عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 21:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ألأطار مَدين للتيّار :
بعد أن أحسّ الأطار التنسيقي بفقدان الكثير من شعبيته بل و فشله في أدارة الدولة و تفاقم الأزمات خصوصا السياسية و الأقتصادية, بخلقهُ آلكثير من المشاكل التي لا يتسبّبها حتى جديدي العهد و المراهقين في آلسياسة؛ بدأت خلال الأشهر الأخيرة و بشكلٍ مكثف بعد رفض أكثر من 90%من الشعب سياسات و مواقف الأطار على كلّ صعيد, من خلال رفضهم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات و التي رفضت ثلاث محافظات شيعية رئيسية بينها البصرة بآلأضافة لمحافظة ديالي من تعيين محافظين من قبل الأطار, و هكذا إنكشف حقيقة الأطار و دوره التخريبي في قيادة العملية السياسية ناهيك عن الأقتصادية و الأجتماعية و العسكرية و المالية و غيرها, و التي لولا الصدر الذي تنازل أساساً عن السلطة و 75 مقعداً في البرلمان ليمهد السبيل للأطار الذي قتل المتحاصصون فيه أنفسهم على السلطة كما آبائهم من قبل حين قتلوا أهل البيت(ع) للتسلط, و كأنها لعبة كرة القدم أو السلة أو الطائرة للفوز بآلمغانم لا غير!؟
و فاتتهم بأن ما يقومون به يتعلّق بمصير شعب أفقروه بعد ما سرقوا أكثر من ترليوني دولار منه ليصبح العراق طبقتين ؛
طبقة الأثرياء والنبلاء ..
و طبقة الفقراء و المسحوقين .. و بآلتالي ليصل العراق كله و هو أغنى دولة في العالم إلى الحال الذي يرثى له و يشهده الجميع!؟
المهم بدأت توسلات و تنازلات الأطار التي جاءت بعد خراب البلاد و العباد .. و هي أصلاً مدينة للتيار الصدري الذي أثبت للعالم بأنهم ليسوا طلاب سلطة ولا دنيا على كل عيوبهم ؛ إنما أصحاب عقيدة على قدر حالهم و مدّعياتهم و أخلاصهم لسيدهم الصدر المقتدى وإنهم يمثلون تيار الشهيدين الكبيرين محمد باقر الصدر و محمد صادق الصدررضوان الله عليهما!
لذلك من الطبيعي أن يرفض الصدريون رسائل و توسلات الإطار و على رأسهم السيد المالكي الذي لم يبق أمامه و المرتزقة من حوله خيار للخلاص من العار الذي لحق بهم جرّاء فسادهم و محاصصتهم و بآلتالي فشلهم .. خصوصا والأنتخابات قريبة وقادمة مع النظام الجديد – القديم بجعل الانتخابات دوائر متعددة و مستقلة, بعد ما كان(الأطار) قد أصر العام الماضي، على استبدال نظام الدوائر بـ (سانت ليغو) الذي مكّنهُ بالنهاية الحصول على اكثر من نصف مقاعد المحافظات بغياب الصدريين.
انقلابات و تحولات و خصومات في المواقف تجري داخل الإطار التنسيقي، فيما رفض السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري رفضاً تاماً، رسائل جديدة وصلته من التحالف الشيعي, ولسان حاله؛ [نحن عندما فُزنا بآلأكثرية في البرلمان عبر الانتخابات و أيّدنا العالم إلى جانب الشعب؛ لم نبقى معكم بسبب فسادكم و محاصصتكم لقوت الفقراء, و آلآن بعد ما أثبتم فشلكم تريدونا أن نشارككم الفشل]؟؟
وتشكل الاطار التنسيقي، في اعقاب نتائج انتخابات 2021 (اجريت وفق سانت ليغو) التي اظهرت تفوق مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري, وشغل التحالف بعد اعتزال الصدر، في صيف 2022، اكثر من نصف مقاعد البرلمان، وقبل اشهر قليلة سيطر على رئاسة البرلمان، بسبب الابعاد “المفاجئ” للرئيس السابق محمد الحلبوسي.
مصير مجهول؟
قبل أن يقرر الصدر مغادرة العمل السياسي في 2022م كان قد طلب حلّ البرلمان و اجراء انتخابات مبكرة و هذا بعد ما خيّرالأطار البقاء كمعارضة أمام الحكومة الصدرية المقبلة أو يبقى الصدر كمعارضة والأطار كحكومة ، لكن الإطار رفض كل تلك الحلول .
تدريجيا تراجع التحالف الشيعي بعد ذلك، عن تنفيذ مطلب الصدر، واكد كل زعماء الإطار(بمن فيهم نوري المالكي)، زعيم دولة القانون، بانه لا حاجة لانتخابات مبكرة.
لكن المالكي و بسبب فقدانه للبصيرة حتى السياسية فيه، وبحسب مصادر مطلعة؛ يبدو قد تراجع الان عن تلك الفكرة، في إطار التحولات الجديدة التي طرأت على مواقف رئيس الوزراء الأسبق، و(مغازلة الصدر), المشكلة إن الغباء المفرط الذي أحاط بهم جعلتهم لا يعرفون حتى حساب القضايا بـ (حساب العرب), لأن خطأ بسيط من مسؤول أو رئيس ليس كخطأ موظف أو مسؤول صغير ؛ لأن خطأ المسؤول يشمل الكثير من الخسائر المادية و المعنوية و البشرية وو ... إلخ, و سبب هذا الدمار هو عدم وجود مثقفين أو حتى متخصصين بينهم.
تراجع زعيم دولة القانون عن رفض الانتخابات المبكرة، يفسره سياسي مقرب من (الاطار) بانهُ؛ [جاء بسبب الخوف من صعود شعبية رئيس الحكومة محمد السوداني)!؟ و هذا يظهر بأن لا مكانة ولا مصلحة للعراق بقدر المصالح الشخصية و الحزبية و للأسف الشديد!؟
السوداني الذي استلم الحكومة أواخر 2022، و بحسب مراكز استطلاع رأي امريكية، أظهر بان اكثر من 50% من العراقيين يؤيدون سياسته قياساً للحكومات الفاشلة السابقة و ليس على ألمعايير الدولية المطلوبة!
ويعتبر اجراء انتخابات مبكرة بمثابة (قطع الطريق) امام السوداني، واحياء لطموح المالكي الذي يحلم برئاسة الحكومة, طبعا زعيم دولة القانون قال قبل أيام في حوار تلفزيوني : [باب عودتي لرئاسة الوزراء مفتوح .. وانا مستعد اذا استدعاني الواجب الوطني]!.
ولا أدري أي وطن يعنيه السيد المالكي و هو يفضل مصالحه الشخصية و الحزبية عليه وعلى الشعب الذي حوله إلى طبقتين!؟
وتبدو بوابة الدخول للانتخابات المبكرة أو عرقلة حصول السوداني على ولاية ثانية هي بإجراء تعديل على قانون الانتخابات.
يتشارك بعض الشيعة في (الاطار) مع مخاوف المالكي على فقدان السلطة، و يبدو قلقاً من ثنائية الخزعلي (زعيم العصائب) والسوداني. لكن بالمقابل هذه الاطراف لا تتفق في اجراء انتخابات مبكرة!
يقول (حيدر العبادي) الذي جاء للسلطة بعد ازمة مع المالكي في 2014، متحدثا عن ولاية رئيس الوزراء في برنامج حواري:
[فترة الأربع سنوات غير كافية لإكمال البرنامج الحكومي].
في غضون ذلك يتوقع زعيم دولة القانون، بحسب ما تنقله المصادر، انقلابه على رفضه اجراء انتخابات مبكرة ستقربه من الصدر!
المالكي وفي الحوار التلفزيوني الاخير قال بحسب مصادر : [اتوقع ان يكون هناك وفاق ما بين ائتلاف دولة القانون و التيار الصدري].
و يعول رئيس الوزراء الأسبق على رسائل شفهية يرسلها باستمرار الى الصدر، وقيل مؤخراً، ان هناك رسائل تحريرية وصلت الى الصدر, وتحمل هذه الرسائل دعوات جديدة لإقناع زعيم التيار للعودة عن المقاطعة، و تأييد المالكي لقانون انتخابي يعتمد الدوائر المتعددة التي كانت ضمن متبنيات الصدر, ويقول المالكي في الحوار؛ (لديه معلومات عن مشاركة التيار بـ(الانتخابات النيابية المقبلة).
ويتفق بهاء الاعرجي الصدري المنشق، مع المالكي في تصريحات له بأن [الصدر سيعود قريبا للعمل السياسي], ويقول الاعرجي انّ [الصدر سيجلس مع المالكي في حال هناك مصلحة للعراق].
وفي تلميح للصدر برفض تلك الرسائل شكر أوّل امس، في بيان، انصاره [التي صبرت و أثبتت إخلاصها، بعد انسحابنا من مجلس النواب، لكي لا نكون ظهيراً للفاسدين].
وكان المالكي في لقاء مع إذاعة (مونتي كارلو) الفرنسية العام الماضي، قال عن علاقته بزعيم التيار الصدري؛
[بان الخلاف معه سينتهي قريباُ].
رئاسة البرلمان:
على الضفة الاخرى يبدو ان التفاهمات السابقة حول كرسي رئيس البرلمان قد ذهبت أدراج الرياح، بعد انشقاق مفاجئ جرى داخل الفريق السُني القريب من (صقور الاطار).
محمود المشهداني وخالد العبيدي، النائبان المنتميان الى معسكر معارضي الحلبوسي، شكلوا قبل ايام تحالف (الصمود), ومنذ ذلك الحين لم يحصل اي من الفريقين (الحلبوسي او المعارضة) على الاغلبية لتمرير رئيس جديد، وانقسم الشيعة بين المعسكرين.
خلاصة الكلام بشأن أصل موضوعنا (التيار والإطار) : إن (ألاطار) مدين للتيار بآلكثير الكثير – ولا يستطيع الأطار الذي تقدّم بشهوة كآلوحش نحو تشكيل حكومة برئاسة السوداني الذي هو الآخر رفضهم الآن و إستقل عنهم لأسباب كثيرة هو أدري بها!؟
لذلك فإن الصدر لن يقبل المصالحة مع الأطار الفاشل, و على الأطار أن يتنازل بعد الأعتذار للتيار عن كل ما فعله من الحماقات و الخسائر المادية و ا لبشرية التي لا تعوّض .. لأن القرارات و الوعود التي صدرت منهم بكونهم(الأطار) سيفعلون كذا و كذا و إننا و سوف وووو ...إلخ من التصريحات التي لم ينفذ منها سوى القليل القليل كبناء رصيف أو جسر أو مجمع لا يغني و لا يسمن و لا حيل مشاكل الشعب الأساسية في المعيشة و السكن و العلاج و التربية و التعليم ووو...إلخ.
لذلك فأن الإطار لو بقي فيه شيئ من الحياء و الأخلاص و الأيمان بآلغيب؛ لتنازل للصدر هذه المرة مع الأعتذار الصريح والأعتراف : بكونهم لم يعرفوا و لم يقدروا جميل التيار عندما تنازلوا عن حقهم القانوني والشعبي والشرعي والديمقراطي بتركهم للساحة و تنازلهم عن كل شيئ لتمشية الأمور و طوال سنتين تقريباً, حتى إعلانهم(الأطار) بآلفشل في إدارة الدولة و إرسال رسائل عديدة الآن للتصالح معه, هذا رغم إن أمريكا بعظمتها وقفت لجانب الأطار ودعمتهم و وافقت عليهم بعد ما أثبتوا إخلاصهم لامريكا بتنازلهم المخزي و بيع العراق عبر توقيع المعاهدة المالية المعروفة بين الطرفين, والتي إعتبرت أكبر و أعظم فساد في تأريخ العراق بعد مقتل آل البيت(ع) على أرضه بيد أجداد الإطاريون للبقاء في السلطة أيضا و للأسف .. حيث تنازل(الأطار) قبل ثلاثة أشهر للبنك الفدراي(1) حتى عن الأموال النقدية العائدة من واردات النفط التي هي ملك الشعب, بل و فوق ذلك إشترطت(البنك) على رئيس البنك المركزي على العلاق بأن يكون التبادل التجاري و واردات العراق تحت أشراف وتأئييد أربعة دول هي الأمارات و الأردن و الهند و دولة رابعة أعتقد مصر, و هكذا تحول العراق إلى ضيعة بيد (إشعيط و إمعيط) كما يقول المثل العراقي للأسف الشديد!
و أخيراً ؛ على الإطار المدين للتيار بآلكثير .. أن يحفظ ما تبقى من ماء وجههم حفاظاً على وجودهم و مرتزقتهم على الأقل بتقديم إعتذار كبير و تنازلهم عن كل المسؤوليات عاجلاً لا آجلاً و الذهاب مشياً إلى آلحنانة ليحكم التيار هذه المرة ليرى الشعب ما سيفعل بآلحكم !؟
هل سيصلح العراق الذي تحول إلى مختبر؟ أم سيسير على نفس النهج ألأطاري للهاوية وهي الآن على شفا حفرة من النار والله!؟
عزيز حميد مجيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت العراق | أكبر جريمة في تأريخ العراق بعد مقتل أهل البيت(ع) فيه . (sotaliraq.com) (1) لمعرفة التفاصيل راجع :
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟