط بيروت
- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سمير عادل - -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها