أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - كيف تقيّم الأحزاب الافريقية الوضع في القارّة وما هي بدائلها؟ (2/1)















المزيد.....

كيف تقيّم الأحزاب الافريقية الوضع في القارّة وما هي بدائلها؟ (2/1)


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7921 - 2024 / 3 / 19 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنويه: للإجابة على هذا السؤال، ننشر اليوم ترجمة لنص من أدبيات الحزب الشيوعي الثوري لبوركينا فاسو وهو أحد الأحزاب المؤسسة للندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية حول الأوضاع في القارّة الإفريقية على ضوء النضالات التي تشهدها بلدان القارّة في مواجهة العقد الاستعماري الجديد التي تسعى القوى الامبريالية لتكبيلها به.
***

1 ـ مميّزات الوضع الراهن في القارّة

تشكل القارّة الإفريقية هدفا للأطماع ومركزا للتنافس بين الامبرياليين في إطار تفاقم أزمة النظام الامبريالي والصراع حول تقاسم مناطق النفوذ الجيوستراتيجية، وتمرّ بمنعرج سياسي كبير يتّسم بالأحداث التالية:
ـ في جهات عديدة من القارّة (إفريقيا الغربية والوسطى والشرقية والأسترالية الخ...) تعيش مختلف الدول اضطرابا عميقا من جرّاء أزمة النظام الرأسمالي، وبالتالي فهي مستضعفة وعاجزة عن الإيفاء بطموحات ومطالب الشعوب التي تعيش الفقر والبؤس.
ـ إنّ الأنظمة الاستبدادية والفردية الناتجة عن الانقلابات العسكرية والتزوير الانتخابي أو عن حروب أهلية رجعية تفرض على الشعوب نمطا اجتماعيا يتسم بغياب الحريات الديمقراطية الدنيا.
ـ إن الصراعات العسكرية والعنف تتكاثر في مختلف بلدان ومناطق القارّة الإفريقية (ساحل العاج، النيجر، السينيغال، مالي،بوركينا فاسو، موريطانيا، جمهورية إفريقيا الوسطى، غينيا بيساو، السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية).
ـ إن الصراع يحتدّ بين مختلف القوى الامبريالية (الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، الخ...) والقوى الطامعة الجديدة مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وتركيا من أجل مراقبة مناطق النفوذ في إطار الصراع من أجل إعادة تقسيم العالم. وتندرج هذه التناحرات أيضا في إطار السعي إلى الاستحواذ على الأسواق وعلى نهب الثروات الشاسعة المنجمية والفلاحية بإفريقيا (النفط، اليورنيوم، النحاس والكولتان، والقهوة والكاكاو).
ـ إن تنامي النضالات من أجل االتحرّر السياسي والانعتاق الاجتماعي للشعوب الإفريقية وخاصة لدى الشباب من خلال انفجارات اجتماعية وتحرّكات شعبية مكثّفة تهدف للتعبير بقوة عن مطالبهم من أجل الحقوق الديمقراطية والاجتماعية.

إنّ هذه النضالات ـ مع التأكيد على التطوّر اللامتساوي حسب البلدان ـ موجّهة أساسا ضدّ:
* برامج الإصلاح الهيكلي المفروض من طرف القوى الامبريالية وأجهزتها االمالية: صندوق النقد الدولي، البنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة
* الأنظمة الاستعمارية الجديدة البيروقراطية والرجعية و الأوتقراطية عسكرية كانت أم مدنية وأدوات قمعها والأحزاب ـ الدول وقوى الدفاع والأمن الفاشية ودولة اللاقانون الخ...
هذه الحركة تستحقّ عنايتنا الخاصّة من أجل تحليلها واستخلاص الدروس على أساس مبادئنا الماركسية اللينينية من أجل الدفع إلى الأمام بنضالات البروليتاريا والشعوب الإفريقية نحو التحرّر الوطني والاجتماعي.

2 ـ الخاصيات الأساسية لحركة التحرّر السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشعوب الإفريقية:

أ ـ إن المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الموضوعة في الصدارة من طرف الشعوب الإفريقية تتّصل بالمبادئ التالية:
ـ الحرية السياسية ودولة القانون الديمقراطي الحقيقي الذي يفتح المجال الكامل أمام التمتع الكلي بالحريات الفردية والعامّة وأمام التطوّر الاجتماعي
ـ حرية التعبير والنشاط والتنظم بما في ذلك حرية بعث أحزاب سياسية في إطار تعدّدية كاملة.
ـ الحقّ في تقرير المصير، الحقّ في الاختيار الحرّ للنظام السياسي والاقتصادي، ورفض الاعتداءات والتدخّل العسكري الامبريالي ورفض نهب التراث والثروات العمومية المرتبطة ببرامج الخوصصة المملاة من طرف صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.
ـ الشغل للجميع، التمتع بالخدمات الصحية والسكن اللائق للجميع والحق في التعليم للجميع والقضاء على الأمية وبلوغ الاكتفاء الذاتي الغذائي الخ...

ب ـ إنّ حركة التحرّر السياسي والاجتماعي تتّسم بالطابع الجماهيري: ملايين الرجال والنساء والشباب يهتمّون بالحياة السياسية ويدخلون في صراع نشيط وبكل عزم من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة. لقد قامت في كثير من البلدان مظاهرات قويّة شعبية ضدّ غلاء المعيشة وضدّ الفساد والتحيّل الضريبي والإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية (مسيرات، تجمّعات تتحوّل إلى مواجهات دامية مع فيالق عسكرية)، إضرابات اقتصادية وسياسية جماهيرية. بعض التحرّكات اكتست طابع العصيان (البينين، الطوغو، بوركينا فاسو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، إفريقيا الجنوبية، مالي).

ج ـ إنّ حركة التحرّر السياسي والاجتماعي الحالي للشعوب الإفريقية تستهدف أساسا النظام الاستعماري الجديد مغرقة البورجوازيات الفاسدة الحاكمة في اليأس والحيرة. وتُظهر هذه الحركة أنّ الثورة الديمقراطية المعادية للامبريالية والرجعية والبيروقراطية كبديل للأوضاع الراهنة مطروحة للإنجاز الفوري من أجل إقامة وتثبيت نظام اجتماعي جديد يرتكز على التحرّر التامّ للإنسان على المستوى المادّي والفكري والثقافي والأخلاقي والروحي.

د ـ ولكن ما يميّز هذه الحركة هو ضعف أو غياب العامل الذاتي للثورة، وهو ما يفسّر النواقص السياسية والمحدودية التنظيمية التي تشكّل عوائق تمنع الشعوب، حتّى في الحالات الثورية، من تحويل هبّاتها إلى ثورات حقيقية. إنّ هذا الضعف السياسي والإيديولوجي والتنظيمي يعطي هامشا لتصرّف القوى الامبريالية وبيادقهم الأفارقة للالتفاف على هذه الحركات الحاملة لآمال البروليتاريا والشعوب.

ه ـ إنّ نضال الشعوب الإفريقية من أجل التحرّر والانعتاق يؤكّد بلا لبس صحّة المقولات الماركسية ـ اللينينية ويبرز النقاط التالية:

* إنّ النظريات البورجوازية والنظريات الإصلاحية من مختلف المشارب حول استحالة الثورة قد سقطت تدريجيا بالنضال الملموس للجماهير الشعبية المنادية بنظام اجتماعي تقدّمي جديد مكان النظام الرأسمالي الاستعماري الجديد الفاشل الذي انتهى زمانه. لقد انهزمت كذلك تباعا النظريات الاستسلامية حول "القوّة التامّة للامبريالية التي لا تُقهر والتي كان على الشعوب أن ترضخ لها. إنّ الشعوب الإفريقية التي أثبتت عزمها وبطولتها ضدّ الأنظمة الاستعمارية الجديدة (كما في النيجر ومالي وبوركينا فاسو والبينين والسينيغال ونيجيريا الخ...) موقعين الامبرياليين وحلفائهم في حيرة. إنّ الثورة في تونس ومصر التي أطاحت بدكتاتوريات بن علي ومبارك تُعتبر أمثلة ساطعة للفكر المقاوم والمناضل للشعوب. كل ذلك يُبرهن على أنّ قدرات الامبريالية تتآكل، وإنّها تمرّ بمرحلة التقهقر، بينما تنمو تدريجيا قدرات البروليتاريا والشعوب.

* إنّ المحاولات التي تبذلها الامبريالية وحلفاؤها بإفريقيا من اجل محاصرة أو تصفية حركة تحرّر شعوب القارّة تبيّن بوضوح:
ـ أنّ النضال المعادي للامبريالية، وحتّى يكون هادفا، عليه أن يكون في نفس الوقت نضالا ضدّ الطبقات والفئات الحليفة للامبريالية. إنّه نضال طبقي في الآن نفسه.
ـ إنّ الثورة الديمقراطية المعادية للرجعية والبيروقراطية التي هي قضية الساعة في إفريقيا، عليها أن تحدّد كهدف لها الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية وهو المحتوى الأساسي لثورات العصر، عصر الامبريالية والثورات الاشتراكية.

* إزاء تنامي النضالات الشعبية، تواجه الامبريالية وحلفاؤها الأفارقة الشعوب بعنف رجعي وحشي (اغتيالات سياسية، اعتداءات على المظاهرات السلمية، اعتقالات وتعذيب وحشي ضد مناضلي الحرية، تدخّل وحشي من الفيالق العسكرية الأجنبية لإنقاذ النظام الاستعماري الجديد). وباستخلاص الدروس من ممارسات الامبريالية وحلفائها، تتبيّن الجماهير الشعبية شيئا فشيئا ضرورة العنف الثوري، وبشكل طبيعي، تضع على جدول أعمالها بصورة عملية العصيان المدني كشكل نضالي أرقى.

* ومع الهزيمة المؤقتة للاشتراكية على الصعيد العالمي وممّا نتج عنها من تراجع في المدّ الثوري، أعلنت البورجوازية الرجعية والانتهازيون والإصلاحيون من مختلف المشارب مبكّرا نهاية الشيوعية والإيديولوجيات وما ارتبط بها. "الصراع الطبقي، ضرورة المصالحة الوطنية، التسامح والعفو الخ..." إنّ الوضع الرّاهن يكذّب هذه التكهّنات. فالحياة ستبيّن بأكثر وضوح أنّ تلك الادعاءات إنّما هي نابعة من تيّار مهادن أمام الهجمة الامبريالية والرجعية يحاول الاحتماء بنظريات تدّعي إمكانية إدخال إصلاحات عن النظام الرأسمالي القبيح ذي الجراح المقرفة. إنّ الإصلاحية في وضع إفريقيا الراهن تهدف إلى الدفاع عن النظام الاستعماري الجديد وإلى إعاقة أيّ حلّ ثوري للأزمة التي تعصف بالقارّة الإفريقية.
وعلى ضوء هذا التوصيف الدقيق لأزمة النظام الاستعماري الجديد في إفريقيا، ما هي البدائل التي تقترحها الأحزاب الماركسية اللينينية في القارة؟ وهو ما سنتناوله في العدد القادم.



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى ستظلّ إفريقيا تحت تهديد شبح المجاعة؟
- من بعض مظاهر صراع الدول العظمى على افريقيا
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
- تحرر المرأة والاشتراكية (ترجمة)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة لينين (الجزء الثامن والأخير)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السابع)
- افريقيا ... مستقبل العالم
- هل هي نهاية حقبة -افريقيا الفرنسية-؟
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء السادس)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الخامس)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الرابع)
- مائة سنة بعد وفاته، تعاليم لينين إرث الطبقة العاملة على طريق ...
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (النص كاملا)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الثالث)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي لينين (الجزء الثاني)
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الأول)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 4/4)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 4/3)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 4/2)
- الطبقات والصراع الطبقي والوعي الطبقي (ج 1/4)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - كيف تقيّم الأحزاب الافريقية الوضع في القارّة وما هي بدائلها؟ (2/1)